أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - هريبرت إليغ - العصورُ الوسطى المُختَلَقَة















المزيد.....



العصورُ الوسطى المُختَلَقَة


هريبرت إليغ

الحوار المتمدن-العدد: 2632 - 2009 / 4 / 30 - 03:36
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


ترجمة نوري ابو رغيف

مقدمة


من يسيطر على الماضي يسيطر على المستقبل
من يسيطر على الحاضر يسيطر على الماضي
جورح أُرويل


في عام 1926 ولهلم كاماير (Friedrich Wilhelm Ferdinand Kammeier ) احد المعلمين في مدرسة بمدينة هانوفر بألمانيا كتب بحثا لم ينشر إلا بعد تسعة أعوام من كتابته، أثبت فيه أن الوثائق والمخطوطات التي تنسب إلى القرون الوسطى كلها مزورة وليست أصلية، مستندا على تحليل دقيق للتفاصيل التي وردت في كل النسخ المعروفة منها، وأكد على استحالة العثور على النسخ الأصلية لهذه الوثائق. وفي كتاب آخر نُشر أولا كسلسلة مقالات ثم جمع في كتاب سنة1982 أوضح كاماير إن تطور الديانة المسيحية يجب أن لا ينظر إليه بالطريقة المتبعة الآن.
لم ينتبه احد من معاصريه من الأكاديميين إلى أهمية أعماله ومات كاماير فقيرا بائسا في مدينة تورنغيا بألمانيا. وبقي مجهولا حتى أوائل التسعينات حيث قرأ قراءة منصفة لأول مرة واعتبرت كتبه من أهم أصول نقد الكرونولوجيا .
يعود الفضل لإعادة اكتشاف كاماير للبروفسير نيميتز (Hans-Ulrich Niemitz) أستاذ التاريخ في جامعة لايبزيك في ألمانيا. نيميتز ،الذي سأحاول ترجمة بعض مقالاته لاحقا، هو صديق كاتب هذا المقال هيريبرت إليغ وأحد أهم المساهمين في إثراء فرضيته عن القرون الوسطى، بل بالإمكان القول إنهما بدءا بها معا وهو الذي أطلق عليها اسمها المعروفة به الآن "فرضية الزمن ألشبحي ".
ولكن من هو هيريبرت إليغ ؟ وما هي فرضية الزمن ألشبحي؟ والاهم من هذا وذاك، ما مدى علاقتها بتاريخنا العربي والإسلامي؟
إن المقالة التي قمت بترجمتها والتي هي أمامك الآن تجيب بإيجاز عن السؤالين الأولين، فقد أوضح الألماني الدكتور في تاريخ الفن هيريبرت إليغ (1947 ) كل ما يهمك معرفته عنه بكلمات قليلة في هذه المقالة. أما عن الفرضية ذاتها فالسبب الرئيس لكتابة هذه المقالة هو توضيح الطريقة التي توصل بها إليغ إلى فرضيته والمناهج التي اتبعها لهذا الغرض.
هذه الفرضية باختصار تقول، إن التقويم الغريغوري المستخدم الآن هو أطول من الزمن الفعلي وهناك زمن غير حقيقي، زمن مزور أضيف إليه ،زمن وهمي شبحي لا وجود له إلا في الكتب. فرضية الزمن ألشبحي تقول أن ثمة ما يقارب 300 عاما أضيفت إلى التاريخ وهي قرون فارغة لم يعش بها النوعان المعروفان لنا من البشر، الناس والملوك ، وقد حدد إليغ هذه الفترة المضافة انها تقع بين عام 614 م وعام 911 وهي الفترة التي تسمى بالقرون الوسطى الأولى وأن كل الأحداث والشخصيات المنسوبة إليها هي إما مختلقة أو جرى جلبها من عصور أخرى.
حين طرح إليغ فرضيته هذه عام 1991 لم تعجب الكرونولوجيين وأساتذة التاريخ واعتبرت مجرد هراء لا يمكن البرهنة عليه . والكتابات القليلة التي تناولت هذه الفرضية من قبل الأكاديميين لم تقدم الأدلة الكافية على إبطال حجج إليغ ورفاقه الذين دعموا فرضيته من الكتاب والباحثين امثال نيمتز الذي مر ذكره قبل قليل وتزيلر Manfred Zeller و ماركس Christoph Marx وتوبر Uwe Topper واخرين.
لا احد سواء كان من المتخصصين أو من غيرهم يستطيع أن ينكر أن التاريخ خليط من الواقع والخرافة وبين هذا الخليط لا احد قادر على تمييز الحقيقة كما هي في ذاتها. والعصور الوسطى مليئة بالوثائق المزورة كما اثبت كماير والكثيرون بعده. ولكن الوثائق المزورة قد يعترف بها المؤرخون ويحاولون تغيير قراءتهم للتاريخ وفق ما اكتُشف من تزوير، أما أن يكون هناك تزوير في الزمن نفسه وان يأتي من يقول لهم بوجوب شطب أكثر من ربع قرن من الزمن هو وما فيه من شخصيات وأحداث وخصوصا حين يكون ضمن هذه الشخصيات التي ينبغي إلغاؤها من التاريخ واعتبارها مجر خرافة لا وجود حقيقي لها، هو بطل أوروبا وأبوها الروحي شارلمان، فأن قبول مثل هذا القول ليس سهلا بالتأكيد ولا بد أن يثير ضجة بين الأكاديميين والعلماء وخصوصا حين تأتي مثل هذه الفرضية من خارجهم اعني من خارج هذه المؤسسة العلمية المتخصصة واليغ لا يحسب منها.
كل الردود التي تناولت هذه الفرضية أتت غير مقنعة ومعظمها تسيء إلى شخص الكاتب وليس تفنيدا لفرضيته فهو في نظرهم متكبر، عدائي، مستعجل يريد من الآخرين التصديق على أرائه دون تأمل وتمحيص. بعض المنصفين من الأكاديميين أعترف بصحة الكثير من الحجج التي طرحها إليغ. احد المواقع الذي أنشأ لإثبات صحة الكرونولوجيا الأوروبية. نشر في آخر تحديث له 20.02.2009 ،صورة تحليلية لبرنامج صمم وفق المعطيات الذي طرحها ارنست هولشتاين (1980) Ernst Hollstein في كتابه (كرونولوجيا شجر البلوط في وسط أوروبا ) هذه الصورة تشير إلى تطابق البيانات في 207 سنة مما يعني أن هناك 207 سنة مقحمة يجب إزالتها من التقويم .
بعض مناصري هذه الفرضية توسع فيها بشكل فيه من المغالاة الكثير، كما فعل الرياضي الروسي اناتولي فومينكو Anatoly Timofeevich Fomenko الذي اعتبر أن الزمن الفعلي للتقويم يبدأ عام 1000 ميلادية وأن كل الأحداث التاريخية مكررة عدة مرات لحشو ألف عام أخرى مختلقة وقد قارن في كتابه ( التاريخ: خرافة أم علم) بين فترات تاريخية مختلفة مظهرا التشابه بينها بطرق تحليلية رياضية وتاريخية. فمن أرائه مثلا أن المسيح قتل عام 1000 ميلادية وأن الحروب الصليبية جاءت كردة فعل مباشرة على مقتله ولم تأتِ بعد إلف عام كما تخبرنا كتب التاريخ. وان علي بن أبي طالب هو هارون اخو موسى. والكثير الكثير مما يثير الدهشة والتساؤل.
جيمس بلينكتون James H. Billington الخبير الأمريكي بالتاريخ الروسي يرى أن تنويع فومينكو على فرضية الزمن ألشبحي هو محاولة لإعادة كتابة التاريخ بما يصب في مصلحة روسيا، وبشكل خاص لكي يجعل روسيا وتركيا تظهران وكأنهما كيان كبير واحد، وذلك للتغطية على الصدامات التي حصلت بين روسيا وجاراتها في الماضي وإظهارها على أنها مجرد تزوير أو تفسير خاطئ من قبل المؤرخين الأوروبيين .
المفارقة في قول بلينكتون هي: إن الأمريكان الذي يعتبرون كل الآراء التي لا تتفق معهم على أنها أفكار يبثها أناس مهووسون بنظرية المؤامرة، وقد أدرجوا بالفعل فرضية الزمن ألشبحي ضمن اكبر الأفكار المتبنية لهذه النظرية، نراهم هنا يتحدثون عن دراسة فومينكو للتاريخ على أنها مجرد مؤامرة روسية.
وبالانتقال إلى الإجابة عن السؤال الثالث: ما مدى علاقة هذه الفرضية بتاريخنا العربي والإسلامي؟ أود أن أشير إلى كتاب مهم للدكتور سليمان بشير عنوانه (مقدمة في التاريخ الآخر)، فالكثير مما قاله الكتّاب المنافحون عن هذه الفرضية قاله الدكتور بشير بطريقة أخرى قبلهم بسبع سنين فقد نشر (مقدمة في التاريخ الآخر) عام 1984 ونشر كتاب هريبيرت إليغ (العصور الوسطى المختلقة) عام 1991.
لم يتطرق الدكتور بشير إلى العصب الأساس في فرضية الزمن ألشبحي والذي هو الزمن المقحم في التقويم الغريغوري فكتابه يتناول التاريخ العربي الإسلامي وحده في حين أن فرضية الزمن ألشبحي في بداياتها كانت تتناول التاريخ الأوروبي بشكل خاص ثم اتسعت وتنوعت حتى شملت التاريخ الإنساني كله.
أهم ما أشار إليه الدكتور بشير وكان سبّاقا في ذلك هو نسخ الأحداث والشخصيات التاريخية الإسلامية و نقلها من فترة زمنية إلى فترة زمنية أخرى حتى يكاد المرء يحير أي الأحداث أو الشخصيات هي الحقيقة وأيها المزورة فشخصية النبي محمد تختلط مع شخصية محمد بن الحنفية وشخصية محمد ذي النفس الزكية وتختلط شخصية عمر بن الخطاب مع شخصية عمر بن عبد العزيز وشخصية عبد الله بن الزبير في بعض جوانبها، كما تخلط الروايات بين جوانب من معارك الخندق والحرة والحديبية وصفين والجمل وبعض حروب الزبيريين بالبصرة . كما أشار إلى فترات مقحمة في التاريخ الإسلامي كعصر الراشدين والعصر العباسي الأول.
بالرجوع إلى فرضية الزمن ألشبحي فالفترة التي اعتبرت غير حقيقية ويجب شطبها من التقويم هي التي بين 614 و911 م وهذه الفترة تشمل نشوء الإسلام والعصر الأموي والعصر العباسي الأول. فيما يخص ظهور الإسلام فلا يوجد أي دليل اثري أو نص تاريخي معاصر لبدايات الإسلام الأولى يحدد السنة التي ظهر فيها الإسلام كدين في الجزيرة العربية. التاريخ المتفق عليه الآن والذي يحدد عام 622 على انه يقابل العام الهجري الأول هو تاريخ مستند على الديانة المسيحية التي تعتبر الرقم 666 مركزا للتاريخ وفق ما جاء في سفر الرؤيا 13:18 وبما انهم قد حددوا إصلاح قيصر للتقويم هو في 44 قبل الميلاد، إذن حين نطرح 44 من 666 يكون الناتج 622 التي هي سنة ظهور الوحش الذي خبر به يوحنا فهي ملائمة لأن تكون تاريخا للهجرة المحمدية. إذن هذا التاريخ مبني على أسطورة لاهوتية مسيحية ولا ادري لماذا يصر المسلمون على انه تاريخ صحيح يحدد بداية سنتهم الهجرية رغم الإهانة التي يوجهها لهم.
أن التاريخ الأنسب لبدايات الإسلام الأولى قبل أن يأخذ تشكيله التأسيسي الأول في زمن عبد الملك بن مروان هو 325 ميلادية السنة التي عقد فيها مؤتمر نيقيا لمناقشة الهرطقات المسيحية.
بالنسبة للعصر الأموي فهناك الكثير من الأدلة التي تؤكد وجوده. فقد ترك الأمويون العديد من المباني الأثرية والمسكوكات التي تشهد بأنهم أناس حقيقيون ولا مجال لشطبهم من التاريخ, ولكن السؤال هو، هل عاش بنو أمية في هذه الحقبة الشبحية؟(661 حتى سنة 750 ميلادية)
إن قصور بني أمية ومساجدهم تزخر برسوم وتماثيل رجال ونساء عاريات مما يتعارض مع الشريعة الإسلامية، بعض هذه الرسوم تصور كسرى الثاني يقدم ولاءه للأمويين والمفروض انه مات قبل مائة عام، إحدى المسكوكات العائدة إلى زمن عبد الملك بن مروان تحمل صورة كسرى الثاني أيضا ، والمفروض أن كسرى الثاني مات في زمن النبي محمد وان الإمبراطورية الساسانية سقطت بيد المسلمين عام 632 م في عهد عمر بن الخطاب وكان ملك فارس يومها يزجرد الثالث. رغم ان الفيروزي (1010م) صاحب الملحمة الشهيرة "الشاهنامة" أنهى ملحمته بوفاة هذا الملك إلا انه لم يتطرق للفتح الإسلامي بل لم يذكر أي شيء عن الإسلام إطلاقا، فهل يعقل ذلك؟
لا يوجد سوى تفسير واحد لكل هذه المتناقضات وهو أن بني أمية لم يعيشوا في هذه الحقبة الشبحية بل قبلها وكانوا معاصرين للملوك الساسانيين.

