هل للظلم والاساءة مبرر ؟

ياسمين يحيى

الحوار المتمدن-العدد: 2624 - 2009 / 4 / 22 - 09:19
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

اذا قام شخص ما بسرقة شخص آخر او اهان كرامته، وعندما سئله الناس عن هذا الأعتداء اجابهم بعدة تبريرات يراها منطقية لفعلته، فماذا سيكون ردة فعل الناس حينها! بالتأكيد سيأخذوه على حجم عقله وسيشمئزون من عذره الذي هو اقبح من ذنبه. وهو انسان عادي. فما بالكم اذا كان هذا الجواب هو رد الإله خالق الكون والانسان العادل القادر على كل شيئ ، هل سنأخذه على قد عقله ايضا ؟فنحن لانبرر للجائع اذا سرق ولا للمعتدي اعتدى فكيف من خلقنا يسمح بهذا ؟اذا كان للظلم والاساءة تبريرات عند الله فلا لوم على البشر اذا ظلموا واساءوا لغيرهم واعطوا تبرير لافعالهم هذه وعلى الجميع قبولها لأنها منهج رباني . وايضا على المحاكم والقضاء الأخذ بعين الاعتبار تبريرات المجرم على قتله لضحيته حتى وان كان ليس دفاعا عن النفس فقد يكون لديه مبرر لجريمته مثلا أن يقول : كان دافعي للقتل هو أراحته من هذه الحياة. واذا سأله القاضي هل طلب منك هو هذا الشيئ سيجد ايضا مبررا آخر ويقول: لا ولكن انا ادرى بمصلحته.وهكذا سيكون من حقه الحكم ببراءته.هل هذا منطق ؟ وهل هذا جواب يقبله عقل؟ فكيف يريدوا منا أن نقبله من إله خالق


لهذا العقل والمنطق فينا ولا نقبله من انسان قاصر بالنسبة لذاك الإله ؟
من المستحيل اخلاقيا وانسانيا أن يبرر الظلم والأساءة والا فعلى الجميع أن يظلموا بعظهم البعض ويغتصبوا حقوق الآخرين ويعتدوا عليهم وليس عليهم سوى تقديم المبررات التي تناسبهم حتى يصمت عنهم المعتدى عليه ويغفر لهم لأن لديهم مبرر .

وضع المسلمون لظلم المرأة وقهرها وسلب كرامتها وحقوقها مبررات عليها أن تسمعها وتطيعها بلا نقاش وأن لا تعارضها لأنها بصالحها في اعتقادهم والحقيقة هي بصالحهم هم .
من تلك المبررات مبرر حق الرجل ضعف حق المرأة بالميراث وهذا المبرر هو أن الرجل هو الذي ينفق على المرأة وهو المسؤول عن تلبية متطلباتها . مبرر اقبح من ذنب . وهل المرأة لاتستطيع فعل ذالك؟

ومبرر زواج الرجل على زوجته وهو أن بعض الرجال لاتكفيهم امرأة واحدة . اذا كان هذا منطقي فهناك نساء ايضا لايكفيهن رجل واحد لأن الجميع بشر .

وايضا مبرر ولاية الرجل على المرأة ووصايته عليها والمبرر هو أن المرأة ضعيفة وعاطفية فيجب حراستها ومراقبتها . وهل القوة هي قوة الجسد وهل العاطفة تجعل المرأة فريسه سهلة لأي رجل أليس العاطفة هي عاطفتها على ابناءها وليس على كل من هب ودب .
ومن المبررات المقززة ايضا مبرر العقيقة (مايذبح عن المولود من الأنعام) فأذا رزق الوالدين ذكر يعق عنه شاتان واذا رزقوا بأنثى فيعق عنها بشاة واحدة.. انا اقترح عليهم بأن لايذبحوا عنها لا شاة ولاحتى نملة ويوفروا على انفسهم ثمن الشاة لأن هذا اجرام بحق الحيوان ويكفي الاجرام الذي ستلاقيه في مستقبلها على يد تعاليمهم.. واما مبررهم على هذا فهو كالتالي: التفضيل تابع لشرف الذكر على الأنثى ، وماميزه الله به على الأنثى ، ولما كانت النعمة به على الوالد أتم ، والسرور والفرحة به أكمل كان الشكر عليه اكثر ، فأنه كلما كثرت النعمة كان شكرها اكثر . هذا المبرر لأبن القيم . (ذكر الوالد فقط) من قال أن النعمة على الوالد بالذكر أتم والسرور والفرحة به اكمل ؟ هل هذا قانون انساني فطري يتميز به جميع البشر أم عادة عربية أن يفرح الأب والأم تبعا لفرح زوجها بالمولود الذكر . وكيف النعمة بالذكر تكون أتم ؟ انا اعرف بنات ينفقوا على اباءهن واخوانهن ايضا. قمة التعظيم للذكورة.

ومبرر حجاب المرأة ونقابها وهو حتى لايفتن بها الرجل ويقع في الخطيئة.
وهل المرأة لاتفتن به ولاتقع في الخطيئة اذا كان الأنسان يقع في لخطيئة بهذا الشكل .

ومبرر همجي آخر لضرب الزوج لزوجته . وهو تأديبها وتقويمها. حتى الطفل اذا ضرب لايتأدب ولاينصلح حاله بهذه الطريقة فما بالكم بالأنسان البالغ؟ والرجل ماهي طريقة تأديبه وتقويمه اذا كان غير مؤدب ويحتاج الى تقويم؟ أم أنه معصوم عن اساءة الأدب.

ومن المبررات الاخرى لظلم المرأة والاساءة اليها مبرر عدة الزوجة على الزوج المتوفي او المنفصلة عنه وهو: لأظهار الحزن والأسى عليه وتعظيم حدث فراقها عنه وتقديرا للعشرة وايضا لمعرفة الحمل من عدمه .. هذا الكلام للشيخ عبدالله فوزان الفوزان .. واذا كانت سعيدة بطلاقها منه وهي من طلبه منه ماذا تفعل؟ تمثل . وتقدير العشرة فقط على المرأة ألم يشتركان معا في تلك العشرة .. حكم ..

والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو : هل من الصعب على المرأة استخدام تلك المبررات ضد الرجل ايضا؟
من السهل جدا خلق المبرر للظلم ولكل انواع الشر ولاكن من المستحيل قبوله.

مبررات ظلم المرأة والاساءة اليها اكثر من أن تحصر في مقالة لذالك اكتفيت بما احفظه في ذاكرتي اما الباقي فيحتاج الى بحث ونبش في كتب صفراء لا اطيق النظر فيها.
لاتبرير لما لايجوز فيه التبرير. لا وألف لا.

#ياسمين_يحيى (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل