أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - بدرخان علي - الأكراد ومنطق الرصاص - رد على مقال محمد سيد رصاص















المزيد.....

الأكراد ومنطق الرصاص - رد على مقال محمد سيد رصاص


بدرخان علي

الحوار المتمدن-العدد: 804 - 2004 / 4 / 14 - 09:56
المحور: القضية الكردية
    


كاتب و ناشط سياسي كردي من سوريا

اطلعت مؤخراً على مقال نشره الكاتب والسياسي السوري المعارض " محمد سيد رصاص" في جريدة الحياة اللندنية بتاريخ 1/4/2004 بعنوان (الأكراد والمعارضة السورية)، يتعرض فيها للعلاقة بين الأحزاب الكردية والمعارضة السورية وأحداث القامشلي الأخيرة، بمنطق سطحي وتشكيكي للغاية.فهو في بداية مقاله يتحدث عن "تحالف" الطالباني –البارزاني –أوجلان مع السلطة السورية دون أن يقدم إشارة واحدة عن الظروف الإقليمية وحاجات النظام السوري نفسه،التي أنتجت ما يسميه " تحالفاً " بين النظام السوري والأحزاب الكردية العراقية على خلفية الصراع بين البعث السوري والعراقي حول قضايا لا علاقة لها بالموقف من الأكراد وحقوقهم القومية المشروعة، اللهم اتفاقهم الضمني على أن قمع الأكراد في كل بلد منهما (سوريا والعراق) هو من واجب و اختصاص النظام المعني المحكوم في كلتا الحالتين بإيديولوجيا قوماوية عنصرية إلغائية للآخر القومي!!. أما عن تحالف النظام السوري و حزب العمال الكردستاني الذي تزعمه أوجلان فكان وراءه غايات لم تعد خافية على أحد منها استغلال الورقة الكردية لابتزاز تركيا بسبب الخلاف المستديم حول قضايا إقليمية ونزاعات حدودية كمشكلة المياه ولواء اسكندرونة ورأينا جميعاً كيف تخلت سوريا عن أوجلان ليلقى مصيره المعروف ولتقوم سوريا بعدها بملاحقة عناصر حزب العمال الكردستاني وتسليمهم إلى تركيا وفاءً لإتفاقية أضنة الشهيرة بين تركيا وسوريا.
في هاتين الحالتين، لم يشعر النظام السوري بأن تناقض سياسي وأخلاقي بين التحالف مع القوى الكردية خارج سوريا والقمع المتواصل للأكراد في سوريا. لا بل أن هناك دافعاً آخر قد يبدو خافياً للبعض وراء هذا التحالف هو تحويل أنظار أكراد سوريا خارج ساحة نضالهم الحقيقية وهي دمشق وحلب وبقية المدن السورية، وقد نجح النظام السوري في ذلك إلى حد بعيد خصوصاً في حالة حزب العمال الكردستاني....
كل ما سبق يغيب عن مقال السيد رصاص الذي يريد تثبيت فكرته التي تقول بـ:موالاة الأكراد للسلطة السورية كما يفهم من مقاله. وهذا تجن فاضح على أحزابنا الكردية التي لم تكن قط وفي يوم من الأيام" متوزعة بين مجلس الشعب ومجالس الإدارة المحلية" كما يزعم السيد رصاص. فقد كانت تلك الأحزاب محاصرة و مستهدفة على الدوام عبر هجمات قمعية مستمرة ،ولم تخلُ السجون السورية من المعتقلين الأكراد يوماً ما منذ قيام الوحدة السورية –المصرية وحتى يومنا هذا باختلاف السلطات و الحكومات. لست هنا بصدد الاستفاضة في شرح واقع القمع الذي يتعرض له الكرد – كشعب وحركة سياسية- في سوريا. فقط سنورد العناوين الرئيسية لهذا الاضطهاد القومي الذي يضاف للقمع السياسي الذي يتعرض له مجموع الشعب السوري: حرمان الشعب الكردي في سوريا من ممارسة حقوقه الثقافية الخاصة كنشر وتعلم لغته الأم وإحياء فلكلوره وتراثه – عدم الاعتراف بدوره في بناء الدولة السورية وحمايتها بدءاً من الاستقلال وحتى يومنا هذا – الشطب على وجوده التاريخي في سوريا – تجريد وبقاء أكثر من ربع مليون إنسان كردي محروم من الجنسية السورية وما ينجم عن ذلك من مظالم يومية – نزع ملكية الأراضي عن أصحابها الحقيقيين وتوزيعها على فلاحين استقدموا من محافظة حلب والرقة بحجة غمر مياه الفرات لأراضيهم وحرمان أصحاب الأراضي الحقيقيين بدون مصدر رزق....
وباعتبار الحركة السياسية الكردية ممثلة لهذا الشعب المضطهد ومطالبه الإنسانية العادلة فكيف لها أن تتحالف مع السلطة السورية بفرض أن تلك الأحزاب ترغب بذلك؟
أما عن التقارب والتفاهم الذي حصل في السنوات الثلاث الأخيرة بين المعارضة السورية المتمثلة برموز ونخب سياسية وثقافية هنا وهناك تفتقد إلى حامل اجتماعي" وهذا مفهوم بالنسبة لنا ولنا نعيب المعارضة في ذلك" مرده إلى الحراك السوري العام الذي نشأ في أعقاب "ربيع دمشق" وحركة المثقفين والمنتديات و الحوارات التي تناولت قضايا المجتمع السوري ومن بينها قضية الأكراد، وليس إلى نوايا خبيثة لدى الأحزاب الكردية لتستخدم المعارضة السورية لأغراضها الخاصة كما يزعم السيد رصاص، ونرفض بنفس الوقت أن نستخدم كحصان طروادة لمن يطالبنا بالسكوت عن همومنا ومطالبنا القومية الخاصة لصالح قضية الديمقراطية وحسب وحصراً بالشكل الذي يطرحه البعض " كلنا سوريون كلنا عرب" أو "كلنا سوريون كلنا مسلمون" أو طروحات من هذا القبيل.
يقول السيد رصاص :((بعدما سقطت ورقة أكراد تركيا من يد السلطة السورية في خريف 1998، وبدأت الولايات المتحدة استعداداتها لغزو العراق، تغيرت الأمور عند الأحزاب الكردية السورية فغلب عليها الاتجاه إلى معارضة السلطة منذ ذاك ، وسجل ارتفاع في وتيرة مطالباتها السياسية الخاصة ومحاولتها الاقتراب واللقاء والتنسيق مع أحزاب المعارضة السورية....)). نعتقد أن السيد رصاص يعلم جيداً بأن الساحة الوحيدة للعمل السياسي والحوار الوطني كانت، طوال عقدين على الأقل، محصورة في السجون والمعتقلات السورية فحسب التي كانت تعج بالمئات من المثقفين و النشطاء والسياسيين ، وحتى في هذه الحالة لم يكن الكرد( المنخرطين في الأحزاب الكردية أو أحزاب شيوعية كحزب العمل الشيوعي مثلاُ..) ببعيدين عن ذاك "الحراك" الذي انتقل إلى خارج السجون في السنوات القليلة المنصرمة.
ندرك تماماً الوضع الهش والاستثنائي لأحزاب المعارضة السورية ومدى قدرتها المحدودة جداً في التأثير على السلطة السورية من جهة والمجتمع السوري من جهة أخرى، ولكننا كأبناء بلد واحد نعاني من اضطهاد سياسي عمومي كسريان حالة الطوارئ و الأحكام العرفية منذ 41 عاماً في عموم البلاد و الاعتقالات المستمرة للنشطاء وأصحاب الرأي وغياب قانون للأحزاب أو صحافة حرة والواقع الاقتصادي المزري لغالبية الشعب السوري، أليس من واجبنا العمل سوية لتكون سورية دولة حق وقانون لا بلاد الخوف والرعب والجوع؟! دولة لكل المواطنين!
قلنا ومازلنا نقول أن الديمقراطية هي المناخ الأفضل والخطوة الحاسمة للنضال القومي الكردي في سوريا، فما هو الخطأ والعيب في ذلك؟!
وهل بهذا الأسلوب "الرصاصي" يقابل به التوجه الوطني الديمقراطي للحركة الكردية في سوريا والتقاءها مع فصائل الحركة الديمقراطية في البلاد؟
أليس من المفروض أن يكون السيد رصاص، المعارض الذي اجتمع بالأكراد في سجون الاستبداد، من أوائل الداعمين لهذا التوجه الديمقراطي لدى الأكراد، لكي يجتمع بالأكراد،ذات يوم، في بلد الديمقراطية والحرية والحق والقانون والمساواة؟
أليست السلطة وحدها مستفيدة من طروحات السيد رصاص وأمثاله الداعين لتهميش الأكراد و عزل حركتهم الديمقراطية عن الحراك السياسي والثقافي العام في البلاد؟! وللمناسبة نقول أن السلطات لطالما عملت بهذا الاتجاه لضرب الحركة الديمقراطية العامة من جهة و محاصرة الحركة الكردية وحرمان الأكراد من الأصدقاء و المدافعين عن قضيتهم من جهة أخرى.
أما عن أحداث القامشلي الأخيرة فيتعرض لها كاتبنا بشكل هجومي على الأكراد دون أن يذكر أسباب اندلاعها ومن هو البادئ؟
"جماهير الفلوجة" القادمون من دير الزور مصطحبين معهم صور الطاغية صدام حسين المخلوع هاتفين باسمه في شوارع مدينة القامشلي، مطلقين الشتائم البذيئة بحق الأكراد ورموزهم السياسية، كابتزاز مقصود وسافر لا مثيل لمشاعر الشعب الكردي.... التواطؤ الأمني الواضح قبيل اندلاع الأحداث ومن ثم إطلاق "الرصاص" الحي على مواطنين عزل في ملعب القامشلي كان بالإمكان تفريقهم بخراطيم المياه أو أي وسيلة غير القتل..... الشحن القومي العنصري ضد الأكراد طوال عقود.... لماذا لا يتعرض السيد رصاص لكل هذا؟ لماذا لا يدين استخدام الرصاص الحي ضد مواطنين أبرياء عزل، كما سمعنا أصواتاً كثيرة من الوسط العربي الديمقراطي وقفت بمسؤولية وطنية و إنسانية حيال الأحداث؟
لماذا التركيز على ممارسات خاطئة وطائشة( كإنزال العلم الوطني والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة...) أدانها السياسيون والمثقفون الأكراد، من قبل بعض الشباب الهائج الذين شاهدوا إخوانهم يتخبطون في الدماء دون ذنب أو جرم، سوى أنهم أكراداً؟ وهذه الممارسات ،المرفوضة من قبلنا، بحد ذاتها ما هي إلا نتاج القمع والتهميش وضرب شعور المواطنة والانتماء إلى هذا البلد.
ماذا لو كان السيد رصاص ،الديمقراطي جداً ، في مركز القرار الذي أمر بإطلاق الرصاص الحي.؟‍
نعتقد أن مسؤولية الجانب العربي تجاه قضيتنا الكردية في سوريا تزداد يوماً بعد يوم، ويجب أن نعمل سوية ،الآن أيضاً، كي لا يتحقق هدف من يريد عزل الأكراد وتشويه قضيتهم وتصويرهم كمتآمرين ضد البلد و وحدته وأهله، لأنها بكل بساطة قضية شعب مضطهد محروم من أبسط حقوقه الإنسانية المشروعة، حتى لو كان المرء متحفظاً على مواقف الأحزاب الكردية كما هو حال السيد رصاص.
بدرخان علي - سوريا