أما العباسيون فهم الكذبة الكبرى في التاريخ الإسلامي. خصوصا العصر العباسي الأول، عصر القرون الشبحية، ذلك العصر الذي وهبنا أعظم سلاطين الدنيا، ذلك السلطان الذي فتح الأرض كلها حتى لم يترك للغيمة مجالا أن تمطر في ارض خراجها يأكله جائع فكل خراج الغيوم عائد إليه. السلطان الذي لولا حكايات مغامراته الليلية في حواري بغداد لما نجت شهرزاد من سيف شهريار، سلطان العصر الذهبي الوحيدِ في تاريخ العرب ولكن للأسف اتضح أن ذهب هذا العصر من صنع العفاريت والجان لا وجود له إلا في قصص الحكواتي وألف ليلة وليلة لأنه ذهبٌ شبحٌ كعصره وكسلطانه العظيم الخليفة هارون الرشيد.
كل الدول الحقيقية التي عاشت في الماضي مهما كان شأنها تركت خلفها في الأرض ما يشير إليها، فلا حقيقة لدوله لا وجود لها إلا في كتب التاريخ والقصص. السومريون، البابليون، الآشوريون، الفراعنة، الرومان، الفرس، الأمويون, القوطيون كل هؤلاء وغيرهم تركوا آثارا تشهد على دولهم وإمبراطورياتهم. فأين أثار العباسيين إنْ كانت لهم بالفعل دولة حقيقة؟. هذه آثار الأمويين منتشرة في سورية وفلسطين والأردن والعراق فلماذا لا يوجد للعباسيين اثر واحد، على الأقل في بغداد التي هي عاصمتهم وهم الذين شيدوها كما يقال؟ لماذا لا يزال إيوان كسرى في سلمان باك شاهدا على دولة الفرس التي سبقتهم بقرون عدة ولا اثر واحد ولو صغير يشهد لبني العباس بأنهم ملوك حقيقيون وليسوا بأشباح. كان الدليل الوحيد على وجود هارون الرشيد قادما من الغرب واتضح ان هذا الدليل زائف هو الآخر. لم يكن دليلا ماديا وإنما حكاية روتها كتب التاريخ الأوروبي تتحدث عن هدية قدمها هارون الرشيد لشارلمان، هذه الهدية كانت فيلا ابيضا اسمه أبو العباس ( تصور خليفة عباسي يسمي فيلا باسم عائلته) وظل شارلمان يأخذ هذا الفيل معه في كل حروبه حتى مات (الفيل) بعد فترة قصيرة. العرب لم تعجبهم حكاية أبي العباس فاستبدلوا الهدية بأخرى أكثر غرابة فجعلوها ساعة ضخمة جدا تتحرك بالماء وتُسقط كرات معدنية وفي كل ساعة يُفتح باب يخرج منه فارس يدور حول الساعة ويعود إلى مكانه وفي الساعة الثانية عشرة يخرج اثنا عشر فارسا يدورون حول الساعة ويعودون إلى أماكنهم،(لا ادري كيف نقل هارون الرشيد ساعة بهذا الحجم هي وفوارسها الآليين من بغداد إلى ألمانيا..، ربما على ظهر أبي العباس) رغم أن هذه الحكاية تضحك الثكلى إلا أن العرب جميعا مطمئنون إلى صحتها بل ينفشون ريشهم زهوا في كل مرة يسمعون فيها هذه الحكاية وكأنهم يسمعونها لأول مرة رغم أنها على ما اضن تدرس في مناهج التاريخ في كل البلدان العربية وكل العرب الآن صغيرهم وكبيرهم يعرفون شارلمان (أبو الساعة) ولكن لم يسأل احد منهم مرة نفسه ما هو مصدر هذه الحكاية، فكل كتب التاريخ القديمة لم تأتِ على ذكرها بل انك لا تجد في كتب التاريخ العربي أية رواية تتحدث عن أية علاقة تربط هارون الرشيد بشارلمان بل لن تجد فيها ذكرا لشارلمان أصلا.
على أية حال لم تكن الهدية لا فيلا ولا ساعة ولا شطرنجا (كما في بعض الروايات). لأن شارلمان هو الآخر شبح كصديقه الرشيد لا وجود له إلا في الكتب والحكايات كما سوف تعرف من مقالة إليغ.
ولكن لماذا الاستغراب من ساعة الرشيد؟ الم يعش هو وشارلمان في زمن خرافي واحد لا يُعرف فيه الوقت من دون ساعة خرافية، وأية هدايا غير هذه ومثيلاتها ممكن أن يتبادلها الأشباح فيما بينهم.

المترجم

28.04.2009




العصور الوسطى المختلقة
Heribert Illig


أحدثت فرضية "العصور الوسطى المختلقة" الكثير من الضجة في العالم الناطق باللغة الألمانية. لسنوات عدة والنقاش المستمر حولها يزداد حدة مرة تلو الأخرى, رغم انه في الحقيقة كان هجوما متعمدا من قبل ذوي الاتجاه السائد من المؤرخين أكثر من كونه نقاشا, محاولة لشطب ما لا يحق له أن يكون. في الوقت الحاضر وبعد العديد من المحاولات الفاشلة في التفنيد لم تعد لدى المتخصصين في العصور الوسطى أية رغبة في التفاعل مع البراهين التي طرحتها. ومع ذلك وبرغم محاولاتهم تجاهلي إلا أن الجدال ظل مستمرا. فقد تُرجمت اثنان من كتبي إلى اللغة الهنغارية.ومع أنها حظيت باهتمام كبير من الناس إلا أن الأكاديميين التزموا جانب الصمت. مستغلا وجودي الآن في كندا قررت أن اطرح الآتي: سأوضح الخطوات التي قادتني إلى نتائج مختلفة كليا عما توصل إليه جميع الباحثين الذين تعاملوا مع هذه الفترة سابقا.

كيف توصلت إلى فرضيتي

كلمة مختصرة عني. لقد حصلت على الدكتوراه في موضوع حول المؤرخ الثقافي النمساوي ايغون فريدل, ولكنني لست مؤرخا بالمعنى الضيق للكلمة. درست الاقتصاد, الرياضيات, الفيزياء, وبعض تاريخ الفن والمصريات. إن اهتمامي بالثقافة المصرية القديمة قادني إلى أطروحات فيلكوفسكي. إن أفكار فيلكوفسكي أرتني أن خط الزمن المعترف به مليء بالثقوب كما المنخل. بكلمة أخرى: الكثير من الحقب التاريخية تركت أدلة تبلغ من القلة حدا مخيفا مما يحتم علينا أن نتساءل: هل أن هذه الحقب كانت موجودة فعلا أم أنها صنعت فوق مكاتب المتخصصين؟ لقد أجبت على هذا السؤال في الكتاب الذي اشتركت بتأليفه مع كونار هاينزون "Wann lebten die Pharaonen?" (أين عاش الفراعنة) هذا قادني (انظر الملحق 1)إلى النقطة الأساسية الأولى: التخلي عن المُسلّم بصحته أعني الافتراض الذي لا يشك به أحد. كمثال عن هذا المسلّم به, تأمل هذه المقولة: أن سير الزمن المقبول هو منحة إلهية لذا فهو لا يحتاج إلى تدقيق. في دراستي لمصر القديمة تعلمت أن هناك حقبا بأكملها كُتب عنها في الكتب ما كُتب مع أنها لم تترك أي أثر لها على الأرض، والأكثر أهمية، في الأرض. هكذا كنت أحدس حين بدأت انظر إلى القرون الوسطى. مما يأخذنا إلى النقطة التالية:

المنطق والتجربة الحياتية- " الإحساس العفوي"

الذي جعلني ابدأ هو اتصال تلفوني من أحد الأصدقاء. كان يبحث عن التزوير في القرون الوسطى. ففي عام 1986 كان هناك مؤتمر حول هذا الموضوع في ميونخ, وقد طبعت نتائجه في ستة مجلدات متكونة من 3700 صفحة. الكلمة الأخيرة في المؤتمر أعطيت للبروفيسور هورست فورمان رئيس "Monumenta Germaniae Historica" المؤسسة التي تقدم المطبوعات النقدية للوثائق الألمانية القديمة . فورمان تحدث عن "التزوير ذي الخاصية التوقعية" اقتبس منه ما يلي:

"أسطورة سيلفستر, منحة قسطنطين, تزوير سيماخوس, رسائل كليمن, تزوير ايسدور: دعونا نتوقف عن سرد كل القائمة. أن من سمات كل هذه التزييفات أن ليس لها أي تأثير في الوقت الذي كُتبت به. في وقت ابتداعها كانت لها خاصية توقعية"

تستطيع أن ترى في الملحق الثاني أن كل حالة تزوير كان عليها أن تنتظر من 250 إلى 550 سنة بعد صناعتها حتى تكون مؤثرة. إن هذا وقتا طويلا لا يصدق. هل تستطيع أن تقوم بتزوير وثيقة متخيلا أنها ستغدو فجأة مؤثرة ولكن بعد قرن؟ بأية طريقة ستكتبها لتتناسب مع السياسة اليومية لحقبة مستقبلية من الزمن؟ وأين تخبئ مثل هذا التزوير؟ كيف سيتذكر أيُّ شخص أن هناك وثيقة قديمة تستحق التعويل عليها؟ أين ستكون الخزانة التي تحفظها من الفئران والرطوبة وفي نفس الوقت تشير إلى احتمال وجود تلك الوثيقة فيها؟ وقتها أخبرت صديقي: إنْ لم يكن الراهب في صومعته مطلعا على الغيب فليس لدي سوى تفسير واحد: إن اللحظة التي حصل فيها التزوير واللحظة التي امتلك فيها هذا التزوير تأثيره قريبتان من بعضهما أكثر مما كان يُعتقد سابقا. وفي مثل هذه الحال علينا أن نقصّر من خط الزمن. عند هذه المرحلة من نقاشنا وصلنا إلى نقطة الاختبار :حساب رياضي مفهوم للتقويم.
إنْ كانت قضايا الكرونولوجيا المصرية القديمة ليست مرتبطة مباشرة بما لدينا من كرونولوجيا معاصرة، لكن القصة مختلفة مع العصور الوسطى. نحن نستخدم اليوم التقويم الغريغوري، الذي وضع من قبل البابا غريغوري الثالث عشر في عام 1582. وهو نسخة معدلة للتقويم الذي أنشئه يوليوس قيصر في سنة 45 قبل الميلاد. في ذلك الوقت كان التقويم القمري للرومان في مشكلة عويصة لأن بعض الفاسدين قاموا برشوة الكهنة المسؤولين لكي يضيفوا شهرا آخرا على السنة الضريبية. حل قيصر المشكلة بأن أدخل ثلاثة أشهر على التقويم – هذا قاد إلى سنة ذات 445 يوما – لينتقل إلى سنة شمسية غير منقوصة كأساس للتقويم السنوي، وبإنشاء القانون الكبيس: كل أربع سنين سنة كبيسة ذات يوم إضافي واحد.
لقد اثبت هذا النظام بأنه رائع، ولكن ليس إلى الأبد لأن طول السنة ليس تماما 365 يوما وستة ساعات (انظر الملحق3). من الناحية الفلكية هناك 674 ثانية زيادة، وهذا لا يعني فقط ربع ساعة في السنة، وإنما كل 128 سنة يضيف هذا الخطأ يوما كاملا. واستنادا إلى ذلك بعد 1282 سنة ستكون هناك عشرة أيام زيادة. في عام 1582 أمر البابا غريغوري أن تلغى عشرة أيام من التقويم ليتفق حساب اليوم مع حالة الفلك. مما تجدر الإشارة إليه أن البابا غريغوري انشأ نظاما كبيسا معدلا لا يحتاج إلى التنقيح إلا كل 2000 سنة. ما هو حاسم بالنسبة لنا هو ما يلي:

إن الأيام العشرة التي أُلغيت من التقويم في أكتوبر 1582 صححت الخطأ المتراكم في التقويم اليولياني عبر 1282 سنة سابقة. على أية حال إذا أنقصت هذه أل 1282 سنة من 1583 فانك سوف لن تصل إلى السنة التي أصلح فيها قيصر التقويم وهي 45 قبل الميلاد بل إلى سنة 300 ميلادية. لكي يقطع البابا غريغوري الطريق راجعا إلى قيصر عليه أن يلغي إذن 13 يوما. لكنه لم يفعل ذلك وحالة الفلك والتقويم اتفقا معه، كانت قفزته قصيرة جدا ولكنه هبط في المكان الصحيح.

منذ بضعة سنين يدور في ألمانيا حوار ساخن حول هذه الظاهرة الغريبة. في النهاية وجدوا أن الروايات القديمة لا تجدي نفعا في البحث عن الحقيقة: فهي لم تترك لنا أي دليل على الاعتدال الربيعي في زمن قيصر ولا على الاعتدال الخريفي في زمن أوغسطين. ولكن في هذه السنة أوضح ويرنر فرانك بان عدة خبراء قبل عام 1582 عملوا على إصلاح التقويم وارتئوا بوجوب إلغاء 12 أو 13 بل حتى 15 يوما من التقويم. فابريسوس اقترح قفزة 13 يوما. غيورغيو كاراتي ارتأى 14 يوما. وعالم الرياضيات غيافاني راستلي طلب 15 يوما، للوصول إلى يوم 25 مارس الذي أشار إليه كولوميلا أو بلني على انه يوم الاعتدال الربيعي في زمن قيصر. إلا أن 25 مارس ينتمي إلى تقويم آخر، قد يكون أصله عقيدة ميثرا. استنادا إلى يودكسوس الإغريقي حَسَبَ وينر فرانك يوم الاعتدال الربيعي في زمن قيصر هو 21 مارس.

كل ما نريد معرفته فيما يتعلق بموضوعنا هو هل أن تقويمنا يحتوي على (ترهل) بحيث بالإمكان شدّه حتى يكون خط الزمن اقصر.

الآن يأتي السؤال الذي يجعل فرضيتنا الأولى جديرة بالتصديق: أيّ الحقب فائضة عن الحاجة؟ من النظرة الأولى نجد بكل وضوح أن عصر الإمبراطورية الرومانية موثق جيدا. عصر النهضة قبل 1582 هو الآخر موثق بشكل جيد. حتى عصر الرومانسك والعصر القوطي منظورا إليهما من جانب تاريخ الفن فهما موثقان جيدا بآلاف بل بعشرات الآلاف من الأبنية. إذن وبشكل أوتوماتيكي تقريبا سوف نصطدم بالقرون الوسطى الأولى. هنا فقط نجد الظلام. هنا فقط نجد المصطلح التقني "العصور المظلمة" بالإمكان رؤية ذلك في الجدول (الملحق4).

في الأدب يطلق مصطلح "العصور المظلمة" على فترات متنوعة (الملحق 4). فرانك ثيز مؤلف تاريخ البيزنطيين يسمي الفترة بين وفات جوستين الأول إلى سنة 741 القرون المظلمة . سيريل مانغو المختص بالتاريخ البيزنطي تأمل أحداثا في اليونان ووجد أن هناك عصورا مظلمة من 580 حتى القرن العاشر. في الإمبراطورية الفرانكية هناك حديثٌ عن العصر المظلم الميروفنغي من 600 إلى 750 ميلادية، استنادا إلى بيتر شراينر المختص بالتاريخ البيزنطي, لا توجد كتابة تاريخية معاصرة للفترة التي بين 600 إلى 800 ميلادية. وفي العمارة البيزنطية هناك ثغرة كبيرة في الفترة التي بين 600 إلى 850 على الأقل، وكما أوضح مانغو (أول بناء باق لحد الان، غير تلك الأبنية التي عرفت فقط من خلال الأدب، يعود تاريخه إلى ما بعد سنة 900 ميلادية)

بالنسبة للفرنسي غاي بو المختص بالقرون الوسطى فان القرن بين 814 و914 هو من أكثر القرون غموضا لأنه غارق في الظلمة. فيما يتعلق بمدينة روما فأن مؤرخها فريدناند غريغوروفيوس في القرن التاسع عشر لاحظ أن الفترة الواقعة بين 825 و925 هي القسم الأشد عتمة في عصر مظلم أصلا. في الغرب لم يُشَيّد شيئ تقريبا بين 850 و950 وهذا ما لاحظه مؤرخا العمارة تْزمرمان واروين بانوفسكي. أود أن أشير إلى أن أول من تحدث عن القرون المظلمة هو الكاردينال قيصر بورانيوس المتوفي عام 1607 في مدونته الدينية حيث استخدم هذا المصطلح لوصف الفترة بين 900 و1000 ميلادية.

إذا نظرنا من زوايا أخرى. فبالإمكان القول بلا اكتراث أن الإمبراطورية البيزنطية تلك الفترة التاريخية الكبيرة والمتماسكة التي ابتدأت من عام 565 أو 580 أو 600 ودامت حتى القرن العاشر بالإمكان إزالتها كعصور مظلمة مشكوك بها. أما في الغرب فهناك فترتان مظلمتان أحداهما تمتد من سنة 600 إلى سنة 750 ميلادية والأخرى من 814 حتى القرن العاشر. لماذا؟ لأن في الغرب هناك شارلمان، الشخصية المضيئة الذي يفترض انه حكم من 768 حتى 814 والذي قدم الأدلة على عهده من خلال النهضة الكارولنجية التي يفترض انه أنشأها. انه أنار فقط هذه الفترة أما قبله وبعده فثمة ظلام دامس. غريغروفيوس في كتابه "تاريخ مدينة روما في العصور الوسطى" وصف عهده هكذا:

"بالإمكان مقارنة شارلمان بوميض من الضوء انبعث من الليل فأنار الأرض لفترة وبعد ذلك ترك الليل خلفه" إذن وأنا ابحث عن "الزمن الفائض عن الحاجة" اصطدمت بالعصور الوسطى الأولى, ولكنني لم أكن اعرف بعدُ إنْ كان هناك واحد أو اثنان من هذه العصور المظلمة. لذلك كان علي أن انظر عن قرب إلى كنز ألمانيا القومي، إلى شارلمان.

ثمة مناهج عدة لاختبار ما إذا كانت فترة معينة حقيقية أم مجرد خرافة. أولا المصادر المكتوبة ترفع بالضد من المصادر المكتوبة. ثم العمارة المكتشفة تقارن مع تاريخ العمارة. فوق هذا وذاك العمارة المكتشفة يجب أن تقارن مع ما هو موجود من مصادر مكتوبة. بكل تأكيد أن المنهج الأفضل هو مقارنة الآثار المكتشفة مع المصادر المكتوبة. إن هذه المناهج ليست جديدة، مع ذلك يبدو أنها لم تستخدم بالشكل الملائم لحد الآن. وأود هنا أن أوضح إمكانيات مختلفة لهذه المناهج.


المصادر ضد المصادر

هذه المقارنة سهلة التوضيح باستخدام التقارير التي كتبت عن حياة شارلمان. بعد مقارنة كل السيَر، أدركت سريعا أن انجازات هذا القائد تتطلب حياة اثنين أو ثلاثة أو أربعة من الرجال الطبيعيين، 44 من 46 عاما التي هي مدة حكمه كان فيها يحارب. ومثل ميدكي كان لديه بلاط من العلماء في مدينة آخن جمع فيه أذكى الأوربيين في زمنه. وطبقا لأي حساب نستخدمه فقد سافر خلال الفترة التي عاشها ما يعادل دورة أو دورتين حول الكرة الأرضية. وفي نفس الوقت هو مشرّع قوانين لا يضاهى: صاغ أكثر من مئة مرسوم، وجدد القضاء باستحداث نظام المحلفين، وحيثما يكون يحقق العدالة.
وهو كذلك نشط في مجال الفولكلور والمثيولوجيا، فقد أمر بجمع كل الأساطير والحكايات الشعبية. وكان ضليعا باللسانيات في كلتا اللغتين الألمانية واللاتينية، فهو الذي أمر – تذكر انه كان أميّا! - بإصدار نسخة من الإنجيل خالية من الأخطاء لأنه كان لاهوتيا غير عادي بل كان يحضر القداس الكنسي بنفسه. وقد كان نحويا, مؤسسا لمدارس ومكتبات وجامعات- كانت هذه كلها قبل أن تعرف لأول مرة في أوروبا بزمن طويل. لقد جمعت في كتابي أكثر من مئة ميزة لتشارلس العظيم (شارلمان) تكوّن قائمة استثنائية: لقد كان هو نفسه وزير الزراعة، وهو الجد الجسدي والروحي لنصف الأوروبيين، هو القائد الأوحد الذي يعزى إليه كل ما هو غير محدود من المعرفة، لغويا كلاسيكيا، معماريا، فلكيا، بنّاءا........... وهلمّ جرا.

إن الاستنتاج بسيط. هذا الكثير الذي يعزى إلى شخص واحد، كم منه صحيح؟ المصادر المكتوبة لا تجيب على هذا السؤال. على الرغم من أنهم كانوا يتحدثون عن منار أوروبا وأب أوروبا حتى وقت حياته وقبل أن يعتلي العرش. دعنا الآن نطّرح جانبا المصادر المكتوبة ونستشير الأدلة المادية. فيما يتعلق بفقرة الآثار مقابل تاريخ الآثار فأفضل مثال هو كنيسة البلاط في آخن، هي اليوم كاتدرائية آخن، فهذا البناء هو قصره الأكثر أهمية، فلم يكن شارلمان صاحبه فقط بل وفقا إلى بعض التقارير هو مهندسه المعماري والمشرف على بنائه. ولأن هذا البناء بقي صامدا حتى يومنا هذا،فبالإمكان دراسته بشكل واف. وحين قمتُ بذلك وجدتُ أكثر من 24 تفصيلا بنائيا أنجز فيه– وفق تاريخ العمارة- بشكل متكامل وذلك قبل عام 800 ميلادية. ولكن هذه التفاصيل المعمارية لم تكن لها أصول سابقة ولا فروع لاحقة.فأن هذه التفاصيل قد أعيد اكتشافها من جديد بشكل مستقل في فترة عصر الرومانسك التالي. إن هذا لغز معقد لم يظهر في أي مكان آخر.

كمثال أود أن أشير إلى القبة المركزية
المثمن الداخلي في آخن يبلغ ارتفاعه أكثر من 30 مترا وقبة مثمنة قطرها 15 مترا، مبنية من صخور مقطعة بعناية يبلغ سمكها في النقاط الأكثر ضعفا 83 سم هذا يعني أن هناك طن من الصخور معلق فوق رأس كل زائر. وهذا الوزن الثقيل حتّم الحاجة إلى دعمه بالجدران التي شيدت بشكل دقيق، وإلا لما نجت من الحرب العالمية الثانية. ولكن أين تعلم بانيها فن البناء بمثل هذه الإتقان؟

في فرانك كان البناء من الخشب ولا توجد هناك أبنية كبيرة. هل أتت تلك المعرفة من الرومان؟ الرومان لديهم تقنيتان لبناء القباب والقناطر. في روما نفسها القباب كانت تبنى بصب الكونكريت، والكونكريت يتكون من الاسمنت والماء وبعض المواد الأخرى كالحصى أو الرمل. لدى الرومان رماد بركاني يستخدم بدلا عن الأسمنت. المثال الأكثر شهرة لهذه التقنية هو قبة البانثيون. ولكن ليس هناك قبة مثلها شيدت بعد سنة 400 ميلادية. وليست هناك أعراف معمارية تستطيع نقل هذه المعرفة إلى فرانك بعد 400 عام.

في بيزنطة. كانت القباب تبنى من الآجر وبعض المواد الطينية الخفيفة قدر المستطاع تشبه الجرة ذات المقبضين. والأمثلة الأشهر على ذلك هي قباب آيا صوفيا في اسطنبول. هنا أيضا لا يوجد نشاط معماري متواصل حتى ينقل هذه المعرفة من اسطنبول إلى ألمانيا. فالمعرفة غير المكتوبة تحتاج إلى نقل شفاهي من جيل إلى جيل، بهذا الشكل تبدو كنيسة البلاط في آخن مثل قطعة فنية بلا سلف سابق.
وهي أيضا بلا نسل لاحق فلا يوجد بناء كارولنجي له قبة بعد سنة 820. هذه التقنية تبدو وكأنها نُسيت تماما. في غرب أوروبا الأبنية ذات القباب بدأت ثانية فقط في حوالي 970 ميلادية، ولكن أول قبة كانت تبلغ 3.5 مترا، من هذه المرحلة فما فوق أخذ طول القناطر يزداد إنجا إنجا، في حوالي 1050 أصبح بالإمكان بناء قناطر فوق جناحٍ لكاتدرائيةٍ إمبراطورية في سباير على نهر الراين بحدود 7.5 متر وكانت اكبر القناطر في ذلك الزمن. ثم بدأت بنايات قباب الرومانسك الكبيرة في تولوز وكلوني وسانتياغو دي كومبوستلا ثم ثانية في سباير. بعد عام 1100 بقليل في تلك المدينة (سباير) بدأت تبنى قناطر للممرات والأجنحة، وكما في آخن كان للجناح قبة مثمنة يبلغ قطرها 15 مترا.
بقدر ما يتعلق الأمر بسباير ،فكل شيء صحيح، فهناك سلف سابق من البنايات لا يمكن نكرانه، وهناك تطور في البناء، وهناك نسل لهذه المباني. أما بالنسبة لآخن فلا شيء صحيح. آخن تقف كتحفة فنية بلا سلف وبلا خلف، كشذوذ ضمن ما يدعى بعصر النهضة الكرولنجية.

منذ أن بدأ الجدال في ألمانيا عام 1996 لم يستطع احد تفنيد هذا الدليل، بل على العكس، فواحد من القليلين الذين تأملوه وهو البروفيسور جان فان دير مويلن أكد ذلك بان كتب: –برغم ما يخبرنا به تاريخ الفن- فأن قبة آخن ليست كارولنجية، فهي إما من عصر غالو الروماني أو من عصر الاوتونيين. وهذا يعني أن البروفيسور جان فان دير مويلن نسبها إما للفترة التي هي قبل 650 أو لفترة الاوتونيين التي بدأت عام 918 وانتهت عام 1024.

