أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - حميد الهاشمي - إنقلاب مقتدى الصدر: لماذا؟















المزيد.....

إنقلاب مقتدى الصدر: لماذا؟


حميد الهاشمي
مختص بعلم الاجتماع

(Hamied Hashimi)


الحوار المتمدن-العدد: 800 - 2004 / 4 / 10 - 11:10
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


ان ما يحصل في العراق هذه الايام يمكن عده بمثابة انقلاب قام به مقتدى الصدر و" تياره " تيار الصدر. حيث ان العدد التنازلي لتسليم السلطة في العراق الى حكومة انتقالية بدأ فعليا ومعه بدأت تتبعثر أوراق كثيرة وتختلط حسابات كثيرة لعدة أطراف داخلية وخارجية يهمها وضع العراق بكل ما آل اليه أو ما سيؤول إليه.
ما حصل هو انتفاض جماعة الصدر وتطوراتها التي تلاحقت بالشكل التالي:
مظاهرات واحتجاجات ضد غلق جريدتهم التي اتهمت بالتحريض على العنف وفق الامر الصادر من الحاكم المدني في العراق باول بريمر.
تطورت المظاهرات الى احتلال مواقع حكومية سواء بالاندفاع السلمي وبسلوك الحشد وبكل ما ينجم عنه من تصرفات يصعب ضبطها، ومنها ما هو مخطط له على ما يبدو وقد صرح بذلك السيد حازم الاعرجي ممثل مقتدى الصدر في الكاظمية حيث قال فيما مضمونه " اننا خططنا لتحديهم والركوب حتى على دباباتهم ... الخ" يقصد الاميركان. ومثل هذا الامر بلا شك يشير الى التساؤل فيما سوف يكون عليه رد الجندي الاميركي حينما يصعد شخص او اشخاص مندفعون ومحتجون ضده الى الركوب على دبابته؟ !
ثم تم تصعيد الموقف الى استخدام السلاح من قبل بعض الافراد الى مواجهات مع القوات الاجنبية الموجودة على ارض البلد او قوات الشرطة والامن العراقية كأفعال او ردود افعال. هذه الصدامات التي تفاعلت مع اعتقال قوات التحالف للشيخ مصطفى اليعقوبي وفق الامر الصادر عن قاض عراقي على خلفية اغتيال رجل الدين العراقي السيد مجيد الخوئي في النجف العام الماضي، ثم تبعه التصعيد الاكبر بإعلان مقتدى الصدر خارجا عن القانون بل إعلان مذكرة اعتقاله من قبل القضاء العراقي على خلفية نفس القضية الجنائية وتهم اخرى حسب القوات الاميركية.
شاعت الفوضى واحتلال المباني من قبل جماعة الصدر وتفادت الشرطة وقوات حفظ الامن العراقية الاخرى الاصطدام بهذه الجماعات التي اعلنت (الاعتصامات السلمية) اولا ومن ثم الاستيلاء على المباني ومصادرة بعض اجهزتها حسب مصادر الداخل العراقية.
التطور اللاحق هو تعاظم طموحات الصدر حيث اعلن نفسه " قائدا للعراق" ومتحدثا بإسم العراقيين، طالبا من الاطراف الاخرى الانضواء تحت لوائه تارة وتارة اخرى مهاجمة من لا يتفق معه، وتطورت مطالبه من المطالبة بإعادة فتح جريدته واطلاق سراح زميله اليعقوبي الى (محاكمة صدام امام محكمة عراقية) وهو تطور هدف منه الى دغدغة مشاعر العراقيين الذين يتشوقون الى محاكمة عاجلة لصدام.
والامر اللافت ايضا هو المطالبة اللاحقة من قبل مقتدى لدولة الكويت كي تخرج القوات الاميركية من اراضيها وهو ما لم ترد عليه الكويت رسميا لحد الساعة.
ان البحث عن اسباب هذا الامر والذي يعد انقلابا على الوضع الحالي في العراق ممكن ان يندرج تحت بعض اهم النقاط المتشابكة وهي:
- ان الصدر وتياره وحسب شعارهم (الحوزة الناطقة) لا يعترف بشرعية او دور الحوزة العلمية المتمثلة بكبار علماء الشيعة امثال السيستاني والحكيم والفياض والشيرازي والمدرسي وغيرهم.
- الامر الذي يعني ان هذا التيار و (قائده) مقتدى الصدر يبحث عن تجسيد حقيقي لمعنى الحوزة الناطقة، وبما انه شخصيا (مقتدى) لم يستطع تجسيد هذا المعنى أيام حكم نظام صدام ذلك لما عرف عن بطش النظام تجاه كل من يعارضه، فإن الفرصة الآن مواتية لكي يحاول تأكيد ذلك ولو بما آل اليه الوضع الان.
- إن تجاهل الاميركان لمقتدى الصدر وتياره ومن ثم مجلس الحكم لاحقا وعدم تشاورهم معه أو أخذ رأيه زاد في الطين بلة، حيث جعله يسعىلنقد الوضع وابراز الصورة المتشائمة في كثير من الاحيان ومغازلة الاميركان في احيان اخرى، حيث قال في مواقف سابقة " إن الاميركان ضيوفنا، وإمتدحهم في امور اخرى"، وفي مواقف أخرى دعاهم لدخول الاسلام ! وهذه المواقف المتناقضة اضعفت من مكانته في عيون الكثيرين ومنهم الاميركان انفسهم.
- ان من المؤكد اندساس الكثير من العناصر التي تضررت جراء سقوط نظام صدام وقيام عهد جديد، اندسوا مع جماعة مقتدى الصدر، وهو ما اعترف به بعض مسؤولي مكاتب الصدر في وقت سابق، كما ان معظم اتباع الصدر هم من الفئات البسيطة وقليلة التعليم ومصداق ذلك تركزهم في المناطق الشعبية الفقيرة وتصرفاتهم وتمظهرهم بمظاهر لا تمت للمرحلة الحالية بصلة. وقد فعل هؤلاء وأولائك فعلتهم في تصعيد الوضع او توجيه بوصلة مقتدى الصدر غير الوجهة والتوقيت المنتظرين منه.
