أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمد الفاتح - السودان - الماركسية وقضايا الثورة السودانية -رؤيا جديدة -















المزيد.....


الماركسية وقضايا الثورة السودانية -رؤيا جديدة -


محمد الفاتح - السودان

الحوار المتمدن-العدد: 2604 - 2009 / 4 / 2 - 09:32
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


ثورة أكتوبر المجيدة" الثورة البلشفية" عام1917 كانت بوابة العالم للتوجه نحو الاشتراكية ثم الشيوعية وفتحت آفاق جديدة لحلم الملايين من الكادحين الذين عانوا من أزمات النظام الرأسمالي البائس.
هذه الثورة لم تكن إلا ضرورة حتمية للوضع الاجتماعي المتناقض القاهر لملايين الكادحين الروس وهي نهاية الجسر وبداية الطريق الجديد بداية الجسر كانت فبراير 1905 .
هذه الثورة التي انطلقت منها عشرات الثورات في العالم أجمع للانعتاق من نير الإمبريالية والاستعمار وبثت في أنحاء العالم الفكر الاشتراكي لبناء نظامه الجديد علي أنقاض النظام الرأسمالي وحركات التحرر الوطني واستقلال الكثير من البلدان .
لكن لكل ثورة عيوب وميزات لننظر للميزات سوف نجد أولها انِبعاث ونهضة الثورات الاشتراكية والقومية خصوصا في العالم الثالث وظهور الاتحاد السوفيتي ,ومنظومة الدول الاشتراكية ودعم حركات التحرر ,واحترام سيادة البلدان ,والتبادل الاقتصادي والعلاقات الدولية المبنية علي احترام حقوق الإنسان والتكافل لا علي أساس التبعية والاستغلال.
لنبدأ بالاتحاد السوفيتي لنري ما حققته الثورة البلشفية لنجد ما ذكرته أنفا تحقق وأكثر منه من مجانية ا لتعليم والصحة
,وانخفاض مستوي البطالة من مقولة :من لا يعمل لا يأكل "ومقولة كاسترو"الخبز للجميع والرقص للجميع" ,والمساواة بين الجنسين وقلة مستوي الأمية .والثورة الصناعية والتكنولوجيا حيث إن الاتحاد السوفيتي من أوائل من أطلق المركبات الفضائية ,وامتلاك الطبقة العاملة "البروليتاريا" حقوقها في الدولة والمجتمع ,وانتشار الثقافة والفكر الماركسي .
لنأخذ الثورة الكوبية التي بدأت بعشرات الثوار وتوجت عام 1959 بسيطرتها علي هافانا وكافة مناطق كوبا وطرد الدكتاتور باتسيستا ذيل الاستعمار الحديث "الولايات المتحدة" بدأت الثورة بتأميم الشركات الأجنبية , في لقاء لفيدل كاسترو قائد الثورة الكوبية يقول فيه"انخفض مستوي البطالة وازدياد النهضة الثقافية وذلك بتوفير التعليم المجاني الذي ما كان ليستطيع أو حتى مجرد الحلم به الكادحين الكوبين من دخول الجامعات والمدارس حتي إن المومسات أصبحن يدخلن الجامعات في عهد الثورة .
الثورة الصينية ثورة "ماو تسي تونج" لم تكن أقل حظا فقد حققت ومازالت تحقق الكثير في الصين الشعبية مع العلم أن الصين تمثل ثلث سكان العالم تقريبا.
وغيرهم من الثورات الاشتراكية ألمانيا ,واليمن: وكوريا,وإثيوبيا,والجزائر ودول أوروبا الشرقية وأمريكا اللاتينية ,ومن وجهة نظري كان هنا ك عيبين عيوب داخلية وخارجية , عيوب داخلية في أول دولة انتهجت الطريق الاشتراكي دربا لتسير عليه كان هناك الكثير من الدماء أريقت من جراء الحروب الأهلية والظلم والاستبداد والقتل والتشريد والنفي الذي مارسته السلطة علي أبناء الشعب وبعض القيادات علي سبيل المثال "ترو تسكي " لمجرد الرأي المخالف ,وكما أن التحريفية السوفيتية كان لها الدور في سقوط النظام الاشتراكي ,وهي صعود القيادات الصفراء وانكفائها علي نفسها بعدها عن الفكر الماركسي والشيوعية العلمية وعن الطبقة العاملة وتوشحها بشعار الاشتراكية والديمقراطية ,ومصالحها الشخصية في معظم الدول الاشتراكية وغيرها ,لا ننسي الفترة الستالينية لها نصيب الأسد الملك في الممارسات المشوهة للإنسانية وقيم الماركسية وانتشار تقديس سلطة الفرد "عبادة الشخصية " . وللعلم في أخر رسالة للقائد فلاديمير لينين قائد ثورة أكتوبر حذر من استيلاء ستالين وتوليه السلطة .
