أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بوشعيب دواح - الصعلوك الرئيس














المزيد.....

الصعلوك الرئيس


بوشعيب دواح

الحوار المتمدن-العدد: 2615 - 2009 / 4 / 13 - 00:14
المحور: الادب والفن
    


منذ أيام تأبط شرا و عروة ابن الورد و الشنفري و سليك و عليك ...الذين سمعت و قرأت عنهم ، لم أرى زعامة في الصعلكة مثل صعلكة زرقان المغربي. غزا المغرب شمالاو جنوبا ببلاغته و بغلته. خرج ذاك الصباح متأبطا شيئا ما تحت باله. أراد أن يهاجر هجرة سرية في الباطيرا... نظر إلى البحر بعيدا و تذكر رجولة و فحولة طارق بن زياد ثم عاد، عاد إلى العاصمة . من العاصمة السياسية سيكمل سياسته . كيف؟، سياسته!! . نعم سياسته هي قطع الطريق على القطط السمينة و البحث عن المراكز و الوظائف و إسنادها لأبناء الشعب الفقراء الذين حصلوا على الشواهد العليا لكنهم لا زالوا في الخلاء و العراء.في العراء بين مطرقة تنكر الدولة لهم و سندان غمة الرجوع إلى الدرب بخفي حنين.
رأيته متشردا ، جالسا أمام الحانة ، يحتسي قهوته المهرسة الباردة على كرسي إسمنتي على الرصيف، أمام البنك بزنقة القاهرة.الجيوب أكلتها فئران الفقر وأرضة النسيان. القفص الصدري منتفخ بهواء الوعود و الأكاذيب...
سكن المدينة القديمة لنقول سكن إلى الرطوبة. الرطوبة ارتبطت معه بعقد نكاح عرفي. تنكر له كل أهاليه الذين يسكنون بالمدينة و ما شهد له في ذاك العقد إلا نسخ شهاداته الجامعية، أما الأصلية لا يعلم أين تركها ....
أتى رجل الأمن يستحيل كعصى موسى ، تجده في كل تقاطعات طرق وسط المدينة يتلقف أي شيء يدخل في جيب جلباب الرشوة. عند بائع الجرائد ، يبدو أنه ترك لديه أمانة ، ربما كارطونة نيسكافه حازها بطريقة ما.
قال بائع الجرائد للصعلوك : يا صديقي، الله يحفظك ساعد هذا البوليسي .
تصرف الصعلوك صامتا.
قال البائع للبوليسي : اعقل عليه أي تذكره، انه من حملة الشواهد العليا المعطلين...״اعقل عليه״.
تابع البوليسي : إن ملفكم عاد بأيدي عالي القمة ...بوزارة الداخلية.
مر البوليسي بجانب بائع الحمص و الكاوكاو و معلومات أخرى .أخد الأمانة الثانية...تخيلها الصعلوك لترا من الحرام ..״ايديرها بو طيراكرام سانفيل״.
اليوم معركة بالشارع الرئيسي، قوات الأمن بألوان الطيف : قوات التدخل السريع و قوات مساعدة و قبعات كرواتيا...و مخبرين ومخبرات و ناشري أخبار و حارس سيارات و كلام ساقط و الصعلوك واقف بجانب البوليسي. المعركة تحققت كتلك التي كان يبحث عنها محمد ...اشتعلت ...البوليسي صاحب ״الطيراكرام״ ينهال بزرواطته على مؤخرة الصعلوك ...تذكر الصعلوك قولة جده الحكيمة ״لاثقة في المخزن و لا في النارو لا في المرأة الهجالة التي مات رجلها ...״...أصحاب الصعلوك بجانب تراث الموحدين على تلك الربوة التي تطل على العدوة الأخرى...يوم الأضحى و قوات الأمن تقوم بالسلخ و النفخ و شق الرؤوس...
״هز قدم و حط قدم، الشوارع عامرة بالدم״ ...
هذه المعركة أتت أكلها .الصعلوك الزعيم على طاولة الحوار،أمام كتاب التقارير المغلوطة و الملفقة و المفبركة و الذين ينعتوننا بمساخيط الملك.... الصعلوك غير راض بما جاء في الحوار ...لا يريد كأسا ماء خاوية ليشربها هو و عصابة المتشردين. إنه يحن إلى الشارع... .نزل إلى الشارع أصبحوا قطاع طرق بامتياز. يصنعون سلسلة بشعاراتهم الحديدية، لا مرور للسيارات و لكل أنواع المركوب...تدخلات فاشلة لرجال الأمن .تشتت ...تجمع ...تشتت...تجمع في جماعات ...كلمة سرية، أبناء الشعب أمام قبتهم.الصعلوك أصبح ظهره رطب أكثر من بطنه ، يمشي أعرجا و مع ذلك يطلب زيادة! هكذا يكون الصعاليك و إلا فلا...
رضا يضرب على رأسه بكمشة أصابع مجموعة كسلاح أبيض لحمي لترميه على جذع نخلة ليساقط أنفه دما.أما عبد القادر أرى أنفه مكسرا بضربة هراوة لعنصر من عناصر القوات المساعدة لا يعرف إلا التنفيذ و القمع أحسن، أجريت له عملية جراحية كلفته دم كثير ...
أصبح الطايح أكثر من النايض ،جميلة الدكتورة في الأدب العربي باركوا لها مناقشة أطروحتها بخمسة أضلع مهشمة. حسن الدكالي يده مكسرة كما تكسرت أداة التصوير .أما إمامنا الرباطي فأذنه كانت قد بعجت في المعركة. معطل آخر يبدو أنه خرج منها بستة و عشرين غرزة في رأسه. معطلة عنقها مكسور و أخرى حصل لها إجهاض!...سيارات إسعاف تنقل إلى المستشفى . أما أنا فقد فضلت العودة إلى بيتي المكيف بالرطوبة.لا أريد أن أرى أي طبيب مخبر مادمت أنني لست مكسورا... مع أني في الحقيقة من المكسورين و المجرورين و المرفوعين ....في هذا الواقع الوقح المفتوح على كل الأبواب...

بوشعيب دواح




#بوشعيب_دواح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صرخة رجال
- بائع النظارات
- العطار الزيراوي
- أمير التسكع
- قصة قصيرة


المزيد.....




- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بوشعيب دواح - الصعلوك الرئيس