أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عبد الله الداخل - الضفدع والحصان - احترام الرأي الآخر لايُعْقَل إلا بين ممثلي الطبقات المغيّرة لعلاقات الانتاج في المجتمع. الضفدع ضفدع والحصان حصان.















المزيد.....

الضفدع والحصان - احترام الرأي الآخر لايُعْقَل إلا بين ممثلي الطبقات المغيّرة لعلاقات الانتاج في المجتمع. الضفدع ضفدع والحصان حصان.


عبد الله الداخل

الحوار المتمدن-العدد: 2597 - 2009 / 3 / 26 - 09:19
المحور: كتابات ساخرة
    


ربما نوّهتُ مرة الى أنني في بداية الثمانينات كنتُ أحاول فهم سر اهتمام بعض حكومات الخليج العربي بالانترنت. فلقد فسَّرَ بعض الأصدقاء هذا الاهتمام بأنه اهتمام بالعلوم والتطور ومحاولة مواكبة العالم تكنولوجياً!
مواكبة العالم تكنولوجياً؟ أمرٌ محيّر!
لماذا؟ لماذا تحاول جهات حكومية رجعية، يُفيدها التخلف في الهيمنة على السكان، "مواكبة العالم تكنولوجيا"؟
ان سر الاهتمام بالإنترنت منذ بداية الثمانينات من قبل الطبقات الثرية العربية التي تتربع على حكم البلدان النفطية يعود في رأيي الى ادراك الاحتمال الأرجح، في ذلك الأوان، بامكانية اجتياح الانترنت لمكانة الصحافة وحتى مكانة التلفزيون وغيرها من وسائل الاعلام في فوضى الثقافة العربية. إنه "احتمال أرجح" عند النظر اليه آنذاك، وحتى الآن، من موقع عدم امكانية الحصول على المعلومات الدقيقة عن الاتفاقيات الثقافية السرية وغيرها مما يشكـّل جزءاً من مجمل هيكل العلاقات الستراتيجية بين الولايات المتحدة الرأسمالية والرجعية العربية. ومن الواضح أن هذه العلاقات كانت قد نمت وأصبحت أكثر دقة قبل الاحداث التراجيدية التي انتهت بخسران الطبقات الفقيرة في العالم نتائج الصراع الطبقي لصالح الراسمالية الغربية في أواخر القرن العشرين بتهاوي كثير من الاشتراكيات الشرقية وتفكك الاتحاد السوفييتي حيث حقق بضعة مخربين ما عجزت النازية الألمانية، قبلهم بنصف قرن، عن تحقيقه بآلاف الطائرات والدبابات واغتيال واحد وعشرين مليون انسان سوفييتي.
لقد تم انفاق الكثير على الانترنت العربية، وقد عمل في هذه المشاريع علماء وأساتذة جامعة عرب نوابغ (وعراقيون، وبينهم عباقرة أكراد) بكل صدق واخلاص منطلقين من حب التقدم والتقدم العلمي، لا غير.
لكن هيمنة الرجعية العربية والفكر الديني على الانترنت يشير الى عمق التعاون التكنولوجي الذي يمتد، بالطبع، الى أكثر من هذه العقود الثلاثة من السنين، بين الرأسمالية الغربية و الرجعية العربية. وهذه مشكلة طبيعية، فإنه مثيرٌ للسخرية أن نتوقع إقدام الرأسمالية على الاتصال بالمثقفين الحقيقيين أو التقدميين من العرب لمساعدتهم على نشر الوعي الفكري في جماهير العرب! فالأثرياء لا يقدمون قصورهم هدايا للفقراء! أو بتعبير أصح لايحصل أن يزود قائد الجيش جنود أعدائه بالسلاح!
وهكذا فعندما تمت "دعوة" المثقفين العرب للحضور الى الحفلة في البيت بعد الإنتهاء من إعداد كافة الترتيبات اللازمة! فماذا وجدوا؟
وجدوا عند وصولهم أن جميع غرف الدار قد تم ملؤها بالأفاعي والعقارب الدينية من مختلف الأشكال والأحجام وعلى كافة المقاسات حيث تقوم بعض الجهات بإرسال "تعميمات" بمواد معينة تجدها في كل زاوية وفي كل موقع. وعددها بالمئات، حيث تزداد يوما بعد يوم!