وانتهاج سياسة التسليح الصناعي أو الصناعة العسكرية ومد العون الخارجي لدعم الثورات الاشتراكية في العالم قد ساهم في إضعاف مقدرات الدولة ومجاراة العالم الرأسمالي .
العيوب الخارجية من أول يوم ظهرت فيه ثورة أكتوبر والعالم الرأسمالي توجس خيفة علي نفسه وعلي مصالحه في مستعمراته وسياسته الاستغلالية في السوق الأوربية والعالمية بدأت في الظهور الحركات العنصرية المعادية للاشتراكية كنظام وللماركسية كفكر منها النازية هتلر" ,والفاشية "موس وليني " والولايات المتحد ة التي بدأت بحرب البندقية لم تجد غايتها فيها لجأت لحرب الأفكار "الحرب الباردة" بدا بتشويه الشيوعية في اتهامها لها بالعداء للدين والتشكيك في قدرتها علي تحقيق العدالة الاجتماعية مستغلة في كثير من الأحيان الدين وما ساعدها في ذلك عاملين ظهور القيادات الصفراء وحالة التردي نتيجة اجتياح الجيش الأحمر وفرضه الشيوعية بالقوة في دول أوروبا الشرقية مع الحصار المفروض من قبل الدول الرأسمالية وخروج هذه الدول من حربيين عالميتين دمرت البني التحتية لكثير من الدول وانتهاء الفترة الستالينية الحديدية وانهيار جدار برلين كان نقطة تحول في العالم عامة في وأوروبا خاصة وتجرد تلك الدول "شرق أوروبا" من الاشتراكية ودخول النظام الرأسمالي إلي أعماقها .
الوضع في العالم العربي كان متأثرا بالعالم الخارجي وخروجه المتأخر في كثير من دوله من حلقة الاستعمار القديم ليخلف كرسيه الاستعمار الحديث . كان للوجود الصهيوني في قلب الوطن العربي الدور الكبير في مواجهة الحركات الاشتراكية والقوميةولاننسي العدوان الثلاثي عام 1956 علي ج.ع.م "الجمهورية العربية المصرية" ونكسة حزيران 1967 التي منيت بها الجيوش العربية وجماهيرها من خيبة أملها الوحيد في حركاتها الثورية ورفع القيادات شعارات الوحدة العربية والاشتراكية زورا في بعض الدول, والتناقض الاجتماعي من حيث ظهور الطبقات بحدة في العالم العربي وخصوصا أثر خروج المستعمر ,وعدم نضج الواقع والظروف المواتية لظهور الثورة الديمقراطية والاقتصادية والثقافية والتوجه نحو الاشتراكية الحقيقية السليمة .
الثورة المضادة من أهم المسائل التي يجب دراسة مواجهتها قبل الثورة ,من الخطأ الفادح الذي وقع فيه الاتحاد السوفيتي تصدير الثورات " الثورة لاتصدر لكنها تنبع من الواقع المختلف عن العالم الخارجي " بنفس المعني " لينين" ,وارتباط الكثير من الحركات والأحزاب الاشتراكية مباشرة بالاتحاد السوفيتي فكرا ومنهجا ماديا ولو جستيا.
والانقلابات العسكرية والحركات اليمينية والرجعية التي تدعو للرجوع الي الوراء عكس عجلة التقدم وتدعو إلي التحرر من الاشتراكية متأثرة بالاستعمار الرأسمالي وما يوفره لها من نفوذ في بلدانها .