في عام 2004 اقترح المؤرخ المعماري السويسري فولكر هوفينان أن توضع كاتدرائية آخن تاريخيا في بدايات القرن السادس، وما يدعم رأيه هو (البناية الشقيقة) سان فيتالا في رافنا (في ايطاليا) برغم أن طراز البناء لقبة سان فيتالا ضد هذه المقارنة لأن الرومان لم يمارسوا مثل هذا الأسلوب في البناء. لأن القبة في سان فيتالا مثل قبة القديس غريون في كولونيا بنيت من مواد طينية خفيفة.

من وجهة نظري ، إن قبة آخن بنيت في نفس الزمن الذي بنيت فيه قباب سباير في الفترة الثانية بعد عام 1100 بقليل. وبكل الاحوال فان أية وجهةُ نظرٍ قُبلت فان آخن سوف تخسر تحديدها كبناية كرولنجية. وهذا يعني أن تلك الفترة خسرت أفضل أبنيتها، وان أهم مدن الإمبراطورية الفرانكية فقدت قلبها المسيحي. وبفقدان هذه القبة وحدها فكل ما توارثناه عن إمبراطورية شارلمان العملاقة يتناثر هباءً.
أو بكلمات أخرى: إن الأبنية الكارولنجية لا تتطابق مع تاريخ الفن الذي يدرس اليوم.

النقطة التالية: العمارة الموجودة مقابل المصادر


النصوص المكتوبة تذكر الكثير من أبنية القرون الوسطي في منطقة فرانك. لقد حُسبت (ليس من قبلي بل من قبل خبراء في هذه الوثائق التي نناقشها الآن) على أن هناك 1695 من الأبنية الرئيسية في الفترة التي بين عام 476 نهاية الإمبراطورية الرومانية الغربية وعام 817 أي بعد ثلاث سنوات من وفاة شارلمان. الباحثون الذين ذكروا هذا الرقم يعنون بالأبنية الرئيسية القصور والكنائس والأديرة، لو دققنا بالرقم الفعلي لما هو باق من الأبنية والخرائب فنحن سعداء لو أن نسبة ما اختفى منها تصل إلى 97 بالمائة

نفس الشيء ينسحب على عهد شارلمان، فالمفترض انه شيد 65 قصرا، ومجمل أبنيته الرئيسية هي 313 بناء. بالنسبة للقصور بقي منها خمسة كحد أعلى، ولم يبق من الأديرة أي شيء. نحن نعرف فقط الخريطة الشهيرة لدير القديس غالين من خلال رسم معماري أتى بعده بقرن. من هذا الرقم اختفى أيضا 97 بالمائة، هذه النسبة من المحتمل أن تكون اعلى، طالما إلى جانب كنيسة البلاط في آخن فبالكاد تجد بناء ينسب حصرا إلى الفترة الكارولنجية.

إن الحالة تغدو دراماتيكية أكثر فيما يتعلق بالنقطة الأكثر أهمية علم الآثار مقابل النصوص

في هذه المنطقة هناك فجوات ولا توجد أرقام. على سبيل المثال، قد يتساءل المرء أين يا ترى توجد القبور الكرونلجية؟، ان الجزء الذي له علاقة بهذا الأمر في البناء الأكثر أهمية كاتدرائية القديس دينس ،اليوم في باريس، قد دمر منذ زمن بعيد. حيثما تذهب تجد القبور المزورة، وبإمكان علماء الآثار أن يبينوا ذلك بسهولة، مثل القبر المنسوب للملك كارلومان في بافاريا.

في الإمبراطورية الفرانكية هناك ادعاء بأن ثمة خراب كبير سبّبه الفايكنغ والسراسين (المسلمون) أو الافار و الهون، إلا أن الاثاريين لا يستطيعون إظهار أي دليل على هذا الخراب. وهي القضية الأكثر غرابة في غزوات الفايكنغ التي أشبعت بحثا. إن الذي يبدو صحيحا في هذه المراجع – الفايكنغ أتوا قاطعين الأنهر الرئيسية مثل الراين والسين ولوار أو الوادي الكبير, ونهبوا كل هذه المدن- لا يثبت أن هذا الأمر قد حدث في هذه المدن، لا يثبت أن الكنائس خربت والجدران هدمت. كما لم توجد مخلفات للفايكنغ في هذه المدن، ولا قبور للفايكنغ في القارة.

ولأن هذه هي النقطة الرئيسية في فرضية الزمن ألشبحي – ماذا هنالك يثبت أن القرون المظلمة قد وجدت؟- لقد أجريت مع صديقي جيرلرد انواندر دراسة واسعة عن بافاريا في مسح شامل طبع في مجلدين. فحصنا 70.000 كيلو متر مربع في هذه المنطقة التي هي ليست وطننا فقط، بل هي تمثل مركز أوروبا إنْ لم تكن أكثر من نصف أوروبا . إن ما يقارب نصف بافاريا هو الرومان والنصف الأخر جيرمانيا’ إن اللايمز- خط السور الذي يفصل بين البلدين- بالإمكان رؤيته لحد الآن. الشعوب كانت خليطا من الجرمان والسلاف والرومان وبعض من سكان السهوب.

جمعنا أولا الأمكنة التي كتبت في الوثائق. عثرنا على 2200 من هذه الأمكنة وسميناها "بالأمكنة الموثقة". ولكن حين بدأنا ننظر بعناية إلى الأدلة الآثارية اكتشفنا شيئا غريبا: باستثناء 88 من هذه الأمكنة فقط لم يكتشف علماء الآثار أية بقايا يمكن نسبتها بأية حال إلى العصر الكارونلجي أو العصر البافاري الأول. إذن هنا أيضا 96 بالمائة من الحالات الممكنة ليس لديها ما تخبرنا به! نحتاج هنا إلى التشديد على: أن المكتشفات الأثرية على الأغلب غير ممكنة التزوير، لأنه ليس هناك شخص يضع آثارا تحت الأرض سرا ليؤكد دعوى أن بناء قديما كان له وجود.

من الجانب الآخر، فان عدد الوثائق المزورة يزداد باضطراد.مع كل تمحيص جديد تُكتشف وثائق مزورة أخرى. عدد الوثائق الأصلية يتضاءل دائما. في الحقيقة انه يتحرك نحو الصفر. وإذا استمر الأمر على هذا المنوال فإن دراسات القرون الوسطى وهي فرع مهم من العلوم التاريخية والتي تضع ثقتها تقريبا بشكل كامل في الوثائق فعما قريب سوف تفقد مبرر وجودها. إن معظم الباحثين في القرون الوسطى لا يفكرون كثيرا في فرضيتي، وليس من الصعب معرفة السبب. إن كنت محقا، فان عدد الوثائق الأصلية من العصر ألشبحي يجب أن يكون صفرا. فيما يتعلق ببافاريا فنحن نستطيع أن نبين في جميع القضايا الثمانية والثمانين المطروحة أن تلك المكتشفات تاريخها احدث من العصر الكارونلجي والعصر البافاري الأول. نفس الأمر ينسحب على 58 أثرا كلها أتت من أمكنة لا توجد وثائق قديمة تؤكدها.

المشكلة الرئيسية ممكن تلخيصها بما يلي: أن الأبنية والمكتشفات والوثائق المكتوبة من بدايات القرون الوسطى في تعارض حاد مع بعضها، هذا التعارض لا يمكن أن يحل بواسطة الكرونولوجيا السائدة.

مثال آخر لفقدان المكتشفات. قد يعتقد المرء بما أن في آخن يوجد القصر المركزي للإمبراطورية الفرانكية فلا بد أن تكون هناك مكتشفات عدة من نفس الفترة في المتحف، ولكن لا يوجد أي متحف للقرون الوسطى.في عام 1999 شرح البروفيسور ماتياس اونترمان لماذا الأمر كذلك:

"مما يثير الاستغراب، أنْ ما من حفريات أثرية أو فحص لموقع البناء من داخل وخارج مدينة آخن القديمة يزود ببقايا استيطان واضحة من العصر الكارونلجي، برغم أن القصص التاريخية تشير إلى تواجد تجار وأعداد كبيرة من السكان بالإضافة إلى أصحاب المنزلة العالية من النبلاء وحاشيتهم في هذه الأبنية، إذن البقايا الأثرية لا بد أن تكون كثيرة تحت الأرض. إن كل شيء قيل لحد الآن عن أنظمة الطرق وبناء البلدة وضواحيها هو في النصوص المكتوبة والتأملات النظرية فقط."

هذا يعني أن القصر ذا الأهمية الفائقة إلى جانب كنيسة البلاط والأبنية الملحقة لم يبق منها، لا مؤسساتها ولا شوارعها ولا بيوت الكهنة ولا التجار ولا دور الوفود الأجنبية ولا أي شيء. حتى اصغر التفاصيل مفقودة. ولا توجد هناك إشارة واضحة بأن ليس هناك مكتشفات حول هذه الفترة، لأنها حقبة شبح، عصر خرافي.


إن البحث عن أدلة حول الفترة التي نحن بصددها بالإضافة إلى التوافق بين علم الآثار والمكتشفات المعمارية والوثائق المكتوبة حققت بشكل متزامن تقدما ملحوظا كما هو مبين ي قائمة الكتب والمقالات التالية:

ألمانيا

(معرض شارلمان في بادربون) هريبرت إليغ 1999
بافاريا : انواندر/ إليغ 2002
دورتموند : فابيان فرتسشة 2002
فرانكفورت: هانز اولريش نيمتز 1993
إنغلهايم : غ اونتر للارغه/ إليغ 2001
ساكسون : جيرالد شميت 2002
تورنغيا : كلاوس وايسغيربر 1999
غزو الفايكنغ : فرتسشه 2004

أوروبا

بلغاريا : وايسغيربر 2001
البيزنطيون : إليغ 1997 / فرتسشه 2003
فرنسا : جيرارد انواندر
الزاس: اندرياس بيركن 2003

ايطاليا

لومباردي :إليغ 1993
روما :إليغ 1996
سيسلي: غونر هاينسون 2003
كرواتيا : إليغ 2003
لدندن : نيمتز 1993
بولندا ودلتا نهر فيستولا : هاينسون 2001/02
روسيا: وايسغيربر 2001
السويد: انواندر/ إليغ 2004
اسبانيا : توبر 1994/ إليغ 1995 / هاينسون 2005
شعوب السواحل : مانفريد زيلر 1993
تايرول (النمسا وايطاليا + سوسرا) الفريد تامريل 2003
هنكاريا :زيلر 1996 / وايسغربر 2002
زيورخ : جون شبيلمان 2004

آسيا

أرمينيا : هاينسون 1996
سيلان : كلاوس د. راده 1999
الصين : وايسغربر 2002 / زيلر 2002
جورجيا : وايسغربر 2000
الهند :راده 1997 / وايسغربر 2004
اندونيسيا : راده 1998
إيران : زيلر 1993
الإسلام : مقالات متنوعة
اسرائيل : هاينسون 2000
اليابان : وايسغربر 2002
اليمن : توبر 1994
كوريا: وايسغربر 2002
الفرس : توبر 1994
آسيا الوسطى: زيلر 1993

أفريقيا

أثيوبيا : توبر 1994 / وايسغربر 2003
ممالك البربر : توبر 1994
القبط : 1994


باختصار، أن ما تشهد به الآثار يتعارض بوضوح مع الوثائق المكتوبة في تلك الفترة. وبما أن تقويمنا يحتوي (ترهلا) فيحق لنا القول: بأنْ ليست هناك خلفية تاريخية لشارلمان. وانه محض شخصية مختلقة. هذا الاستنتاج فرضه نقص المكتشفات الأثرية، وأضيف أيضا انه لولا النضال الشاق الذي يقوم به الأساتذة لِنَسْب كل عمل فني متوفر وبعض ما يستخدم في الحياة اليومية إلى العصر الكارونلجي فان هناك غيابا تاما لأي دليل.

إذن

• إن العصور الوسطى أبدا ليست هي تلك التي تصورها لنا النصوص المكتوبة
• قسم من تلك الحقب أقحمت في وقت متأخر. وهذه الحقب الزمنية لم تحدث أبدا. أنها مجرد خرافة، عصر شبحي.
• طبقا لما قمت به من أبحاث لحد الآن فان هذه الفترة الشبحية تقع بين عام 614 ميلادية وعام 911 ميلادية
• إن الأحداث السياسية التي حدثت في تلك الفترة والشخصيات الفاعلة هي إما اختلاق صرف أو نسخ مكررة من فترة زمنية أخرى، في بعض الحالات القليلة هناك أشخاص حقيقيون جلبوا إلى هذا العصر ألشبحي من زمن آخر.
• العصر ألشبحي هذا ليس مقتصرا على فرانك أو وسط أوروبا، انه موجود كما أظهرت الحفريات من أيسلندا إلى اندونيسيا. بمعنى إن في كل تلك المناطق لم تتطابق المصادر المكتوبة مع المكتشفات الأثرية.



الشخصيات المسؤولة


من نافلة القول أن هناك بالضرورة من نفذ هذا الإقحام الزائف والمتعمد. كنت قد أوضحت إن لهذه الإمكانية نافذة صغيرة فيما بين عام 990 وعام 1009 حيث بإمكان ثلاث من أكثر القوى أهمية في أوروبا أن تتعاون. وهذه القوى هي الإمبراطور البيزنطي والإمبراطور الألماني والبابا. وأنا لهذا السبب خصصت قسطنطين السابع وأوتو الثالث والبابا سيلفستر الثاني ككتّاب لهذا التاريخ المقحم. إن الدافع وراء ذلك، في الغرب على الأقل، فواضح انه كان لاهوتيا: أن أوتو الثالث يعتقد انه ممثل المسيح ووكيله على الأرض، وهو الذي يعلن عن انقضاء فترة آخر 1000 سنة على الأرض. فطبقا للمعتقدات المسيحية الأولى، هناك تماثل بين الأيام السبعة للخلق وسبعة أيام هي عمر العالم وطول كل يوم هو ألف سنة، وان اليوم السابع للعالم يبدأ وفق حسابات معينة في عام 1000 ميلادية. وكون البابا هو العالِم الأكثر حكمة في زمانه قام بمساعدة الإمبراطور، حيث في ذلك الزمن كان الراهب وحده هو القادر على القراءة والكتابة. وبعد أن صُمم تشكيل أولي لسلالة من القادة الزمنين والروحيين، كُسي هذا التشكيل بالكثير والكثير من التفاصيل مع مرور الزمن. بعض التفاصيل المهمة لشارلمان أضيفت في حكم فردريك الأول باربروسا في النصف الثاني من القرن الثاني عشر، القرن الذي زور فيه طبقا لأحدث البحوث العددُ الأكبر من الوثائق الخاصة بالقرون الوسطى،والسبب في ذلك هو تبرير الثروة التي تمتلكها الكنيسة بعد "اتفاقية وورمز" عام 1122.
ان تقديم الساعة للإمام مارسه آخرون أيضا، خصوصا الثقافات اليهودية والإسلامية دون أن يصدروا أمرا بذلك. هم أيضا ملئوا زمنا مختلقا كان فارغا في أول الأمر. بالنسبة للإسلام فثمة الكثير من الأحداث التاريخية أضيفت، أما اليهودية فهناك القليل مما هو ملحوظ. إن هذا يفسر للمرة الأولى لماذا البيزنطيون في القرن العاشر ومسيح أوروبا واليهود، دون أن يقولوا كلمة واحدة انشئوا تقاويم جديدة، الحدث الذي لحد الآن لا احد قادر على تفسيره. في الحقيقة أن هناك انزياح في نقطة الإشارة في التقويم، وإذا انزاحت نقطة الإشارة فبعد قرون أو بعد ألفية من الزمن لا احد يدرك أن هناك زمن مضاف زمن خرافي قد أقحم في التاريخ.

