أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - مازن شريف - المعارضة السورية ... مجرد (خربشات) طفولية














المزيد.....

المعارضة السورية ... مجرد (خربشات) طفولية


مازن شريف

الحوار المتمدن-العدد: 2618 - 2009 / 4 / 16 - 11:00
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


نصرخ وكأننا نتكلم في حلم كرس الوجع والألم، فلم تعد كلماتنا رصاصات في وجه الطغيان بل بداية لتاريخ مقتول يكاد يلغي مقاومة العقل ويستسلم للفاجعة.
إنها صورة لمشهد حقيقي للبعض من إخوتنا في المعارضة الذين يحاولون تعمير أهداب الخيال بصدأ العزلة المتراكم على إضاءات حلم يرافق عملية انكسار في الإرادة، بعد تدوين الألم الذي يشبه (خربشات) طفولية ، لتدخل في أرشيفنا المليء بالعجز حيث لا إنتاج ولا جمال في التجربة بل متعة في هذيان الكلمات وقبح في معانيها لتفتح الطريق أمام ضجر العقول والابتعاد عن الجدية التي ربما لو انطلقت من إستراتيجية شفافة وحريصه لكان لها صدى قويا خارج حدود ما نسميه بالحروف الكبيرة (الوطن).
تيارات تحاول عبور العقل والمخيلة لتظهر أنها قادرة على ردم الآلام لكن اختراق النار لا يتم بحمى الجوهر المطعون بخنجر السلطة القمعية التي منحتها مختبرات المصالح الأميركية شرعية طويلة الأمد. وإذا كان البعض منا يتعاملون مع الواقع كحدث استثنائي يمكن أن يعيد لنا بعض الحق الضائع، فان عددا من مفكري وكتاب المعارضة حلوا ضيوفا على المعاهد الأميركية لإطلاعهم على سياسات النظام القمعية وكأنهم "عن جهل أو سذاجة" لا يعرفون بان استمرارية النظام السوري ممهورة بخاتم السلطان الأميركي.
إن عملنا كمعارضين أفرادا أو تنظيمات لا يشبه أية معارضة في العالم فنحن مجرد أقلام تجيد في بعض الحالات استخدام المصطلحات المبهمة لتعبر عن الشعور بالثأر بعد أن تم تعويم خشبة الخلاص واكتشفنا فخ الانحسار واليأس.
ما زلنا حتى الآن في نزهة فكرية يفارقها المشهد الواقعي وأحيانا تطغى عليها الأحداث المنغمسة في متاهات الفردية والشخصنة، وكل ثلاثة منا يؤسسون تيارا يتزعمه احدهم وينوب الاثنان عنه وبعد لحظات من النشوة يفترق الجميع إلا الزعيم وكأننا من وطن يبلغ عدد زعمائه عدد سكانه، إنها رؤية لتجربة تتفوق فيها العناصر القابلة للانفجار في اتحاد اثنين من أبناء سورية المعارضين لنظام القهر.
ومهما غازلنا الزمن واتكأنا على أكتاف الديمقراطية وداعبنا الحرية لن يدون في سجلاتنا أي نجاح ما لم يكن لنا امتداد وعمق في الداخل السوري، فلا فضائية ولا إذاعة ولا ندوة أو مؤتمر سيكون له اثر في أعماق الشباب السوري الذي اغلبنا يجهله لأننا من جيل يبلغ كمتوسط عمري نصف قرن ولا نعرف طريقا أو أسلوبا لتدريب أو رعاية لهؤلاء الشباب ليكتسبوا خبرة العمل السياسي وضرورة الانقلاب على المفاهيم المغلوطة، بل يتصرف الأغلبية فينا على أنهم الرواد في فهم خصوصيات الواقع السوري المؤلم ونكتفي بدعوة حماسية جامدة لينضم الجيل الشاب إلينا كي نقوده إلى الخلاص.
عندما ننطلق من مبدأ أن التضحية هي أكثر إشعاعا من نجوم التفرد بالقرار والعمل السري المظلم والمواقف غير الصائبة في تحليل نهج العمل السياسي المعارض، فإننا نكون قد فتحنا صفحة جميلة للحوار يزيل ما تحت الألسنة من إهانات ويتوقف على التفاهم بين الجميع للعمل المشترك من اجل التغيير السلمي في لهجة تطلق سراح الطاقات الكامنة التي يخفيها كل فرد متنور من أبناء سورية الداعين للتغيير نحو مستقبل أفضل.
إن ما نراه اليوم ليس منضويا في تيار واحد فقط بل يشمل جميع الأطياف وكأنه ظلام سري يكشف هول الصراع في التجربة المعارضة دون تقديم الحلول للخروج من هذا الحيز الضيق الذي ساهم في تصدع الصورة التكوينية للمعارضة والإحساس بارتجاج مكوناتها ومرتكزاتها وآفاق حضورها على الساحة السياسية السورية.
من منا لا يذكر الصمت الذي أصابنا جميعا اثر ثورة الصراعات والتخوين والاتهام بالعمالة والانزلاق إلى مكونات المفردات السوقية التي خرجت من البعض وصارت ملاذا طغى حضورها على وطن مصغر أطلقنا عليه اسم (المعارضة)!
علينا الخروج من آلامنا الشخصية وذاتنا الجريحة وأحلامنا المنكسرة وعزلتنا الحزينة وان نتمرد على أنفسنا باستخدام معجم النقد وان كنا لا ننحدر من سلالة التيارات الأيديولوجية وان ندخل كالإعصار بالحجة والكلمة إلى مختبر حوار تنمو فيه أزهار العمل المشترك وتثور فيه براكين الاتصال لتتفجر اليقظة وتسحق الاستسلام برسالة همها الوحيد تقليب الهوية الوطنية على المشاهد السياسية والعمل الجماعي ضمن إستراتيجية تنتج جيلا شابا ممن ينتظرون ردفهم بدراسات ومواقف تنير طريقهم وتبدد مخاوفهم وتقوي لحظة انفجارهم في الداخل الذي يعانون فيه من مخاض عسير ومؤلم.
ضاع ربيع دمشق وقد لا يأتي ويبدوا أننا نعيش في غيبوبة بعيدا عن أوجاع الوسط الفكري والاجتماعي وراء القضبان حيث تبقى أفكار هؤلاء ناصعة البياض في زنزانات الظلم وصومعات العري التي تغطي الكلمة والمواقع والأشخاص وتمحي الأيام لكنها مهما استمرت لن تستطيع أن تعري الزهور وعطرها مهما كان عمرها قصير، لان وصيتنا هي العزاء الذي سيضيء سلسلة أعمالنا عندما تدون في ذاكرة ربيع المنطق والجدية في العمل.
هيا بنا نعود إلى مفكرة الزمن وندون فيها أول حرف في زاوية العقلاء بعيدا عن الوسط الملوث ، ونجعل محور أعمالنا نابع من صدقنا في احترام بعضنا البعض، لأنه لا يمكن أن نعمر ونبني سورية أو نجملها ما لم نهدم جدار لوحة الماضي ونبني على أنقاضه صورة الهوية الجديدة.



#مازن_شريف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المعارضة السورية في حالة يرثى لها؟
- انهيار المعارضة السورية
- شوارع سورية (صامتة) من فئة خمس نجوم
- دمشق مدينة الصمت ... مدينة الأبواب المغلقة
- أحفاد ابن تيمية ومؤتمر جبهة الخلاص في برلين!
- المرأة بين الأنوثة والإبداع
- المعارضة السورية (الجديدة) وبنزين الديمقراطية
- المرأة سر هذا الكون وفن الحياة
- لا نسمح بأن نخسر أحدا من المعارضة السورية
- بالحوار ومشاركة الجميع نغير ونبني سورية
- مشهد المعارضة السورية ومواجهة الخطر المقبل
- المعارضة السورية ... إلى أين؟
- لن نذرف دمعة على قتلة الأبرياء أيا كانوا: في ذكرى المجازر
- الخطوط الحمراء بين الدين والسلطة
- خيمة جديدة لحرية الكراهية في صحراء الربع الخالي
- تحية إلى المرأة صاحبة القلب الجميل
- المرأة السورية وظاهرة الابداع 2
- المرأة السورية وظاهرة الابداع 1


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - مازن شريف - المعارضة السورية ... مجرد (خربشات) طفولية