الوضع في السودان الذي لا يعيش منفصلا عن العالم الغربي والعالم العربي الذي استقلاله علي ما يزيد عن 52 عاما في الأول من يناير 1956 .الذي مازال يعيش تحت تأثير مخلفات الاستعمار الحديث إلي رأسمالية الدولة الطفيلية ,وأي طريق يسلك بعد الاستقلال *""" إن الاستقلال السياسي الذي تحققه البلدان المستعمرة والتابعة يصبح سلاحا فعالا لوضع حد لأشكال السيطرة الاقتصادية والاحتكارية المباشرة ولكن طالما ظلت تلك البلدان في المحيط ألا قتصادي الرأسمالي العالمي أنها تخضع لأشكال الاستغلال الرأسمالي الذي يتحقق عن طريق خفض أسعار موادها الأولية ورفع أسعار السلع الصناعية التي تستوردها ,وبأشكال أخري جديدة تبدأ بالمعونات والقروض وتنتهي بسيطرة رؤوس الأموال الاحتكارية علي مفاتيح الاقتصاد الوطني ,أن تبعية بلد حديث الاستقلال كالسودان هو وجود الطبقة الرأسمالية الحديثة المتمثلة في زعماء الطوائف وتجار القطاع الخاص والإقطاعيين ووجود السلطة في يد الفئات ذات التطلعات الرأسمالية نشاطا واسعا من الاستثمارات في مناطق الزراعة الآلية .لقد هرع إلي هذا الميدان الجديد عدد من كبار التجار وكبار الموظفين والمثقفين البرجوازيين وظهرا مشاريع هامة ذات ألف فدان أن الربح الصافي من مثل هذا المشروع يصل في المتوسط إلي 226جنيها سنويا وقد بلغ عدد أصحاب الرخص 670 شخصا .فإذا أخذنا المتوسط عبر ألاثني عشرة سنة الماضية عدد المشاريع 4000 مشروع نجد أنه تراكمت أرباح في هذه الفترة لدي فئات الرأسماليين المستثمرة في هذا القطاع الزراعي تقرب من 11 مليونا من الجنيها ت ""*** الماركسية وقضايا الثورة السودانية 1967""****.
"** هناك الثروة التي تجمعت لدي أصحاب الرخص في المشاريع الخاصة لزراعة القطن إن هذا القطاع ظلت تعمل بينه فئات من السكان قبل الاستقلال مرتبطة بالاستعمار القديم وهي في الغالب من بيت المهدي ورجال الطوائف وزعماء العشائر وبعض كبار التجار والموظفين من ذوي الروابط بالاستعمار .لقد قوي مركز أصحاب المشاريع إلي درجة بعيدة في تلك الفترة وتراكمت لديهم ثروة لا يدانيها أي قطاع أخر ولا قوة طبقية أخري في داخل البلاد ."*** نفس المصدر السابق.
ومما ساعد من نفوذ الاستعمار القديم هو وجود موالين له يأمنون مصالحهم المشتركة في السوق الداخلية والخارجية .
من القروض وتوفير الجو الملائم للشركات الرأسمالية والقطاع الخاص كما تحول السودان إلي بلد مستهلك لواردات الدول الغربية بعد الاستقلال , علي سبيل المثال مشروع الجزيرة وما يوفره من قطن يلبي احتياجات الرأسمالية الغربية كمادة خام ,ارتباط السودان بالسوق الأوروبية واعتماده علي القطن كمادة تصدر ,يهبط ويزيد معدل سعرها يهبط خصوصا بعد ظهور استقلال الدول وأصبحت تصدر قطن أجود من القطن السوداني, وزيادة أنتاج مشروع الجزيرة للقطن وفيض إنتاجه كل هذه العوامل عملت علي انخفاض سعره كما أصبح السودان سوقا لواردات الصناعات الغربية وسيطرة الرأسمالية الطفيلية زاد الطين بلة.
***"" إن الوجود الجديد للطبقة الرأسمالية السودانية أمر حقيقي وما عاد من الممكن الحديث عن مجتمع قديم فقط ليست به فرو قات طبقية واضحة ومن ثم يفتقر للصراع الطبقي ***"" المصدر السابق.
إن اشتداد حركة التمركز الرأسمالي الاحتكاري وتطور حركة التكتيك الاحتكاري يحفزان الطغمة المالية للسيطرة علي جهاز الدولة واستخدامه لتكثيف استغلال العمال ولتأمين رؤوس الأموال ومصالح الاحتكارات في الخارج عن طريق استخدام قوة الدولة .إن رأسمالية الدولة الاحتكارية لا تعني تبديلا في طبيعة الدولة , أنها نوع من الرأسمالية الاحتكارية يمتاز بامتزاجه بجهاز الدولة وهي تؤكد صحة النظرية اللينينية عن الاستعمار كرأسمالية طفيلية ومتعفنة وفانية .