والرجعية العربية انما تحذو حذو سيدتها الرأسمالية الغربية في "إنزال" المواد والمخترعات العلمية الى "الاستهلاك التجاري والشعبي" بعد أن تصبح قديمة وبعد أن يتم تبديلها بما هو أكثر تطوراً.
ان ما يحصل في هذين النوعين من المجتمعات الطبقية التي تنتفي فيها العدالة الاجتماعية هو دعوة الطبقات الفقيرة الى احترام آراء الطبقات الغنية المتواجدة في الحكم في مجتمعات بلدانها (فهذا هو الاحتمال الأقرب الى الحقيقة من الغرض من هذا في النشاط الاعلامي الراسمالي الذي كثيرا ما نلاحظ تركيزه على هذه المسألة: مسألة احترام الرأي الآخر)؛ فالغرض من هذا ليس فقط سكب الماء على الصراع الطبقي، وانما يؤدي في الختام الى "احترام" من جانب واحد، وهو غرض الاعلام في البلدان الرأسمالية. إن هذا واضح تماما في الخليط العجيب للمواد المنشورة في كثير من المواقع العلمانية، على سبيل المثال.

لكن احترام "الراي الآخر" يصح (فقط) داخل الفئات السياسية التي تقول بتمثيل الطبقة الفقيرة (فقط أيضاً)، فالطبقات الفقيرة خاضت خلال تأريخ البشرية معارك لا هوادة فيها من أجل العدالة، مضافاً اليها معارك أخرى أشد استقطاباً وضراوة داخل الفئات الممثلة لطبقةٍ فقيرة واحدة، وذلك بسبب تغلغل مفاهيم معينة، هنا أو هناك، تؤدي الى "احترام آراء" الطبقات الظالمة المالكة لكل الوسائل بضمنها الميديا، تلك الآراء التي ما هي في الواقع سوى تسلل الى صفوف الفقراء من الخارج.

ان صورة الضفدع الكامل والذي يتحول الى رأس حصان عند إدارته تسعين درجة هو تخطيط رُسِم لغرض الاقناع بهذا الموضوع، والفوارق في آراء الطبقات بشأن العدالة الاجتماعية والتوزيع الصحيح للثروات هو كالفارق بين الضفدع المتكامل ورأس الحصان. ولستُ بصدد مناقشة التشويه في رسم كل من الضفدع ورأس الحصان لكي يتم لمفبركيهِ والشركات التي قامت بنشره (وليس الأفراد الأبرياء) اقناعُنا بأنهما يمثلان جانبَيْ نسبية حقيقة معينة (من وجهة النظر الخبيثة للرسام ومروّجي الصورة القبيحة والفكرة الأقبح)، فالمهم ليس هو التشويه والقبح وإنما الاقناع بفكرة خبيثة.

