أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله محمد العبدالله - كيف تُميّز الدعوات الإلهية عن غيرها















المزيد.....

كيف تُميّز الدعوات الإلهية عن غيرها


عبدالله محمد العبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 2636 - 2009 / 5 / 4 - 07:20
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عندما تنطلق أي دعوة تمثل أفكاراَ جديدة وتعتمد على وسائل غير تقليدية ، وتركز على غايات مهملة قد تغافل عنها الإنسان ، فإن تلك الدعوة ستواجه ممانعة كبيرة وتجابه بمعارضة متنوعة ، ذلك لأن من طبع البشر أنه يتخذ من تلك الدعوات الإصلاحية التغيّرية المُجددة والمتجددة موقف الشك والريبة وحتى العداء وربما يُشرع القتل والإبادة والزوال لتلك الدعوات ، والسبب إن الإنسان عندما يرى أي شئ في الواقع أو يجابه أفكاراَ ورؤى جديدة فأنه سيعترض وسيصف ما يراه من جديد تلك الأفكار والرؤى وفق ما يعرفه سابقاَ وما ترسب في ذهنه ، وسوف يلجأ الى الأرشيف والى التأريخ والى ما قاله أسلافه وما وجد عليه آباءه الأولين (من أحكام وأعراف وتقاليد وعقائد وأفكار ) .
إن التوفيق والتسديد الإلهي هو عنصر ضمان نجاح تلك الدعوات الصالحة والمُصلحة وأيضاَ صبر ومثابرة ومواظبة وجهد وجهاد الدُعاة والعاملين من أجلها وما يحملونه من الحكمة والموعظة الحسنة في الدعوة والإرشاد .
إن تمييز وتصنيف الدعوات الإلهية عن غيرها من الدعوات السياسية التي تلبس لبوس الدين أو تسيّس الدين من أجل الدنيا الدنية لا من أجل الحياة الدنيا والحياة الآخرة ، أو الدعوات التي تُمزق المجتمع وتحوله الى شيع وأحزاب وتيارات وحركات و مشايخ وصُناع ومراجع للإفتاء ومذاهب وطوائف وقوميات وشعوب وأُمم ، حيث تعمل كل ماذكرناه ومالم نذكره من تلك الأحزاب والفتاوى السيئة وغيرها،على إيجاد التشرذم وزرع الفتنة ونشر الكراهية وأعتماد التسلط والإكراه والتخويف والترهيب والأبتزاز وتتخذ من التمييز الديني والمذهبي والقومي والمناطقي عقيدةَ وسلوكاَ ، تلك الدعوات تؤسس لمشروع الأستغناء السري عن الله وتعمل على توسيع فتنة البُعد عن ما يريده الله للإنسان .
إن مميزات الدعوات الإلهية عن غيرها من الدعوات القاصرة أو الدعوات غير الواعية والمتاجرة بالدين والدنيا والدعوات المفترية والمتجنية على الله وعلى الدين وعلى الدنيا هي :-
1- الدعوات الإلهية تخاطب كل فئات المجتمع ولا تنحصر في مذهب أو طائفة أو دين أو قومية أو شعب أو أُمة ، بل هي تدافع عن الإيمان بالله في عقول وضمير وقلوب وحياة الناس بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية والمذهبية والعرقية .
2- تهتم بشكل أساسي بعلاقة الناس بالله سبحانه ولا ترمي بثقلها في ساحة المصالح السياسية والاقتصادية أي تركز على إصلاح العلاقة مع الله ولا تنشغل بأي قضية غير قضية الإيمان بالله وتطوير وتعميق وتوسيع وتجديد العلاقة مع الله ومعرفته بالتقرب اليه بحبه سبحانه .
3- تعتمد ثقافة الذكر ، وفكر المعرفة بالله ، وخطاب الإيمان ، فليس لها موقف أو وجهة نظر أو رؤية أو تعليق على أي شئ أو أي حدث سواء كان سياسياَ أو اقتصادياَ أو غيره ، إلا من خلال الذكر والإيمان بالله ، وهي لا تحمل برامج سياسية أو اقتصادية وإنما تقدم ثقافة مؤمنة ذاكرة محبة لله تُربي بها المجتمعات البشرية كافة.
4 - تُبين ما يريده الله وما يحبه الله ويرضاه ، وهي تَصلح لكل الديانات والمَذاهب والطوائف والمِلل والنِحل .
5- تُساند مبادرات الدفاع عن الحرية والعدالة وحقوق الإنسان وخاصة حقوق المرأة والطفل ، وتعتني بالبيئة وبكل المطالب النبيلة والخيرة والشريفة التي تحقق منافع الحياة الكريمة ، وتؤمن أن حقوق الإنسان هي جزء من المطاليب الإلهية الواجبة في التكامل ، وتتعامل مع حقوق الإنسان بأعتبارها نعمة وهبة من الله لا من الإنسان ، وإن أي إعتداء على حقوق الإنسان في البيت أو المجتمع يؤدي الى قسوة القلب والبُعد عن الله ، ولن تستطع الإنسانية من أن تُقيم حقوق الإنسان الحقّة إلا عندما تُقيم حقوق الله أولاَ .
6- تحمل برنامجاَ أخلاقياَ وروحياَ تقدمه كطريق لصنع المجتمع وإصلاحه وتعمل على تقليص وزوال كل ما يضر المجتمع من عنف أو فساد أو طائفية أو تحزب أو غيرها ، أي تدعو الى تدين كل جوانب الحياة ومن ضمنها السياسية ولا تريد تسييس الدين ، تدعم النظريات والسلوكيات الأقتصادية التي تسعى لإقامة أقتصاد منصف وسوّي ، وتؤمن بأقتصاد البركة الإلهية بإخراج وإستنزال الخير ، وبالفتح الرباني للعقل البشري .
7-وسائلها في الإصلاح هي الإيمان والأخلاق والقيم والمبادئ والمُثُل والذكر الدائم لله وتعريف الناس بالوصايا الإلهية ، وتعتمد على التأييد والتسديد الإلهي لكي تنجح بفضل الله ، ولا تحتاج للأعتماد على النفوذ أو السلطة أو الأموال أو السلاح أو كثرة المُقلِدين أو الأتباع أو المُريدين ، فالله تعالى هو من يوفر وسائل وسُبل النجاح ويفتح طريق الوصول الى قلوب الناس والتأثير بهم وهدايتهم جميعاَ .
8- لا تسعى الى أستلام السلطة ، ولا تؤمن بأن الأستيلاء على السلطة هو السبيل لأحياء الأيمان وإصلاح العلاقة مع الله ، بل هي لا تريد أن تحصل على أي حصة في أي موقع سياسي أو اجتماعي ، ولا تريد أن تروج لقيادتها بل تريد أن تكون القيادة لله على كل مناهج حياة المخلوقات جميعاَ .
9- تؤمن بسلطة الضمير وتسعى لإنشاء سلطة الضمير وجعلها أقوى من أي سلطة ، وتريد لقيم الإيمان ومبادئ الأخلاق والمُثل آن تكون هي الحاكمة على المجتمع وهي طريق الإصلاح للإنسان والمجتمع .
10- تؤمن بأن سلطة الضمير والوجدان هي التي تُصلح الواقع وهي التي تُصلح السلطة والمجتمع ، وتؤمن أن الله يُغيّر الواقع ويُجدد سُبله ويفتح للبشرية من عطائه وهباته ما لم يفتحه من قبل ، وسيصبح التمسك والوقوف والجمود بكل ما موجود من موروث الحاضر والماضي عائقاَ وسداَ منيعاَ إزاء الفهم والعمل بالفتوحات والعطايا والهبات والتجديدات والتغييرات الربانية العظيمة .