ويظهر تعفن الرأسمالية المعاصرة علي أشده في اكبر بلد رأسمالي أي الولايات المتحد ة ,فبالرغم مما تستنزفه من ثروات بلدان أمريكا اللاتينية واسيا وأفريقيا وتغلغلها بشكل سرطاني في اقتصاديات شركائها الأضعف في البلدان الرأسمالية فان اقتصاد ها يتسم بالعجز الدائم في استخدام قوي الإنتاج مما يؤدي إلي العطالة المزمنة وتدني وتائر الإنتاج وتعدد أزمات فيض الإنتاج وانخفاض مستوي معيشة الجماهير .
**""إن تعفن الرأسمالية وعدم استقرارها الداخلي إنما ينجمان عن ضيق علاقات الإنتاج الرأسمالية القائمة علي التملك الفردي بالثورة التكنيكية وتطور وسائل الإنتاج مما يؤدي إلي أزمات فيض الإنتاج وتعميق التناحرات الاجتماعية ويخلق الشروط الموضوعية للثورة الاشتراكية ***" نفس المصدر.
كما إن جيش البطالة "البروليتاريا "يتكون ويتغذى من أحشاء الرأسمالية ويزيد من ذلك حدة تناقضاتها الانقسام الطبقي الحاد الذي حتما سوف يؤدي إلي الاشتراكية كما نجد أن سياسات أمريكا الإمبريالية مما يؤكد عجز الرأسمالية في حماية نفسها بدأت تحاول من جديد تحاول جاهزة تقوية جسدها من بسط نفوذها الشامل علي الأمم بوسائل الإرهاب السياسي والرشوة وخداع الجماهير وإعادة استعمار بلدان العالم الثالث باسم الديمقراطية وتخليص الشعوب من الديكتاتوريات الحاكمة ,بل لتشبع نهمها للذهب الأسود والثروات الطبيعية انتهاكها سيادة الشعب العراقي وحربها مع إيران بأيدي إسرائيل علي ارض لبنان وتدخلها في منتصف التسعينات في الصومال ومنذ أسابيع تقصف الصومال وخوفها من التسلح النووي لكوريا الشمالية إيران نابع منن خوفها علي دولة إسرائيل ومصالحها في منطقة الشرق الأوسط وتدخلها السافر واستخدامها للخليج العربي لضرب الدول العربية ,ولا ننسي حرب الخليج الثانية ,واستخدامها هتلر والثورة الإسلامية في كل من إيران وأفغانستان لضرب الشيوعية وحصارها التي باتت تفرضه هنا وهنا ك..
**"" لقد ساعدت روح العداء للشيوعية علي إضعاف الحركة الثورية التمهيد لسيطرة الطبقات البرجوازية والإقطاعية وتلك الطبقات تحكم مصالحها الطبقية عاجزة عن إنجاز مهام الثورة الديمقراطية فانقطع سير الثورة الاجتماعية وظلت علاقات الإنتاج التقليدية جسر ا لاشكا ل الاستعمار الحديث"""***.
""*** ربما استطاع رفع معدلات التنمية في ظرف معين ولفترة بعينها ولكنه سرعان ما ينتكس ويصل إلي التدلي والهبوط بمستوي معيشة الجماهير ,وادي إلي تغلغل الاستعمار الحديث في بلادنا فزاد من حدة الاستغلال وأنهك مقومات البلاد ودفع بها أكثر نحو مراكز التبعية وفقدان الاستقلال الوطني ,وبقي التخلف علي ما هو عليه وبقيت علاقاته الإنتاجية والاجتماعية قائمة تحبس أغلبية شعبنا الساحقة في عهود غابرة لا علاقة لها بالنور والتقدم """***. نفس المصدر.
نأتي إلي قلب الحركة الثورية السودانية الحزب الشيوعي السوداني ودوره الطليعي في قيادة الطبقة العاملة والحركات الثورية للسير بها في طريق الثورة الوطنية الديمقراطية والتوجه نحو الاشتراكية.
تأسس عام 1946 كان العالم منهك من جراء الحرب العالمية الثانية ,وكان السودان في ظل الحكم الثنائي "البريطاني المصري " نادي الحزب باستقلال السودان ووحدة أراضيه وان يسلك الطريق الاشتراكي بدءا بثورة ثقافية تمحو أثار ما خلفته الطائفية والاستعمار ,وثورة اقتصادية لتحرير بلادنا من اقتصاد متخلف أسير تابع للاستعمار بشقيه القديم والحديث ولكن في البداية قبل هذا لابد من إشاعة الديمقراطية في كافة الميادين وتوعية الجماهير بأهمية أن يسلك السودان طريق الاشتراكية وإزالة روح العداء القديم للشيوعية .وذكر أحد قادة اليمين السوداني "إن السودان لا يعيش في طبقات متميزة لذلك لا حاجة لوجود الحزب الشيوعي السوداني" .
