التنوير .. كأن الحداثة نور !!!!!!!!!!

أشرف العناني

الحوار المتمدن-العدد: 2218 - 2008 / 3 / 12 - 11:15
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    

في لحظة إنسانية أظنها أقل قسوة أطلق ” ألان بوسكية ” أحد أروع الشعراء الفرنسيين صيحته الشهيرة : ” يجبرنا الواقع أن نزحف تحت أشعارنا , ونحن في تلك اللحظة الإنسانية الأكثر قسوة وظلاما لم يعد لدينا شعر لنزحف تحته ولم تعد لدينا أي مصدات ريح ولا مانعات صواعق ، تلاحقنا الحداثة بتروسها الأسطورية من بلد لبلد ، من مدينة لأخرى ، من شارع لأخر ، من بيت لبيت ، بل من غرفة لغرفة ، حتى القرى النائية ، الصحراء ، صحراؤنا في سيناء وفي مناطق أخري لم تسلم ، جميعا تحت رحمة هذه العجلة الأسطورية الدميمة ننتظر دورنا ، القرابين غير كافية أبدا ، والعالم – ويا لمأساة – لم يعد قرية صغيرة ، أصبح في الأدبيات المميتة غرفة صغيرة ، وربما بعد قليل علبة ثقاب صغيرة ..

الذين يوجهون بنادقهم أو أقلامهم إلي الجماعات الأصولية يرفعون شعار التنوير ضد الظلامية !!!!!! هكذا يبدو الأمر ، هم يبشرون بجنة أخري ، جنة حداثية، ليس فيها أصوليون ، ليس فيها سوي الحداثة لا أكثر ، ستسمع منهم عن الديمقراطية وحرية الفرد والجماعة الخ وعلي نفس عتبة ما يطرحونه تتهشم كل تلك الوعود ولا يبقي سوي ما هو عالق في الواقع من قسوة الحداثة وضراوتها ، فالديموقراطية المزعومة وهم كبير حتى في المجتمعات المثال ، ولن أقول بأن الأمريكيين عارضوا الحرب لكنها قامت ، هذا مثال مخفف ، والمحجوزون في جوانتانامو بلا تحقيق محاكمة عادلة !!!! ،هذا ناهيك عن ما يدور الآن عن دكتاتورية الأغلبية .. تمثال الحرية هنا ليس سوي ذريعة وليس رمز ..

من يستطيع أن يقول بالفعل ، وفي ظل ما نشهده أن الحداثة نور !!!!!!

من !!!!!!!!

أبدا وعلي مدي التاريخ الإنساني لم يشهد العالم أهوال مثل التي نشهدها الآن !!! , في ناجازاكي وهيروشيما لم يخسر اليابانيون ما خسره العراقيون من ضحايا ( مليون عراقي أو يزيد منذ خطا أول جندي أمريكي أرض العراق ) .. هذا ما فعلته سيدة الحداثة في العالم والمفارقة الكبيرة بالفعل أن الراية الأمريكية التي برروا بها دخولهم إلي العراق كانت راية حداثية يمكن تسميتها بلسان إخواننا العرب المتنورين ” راية تنويرية ” للديمقراطية والحرية الخ الخ ، فأي نور هنا ؟؟؟

هل يستطيع أحد أن يجيبني عن هذا المثال أو حني أي مثال آخر ؟؟

حني ينفي ما أستطيع أن أزعمه من أن الحداثة هي الظلام ذاته

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل