أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - رجب الحكيم - سيما اونطة هاتوا فلوسنا














المزيد.....

سيما اونطة هاتوا فلوسنا


رجب الحكيم

الحوار المتمدن-العدد: 2636 - 2009 / 5 / 4 - 07:20
المحور: كتابات ساخرة
    


هل سمعت من قبل عن مصطلح (الترسو) في قاعات السينما ؟
هل تعرف أن قاعة السينما زمان كانت مقسمة إلى صالة و بلكون وكذلك مقاعد خشبية أمامية رخيصة تسمي ترسو ؟
هل تعرف أن الممثل المصري فريد شوقي كان مشهورا بلقب ملك الترسو لأن معظم جمهوره كانوا من رواد الترسو .

و الترسو عبارة عن مجموعة من الدكك الخشبية مرصوصة وراء بعض وموجودة أمام شاشة العرض مباشرة ، و الدكة الخشبية الواحدة يجلس عليها عدد غير معروف من المشاهدين يتراوح بين 20 و40 مشاهد ودكك الترسو منقسمة إلى مجموعتين ، مجموعة على يمين السينما ومجموعة على اليسار ومن الغريب أنهم كانوا يملئون قسم واحد فقط من الدكك بالمشاهدين ويتركون القسم الاخر خالي انتظارا لفوج جديد من الزبائن وكنا نجلس على الدكة ملتصقين ببعض ومزنوقين للغاية لدرجة يصعب معها التنفس وكانت احدي جلساتي كالتالي :


كان كتفي الأيسر في ذقن الجالس علي يساري و بداخل جنبي الأيمن تجد ركبة الجالس علي يميني ، حتى أننى مرة شاهدت فلمين كاملين دون أشعر انني لم أكن جالسا على الدكة ولكن على الهواء ومزنوق في الجالسين علي يساري ويميني لذلك لم اسقط


ولو دخلت إلى الترسو ستجد كل الجالسين على الدكة مائلين نحو اليسار لسبب مجهول، ولأن رواد الترسو يجلسون أمام شاشة السينما مباشرة فإنهم يضطرون إلى رفع رؤوسهم إلى الأعلى لكى يشاهدوا الشاشة جيدا ، حتى أن من ينظر إليهم يعتقد أنهم يشاهدون عرض جوي.لدرجة ان من يخرج من دار العرض بعد الفيلم يجد صعوبة في انزال رأسه إلى طبيعتها .

كان معظم رواد الترسو من المراهقين الذين يدخلون لاختلاس النظر إلى بعض المشاهد المثيرة في الأفلام الأجنبية ولكن كانت الرقابة المصرية على السينما صارمة فلا يسمح بظهور مشاهد عارية أو ألفاظ خارجة ، ولكن يبدوا أن بعض الأفلام كانت تهرب نسبيا من هذه القيود الصارمة فقد كان هناك فلم اسمه وكر الأفعى لبروس لي (وبروسلي كان نجم الشباك الأول في السينما المصرية )، هذا الفلم كان به مشهد مدته ثواني معدودة لبعض الفتيات الآسيويات اللاتي يجلسن بجوار زعيم العصابة على شاطئ البحر وهن شبه عاريات ورغم أن الصورة بعيدة والمشهد لا يستغرق سوي ثواني معدودة ولكنه كان كفيلا بان يجعل الشباب يتقاتلون على أبواب السينما يوم عرض الفلم وفطن أصحاب السينما لذلك وكانوا يعرضون الفلم على فترات دورية فمثلا تعرض السينما أفلام عادية لمدة أسبوعين ثم تعود لعرض هذا الفلم لمدة أسبوع وهكذا وكأنه منهج دراسي ..