ناضل الحزب ضد كل الديكتاتوريات ابتداء من دكتاتورية عبود 1958-1964 بكل السبل ووجد انجحها الإضراب السياسي الذي تكلل بثورة21 أكتوبر 1964 المجيدة والتفاف أعداد كبيرة من الجماهير الكادحين والمثقفين والمزارعين والطلاب والمرأة من كافة ربوع الوطن بعد أن كانت عضويته محصورة علي المئات فقط..
لكن طبعا وجود الأحزاب اليمينية وخوفا امن إنجاح الثورة الوطنية الديمقراطية والمد الثوري وخوفا علي مصالحها عملت علي تطويق الثورة وما أسفرت عنه بإعلان حرب الأفكار المشوهة للحزب الشيوعي ومنها طرد نواب الحزب من البرلمان اثر حادثة معهد المعلمين 1965 وقرار حل الحزب ومصادرة ممتلكاته والاعتداءات الجسدية والمعنوية لكادره واستولت الأحزاب التقليدية سدة الحكم والضرورة الحتمية لتردي الأوضاع وضعف السلطة في الديمقراطية الثانية (1964-1969) كانت نتيجة موضوعية ولادة ثورة 25 مايو1969 كان من ضمن مجلس قيادة الثورة من الحزب الشيوعي هاشم العطا وبابكر النور فوجأ الحزب بان البيان الأول للثورة كان بيان خاص بالحزب وعندما تأكد الحزب الشيوعي من سوء نية نظام الفاسد السفاح جعفر نميري أعلنوا تنصلهم ومعارضتهم لنظام نميري والانشقاقات الداخلية وما سبب للحز ب من اختراقات قواعده من الفئة التي خرجت من الحزب وكشفت عن أماكن وأسرار ووثائق الحزب والتصفيات التي تعرض لها كادره مما اضعف من جسده لكنه لم يمت كما تخيل أو ظن الكثيرين ,وردت 22 يوليو1971 الضربة القاسية التي شلت الحزب أو كانت سببا في تأخر الحزب إلي الآن لفقدانه والوطن الكثير من أبناء شعبه المناضلين منهم الأمين العام للحز ب عبد الخالق محجوب ,هاشم العطا,الشفيع احمد الشيخ ,جوزيف قرنق والكثيرين غيرهم لهم التقدير والاحترام.
ومحاولات الحزب لم تتراجع في إزالة النظام الديكتاتوري لكن ظروف العمل السري تحت الأرض وعدم تمكن العديد من كوادره من الإطلاع علي الماركسية وتعلمها وفهمها نتيجة الظروف القاسية التي يمر بها الحزب ,كان الكادر يعرف عن الماركسية اللينينية من خلال بيانات الحزب والندوات السرية التي ندر عددها .
نأتي إلي التحول من النظام الديكتاتوري إلي انتفاضة 6 أريل1985 كانت نتيجة "لعجز السلطة في سيطرتها علي الحكم وضيق الجماهير بالسلطة الحاكمة"لينين" .
ولكن كما تكرر في أكتوبر تكرر في ابريل من إجهاض للثورة ومصادرتها من قبل الأحزاب اليمينية التي تمثل الثورة المضادة في وجه الثورة الوطنية الديمقراطية .
ناضل الحزب لكن وجراحه لم تلتئم بعد جاء هذا الإنقاذ في 30يونيو 1989 مازال مستمر إلي الآن عمل الحزب في السر تماما واختفاء امينه العام الأستاذ محمد إبراهيم نقد من بدايات التسعينات في القرن المنصرم "هذا ليس أول اختفاء له عبر تاريخه الحافل بالاختفاء" والتصفية التي تعرض لها كادره بالإضافة إلي انهيا ر المعسكر الاشتراكي والمتغيرات التي حدثت في العالم والبطء في تدارك ها الواعي طبعا السبب الأول ظروف السرية في هذا التأخر علي مواءمة العصر في مطلع التسعينات .
كان ومازال الحزب الشيوعي السوداني متمسك بمعاداته لنظلم الإنقاذ من ألأيام الأولي لهذا الانقلاب "راجع بيان الحزب في تلك الفترة ".
