أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - مريد فريد - إنفضاح اكذوبة الجيش الاسرائيلي الاخلاقي مجددا















المزيد.....

إنفضاح اكذوبة الجيش الاسرائيلي الاخلاقي مجددا


مريد فريد

الحوار المتمدن-العدد: 2599 - 2009 / 3 / 28 - 06:28
المحور: القضية الفلسطينية
    


لا يمكن لجيش الاحتلال والقتل والدمار اخفاء جرائمه في غزة الى الابد
*
يؤكد حكام اسرائيل انهم بدأوا الاعداد للحرب العدوانية على قطاع غزة، مباشرة بعد انتهاء الحرب العدوانية الثانية على لبنان. وكما يعلم الجميع فان الحرب العدوانية على لبنان، لم تنته كما توقع حكام اسرائيل، فالمقامة اللبنانية صمدت والاعلام البيضاء لم ترفع من قبل المقاومة، ولبنان بالرغم من تواطؤ حكومة الحريري بشخص السنيورة، وتواطؤ الحكام العرب المدجنين من قبل ذلك السيد سيئ الصيت دبليو بوش الابن الذي جلس آنذاك على سدة الحكم في واشنطن، والذي سيذكره التاريخ بانه من اسوأ الرؤساء واشدهم غباوة في تاريخ الولايات المتحدة الحديث، وربما في تاريخ الولايات المتحدة عامة.
الحرب العدوانية على قطاع غزة، خُطط لها، ووُضعت تفاصيلها ليس في تل ابيب وحدها وليس في هكريا مقر هيئة الاركان الاسرائيلية العامة وحدها، بل في واشنطن وبالذات في البنتاغون.
لا يوجد عاقل على الكرة الارضية يعتقد ان حكام اسرائيل مستقلون في اتخاذ قرار بالقيام بحرب عدوانية، بدون البرمجة المشتركة مع السيد القابع في واشنطن، وبدون اخذ اذن منه. فحكام اسرائيل الذين يحلفون اغلظ الايمان ليلا ونهارا بانهم مستقلون وغير تابعين لاحد، غارقون حتى آذانهم بالتبعية الكاملة في جميع المجالات السياسية، العسكرية، الاقتصادية للولايات المتحدة.
كالمعتاد يحاول حكام اسرائيل، وقيادة الجيش التعلم من اسيادهم الامريكان، ومما تعلمه حكام اسرائيل وقيادة الجيش هو التعتيم الاعلامي على سير المعارك العسكرية، فالجيش الامريكي فرض تعتيما اعلاميا على عملياته العسكرية الاجرامية خلال العدوان واحتلال العراق الجريح، والجيش الامريكي ما زال يفرض قدرا كبيرا من التعتيم على جرائمه في هذا البلد المحتل حتى اليوم. احد استنتاجات الجيش الاسرائيلي من عدوانه على لبنان، انه "افرط" باعطاء "الحرية" الصحافية الاعلامية في تغطية الحرب، وهذا بدوره كشف الكثير من النواقص في جاهزية جيش الدفاع الاسرائيلي، والاصح تسميته جيش العدوان الاسرائيلي، وكشف الاكذوبة الاسرائيلية بان المقاومة اللبنانية عبارة عن عصابات منبوذه من قبل الشعب اللبناني، وانه بمجرد قيام اسرائيل باجتياح بري للبنان بعد ان فشلت باركاع مقاومته بواسطة سلاح الجو الاسرائيلي الذي دمر القرى والاحياء الكبيرة الواسعة في عاصمة لبنان بيروت عروس البحر وغيرها من المدن اللبنانية، سوف تهزم المقاومة وسوف ترفع الاعلام البيضاء وان اسرائيل سوف تنتصر وتحقق اهدافها العسكرية والسياسية.
الا ان الرياح جاءت بعكس ما تشتهيه حكومة اسرائيل وجيشها "الذي لا يقهر" وبعكس ما اراده ولي نعمة اسرائيل، وولي نعمة الحكام الرجعيين العرب الجالس في البيت الابيض. بدل ان يتعلم حكام اسرائيل الدرس الصحيح من العدوان على لبنان بانه لا يمكن فرض الاستسلام على الشعوب العربية وعلى المقاومة اللبنانية وعلى المقاومة الفلسطينية الشعبية والعسكرية، قرر حكام اسرائيل ان المهمة الاساسية امامهم هي ترميم واعادة هيبة وجبروت "الردع" الاسرائيلي الذي ضاع. فقد اعتقد حكام اسرائيل ان الظروف ملائمة مستغلين الانقسام الخطير والمخيف في الشعب الفلسطيني وسلخ قطاع غزة، بعد الانقلاب العسكري الدموي الذي نفذته حماس، بعد العدوان الاسرائيلي على لبنان. هذا الانقلاب اثلج صدور حكام اسرائيل، فبدل ان تعمل حكومة اسرائيل على استمرار اتفاق التهدئة مع حماس، عملت كل ما في وسعها بواسطة الاغتيالات والاجتياحات والحصار الاجرامي التجويعي الاذلالي على تقويض اركان التهدئة، متذرعة بالصواريخ التي تطلق على جنوب اسرائيل. علما بان حماس المسيطرة على قطاع غزة، لم تقم بالاخلال باتفاق التهدئة مع اسرائيل بواسطة مصر "الشقيقة" مصر "العروبة" واعلنت رغبتها تمديد اتفاق التهدئة شرط انهاء الحصار وفتح المعابر.