وكنت اسمع كثيرا عن هذا الفلم الذي شاهده زملائي فمنهم من شاهده عشرون مرة وثلاثون مرة حتى حفظوه عن ظهر و بطن قلب ولكن الزحام الشديد كان يمنعني عن مشاهدته دائما ، حتى قررت أنا و أحد زملائي دخول الفلم وكان الزميل يدخل الترسو لأول مرة في حياته وبالطبع جلسنا متراصين ومتزاحمين حتى أننا لا يمكن أن نتنفس في لحظة واحدة فإذا اخذ احدنا نفسه ففي نفس اللحظة يكون زميلة يخرج نفسه وهكذا لا يمكن أن نتنفس سويا حتى لا يضيق المكان ، وقد لاحظ زميلي الجديد الغشيم أن النصف الآخر من الترسو خاليا فقام ليجلس فيه ولكنه فوجئ بضربة خرزانة على رأسه من فتوة السينما البالغ وزنه حوالي 150 كيلو جراما ليعود إلى مكانه مسرعاً ، وأريد أن أضيف أن كل سينما و بالتحديد كل ترسو كان يوجد به فتوة يحمل خرازنة طويلة ليجلس بها المشاهدين ... ورغم المصاعب التى تكبدها صديقي لمشاهدة الفلم فإن اللقطة الشهيرة لم تظهر في الفلم فقد كانت إدارة السينما تضعها مرة وتحذفها مرة خوفا من الجهات الأمنية وتعالت الصفافير والصراخ من الجماهير المتعطشة (سيما اونطة هاتوا فلوسنا ... سيما اونطة هاتوا فلوسنا ) وكادوا أن يكسروا السينما ولكن هيهات ولم يدخل زميلي السينما بعد ذلك ، وبالمناسبة هذا الرجل بعد سنوات أصبح من قيادات الجماعات الإسلامية ...
كان يوجد سور قصير يفصل بين الترسو وبين الصالة وكان بعض رواد الترسو يقفون بجوار هذا السور ليغتنموا الفرصة ليقفزوا للجلوس في الصالة وكانوا ينجحون أحيانا وأحيانا يمسكهم حراس الترسو.
و كنا نزوغ من المدرسة لندخل السينما صغارا في الفترة الصباحية من وراء آبائنا ولكن بعد أن كبرنا قليلا أصبحنا ندخل السينما بمعرفة الأهل ونأخذ ثمن التذاكر منهم وترقي الحال بنا لنجلس في مقاعد الصالة المحترمة والتى كانت أفضل كثيرا فكنت اجلس على الكرسي وحدي ولا اضطر لرفع رأسي ولكن ... كنت اشعر بعدم الراحة وأنا جالس على كرسي الصالة فقد كنت أتململ يمينا ويسارا ويسألني زميلي فيه حاجه ؟ أقول له : لأ مفيش ، وظل الأمر هكذا حتى اكتشفت أن سبب عدم الراحة هو الحنين إلى الترسو وقعدة الدكة ،وفي احدي المرات قررت أن أقوم بعملية عكسية وهي أن اعبر السور من الصالة إلى دكك الترسو واقتربت من السور وعندما أصبحت فى منتصف السور وجدت الحارس يمسكني ويقول : موش عيب لما تبقي كبير كدا وتنط من السور ، يلا بسرعة ارجع على دكتك في الترسو ... فجريت مسرعا نحو الدكك وفمي مفتوح من السعادة ...
للأسف في منتصف الثمانينيات قامت دور السينما بإلغاء الترسو من قاعاتها وانتشر الفكر الأصولي بين المصريين وتضاءلت لحظات السعادة كثيرا





#رجب_الحكيم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إذا كنت تعتقد انك علماني أجب على هذه الأسئلة المتعلقة بمستقب ...
- أحكام الزنا والزواج أفضل في المسيحية أم الإسلام
- الإسلام هو الحل عند اللزوم فقط
- أنفلونزا الخنازير


المزيد.....




- توم هولاند -متحمس للغاية- لفيلم -Spider-Man 4-.. إليكم السبب ...
- 100 فيلم لا تُنسى.. اختيارات نيويورك تايمز لسينما الألفية ال ...
- الحكم على ثلاثة بالسجن لمساعدتهم في جريمة قتل مغني الراب سي ...
- مقتل المشرفة الموسيقية السابقة في برنامج -American Idol- وزو ...
- أيقونات من رماد الحرب.. فنان أوكراني يحوّل صناديق الذخيرة إل ...
- إطلاق جائزة فلسطين العالمية للشعر في ختام مهرجان ميديين الدو ...
- رئيس الممثلية الألمانية لدى السلطة في مقابلة مع -القدس- قبل ...
- جدل في أوروبا بعد دعوة -فنان بوتين- إلى مهرجان موسيقي في الج ...
- -المدينة ذات الأسوار الغامضة- رحلة موراكامي إلى الحدود الضبا ...
- مسرحية ترامب المذهلة


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - رجب الحكيم - سيما اونطة هاتوا فلوسنا