#بدرخان_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحاجة إلى القانون: رؤية سياسية للوضع القانوني في سورية


المزيد.....




- الأمم المتحدة: معدل الفقر في فلسطين بلغ 58.4%
- -لن نقبل أن نصبح وطنا بديلا-.. ميقاتي: لبنان تحمل العبء الأك ...
- دعما -لاستقرار لبنان- و-تحديات استضافة اللاجئين-.. مساعدات أ ...
- الاتحاد الأوروبي سيقدم دعما -لاستقرار- لبنان ومكافحة عمليات ...
- آخر تطورات احتجاجات الجامعات بأمريكا مع تصاعد الاعتقالات
- توقع بإدراج إسرائيل الشهر المقبل على القائمة السوداء للأمم ا ...
- بعثة أوروبية تتوجه إلى لبنان بدعم بقيمة مليار يورو لوقف تدفق ...
- إعدام سعوديين أدينا بخيانة الوطن وتأييد الفكر الإرهابي
- اليونيسف: رفح تمتلئ بالمقابر والأطفال يُقتلون بشكل ممنهج لكن ...
- اتهام روسيا أمام لجنة حقوق الإنسان بقصف مستشفى بشمال سوريا ع ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - بدرخان علي - الأكراد ومنطق الرصاص - رد على مقال محمد سيد رصاص