كعادتها تستغل اسرائيل علاقاتها مع الدول العربية الصديقة والاصح المتعاونة العميلة، مصر، الاردن، قطر والسعودية وتسخر هذه الدول للضغط على الضحية، على الشعب الفلسطيني وعلى ممثله الشرعي منظمة التحرير وعلى مقاومته. فبعد ان افشلت اسرائيل امكانية التوصل لاتفاقية تهدئة بواسطة وتعاون مصر "العروبة" ورئيسها مبارك، قامت بشن حربها العدوانية الاجرامية على غزة هاشم الابية، "متعلمة" من دروس الحرب اللبنانية اولا وقبل كل شيء، زيادة القتل والدمار وحرق الاخضر واليابس والتعتيم الاعلامي ومنع وكالات الانباء والصحفيين من القيام بواجبهم ونقل الحقيقة للمشاهدين في ارجاء العالم، واجبرتهم على نقل الرواية التضليلية الاسرائيلية من خلال الناطق بلسان جيش الاحتلال والرقابة العسكرية "التسنزورة" وحاولت اظهار الجيش الاسرائيلي بانه انساني، لا يقتل ولا يعتدي، ولا يصيب المدنيين. ووصلت بهم الوقاحة اظهار جيش العدوان وكأنه حمَل، يهتم بامداد الاهالي بالحاجات الضرورية من الاكل والشراب والدواء.
لقد نجحت اسرائيل لايام قليلة في التعتيم الاعلامي، الا ان هول الجريمة من قتل الابرياء واولهم المئات من افراد الشرطة الغلابى وصور الاطفال والنساء والشيوخ القتلى والجرحى التي تسربت الى العالم الخارجي، رغم انف الناطق بلسان الجيش الاسرائيلي ومعاونيه والذين يجيد بعضهم التحدث باللغة العربية، فقد اظهرت اسرائيل على حقيقتها واظهرت الجيش الاسرائيلي ليس جيشا اخلاقيا او كما يحلو للدعاية الاسرائيلية نعته الجيش الاكثر اخلاقي بالعالم اجمع... بل جيشا عدوانيا محتلا يرتكب الجرائم والموبقات وجرائم حرب تقشعر لها الابدان.
بعد ان وضعت الحرب اوزارها من دون ان تفرض اسرائيل شروطها الاستسلامية على المقاومة وعلى الشعب الفلسطيني في غزة هاشم الصمود، بدأت تتسرب المعلومات عن جرائم الحرب التي ارتكبت، ليس عن طريق الضحية بل عن طريق الجزار، عن طريق الجنود الذين شاركوا بهذه الحرب العدوانية راغبين او مكرهين.
ومن الواضح ان ما نشر في وسائل الاعلام الاسرائيلية في الايام الاخيرة، عن الجرائم التي ارتكبت تقشعر لها الابدان وهي- من الجمل ذانه. وبدل ان تعترف اسرائيل وجيشها بما ارتكباه من جرائم في غزة بدآ بحملة اعلامية معاكسة، في البداية قالت الرواية الاسرائيلية ان لا علم لها بما يقوله الجنود الذين اشتركوا بالعدوان على غزة، وحينما ظهرت حقائق دامغة مصورة ومسجلة قالت انها ستدرس هذه الادعاءات، وانه اذا ثبت ذلك فهذه امور شاذة عن القاعدة لان الجيش الاسرائيلي جيش اخلاقي جدا جدا، ولا يوجد جيش آخر لديه مستوى اخلاقي انساني رفيع المستوى كالجيش الاسرائيلي... ولاثبات صحة هذا الادعاء يضربون مثلا الجرائم البشعة ضد الانسانية، ضد المدنيين العزل التي ارتكبها ويرتكبها اليوم وغدا الجيش الامريكي في افغانستان والعراق.
صحيح الادعاء بان الجيش الامريكي ارتكب ويرتكب جرائم حرب في كوريا، فيتنام، افغانستان والعراق وفي غيرها من بقاع الارض، الا ان هذا الامر لا يبرر جرائم اسرائيل والجيش الاسرائيلي. ومن الواضح ان الايام القريبة ستكشف لنا عن حقائق جديدة، عن جرائم حرب ارتكبها الجيش الاسرائيلي في غزة. ونحن لم نفاجأ من المعلومات القليلة التي تسربت لوسائل الاعلام عن القتل والدمار والجرائم البشعة التي ارتكبت بحق المدنيين في غزة. فتاريخ اسرائيل قبل، وخلال، وبعد قيامها وقبل قيام جيشها النظامي، وبعد قيام جيشها النظامي حافل بالجرائم ضد المدنيين، حافل بجرائم حرب ضد الانسانية.
لقد اثبتت الحرب العدوانية على غزة مجددا، انه لا يمكن لاي جيش عدوان، امريكيا كان او اسرائيليا او بريطانيا او غيرهم، اخفاء جرائم حربهم الى الابد عن الرأي العام العالمي والمحلي. فأولئك الجنود الذين عادوا من الحرب العدوانية على غزة والذين اصيبوا بوخزة ضمير، دفعتهم لاظهار بعض الحقائق، ما زالوا قلائل الا ان هول الجريمة وفظاعتها اقوى من آلة التعتيم، وسوف تدفع جنودا آخرين لكشف حقيقة ما جرى في غزة الصمود.


(ام الفحم)







ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أول ضحايا الازمة الاقتصادية هم العمال العرب
- مُيتّم اطفال العراق، لا يمكنه ان يكون صانع سلام اسرائيلي - ف ...
- علينا الحفاظ على حزبنا الشيوعي الاسرائيلي، كما يحافظ الانسان ...
- قولوا الحقيقة للجمهور حتى لو كانت مرّة
- نعم الشرطة اداة قمع بيد النظام البرجوازي الرأسمالي الاسرائيل ...
- على هامش المؤتمر الرابع لجبهة ام الفحم ألمهام الملقاة على عا ...
- فضائح فساد نظام الاستغلال
- لمصلحة كل المظلومين، عربًا ويهودَ * صيانة وتقوية الحزب الشيو ...


المزيد.....




- إدارة ترامب تنشر سجلات متعلقة باغتيال مارتن لوثر كينغ
- عراقجي يؤكد تمسك إيران بتخصيب اليورانيوم رغم الأضرار الجسيمة ...
- جامعة هارفارد تطالب القضاء بإجبار إدارة ترامب على إعادة منح ...
- عاجل | ترامب: سنعيد ضرب المنشآت النووية الإيرانية إذا كان ذل ...
- شيخ عقل دروز لبنان: على الهجري -التجاوب- وإبداء -مرونة-
- فيديو متداول لـ-اشتباكات عشائر بدوية ومسلحين دروز- بالسويداء ...
- مصر: محكمة جنايات القاهرة تشطب اسم علاء عبد الفتاح من قائمة ...
- الكشف عن تفاصيل الجولة الثالثة من المفاوضات بين موسكو وكييف ...
- فيديو أثار غضبا.. إجبار شبان دروز على القفز من الطابق الرابع ...
- أزمة مياه في تونس العاصمة تزامنا مع الحر الشديد


المزيد.....

- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني
- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - مريد فريد - إنفضاح اكذوبة الجيش الاسرائيلي الاخلاقي مجددا