شكرا لانتباهكم



الملحق الأول

خطوات البحث في القرون الوسطى

التخلي عن المسلمات (تصحيح خط الزمن)
المنطق والتجربة الحياتية- " الإحساس العفوي" (التزوير ذو الخاصية التوقعية)
الحالات الفلكية (حساب التقويم)
المصادر مقابل المصادر ( التعارض الذي يتعلق بشخصية شارلمان المضخمة)
المكتشفات العمرانية مقابل تاريخ العمارة (كنيسة البلاط في آخن)
العمارة الموجودة مقابل النصوص (الأبنية الكارولنجية)
الآثار مقابل النصوص ( آثار المدينة الداخلية في آخن, مناطق كبيرة،بافاريا، هنكاريا)


الملحق الثاني

التزوير ذو الخاصية التوقعية

• اسطورة سلفستر القرن الرابع ---------> القرن الثامن
• تزوير سيماخوس 550 م -------------> القرن الحادي عشر
• منحة قسطنطين 750 م ---------------> القرن الحادي عشر
• تزوير ايزيدور 850 ه ---------------> القرن الحادي عشر



الملحق الثالث

حساب التقويم بالدقيقة والثانية

طول السنة الفلكية: 365 يوما + 5 ساعات + 48 دقيقة + 46 ثانية
سنة قيصر: 365 يوما + 6 ساعات
الفرق: 11 دقيقة + 14 ثانية  674 ثانية
يوم واحد  86.400 ثانية: 674 ثانية  182.2 (سنة) , أذن خطأ قيصر يضيف كل 128.2 سنة يوما كاملا في 1.282 سنة هذا الخطأ يصل إلى 10 أيام
عام 1582 البابا غريغوري الثامن صحح خطأ 1.282 سنة بإضافة 10 أيام
1582 م – 1282  300 م
مع أن تصحيح قيصر كان عام 45 قبل الميلاد
مع ذلك ورغم أن التصحيح لم يرجع إلى زمن قيصر إلا أن الفلك في السماء والتقويم قد اتفقا


الملحق الرابع
القرون المظلمة
565 --> 741 العصر المظلم البيزنطي (F. Thien)
580 --> القرن العاشر العصر المظلم في اليونان (c. Mango)
600--> 750 العصر النورفيجي المظلم
600 --> 800 التاريخ المكتوب البيزنطي (P. Schreiner)
610 --> 850 العمارة البيزنطية (C. Mango)

768 – 814 شارلمان

814 --> 914 غرب أوروبا الأكثر غموضا (G. Bois)
825 --> 925 روما المظلمة (F. Gregorovius)
850 --> 950 العمارة في غرب أوروبا (Panofsky, Zimmermann)
900 --> 1000 كتابة التاريخ في غرب أوروبا (C. Baronius)



الملحق الخامس

كيف حُسب يوم تتويج شارلمان

1- 2 – 3 – 4 – 5 – 6 – 7 أيام الخليقة السبعة
بما أن اليوم عند الله بألف سنة مما نعد، فان العالم سوف يدوم 6000 سنة أو 7000 آلاف سنة هذا يعتمد على الوقت الذي صدر فيه القضاء الإلهي، هل هو في بداية اليوم السابع الذي ارتاح فيه الرب أم في نهايته.

الخليقة الفناء
1 1001 2001 3001 4001 5001 6001

القس (الفلسطيني) يوزبيوس 303 م نقل مولد المسيح من 5501 إلى 5201

5001 بعد الخلق 5201 بعد الخلق 6001 بعد الخلق
مولد المسيح 801 ميلادية بداية اليوم السابع للعالم

تُوّج شارلمان في يوم 25 ديسمبر سنة 800 ، الذي هو استنادا إلى الحساب الجديد للسجل الإمبراطوري كان اليوم الأول لسنة 801!

في القرن العاشر (؟)

5001 بعد الخلق 6001 بعد الخلق

مولد المسيح 801 ميلادية بداية اليوم السابع للعالم


أوتو الثالث زار شارلمان في قبره سنة 1000 ميلادية (هكذا تقول الأسطورة) واخذ شارة السلطة منه.

الخلاصة:

إن تتويج شارلمان تم في اليوم المحدد وفق حساب يوزبيوس في زمن قيصر قبل 497 عاما، انه يفتتح اليوم السابع للعالم لان فيه استمرار للإمبراطورية الرومانية، وإلا فإن العالم طبقا لنبوءة قديمة سوف ينتهي.
اوتو الثالث هو الآخر يفتتح اليوم السابع للعالم وفق حساب جديد (محركا مولد المسيح 200 سنة) ومن اجل هاتين السنتين الخطرتين 1000 و 1001 كانت لديه أختاما تبين انه ممثل المسيح في نهاية الزمان.

دكتور هريبرت ألغ، يونيو 2005



1- Die Fälschung der deutschen Geschichte (تزوير التاريخ الألماني)
2- Die Fälschung der Geschichte des Urchristentums (زيف تاريخ نشوء الديانة المسيحية)
3- الكرونولوجيا Chronology هو علم يبحث في كيفية تشكيل الزمن من قبل المجتمعات عبر العصور وكيفية قياسه
4- بالألمانية Phantomzeit-Theorie وبالانجليزية Phantom time hypothesis
5- وفق حسابات معينة لم يتطرق لها إليغ في هذه المقالة فأن السنوات المضافة على التقويم هي 297 عاما
6- http://www.cybis.se/forfun/dendro/hollstein/
7- Mitteleuropäische Eichenchronologie
8- History: Fiction or Science هذا الكتاب صدر في سبعة مجلدات لم استطع الحصول سوى على المجلد الثاني
9-ويكبيديا
10-عنوان الكتاب يشابه عنوان هذه المقالة فأرجو عدم الخلط
11- سليمان بشير مقدمة في التاريخ الآخر
12- (هنا الحكمة من له فهم فليحسب عدد الوحش فانه عدد إنسان و عدده ست مئة و ستة و ستون) سفر الرؤيا
13- Uwe Topper (Computists and Chronology)
14- سليمان بشير مقدمة في التاريخ الآخر
15- Niemitz (Did the Early Middle Ages Really Exist)
16- قد يكون مصدر حكاية الساعة أيضا غير عربي وإنما من كتاب أوروبي آخر يعنى بالطرائف والحكايات الغريبة فوافق هوى العرب أكثر من حكاية الفيل أبي العباس بكل الأحوال يبقى مصدر حكاية الساعة مبهم على الأقل بالنسبة لي
17- ملاحظة كل الآثار المنسوبة للعباسيين في بغداد تعود إلى القرن الثاني عشر فما فوق وليست للحقبة الشبحية مثل المدرسة المستنصرية وقبة زمردة خاتون. فيما يخص ملوية سامراء فلا وجود لأي دليل اركيولوجي يثبت نسبتها إلى زمن المعتصم هذا إن كان هناك زمن للمعتصم



#هريبرت_إليغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- وحدة أوكرانية تستخدم المسيرات بدلا من الأسلحة الثقيلة
- القضاء البريطاني يدين مغربيا قتل بريطانيا بزعم -الثأر- لأطفا ...
- وزير إسرائيلي يصف مقترحا مصريا بأنه استسلام كامل من جانب إسر ...
- -نيويورك تايمز-: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخ ...
- السعودية.. سقوط فتيات مشاركات في سباق الهجن بالعلا عن الجمال ...
- ستولتنبرغ يدعو إلى الاعتراف بأن دول -الناتو- لم تقدم المساعد ...
- مسؤول أمريكي: واشنطن لا تتوقع هجوما أوكرانيا واسعا
- الكويت..قرار بحبس الإعلامية الشهيرة حليمة بولند سنتين وغرامة ...
- واشنطن: المساعدات العسكرية ستصل أوكرانيا خلال أيام
- مليون متابع -يُدخلون تيك توكر- عربياً إلى السجن (فيديو)


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - هريبرت إليغ - العصورُ الوسطى المُختَلَقَة