النظام التعليمى وأنتهاك القدرات

أشرف أنور

الحوار المتمدن-العدد: 2599 - 2009 / 3 / 28 - 06:28
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    

كنت حتى وقت قريب لا أحمل من ذكريات الدراسة الأبتدائية الا أحلى الذكريات وأقلها مر .
فلن أنسى أبلة أوديت او مادلين أو أستاذ فؤاد او الأستاذ حسن وحتى عم حراجى الفراش .
فهؤلاء من نقشت صورهمواسماؤهم فى ذاكرتى حتى الأن ومعهم عدد من الزملاء .
أما لماذا أبتدأت موضوعى بهذا فأنه لسبب بسيط جدا وهو أن أبنتى تنسى كل يوم أو تتناسى أهوال الدراسة .
بل ان زوجتى كرست ايامها لمساعدتها وشحنا جميعا أذهاننا لمحاولة تخفيف ألام الدراسة .
كنت أظن أن تلك حالة الأبنة الوحيدة حتى ساقتنى الظروف الى مقابلة عدة اولياء للأبناء اجمع الجميع على تلك المأساة وهى المناهج الدراسية وقد أسقط بين يدى ذكرى مر عليها سنتان حين غادرت الى أمريكا لزيارة صديق مهاجر حديثا وقد وافق ذلك الوقت بداية الأجازة الصيفية لنجله ونجلته ورأيت وسمعت وشاهدت هذين الطفلين يبكيان حزنا على أنتهاء الفترة الدراسية مما حدا بى الى سؤالهم عن سبب ذلك فأجابانى بان الفترة الدراسية تحتوى على المواد العلمية والترفيهية والبدنية والثقافية وووو.
ولكن كل ذلك ينتهى بنهاية اليوم الدراسى والمنزل جعل فى تلك السن للراحة والأنشطة المحببة للطفل .
بل ان الأمر وصل الى أن تقوم أدارة المدرسة باستدعاء صديقى والتنبيه عليه بعدم الضغط على أطفاله ليذاكرو بالمنزل والتنبيه الى ضرر ذلك على العملية التعليمية للطفل .
وكونى لااتقبل الأموردائما كمسلمات وبطبيعة تربيتنا الشرقية والتى دائما ما تحول السعادة داخلنا الى شقاء وتبرر هذا الشقاء بالألهيات والقدر وما الى ذلك فقد سألت أكثر من عائلة مصرية وكان نفس الجواب .
لذا اليوم فقط تذكرت وقارنت ان نجلتى كبرت فى السن وتحملت الهم وشاخت ضحكتها ليس لسبب فى او والدتها او مرض جسدى او نفسى بل المر يعود الى هذا النظام المدعوا تعليما فى مصر وأغلب الدول العربية .
هذا النظام التعليمى الذى يشبهنى بأفلام الرعب التى يظهر فيها الوحش يمتص دماء الضجية دون أن تدرى وهى تبتسم أبتساماتها الأخيرة .
لقد أنتهيت من أوجاعى ولكن كيف العلاج ؟
أولا : نسف المقررات التعليمية الحالية .
ثانيا : وضع مناهج تعليمية تتوافق وأمكانيات الأطفال السنية والنفسية والبدنية والعقلية شريطة ان يمنع من أيداع تلك المقررات كل من قام بوضع المناهج السابقة .
ثالثا : زيادة عدد المدارس الأبتدائية وأن يشمل الفصل على عشرون تلميذا فقط لاغير .
رابعا: الكشف النفسى والتأهيلى على كل من يتصدر العملية التعليمية من مدرسين أو مديرين .
خامسا : ان يكون المنهج نصفه نظرى والنصف الخر تطبيقى .
سادسا : تنتهى الدراسة بنهاية اليوم الدراسى بالمدرسة وان تصبح فترة المنزل لزيادة النشاط الذى يكتشف فيه ميل الطفل مهما كان وأن يضخى عمله هذا مقيما من متخصصين فيه.
سابعا : أعتبار الدرس الخصوصى جريمة ألا لمن يحتاجه من الأطفال ذو الحالات الخاصة لقلة مستوى ذكاؤهم .
ثامنا : احتواء كل مدرسة على مكان للنشاط الفنى والرياضى والمهنى مكان حقيقى لنشاط حقيقى .
تاسعا : أجراءعملية جراحية أشعاعية يستبدل بها الضمير بضمير صناعى مبرمج للقائمين على العملية التعليمية لمراقبة تقدمهم المهنى عن طريق تفوق تلاميذهم وأرتباطهم بالمدرسة والدراسة
أتمنى ان تناقش تلك الأموروتقرير الصالح منها لمصلحة جيل قادم خال من الحب للعلم والتعليم

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل