أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد الحمداني - من أجل أصلاح جذري لجامعة الدول العربية يؤهلها لقيادة العالم العربي في القرن الحادي والعشرين















المزيد.....

من أجل أصلاح جذري لجامعة الدول العربية يؤهلها لقيادة العالم العربي في القرن الحادي والعشرين


حامد الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 2638 - 2009 / 5 / 6 - 09:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يعيش العالم العربي اليوم مرحلة خطيرة في تاريخه حيث يعاني حالة من التمزق والتناقضات والخلافات العميقة بين الأنظمة العربية، وإقامة المحاور المصارعة فيما بينها، والتي سمحت لبعض دول الجوار التدخل في الشؤون العربية سواء عن طريق تحالف بعض الأنظمة العربية مع هذا البلد أو ذلك كما هو الحال في التحالف السوري الإيراني، أو على الضد من إرادة البعض الآخر كما هو الحال التدخل السافر لنظام ملالي طهران في العراق ولبنان وقطاع غزة، والتدخل التركي في شمال العراق، إضافة للتدخل السوري والسعودي في العراق من خلال دعم ومساندة العناصر الإرهابية التي تمارس أبشع الجرائم بحق الشعب العراقي منذ سقوط نظام الطاغية صدام حسين وحتى يومنا هذا.
في ظل عصر العولمة والشركات المتعددة الجنسيات، وإزالة الحواجز أمام انتقال رؤوس الأموال، وقيام التكتلات الاقتصادية والاقتصادية للدول الأوربية، يجد العالم العربي نفسه في حالة من الضعف والتبعية للدول الأخرى وهو يمتلك الإمكانيات الهائلة المادية والبشرية ما يؤهله ليكون دولة عظمى ينظر لها باحترام، وتخطب ودها دول العالم أجمع ، وتسعى لإقامة أوثق العلاقات السياسة والاقتصادية والثقافية معها على قدم المساواة والاحترام المتبادل للسيادة والاستقلال.

