أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - مصطفى محمد كمال - ماذا فعلت الجودة بالجامعات المصرية؟!














المزيد.....

ماذا فعلت الجودة بالجامعات المصرية؟!


مصطفى محمد كمال

الحوار المتمدن-العدد: 2640 - 2009 / 5 / 8 - 08:06
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


يعانى أعضاء هيئة التدريس بالجامعات المصرية من تدنى مرتباتهم ، بما ينعكس بالسلب على العملية التعليمية . وتعمدت الحكومات المصرية خاصة بعد ثورة 23 يوليه عام 1952 ، ان تكون علاقاتها بأعضاء هيئة التدريس قائمة على معادلة العصا والجزرة ، وأستمر هذا الموقف حتى وقتنا هذا ، ففقد أساتذة الجامعة دورهم السياسي والتنويري وأصبحوا عبيد لحذاء الحكومة ، خاصة بعد المشروع الأخير المزعوم بزيادة دخول أعضاء هيئة التدريس المرتبط بالجودة ، وهو مشروع هلامي ليس له أساس دستوري ، ولا معايير موضوعية ، ولا مصادر تمويل ، لكن الحكومة تهرب من خلاله من مطالب الأساتذة المشروعة لزيادة مرتباتهم زيادة حقيقية قائمة على القانون وليس الأهواء والمصالح وتصفية الحسابات الشخصية . وهذا المشروع الواهي يعمق معادلة العصا والجزرة بين الحكومة والأساتذة . والسؤال ماذا حدث فى الجامعات المصرية بعد تطبيق هذا المشروع ؟ هل ارتفعت جودة العملية التعليمة داخل الجامعات المصرية ؟! أعتقد الإجابة واضحة فى موقع الجامعات المصرية المتدني فى الترتيب العالمي والإقليمي . لقد زاد التدهور والفساد والشللية فى الجامعات المصرية بعد تنفيذ هذا المشروع الفاسد من جذوره . لقد تحولت الجامعات المصرية بعد ما يسمى بمشروع الجودة إلى حلبة مصارعة بين أساتذة الجامعة لكسب رضي إداراتهم حتى يتم إدراكهم فى كشوف الجودة التى تذكرنى بكشوف البركة لشركات توظيف الأموال ، لقد تعرت نفوس الأساتذة وأصبحوا يتنافسون ويتصارعون على نفاق و كسب ود رئيس الجامعة ومجموعة المنتفعين حوله على كافة مستويات الجامعة ، وأصبح بعض الأساتذة ألان يحملون الحقائب والأحذية ويوصلون الطلبات لمنازل رؤساؤهم طمعا فى الجودة .وتكونت مجموعات من هيئة التدريس والموظفين والسعاة تحت مسميات مختلفة ، وهم غالبا من المتعاونين مع أمن الدولة ، مهمتهم الرئيسية التجسس على أعضاء هيئة التدريس وكتابة التقارير لصالح السلطة الإدارية فى الجامعة التى هى بدورها تعيش فى حذاء وزير التعليم العالى المنفذ لسياسات الحكومة التى تهدف إلى تصفية الجامعات الحكومية .وأصبح المعيار الوحيد للفوز بكشوف البركة هو مدى طاعة وخضوع عضو هيئة التدريس لأوامر السلطة الإدارية ! لقد أظهر هذا المشروع الفاسد أحقر ما فى النفس البشرية لأعضاء هيئة التدريس . فالجميع داخل الجامعات يكذب ويتجمل ويختبأ وراء استمارات وتقارير الجودة الوهمية المزورة ، أقل ما يقال عنها أنها مسخرة تحدث فى الجامعة المصرية بعلم المسئولين . لقد تحول أعضاء هيئة التدريس بالجامعات المصرية إلى قطيع من الموظفين فى انتظار دائم للجزرة التى ستقدمها لهم الحكومة ، وعليهم الانتظار فى صبر وطاعة وخنوع العبيد حتى يرضى عنهم الوزير ! والنتيجة أن التعليم فى الجامعات المصرية يتم بصورة شكلية بلا مضمون حقيقي ، وتحولت الجامعات الحكومية إلى مطابع للشهادات ، وتخرج أجيال بلا فكر ولا مهارات ، ولا إحساس بالكرامة . فماذا ننتظر من أساتذة عبيد ؟! فهم لن يخرجوا أسياد ! وعن رسائل الماجستير والدكتوراه ، والأوراق البحثية للأساتذة فهي لا تساوى ثمن الورق الذي طبعت عليه ، والمؤتمرات التى يطلقون عليها مؤتمرات علمية ، هى فى حقيقتها سبوبة عيش لتلميع أصحاب المناصب الجامعية ، ومجرد تهريج واستيفاء أوراق بلا عائد حقيقي على المجتمع ، والمذكرات والكتب الجامعية من أيام سيدنا نوح بلا شكل أو مضمون مجرد وسيلة للرزق . أن الجامعات المصرية الحكومية تمر هذه الأيام بأسوأ أيامها ، فالوزير المسئول عنها لا يعرف شيئا عنها ومعظم أيامه يقضيها فى فرنسا ، ويعتمد على شلة من رؤساء الجامعات المنتفعين ، فهم مجرد موظفين ، ويديرون جامعاتهم من خلال أمن الدولة لحساب الوزير . والسؤال الآن متى نغلق الجامعات المصرية الحكومية ونسرح هيئة تدريسها ، حتى تستريح الحكومة ، ونحمى المجتمع من المخرجات الفاسدة لتلك الجامعات .



#مصطفى_محمد_كمال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - مصطفى محمد كمال - ماذا فعلت الجودة بالجامعات المصرية؟!