أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد المعرفي - أصولية بالمخالب ، ديمقراطية بالأنياب !!














المزيد.....

أصولية بالمخالب ، ديمقراطية بالأنياب !!


أحمد المعرفي

الحوار المتمدن-العدد: 799 - 2004 / 4 / 9 - 10:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يعتقد المنحدرون من المنابت الفكرية الأصولية والقومية والثورية التي أزيلت أو ما زالت عامرة في أنحاء الوطن العربي ، على اختلاف الوانهم وأزمانهم ، أن بقاء دولهم رهن بما يتوفر لهم من جبروت وقوة مادية رادعة ، تمكنهم من أن يرهبوا بها أعداءهم ويحصنوا عقائدهم وأيدلوجياتهم ودولهم من هبوب الرياح القوية العاتية أو حتى نسمات الهواء العليل ، لذلك نسمع منهمً في أدبياتهم وأقوالهم المأثورة تعابيراً كثيرة تمجد القوة وحشد السلاح وجمع المال واستخدام العنف الثوري أو الديني في مقارعة الأعداء والقضاء عليهم، فهم قبل وبعد إنشاء دولهم يرصدون الميزانيات المهولة لتحقيق هذه الغاية المقدسة وتكوين الميليشيات العسكرية السرية والعلنية ، وإنشاء القوات المسلحة وأجهزة المخابرات والدعاية والإعلام ، حتى لو كان ذلك على حساب أرزاق الناس وقوت العيال .

أما في المساجلات والمناقشات الفكرية التي يجريها هؤلاء مع خصومهم ومخالفيهم بالرأي والعقيدة ، فحدث ولا حرج ، فهم إما أن يشهروا في وجوههم سلاح التكفير والخروج عن الدين والعقيدة ، أو يتهموهم بالخيانة والعمالة المطلقة للإمبريالية وقوى الاستكبار العالمي ، وهم يجزمون واثقين من أن الشغل الشاغل للعالم الآخر أو الكافر، هو التآمر ضدهم والعمل ليل نهار للنيل منهم وهتك خصوصيتهم المصونة ، والقضاء على أنظمتهم ودولهم الجميلة السامية ، مستندين الى حشدهم الجماهير حولهم واستقطابهم والسيطرة عليهم بواسطةالأبطال الأسطوريين الذين يصنعونهم لهم ويمجدون مآثرهم وسيرهم وقدراتهم الخارقة ، وكلما زاد عدد هؤلاء الأبطال الأفذاذ ومريديهم وتابعيهم ، ترسخ الوهم الجمعي وسهل قيادة الجماهير الهادرة المخدرة للهدف المطلوب .

وأنت تستطيع أن تميز الواحد من هؤلاء القياديين المكلفين بحمل رايات المجد ببساطة من خلال الشعارات الدينية أو القومية الكبيرة التي يرفعها في وجهك ، وكذلك من خلال سحنته العبوس فهو دائم الهم والاكتئاب سريع الانفعال ، منشغل كما يعتقد بالقضايا المصيرية للأمة ولا يتسامح أبدا مع المخالفين الذين قد يعيقون زحفها نحو غاياتها المنشودة وهو قد يلجأ الى الإقصاء والعنف لإيقاف المتآمرين من الأعداء الموتورين إذا اضطر لذلك حتى لو فجر أتباعه حتى آخر واحد فيهم فداءً للعقيدة والأمة . أما النساء منهن فقد تجللوا بالحزن والسواد الحالك ، وانسحبوا إلى دواخلهن كالأموات ، فحين تراهن تشاهد أمامك كائنات صماء خرساء معزولة عن الناس وإذا مددت يدك للسلام ردعوك في الحال بنظرة مخيفة ، حتى تتمنى أنك لم تولد في هذا العالم .