لقد كان حلم الشعوب العربية باستقلال البلاد العربية التي ظلت تحت نير الاستعمار العثماني لأربعة قرون، وإقامة وحدة عربية، وظل هذا الحلم يراود أبناء الأمة العربية التي عانت أشد المعانات من ذلك الحكم البغيض.
لكن العرب صُدموا بعد نهاية الحرب العالمية الأولى عندما نكث المستعمرون الجدد، البريطانيون والفرنسيون بالوعود التي قطعوها لهم، وتبين فيما بعد أنهم قد قرروا اقتسام البلاد العربية فيما بينهم بموجب معاهدة [ سيكس بيكو ]، وهكذا وجد العرب أنفسهم مرة أخرى تحت نير استعمار عالمي جديد.
لكن عزم الشعب العربي على تحقيق الاستقلال ، وإقامة الوحدة العربية الديمقراطية لم يفتر، وبقيت الجماهير العربية تناضل من أجل تحقيق هذا الهدف، وخاضت ضد المحتلـين الجدد معارك قاسية ومتواصلة، وقدمت الآلاف من الضحايا في سبيل التحرر والانعتاق من نير الاستعمار الجديد، وجمع الشمل العربي.
وعندما قامت حكومات محلية في العراق وسوريا ومصر وشرق الأردن واليمن والسعودية تحت مظلة المستعمرين البريطانيين والفرنسيين ظلت الجماهير العربية تضغط على حكامها من أجل قيام الوحدة العربية بعيداً عن الهيمنة البريطانية والفرنسية، ونتيجة للمد الوطني الذي اجتاح العالم العربي أوعز الإمبرياليون إلى الحكام في تلك البلدان لإجراء لقاءات فيما بينهم للبحث في موضوع إقامة شكل زائف من العلاقات بين بلدانهم بغية امتصاص ذلك المد الهادر، والهادف إلى التحرر الحقيقي من الهيمنة الإمبريالية، وإقامة وحدة حقيقية تلبي مطامح الشعوب العربية في الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، فقد كان أخشى ما يخشاه الإمبرياليون إقامة دولة عربية قوية تتمتع بثروات هائلة، وأرض زراعية شاسعة وخصبة، ومياه وفيرة، وطاقات بشرية كبيرة وخلاقة، فكان مشروع إقامة الجامعة العربية التي لا تعدو عن كونها جامعة للحكام العرب في الحدود الدنيا، وكثيراً ما تدب الخلافات بين هؤلاء الحكام، وتقطع العلاقات، وتغلق الحدود، وتشن الحملات الإعلامية على بعضهم البعض.
وبناء على رغبة الامبرياليين عقد الحكام العرب مؤتمراً لهم في القاهرة، في 22 أيار 1945، وتقرر في ذلك المؤتمر إقامة الجامعة العربية القائمة إلى يومنا هذا دون أن يطرأ على ميثاقها أي تطوير.
لم تستطع الجامعة العربية تحقيق حلم الشعوب العربية في الوحدة الحقيقية، فقد كان تأثير تلك الهيمنة البريطانية والفرنسية على الحكام العرب يشكل أكبر عائق لتحقيق الوحدة، أو على الأقل تحقيق أوثق الارتباطات فيما بينها في المجالات الاقتصادية والسياسية والعسكرية والثقافية.
لكن الأيام التالية أثبت أن الجامعة العربية، بالشكل الذي رسمه لها المستعمرون البريطانيون والفرنسيون لن تحقـق طموحات الأمة العربية، بل على العكس من ذلك انتقلت إليها الصراعات العربية، وأخذت سلطتها تضعف شيـئاً فشيئا حتى أصبحت قريبـة من التلاشي ، ولم يبقَ لها سوى دور ثانوي في القضايا العربية.
فالدول التي تضمها الجامعة العربية لا يجمعها جامع حقيقي بسبب الأنظمة السائدة في معظمها، والتي هي في جوهرها أنظمة استبدادية لا تعترف بالديمقراطية، ولا بحقوق المواطن العربي، سواء كانت هذه الأنظمة ملكية أم جمهورية، بل لقد تجاوزت الأنظمة الجمهورية الأنظمة الملكية في استبدادها، واستئثارها في الحكم، وإعداد الأبناء لتولي الحكم بعد الآباء حتى لكأنما قد ورثوا بلدانهم، واستعبدوا شعوبهم، وسلبوهم كامل حقوقهم الديمقراطية.
ومن أجل البقاء في السلطة والتشبث بها ضحوا ولازالوا يضحون بمصالح الشعوب العربية لكي يبقى العالم العربي متشرذماً ضعيفاً في عصر العولمة والتكتلات السياسية والاقتصادية التي يشهدها العالم اليوم، فها هي الدول الأوربية التي لا يجمعها لغة مشتركة، ولا تاريخ مشترك، ولا عادات وتقاليد مشتركة تتوحد بمحض إرادتها مشكّلة الاتحاد الأوربي الذي كون ثاني أكبر قوة اقتصادية في العالم بعد الولايات المتحدة، في حين يجمع الشعوب العربية التاريخ المشترك واللغة المشتركة والعادات والتقاليد المشتركة، لكنها تمزقها الخلافات والصراعات، وتعاني شعوبها الجوع والحرمان والإذلال.
وإذا ما قام نظام وطني متحرر من الهيمنة الإمبريالية انبرت الأنظمة الدكتاتورية في حملة عدائية لهذا النظام بغية إفشال تجربته في إقامة الحكم الديمقراطي الذي يحقق الحياة الحرة الكريمة للشعب كما جرى للعراق على أثر قيام ثورة 14 تموز 1958 عندما انبرى الرئيس عبد الناصر، مع شديد الأسف، في حملة عدائية ضد حكومة عبد الكريم قاسم، والتآمر على الثورة، وتقديم الدعم المتواصل للعناصر القومية و البعثية حتى تم لهم اغتيال الثورة في انقلاب 8 شباط الفاشي 1963، واضعين أيديهم بأيدي الإمبرياليين، ومقترفين مجزرة كبرى ضد القوى الديمقراطية في العراق، واستمر الشعب العراقي تحت نير حكم البعث قرابة الأربعة عقود من الزمن ذاق خلالها من الويلات والمصائب ما يعجز القلم عن وصفها، وما المقابر الجماعية التي اكتشفت بعد سقوط النظام في طول البلاد وعرضها إلا شاهداً على هول الجريمة التي اقترفها نظام البعث الفاشي ضد شعب العراق، ناهيك عن حروبه الكارثية التي استمرت خلال العقدين الأخيرين، والتي ذهب ضحيتها مئات الألوف من العراقيين الشباب الأبرياء، وما نتج عن تلك الحروب من انهيار البنية الاقتصادية و الاجتماعية والصحية في للبلاد.
إن الشعوب العربية في واقع الحال قد فقدت ثقتها في هذه الجامعة بوضعها الحالي، ولا بد والحالة هذه أن يتدارك الجميع إصلاح الأمر، وبناء جامعة عربية جديدة تعمل بصدق وتفانٍ من أجل جمع الشعوب العربية تحت مضلة الديمقراطية والحرية الحقيقية، وبناء اقتصاد عربي متكامل، وعملة عربية واحدة، وتعاون وثيق في كافة المجالات السياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والصحية كخطوة أولى نحو إقامة علاقات أوثق على غرار الاتحاد الأوربي، وهذا لن يتم إلا عبر قيام أنظمة ديمقراطية في العالم العربي تحترم إرادة شعوبها، وتتفانى في خدمته،لا كما تفعل اليوم، حيث قد سخرت شعوبها لخدمتها، وسلبتهم كل حقوقهم وحرياتهم، واستأثرت بخيرات البلاد على حساب بؤس ومعانات شعوبها.



