أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح حسن السيلاوي - ادونيس في العراق














المزيد.....

ادونيس في العراق


صلاح حسن السيلاوي

الحوار المتمدن-العدد: 2646 - 2009 / 5 / 14 - 01:10
المحور: الادب والفن
    



زيارة الشاعر والمفكر العربي أدونيس الى إقليم كردستان العراق ، ساندت بوضوح كبير مشروع التغيير العراقي ببعده المضاد للواقع السلطوي العربي، ذلك الواقع المزدحم بمظاهر ومضامين التردي الذي سيقود أمة العرب الى الانقراض لأنها تجابه الحداثة بقيم قديمة، على حد تعبير أدونيس.
ليس من الغريب أن تثير زيارة ادونيس الى العراق الجديد انزعاجا عربيا لما تحمله من موقف ضمني واضح ضد السلطات العربية الشمولية، يمكن أن نفتح باب الرد على ذلك الانزعاج بتساؤل عن البعد المعنوي لزيارة أدونيس؟ هل كان الرجل بحاجة الى استزادة ثقافية أو معرفية؟ وهو الذي هضم المفاهيم والثقافات، وفاضت يداه ينابيع من الشعر والفكر؟ أم أنه يبحث عن شهرة؟ وهو المتخم بنجوميته القديمة والجديدة، كالسماء بمجراتها المتوالدة؟ أم يحتاج الى ترصين علاقاته مع الساسة العراقيين؟ وهو الذي يقدم أمسيته رئيس وزراء دولة اوروبية كبرى؟ إن ذاته المفكرة المتأملة جاءت لتقول أنا مع العراق، مع حياته التي نفضت ثيابها من رماد صدام، معها وهي وتحاول أن تبيض جوهرها من آثار صوره المتعددة في أنساق الثقافة والفكر والمفاهيم التي تحكمنا، وقف أدونيس بذاته مع الذات العراقية التي تتساءل عن وجودها، وترصد قلق حياتها في مهب الحضارات الآنية، وتشير بإصبعها الهش الى خنازير التاريخ الذين لا يريدون للكلمة أن ترتفع، ولا لأيادي الحوار أن تمسح البارود عن أغصان الحدائق.
اضاف الى جبال كردستان جبلا بوقوفه هناك، ولشدة شفافيته تفحص مثقفو العراق مكنونات قلبه، بأصابع أسئلتهم وبشفاهها أيضا، وأرسل وجودُه في بلاد الرافدين الى الظلاميين ممن يحسبون على مثقفي العرب رسائل شديدة اللهجة، مفادها انكم على الهامش الذي يتقدم بكم الى الهاوية، أولئك الذين عصبوا أعينهم عما يدور في وادي الرافدين، فلم يروا فيه سوى الدبابة الاميركية وهي تجر تمثال صنمهم من ساحة الفردوس.
قال لهم ما كان يراه وما رآه مجددا، وأفصح عن كل حريته التي لا يمكن لأية دولة عربية مجاورة أن تسمح له بها مطلقا. أصابع الإسلام السياسي صاغت عبر تاريخها الطويل واقعا اجتماعيا يتلاءم مع مصالحها، واقعا مستسلما لا يبحث عن تجديد أو يدخل في دهشة سؤال او يعطي فسحة للحرية، أدونيس طالما رثى جسد تلك الحرية العربية الممزق بسهام الديكتاتورية والاسلام السياسي والجهل والفقر، الا ان الجديد هذه المرة، هوان كلمته اتشحت بقوة فعله، المتمثل بوضع قدمه على موطئ دنسته أقدام المحتلين، من وجهة نظرعربية، فعله الرافض للعيش في سجون التاريخ مثل العديد من المثقفين العرب الذين ما زالوا يتداولون الشعارات المستهلكة ويعصبون بها افكارهم، وجود ادونيس في العراق فعل متمرد على الركون في فضاء الثقافة العربية، وهو بذلك شرح عمق ذاته المعرفية وهي تقرأ الواقع، فعله المتمثل بوقوفه الى جانب الفكر المضاد للسلفية الفكرية، والظلامية التي يقودها الاسلام السياسي المتطرف. وجد أدونيس في العراق مكانا يتسع لحجم آرائه بكل ما فيها من حدة وعمق، مكانا لا يحاسب فيه على رأي توصل اليه عبر أكثر من ستة عقود قراءة وتأمل من عمره البالغ ثمانين عاما. كان خير ضيف عربي وكان العراق كله ممثلا بكردستان التي استقبلته بكل جبالها فكان لا يقل عنها طولا.
[email protected]







ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هكذا اعلق جنائني


المزيد.....




- فيلم -أوسكار: عودة الماموث-.. قفزة نوعية بالسينما المصرية أم ...
- أنغام في حضن الأهرامات والعرض الأول لفيلم -الست- يحظى بأصداء ...
- لعبة التماثيل
- لماذا يا سيدي تجعل النور ظلاماً؟
- نشطاء يريدون حماية -خشب البرازيل-.. لماذا يشعر الموسيقيون با ...
- -ماء ونار-.. ذاكرة الحرب اللبنانية في مواجهة اللغة وأدوات ال ...
- أردوغان يستقبل المخرج الفلسطيني باسل عدرا الفائز بأوسكار
- توقيع اتفاق للتعاون السينمائي بين إيران وتركيا
- تسرب مياه في متحف اللوفر يتلف مئات الكتب بقسم الآثار المصرية ...
- إطلالة على ثقافة الصحة النفسية في مجتمعنا


المزيد.....

- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح حسن السيلاوي - ادونيس في العراق