هذه الملامح والصفات التي ذكرتها أيها الأحبة والخلان لا تقتصر على واحد منهم أو منا ، بل ربما هي الصفة الوحيدة الجامعة لنا الموحدة بيننا ، نتناقلها جيلاً بعد آخر دون وعي منا كما هي الجينات الوراثية ولكنها تظهر علينا بدرجات متفاوتة وتتضح أكثر في أول تصادم أو خلاف يمر فيه أحدنا مع الرأي المخالف ، لذلك فإننا نلجأ إلى أدواتنا القديمة المعهودة التي تربينا عليها عقوداً طويلة لحسم صراعاتنا الفكرية ، وغالباً ما نفقد القدرة على استخدام غيرها من الأدوات الطارئة الدخيلة والتي يحاول الأعداء أن يجلبوها لنا ويرغمونا عليها دون جدوى .

أما إذا شاءت الظروف والأقدار أن يكون هؤلاء الأخوة الأشاوس في المعارضة لا سمح الله ، فإنهم يفقدون الاتزان تماماً ولا يملكون القدرة على حسن التصرف والتدبير السليم، وسرعان ما يفكرون في التمرد والانقلاب الدموي ، ليمسكوا بالسلطة ومغانمها قبل غيرهم ، ويعودوا إليها تحت رايات النصر المضفر أو على أعواد المشانق ، أيهما أسرع ، بينما يفكر القابعون في السلطة بأنجع الطرق للقضاء على هذه المعارضة واقتلاعها من جذورها إن أمكن ، ليرتاحوا من وجع الدماغ واحتمال هجومهم المباغت عليهم في أي وقت .

إذاً ، هذا الخليط البشري المتشابك المتصارع الممتد في أرجاء الوطن العربي الكبير ودول جواره ،هم من جاء لهم الأمريكان وحلفائهم واهمين يريدون نقلهم جماعياً إلى فردوس الديمقراطية الموعود، واضعين الخطط والجداول الزمنية الصارمة لتحقيقها ، فأن لم يتعلم هؤلاء جميعاًالدرس طوعاً من أنفسهم حسب المواعيد المقررة ، علموهم قهراً بقوة الردع والسلاح ، وما خفي عنكم وعنا أشد وأعظم ، والله أعلم.

أحمدالمعرفي/ البحرين



#أحمد_المعرفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كامل الدســـــــــم !!
- حراميِّــــة!!
- دروس تقوية في الديمقراطية
- الجَنـْــدلة وبين المنزلتين !!.
- يـــا بحيــري
- رزْ ﮔـــــــــــــار
- إلـْـحَـــقْ أسْـــــــــتادْ ... !!
- آ ل كــــابوني ...!!
- سعدي يوسف ، وإجتماعات بنات آوى ...2 .
- سعدي يوسف , وإجتماع بنات آوى ... !
- ألشكوى لغير الله مذلـــه .. !
- يابـِـحيْري... 2
- أين الإحصائيات يا فيصل ..!!
- يا بحيـــــري...
- أبــو العَطــــــــاوي
- إمْطـَـشــَّـــــْر ..
- أسفْ والله ... !
- هَــــــلِـــهْ
- صـــــادوووه ..!
- إتخرّبط جاسم المطير..!


المزيد.....




- -نال ثقة الشيخ زايد المُطلقة-.. رئيس الإمارات ينعي طحنون بن ...
- علي بن تميم يوضح لـCNN الدور الذي يمكن للذكاء الاصطناعي أن ي ...
- شاهد: إسرائيل تعيد فتح معبر إيريز للسماح بتدفق المساعدات إلى ...
- نتنياهو لبلينكن: إذا لم تتخل حماس عن شرط إنهاء الحرب فلن يكو ...
- الشرطة تزيل مخيماً احتجاجيًا ضد الحرب على غزة في جامعة ويسكو ...
- -حزب الله- يستهدف 3 مبان وانتشارا للجنود وموقعا عسكريا إسرائ ...
- غالانت يرافق بلينكن إلى غلاف غزة ويؤكد استعداد الجيش الإسرائ ...
- طهران: إصدار البيانات المتكررة لن يضمن للكويت أي حق بشأن حقل ...
- تقارير غربية تتوقع زيادة نفوذ روسيا والصين في إفريقيا بعد ان ...
- مطالبات في الكونغرس باستقالة رئيس مجلس النواب على خلفية المس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد المعرفي - أصولية بالمخالب ، ديمقراطية بالأنياب !!