أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أشرف العناني - مفعول به .. مفعول بها .. يا له من مصير














المزيد.....

مفعول به .. مفعول بها .. يا له من مصير


أشرف العناني

الحوار المتمدن-العدد: 2631 - 2009 / 4 / 29 - 08:04
المحور: كتابات ساخرة
    


في علاقتي كشاعر مع علم النحو لم أهتم بشيء قدر اهتمامي بالجملة الفعلية وعلي الأخص صيغة المفعول به المنصوبة علي الدوام ربما كعقاب وجودي ، هي وحدها تتحمل أعباء الجملة الفعلية ،مكانها الطبيعي في نهاية الجملة ، وعليها تقع تبعة الاستقامة ، استقامة الجملة أو استقامة الحياة ، ليس هناك من فارق ، أيضاً ليس هناك فعل بلا فاعل ، أما الأهم فليس هناك فاعل دون مفعول به ، الجلاد لا بد له من ضحية ، والمحب لا بد له من حبيبة ، و المتكلم لا بد له من مستمع ، والعامل لا بد له من معمول به ، والعابث لا بد له من معبوث به ، الحاكم لا بد له من محكوم ، هل رأيتم سيداً بلا عبد ، عاشق بلا معشوقة ، قاتل بلا مقتول ، هل يمكن أن نصادف فاعل بلا مفعول به ؟؟؟ شرط وجود الفاعل إذن أن يكون له مفعول به باختصار لا تستقيم الحياة ولا يمكن تصورها سوي بهذا الدور الحيوي و الوجودي الذي يقوم به المفعول به , هو حجر زاوية في الوجود .

لكن المؤلم في هذا أنك عندما تتأمل هذا الدور تكتشف كم هو محبط ، كم هو مظلم ، كم هو مخيف ، فثمة تواطؤ ضمني يقوم به المفعول به للفاعل ، هو يدعمه ، يقويه ، يحفزه على التمادي ، المرأة في السرير لا تصل إلا ذروة النشوة أو ما يسمونه بالاورجازم سوي في إخلاصها الغريزي لدورها كمفعول بها في اللحظة التي يتمادى الرجل في إيقاع أقصى ألم بها ، أي التمادي لأقصى حد في دوره كفاعل ، المازوخية و السادية هنا ليست مفتاح اللغز ، إنها العلاقة الوجودية بين الفاعل والمفعول به ، وكمثال أيضاً أعيد ما قاله جان جاك روسو في العقد الاجتماعي عن العلاقة بين العبيد وسادتهم ، إذ يقرر وأظنني أتفق معه أن العبيد هم بالأساس من يصنعون سادتهم وليس العكس ، الشعوب المقهورة هي من تصنع حكامها الطواغيت وليس العكس ، لنفرض مثلاً أن حاكما من دول العالم الثالث ذهب الي أوروبا وشاء القدر أن يتولي منصب حاكم هناك ، هل تعتقدون أن أحداً سيسمح له بأن يصبح طاغية ؟؟؟ . أحياناً قد تستغرب عندما تري المفعول به يمسك بيد الفاعل ليدله علي الطريق ، ينوره ، يعلمه الطرق المثالية لممارسة الفعل عليه ، هذا ليس غريباً بالنسبة له ولا حتى مؤلم بل ربما يكون علي العكس ممتع وهنا تصلح المازوخية كمفتاح للفهم ، هو مؤلم فقط لمن يراقب المشهد من بعيد .

في قاع البئر أيضاً ، في عتمته ، ستكتشف ما هو أفدح إذ ربما يصح لنا أن نتعاطف مع الفاعل الذي قد يمل دوره ويرغب في استراحة ، أو حتى في الاعتزال عن هذا الدور وللأبد ، هو قد يرى أن دوره هذا غير عادل ، لكنه لا يعرف كيف يتخلص من هذا العبء الوجودي ، أما المفعول به فهو علي الدوام من لا يتردد ، من لا يتخلى ولو في أحلامه عن دوره ، الحمار لا يفكر أو حتى يتصور أبداً أن يركب صاحبه ، هو خلق ليكون كذلك ، أتذكرون حكاية جحا مع حماره ، لا معنى له سوى في أن يركبه صاحبه ، كما لا معني للقطيع سوى بأن يقوده راع , هي أبجديات الحياة إذن ولا مجال سوي لأن تدوم ليكون الفاعل مرفوع والمفعول به منصوب على الدوام ، أما نحن فليس أمامنا سوى أن نرى وننصت بألم أو بلا ألم ، فهذه هي قوانين الحياة.






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فانتازيا المنطقة ج : واقع كالحلم .. هل قال أحدكم - كابوس -
- مخطط لإنقاذ المحروسة : عاصمة جديدة لمصر في سيناء
- أحمد السواركة : سيناء بأرواح غزيرة وقلب وحيد
- ثقافة العنف في سيناء : رائحة البارود مرت من هنا
- التنوير .. كأن الحداثة نور !!!!!!!!!!


المزيد.....




- الاكشن بوضوح .. فيلم روكي الغلابة بقصة جديدة لدنيا سمير غانم ...
- رحلة عبر التشظي والخراب.. هزاع البراري يروي مأساة الشرق الأو ...
- قبل أيام من انطلاقه.. حريق هائل يدمر المسرح الرئيسي لمهرجان ...
- معرض -حنين مطبوع- في الدوحة: 99 فنانا يستشعرون الذاكرة والهو ...
- الناقد ليث الرواجفة: كيف تعيد -شعرية النسق الدميم- تشكيل الج ...
- تقنيات المستقبل تغزو صناعات السيارات والسينما واللياقة البدن ...
- اتحاد الأدباء ووزارة الثقافة يحتفيان بالشاعر والمترجم الكبير ...
- كيف كانت رائحة روما القديمة؟ رحلة عبر تاريخ الحواس
- منع إيما واتسون نجمة سلسلة أفلام -هاري بوتر- من القيادة لـ6 ...
- بعد اعتزالها الغناء وارتدائها الحجاب…مدحت العدل يثير جدلا بت ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أشرف العناني - مفعول به .. مفعول بها .. يا له من مصير