11- إن صحة أي مجتمع تنبع من خلال الأفتقار الشديد لله عن طريق جهاد النفس بإبعادها عن الهوى والشهوات بشتى مشاربها ورفض تعظيم الدنيا ، ويتم ذلك من خلال كثرة التمسك بالله وشدة الذكر والمناجات ، وهذا سيجلب البركة للعقول والنفوس والقلوب والألسن ، وحينها ستفيض النفوس بالخير وتطفح بالأمن والأمان وتصبح منبعاَ للسلم والسلام والتسامح والتعايش والوئام ، وبعدها ستُخرج الأرض خيراتها وتُنزل السماء مدرارها وبركاتها .
12- تؤمن أن النصر معناه أن يزداد في المجتمع ذكر الله ، وتزداد الأخلاق الحسنة ، ويزداد الإيمان عمقاَ ، ويزداد التسامح والمحبة والألفة ، وتتحسن علاقة الناس بخالقها وأن تصبر على المحن وتتحلى بما يريده الله ويرضاه .
13- لا تدعو الناس الى قيادتها ولا تدعو لبرنامج معين وإنما تدعو الناس الى معرفة الله وحبه والتوكل عليه ، وهي لا تُطالب الناس بطاعتها والأنصياع لها وتنفيذ أوامرها بل تُطالبهم بالرجوع الى الله تعالى ، وهي لا تفرض نفسها على الناس ولا تريد أن يكون الناس تحت لوائها أو أتباعاَ لها .
14- دعوة طوعية لا تفرض نفسها بالقوة أو الإكراه أو الترغيب بمال أو نفوذ أو سلطة ، وتؤمن أنها ستفشل حتماَ إن استعانة بذلك ، ولا تلجأ لأساليب القهر والأستبداد بل هي دعوة سلمية ملئها التسامح والمشاعر والحب والإيثار والأمن والسلام لجميع خلق الله من بني البشر .
15- لا تستخدم أي وسيلة غير أخلاقية ، فوسائلها الحكمة والموعظة والكلمة الطيبة والصبر والتسامح والحنان والرحمة والصدق والصراحة والمدارات ، والشجاعة بقول الحق ، والتعاون والمشاركة والزهد والتعفف والشعور بالمسؤولية وإصلاح ذات البين بين الناس والزكاة والصدقة والمعروف وكثرة الذكر واليقين بالله وتؤمن أن تلك الوسائل هي التي تضمن إنتشارها ونجاحها في المجتمع .
16- لا تعمل بأسباب الأرض ولا تُفكر بالناس فقط ، بل تعمل بأسباب الله وتُفكر بحقه ورضاه ، وهي تهدف الى استنزال الرحمة والبركات والغفران والتوفيق الإلهي ، والأستعانة بالله والأفتقار الشديد الى كرم وعطايا وهبات ومدد وتأييد وتسديد وإرشاد الله ورعايته ، ذلك لأنها تؤمن أن الله هو مصدر كل خير وبركة وإصلاح وتغيير وتجديد وهو سبب لكل نصر وفوز وهداية ونجاح.






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القراءة الخاطئة للدِين والتدَّيُن الكاذب


المزيد.....




- تركيا: توقيف أربعة من موظفي مجلة -ليمان- على خلفية رسم كاريك ...
- تثبيت تردد قناة طيور الجنة بيبي المميز 2025 لأروع الأغاني وأ ...
- المنصات التركية تشتغل غضبا بعد رسم مسيء للنبي محمد
- المنصات التركية تشتغل غضبا بعد رسم مسيء للنبي محمد
- TOYOUR EL-JANAH TV .. تردد قناة طيور الجنة الجديد على نايل س ...
- الإخوان المسلمون.. سيرة مئة عام من الفشل
- فرنسا: مدرسة -نوتردام دو بيتارام- الكاثوليكية.. ممارسات وحشي ...
- الاحتلال يهدم منازل وصوبات زراعية ويقطع أشجار الزيتون في طول ...
- “لا تفوتوا المتعة” تردد طيور الجنة بيبي 2025 الجديد جاهز لضب ...
- أغاني إسلامية تعليم المبادئ والأخلاق لطفلك “تردد قناة طيور ا ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله محمد العبدالله - كيف تُميّز الدعوات الإلهية عن غيرها