- إن للتزييف الاعلامي الذي تمارسه القنوات الفضائية العربية والايرانية دور سلبي كبير في تطورات الوضع الحالي، حيث تصور الامر بما يخالف حقيقته وتدفع بمقتدى الصدر نفسه لإن يصدق ما لايصدق عليه وتحمله ما لايحتمل. وحقيقة واقع الشارع العراقي الآن هي ليست تابعة لمقتدى الصدر وحركته الانقلابية هذه، فمعروف للجميع ان أغلبية المسلمين الشيعة في العراق هم من مقلدي السيستاني وهذا الاخير نفسه كان وما زال يحمل رؤية مختلفة عما يطرح الصدر، وهذه الرؤية تتفق مع راي القوى السياسية العراقية الفاعلة والمؤثرة في الساحة العراقية وذات التاريخ الطويل ومنها القوى والاحزاب الدينية الشيعية خاصة حزب الدعوة الاسلامية والمجلس الاعلى ومنظمة العمل الاسلامي وغيرها، ومن هؤلاء من هم اعضاء في مجلس الحكم. يضاف الى رأي هؤلاء الاقلية الكردية الكبيرة والتي تؤلف حوالي ربع سكان العراق والاقلية العربية السنية والاقلية التركمانية والاقلية الكلدواشورية والايزيدية والصابئة وغيرهم. وهناك تيار الليبراليين والديمقراطيين والعلمانيين والقوميين ...الخ مما لا يتفقون جملة وتفصيلا مع ما يذهب اليه الصدر، وبالتالي فإن هذا يعني في حسابات (انتفاضة شارع او رأي أغلبية) مغالطة كبيرة تقصدها وسائل الاعلام هذه ومنها القوى المغرضة.
- الأمر نفسه يقال عن أطراف خارجية مثل ايران وحزب الله والقوى الفلسطينية المتمثلة بحماس وغيرها تسبغ دورا على مقتدى الصدر اكبر من حجمه، بل لقد اوقعته في فخ كبير حيث اعلن عن وضع " جيشه المسمى جيش المهدي ذراعا ضاربة لحزب الله وحركة حماس وقائدها الجديد عبد العزيز الرنتيسي"، وقد نسي السيد الصدر قضيته وقضية العراق الاساسية، مثلما نسي ان عبد العزيز الرنتيسي وحركة حماس وغيرها من المنظمات الفلسطينية قد اقامت مآتم والعزاء والمناحات على عدي وقصي ولدي صدام حينما قتلا بعد ملاحقتهما واتهموا الشيعة بالخيانة ورفعوا ولا زالو يرفعون صور صدام في كل مناسبة ويزج الكثير منهم بإرهابيين لقتل العراقيين قبل غيرهم في العراق وأثارة عدم الاستقرار، فأين هذا من قضيتة العراق؟!!
ان طروحات الصدر لا تتسم بالنضج السياسي وتعتمد العفوية والافق الضيق في غالبيتها حيث لا تمثل مشروعا موحدا للعراق.
فمصادرة حق الاكراد بالفيدرالية مثلا، وطرح مشروع (دولة ولاية فقيه اسلامية) لا تمثل العراق ولا تنتمي اليه، وسيحاربها عبد العزيز الرنتيسي قبل السنة والاكراد في العراق، بل ستدفع بالاكراد الى المطالبة بالاستقلال وساعتها ستجد دول الجوار في ذلك (أهون الشرين) اي انفصال الاكراد عن (دولة شيعية) أفضل لهم. كما ان الكثير من العراقيين ومنهم غالبية الشيعة قد سامت عقلية تقديس وعبادة الفرد الحاكم مهما كان شكله او لون عمامته، لكن للاسف فإن الاسثناء الذي يوافق على طروحات الصدر هذه، مدفوع بترسبات عقلية لا زالت تتبنى فكرة (الفرد المنقذ او الكارزما) من ازمات الفقر والحرمان والحروب والاضطهاد المذهبي، وهذا ناتج عن ارث الديكتاتورية البغيضة الطويل في العراق والمنطقة عامة من جانب ومن جوانب أخرى فإن طبيعة الفكر المقلدي (نسبة الى التقليد) في الفكر الشيعي تجعل من المؤمن بها يلتزم بطرح مقلده (بتشديد اللام وفتحها)، رغم ان الصدر الصغير غير مقلد ولكنه ابن السيد الشهيد محمد صادق الصدر وقد ورث قيادة تيار والده واسم العائلة البارز لدى الشارع الشيعي.
كل هذه الامور وما ذكرناه سابقا يمكن ان تضع تفسيرا لإنقلاب مقتدى الصدر الحالي والذي لا يخدم القضية العراقية حقيقة، حيث يعرقل اجندة تسليم السلطة للعراقيين وإعادة اعمار العراق وعملية التئام الجرح العراقي النازف وانعاش الحالة المعيشية والاقتصادية وغيرها من جانب ومن جانب آخر إختبار مصداقية الاميركان في تسليم السلطة وتسيير عملية الديمقراطية الى شاطئ الامان بالقدر الممكن.
أخيرا فإن الحل الناجز هو الاسراع بتسليم السلطة للعراقيين واسقاط اوراق التوت عن المتسترين بهذا الادعاء ليثبتوا صحة ايمانهم بالعراق قبل الديمقراطية والقومية والعرقية والمذهبية وغيرها من الادعاءات. ان ذلك يتم عبر سبل الحوار بين جميع الاطراف الحريصة على العراق ودماء ابنائه وتربته ليوحدوا كلمتهم تجاه كل من هو عكس ذلك.



#حميد_الهاشمي (هاشتاغ)       Hamied_Hashimi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المجتمع العراقي وتأهيل المرأة الى سدة الحكم
- مسؤولية منظمات المجتمع المدني تجاه المرأة العراقية
- المرأة ومأزق تلازم القيم العشائرية والتفسيرات الدينية
- على هامش ما كشفه رجل الاعمال اللبناني قبل يومين ما الذي كان ...
- مشروع مقتدى الصدر ، هل هو مطلب شعبي أم مراهقة سياسية؟
- هل العراق حقا بلد الفرص الضائعة؟ !!


المزيد.....




- اغتيال بلوغر عراقية شهيرة وسط بغداد والداخلية تصدر بيانا توض ...
- غالبية الإسرائيليين تطالب بمزيد من الاستقالات العسكرية
- السعودية.. فيديو لشخص تنكر بزي نسائي يثير جدلا والأمن يتحرك ...
- صحيفة: بلينكن سيزور إسرائيل الأسبوع المقبل لمناقشة صفقة الره ...
- الديوان الملكي يعلن وفاة أمير سعودي
- الحوثيون حول مغادرة حاملة الطائرات -أيزنهاور-: لن نخفض وتيرة ...
- وزارة الخارجية البولندية تنتقد الرئيس دودا بسبب تصريحه بشأن ...
- أردوغان يقول إن تركيا ستفرض مزيدا من القيود التجارية ضد إسرا ...
- وزير الدفاع الأمريكي يشكك في قدرة الغرب على تزويد كييف بمنظو ...
- مشاهد للوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير قبل لحظات من ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - حميد الهاشمي - إنقلاب مقتدى الصدر: لماذا؟