#حامد_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بمناسبة عيد الثامن من آذار : ماذا حقق الاحتلال الأمريكي للمر ...
- من أجل دمقرطة وتحديث النظام التربوي في العالم العربي
- حساب الربح والخسارة في حرب غزة
- كتاب مفتوح للسيد رئيس الوزراء نوري المالكي
- هكذا نجح انقلاب 8 شباط الفاشي
- ما قبل وبعد العاصفة، كتاب جديد للباحث حامد الحمداني
- من أجل إعادة كامل حقوق الأكراد الفيليين وتعويضهم، وإنزال الع ...
- من أجل انتخاب رئيس للبرلمان بعيداً عن المحاصصة الطائفية البغ ...
- الفيدراليون ورئيس الوزراء المالكي والدستور العتيد!
- المجتمع العراقي تحت وطأة الاحتلال والواقع البائس للمرأة!
- من أجل تفعيل الإعلان العالمي لحقوق الإنسان
- الحوار المتمدن مشعل يضئ الطريق نحو عالم أفضل
- من يتحمل مسؤولية انتشار الإرهاب على المستوى العالمي؟
- واقع الديمقراطية في العالم العربي
- الانتخابات المقبلة والمسؤولية التاريخية لقوى اليسار والديمقر ...
- ماذا ينتظر العالم من انتخاب أوباما؟
- المعاهدة الأمريكية العراقية ومحنة العراقيين
- الأزمة الاقتصادية الراهنة ذات أبعاد خطيرة على مستقبل الرأسما ...
- الأوضاع الخطيرة في الموصل تتطلب أجراءات جذرية عاجلة
- ينبغي وضع حد للجرائم التي يتعرض لها المسيحيون في الموصل


المزيد.....




- اغتيال بلوغر عراقية شهيرة وسط بغداد والداخلية تصدر بيانا توض ...
- غالبية الإسرائيليين تطالب بمزيد من الاستقالات العسكرية
- السعودية.. فيديو لشخص تنكر بزي نسائي يثير جدلا والأمن يتحرك ...
- صحيفة: بلينكن سيزور إسرائيل الأسبوع المقبل لمناقشة صفقة الره ...
- الديوان الملكي يعلن وفاة أمير سعودي
- الحوثيون حول مغادرة حاملة الطائرات -أيزنهاور-: لن نخفض وتيرة ...
- وزارة الخارجية البولندية تنتقد الرئيس دودا بسبب تصريحه بشأن ...
- أردوغان يقول إن تركيا ستفرض مزيدا من القيود التجارية ضد إسرا ...
- وزير الدفاع الأمريكي يشكك في قدرة الغرب على تزويد كييف بمنظو ...
- مشاهد للوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير قبل لحظات من ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد الحمداني - من أجل أصلاح جذري لجامعة الدول العربية يؤهلها لقيادة العالم العربي في القرن الحادي والعشرين