أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فهمي عادل - -تازا نغرا-














المزيد.....

-تازا نغرا-


فهمي عادل

الحوار المتمدن-العدد: 2648 - 2009 / 5 / 16 - 04:33
المحور: كتابات ساخرة
    


تازا نغرا أو تازة السوداء على شاكلة فيلم "كازا نغرا" فبالرغم من أنهما ليس الا عنوانين لمعانتين تتبادلان التأثير و التأثر، إلا أنهما يختلفان من حيث أن العنوان الأول ما هو إلا من إنتاج و تصوير الجشع، و إخراج الصحافة، و مازال مجرد سيناريو يروي عن تخبط و استخفاف سياسة السلطات المحلية و المنتخبة في التخفيف من معاناة الساكنة، في المقابل الآخر فالعنوان الثاني "كازانغرا" لمخرجه نور الدين الخماري، فهو فيلم يروج حاليا في قاعات السينما و يحاول أن يثير انتباه المجتمع لظواهر اجتماعية تدخل في عالم الطابوهات التي أصبحنا نعاني منها بالأساس نتيجة لسياسات وطنية و حكومية بصفتنا أولا و أخيرا مجرد فئران تجارب لمخططات استعجالية، و إصلاحات جامعية، و مواثيق وطنية، و مخططات زرقاء و صفراء و شيميكولور إلى آخره.

للتعريف فقط "فتازا نغرا" هي مدينة تقع في شرق المغرب تنكر لها المسؤولين محليا و وطنيا، و فوتوا عنها أكثر من فرصة تاريخية لتنميتها رغم الزيارتين الملكية المتتاليتين في السنتين الأخيرتين، و التي طالما حلم بها سكانها لأكثر من نصف قرن لعلمهم المسبق لما يواكب ذلك من تدشينات لأوراش تدعم البنيات التحتية و الاجتماعية و الاقتصادية للمدن التي يتفقدها سيدنا من حين لآخر.

"تازا نغرا" مدينة حرمها المسؤولين أيضا من ما استفادت منه غيرها إلا لشيء سوى لأنهم لم يعتادوا العمل في جو أقل بؤسا مما هو عليه الآن، و لجشعهم اللامتناهي في تحقيق رغباتهم و مصالحهم الشخصية و العائلية و القبلية.

"تازا نغرا" هي مدينة تدهورت شبكاتها الطرقية و سقطت قناطرها، و تلوثت مياهها الصالحة للشرب، و انقطع عنها التيار الكهربائي، من أول سقوط لزخات الخير"حسب تسمية مدير الأرصاد الجوية محمد بلعوشي" عنها لتروي ضمأ أراضي فلاحيها.

"تازا نغرا" مدينة انحدرت إلى مراتب متأخرة في سلم التنمية الاقتصادية و الاجتماعية لغياب مناطق صناعية ووحدات اقتصادية تشغل أبناءها و بناتها عترافا منها بشواهدهم التكوينية و الجامعية.

"تازا نغرا" مدينة لم تحتفل بيوم المدينة العربية رغم عراقة جذورها في التاريخ لأنها للأسف لم و لن تمنح قضاياها الرئيسية ملمحا إنسانيا من خلال تمكين قاطنتها لتصبح عاملا نشطا لتحقيق تنميتها المستدامة ولا في نشر مفهوم المجتمعات المحلية التي أصبحت تقوم بدور محوري في تغيير المواقف تجاه القضاياها البيئية في مدن و دول أخرى اقل منها شأنا، و اقتصر اجتهادها فقط على تشغيل طلابها و عاطيلها في صباغة الطرطورات و الواجهات العمومية في كل زيارة ملكية مقابل دراهم معدودة

"تازا نغرا" مدينة صادق مؤخرا مجلسها البلدي على الزيادة في فاتورة كهربائها بمقدار الثلث و لا تنتظر الا صدور القرار في الجريدة الرسمية لتسديد الضربة القاضية على ساكنتها و قصم
أوساطهم.

المهم يبلغكم سكان "تازة نغرا" أنهم لن يخضعوا و لن يستعطفوا السلطات المحلية لتدارك أخطائها و لن يراسلوا الجهات المختصة لإصلاح هفواتها، و لن يتنازلوا عن أحلامهم كما فرض على
البطلان"عادل و كريم" في فيلم "كازا نغرا" ، ولكن سيعملون بجد على تغيير واقعهم بعد الانتهاء من تصوير فيلمهم الملحمي "تازا نغرا".

فهمي عادل - مدير موقع تازة سيتي






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- و ماذا عن فاتح ماي 2009!
- الصحافة الالكترونية والورقية ...صراع أم تكامل
- تازة نكرا -Tazanigra-


المزيد.....




- الفنان الرائد سعد الطائي يدعو وزارة الثقافة لإستلام إحدى لوح ...
- شوي تشينغ قوه بسام: الأدب العربي في الصين كسر الصور النمطية ...
- تكريم الأديبة سناء الشّعلان في عجلون، وافتتاحها لمعرض تشكيلي ...
- ميريل ستريب تعود بجزءٍ ثانٍ من فيلم -Devil Wears Prada-
- ستيفن سبيلبرغ الطفل الذي رفض أن ينكسر وصنع أحلام العالم بالس ...
- أشباح الرقابة في سوريا.. شهادات عن مقص أدمى الثقافة وهجّر ال ...
- “ثبت الآن بأعلى جودة” تردد قناة الفجر الجزائرية الناقلة لمسل ...
- الإعلان عن قائمة الـ18 -القائمة الطويلة- لجائزة كتارا للرواي ...
- حارس ذاكرة عمّان منذ عقود..من هو الثمانيني الذي فتح بيوته لل ...
- الرسم في اليوميات.. شوق إلى إنسان ما قبل الكتابة


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فهمي عادل - -تازا نغرا-