فاذا أردنا نقاشاً مثمراً فعلينا أن نحدد الموضوع ونناقش جانباً واحداً منه أولا ثم مناقشة العلاقة التي تربطه بالجوانب الاخرى، أي الروابط المنطقية coherence في الموضوع ذاته. كما أن موقعي الفكري مهم: فإما أن أكون ضمن سلوك الطبقات الفقيرة وكفاحها من أجل العدالة، أو رأس الحصان، وإما ضمن سلوك الطبقة الغنية، في الاستئثار بالثروات وممارسة الاضطهاد، أو جسم الضفدع. ولا يُمكن الأخذ بنظر الاعتبار رسما اعتباطياً يخلط بين الاثنين، رأس الحصان والضفدع، من أجل احترام الضفدع. إن من الواضح ان هذا الافتعال في خلط الأمور يتكرر بشكل واسع ملفت للنظر في وسائل الاعلام الرأسمالية الغامرة، وخاصة في الانترنت.
ان خلط الأمور هذا هو جزءٌ من محاولات (محاولات ناجحة الى حد بعيد) في نشر الفوضى الفكرية في العالم في عصر الفوضى الفكرية الرأسمالية التي من أهم سماتها أيضاً المبالغة في الإيحاء بوجود أعداءٍ وهميين أو محتمَلين تمهيداً لتجميل الإحتلالات، والتهويش ضد البلدان المستقلة، وكذلك خلط العلم الحديث بالدين الذي يقوم بالدرجة الأساسية على تفسيراتٍ يائسة لكثير من الشؤون الدينية (في الأديان الشرقية الرئيسية الثلاثة)؛ كل هذا بالإضافة الى النشاط الأساسي في تخريب الحركات الاشتراكية في العالم فكرياً وتنظيمياً مما أدى ويؤدي الى الهيمنة على العالم اقتصادياً من خلال ما يُسمى بـ"العولمة" globalization وهذا هو الهدف الأساسي الاقتصادي للفوضى السياسية والفكرية أيضاً.

جميلٌ أن يسود احترامُ الآراء، لكن احترام رأي الظالم والخبيث لا جمال فيه، بل فيه من القبح ما يُسئ للجميع.
تـُحترم آراءُ الجميع؟ نعم، ولكن في ظروف ثقافية مثالية، أي اذا كان الجميع، الجميع دون استثناء، يتمتعون بتلك القدرات التي تمكنهم من تمييز "الغث من السمين" بشتى الوسائل، بضمنها الإعلام، وبضمنها التجربة الشخصية، الكثير من الحقائق التأريخية والعلمية وغيرها في عصر الفوضى الفكرية هذا، واذا كنا ندرك بأن هذه القدرات قد تكونت في ظروف الحرية التامة، واقصد بـ"التامة" التي سبق وأن توفرت فيها، ولا تزال تتوفر في كل مكان وزمان، الفرص التاريخية الحقيقية لنهوض فكر الطبقة أو الطبقات المضطهدة وفي التعبير التام عن نفسها، في أيما مكانة كانت؛ عند ذاك، وعند ذاك فقط، تكون آراؤهم صحيحة؛ لأنني، من الناحية الأخرى، أؤمن بضرورة ربط موضوع نسبية الحقيقة بمفاهيم الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والتقدم، واذا لم نفعل ذلك فاننا لسنا فقط نـبتعد عن الحقيقة نفسها، وإنما سنكون بلا شك محمولين بهذا التيار الهادر، الذي سوف ينتهي بنا الى "احترام" رأي واحد في عصر "حوار" العولمة، عصر الحروب والاحتلالات وسيادة الاعلام الغربي: رأي الرأسمالية العالمية والصهيونية وتوابعها في الدول المتخلفة.
الضفدع هو ضفدع، ولا يتحول الى حصان.
والحصان هو حصان، ولا يتحول الى ضفدع.
مهما حاول البعض يقلـّب الأمر يميناً أو شمالاً!
واذا كان الضفدع يتربع على مستنقع اليوم فإن حصان الغد لن يوقفه شئ عن الخبب في سهوب المستقبل الكبير.



#عبد_الله_الداخل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكهف


المزيد.....




- أحمد عز ومحمد إمام.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وأفضل الأعم ...
- تيلور سويفت تفاجئ الجمهور بألبومها الجديد
- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عبد الله الداخل - الضفدع والحصان - احترام الرأي الآخر لايُعْقَل إلا بين ممثلي الطبقات المغيّرة لعلاقات الانتاج في المجتمع. الضفدع ضفدع والحصان حصان.