اليوم وبلادنا تمر بمرحلة جديدة ومتميزة وهي اتفاقية السلام "نيفاشا" وإجراء الانتخابات بعد حوالي سنة ونصف تقريبا وقد توسعت قواعد الحزب في كثير من الميادين ,وهو خلال اشهر سيعقد مؤتمره الخامس والكل منتظر من بينهم أنا لأرى ما سيسفر عنه هذا المؤتمر الذي لم يعقده الحزب منذ 21 أكتوبر 1967.
أتمنى من الحزب أن يدر س الواقع السوداني من جديد وبعقلية ومنهجية مادية دياليكتيكية وان يتجرد من الجمود الذي أصابه في خطه الفكري الماركسي اللينيني وان لا يعمل على نشر الفكر الماركسي فقط كطريق للخلاص,وإشاعة الديمقراطية المركزية .وان يتصل اكثر بالجماهير الكادحة لأنها هي عوده الثوري الذي يلعبه الحزب كطليعة والكادحين كجماهير ,وان يملأ بالفكر والثقافة الفجوة وان يسد روح العداء للفكر الشيوعي بالمنطق والفكر . والخوف يتملكني هذه الأيام عندما ألمس لين في خطاب الحزب واعتداله عن يسار يته لكن أملي في كوادره الشابة التي تمتلك الخبرة من قياداتها واتصالها بالجماهير والثورة المعلوماتية وكل الاحترام للقيادات التاريخية في قلب الحزب النابض آن لها أن تتنحى لتعطي الفرصة للماركسيين الجدد كما أسميهم "الكوادر الشابة ". مع كل الاحترام والتقدير للقيادات التي ظلت تعلم وتناضل على مر التاريخ الطويل للحزب والتي لو لا وجودها وصمودها لا مكان للحزب وجود حي في الواقع المعاش اليوم لكم مني انحناءة احترام وتقدير .
وان يستمر الحزب في تمسكه بالدولة العلمانية أو المدنية المهم المضمون وان يسير بجماهير شعبنا المناضلة في طريق الثورة الوطنية الديمقراطية والتوجه نحو الاشتراكية .
وقبل الختام يقول كار ل ماركس "ألغو ا استغلال إنسان للإنسان يلغ استغلال امة لأمة " .من هذه النقطة الجوهرية تنشأ الفكرة الاشتراكية لتحديد القوميات وتطويرها .ولقد طور لينين هذه الفكرة فيما بعد في برنامج الماركسيين الروس حول المسألة الوطنية "في ظل الرأسمالية يستحيل القضاء علي الاضطهاد القومي والاضطهاد السياسي لأمة".
ولهذا كان من الضروري القضاء علي الطبقات أي إقامة الاشتراكية ولكن الاشتراكية لا تقتصر إطلاقا علي القضاء وحسب فلأجل القضاء علي الاضطهاد القومي لابد حقا من قاعدة وهذه القاعدة هي الإنتاج الاشتراكي .
وفي الختام اذكر بختام البيان الشيوعي الرفيقان كار ل ماركس وفريد ريك انجلز "يا عمال العالم وشعوبه المضطهدة اتحدوا "
إنما يعكس المصالح الحيوية بين الحركة الاشتراكية العمالية وحركة التحرر الوطني في النضال ضد العدو المشترك الأساسي الإمبريالية والاستعمار كما انه يعكس أيضا الوحدة العميقة بين عمال وشعوب العالم النابعة من انسجام مصالحهم في الديمقراطية والاشتراكية .



#محمد_الفاتح_-_السودان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- ساندرز لـCNN: محاسبة الحكومة الإسرائيلية على أفعالها في غزة ...
- الخطوط الجوية التركية تستأنف رحلاتها إلى أفغانستان
- استهداف 3 مواقع عسكرية ومبنى يستخدمه الجنود-.. -حزب الله- ين ...
- سموتريتش مخاطبا نتنياهو: -إلغاء العملية في رفح وقبول الصفقة ...
- تقرير: 30 جنديا إسرائيليا يرفضون الاستعداد لعملية اجتياح رفح ...
- البيت الأبيض: بايدن يجدد لنتنياهو موقفه من عملية رفح
- عيد ميلاد الأميرة رجوة الحسين يثير تفاعلا كبيرا..كيف هنأها و ...
- شولتس.. وجوب الابتعاد عن مواجهة مع روسيا
- مقترحات فرنسية لوقف التصعيد جنوب لبنان
- الأسد: تعزيز العمل العربي المشترك ضروري


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمد الفاتح - السودان - الماركسية وقضايا الثورة السودانية -رؤيا جديدة -