أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد الكساسبه - انشودة (الموت)














المزيد.....

انشودة (الموت)


خالد الكساسبه

الحوار المتمدن-العدد: 2588 - 2009 / 3 / 17 - 07:25
المحور: الادب والفن
    


انشودة الموت
خالد الكساسبه
في يوم ميلادي الذي مضى قبل ايام وجدتني اردد مع( تيسير سبول):" انا يا صديقي اسير مع الوهم ادري، ايمم نحو تخوم النهاية، نبيا غريب الملامح امضي الى غير غاية، ساسقط للابد يملا جوفي الظلام، نبيا قتيلا وما فاه بعد باية".
والاشياء التي في السماء تنادينا :ان حان موعد الرحيل، فنحمل افعالنا ونمضي بهدوء رهيب، الا من نحيب احباب يودون لو يذهبون معك.
والمؤمنون يموتون ،هكذا يقولون في الثالثة والستين ،لم يمضوا فقط في ( بدر) او(احد) واحيانا مثل (المسيح) و(ايفا بيرون) و(جورج حاوي) في الثالثة والثلاثون.
وامسك بيدي دفتري ذو (التسعة وثلاثين) ورقة ،كل عام امزق واحدة منها والقيها الى التاريخ ، واطفئ الشموع واذوب الى البعيد متناهيا بلا ذكرى، وان كان بذكريات ،اقلب الصفحات ابحث فيها عن مجد مضى وشباب على وشك الذبول..
وعازفوا ( لحن الوداع الاخير) ينادون ، بلا امل ، العيون المفتوحة على اتساعها بلا روح: ان ايتها العيون حركي رموشك لا ترحلي فتكون الاجابة : ان لا جواب الا ان انتظروني فانني لا محالة في يوما من الايام قادم ، انتظروني فانني لا محالة في يوما من الايام ساعود وازور المكان.
اجمل ما في الموت انك تمضي بقية حياتك ،مماتك وحيدا لا احد يعكر وحدتك ،لا صديق يقطع تاملاتك بمكالمة هاتفية، لا مذيع يصدمك بخبر (عاجل) لا زوجة توقف استمتاعك برواية تحاول انهاء قرائتها ،لا اطفال يطلبون منك اصطحابهم الى السينما لمشاهدة الفيلم الجديد.
اجمل ما في الموت انك ستنام لساعات اطول بل انك تنام كل الوقت،لا حاجة لضبط المنبه على الساعة التاسعة صباحا، لا ارتباك للوصول الى العمل او قلق من ازمة مرورية.
اجمل ما في الموت انك تسكن حجرة دون ان تقلق بصاحب البيت يطرق بابك طالبا الايجار او شركات الماء والكهرباء ترسل لك فاتورة عن الشهر الماضي.
اجمل ما في الموت انك تذهب لملاقاة الرفاق الذين مضوا والاحباب الذين غادرو منذ زمن بعيد.
اجمل ما في الموت انك تذهب لملاقاة الباقي وتطلب الرحمة عن كبائر او صغائر ارتكبتها في رحلتك القصيرة.
الموت حالة لا يجدر بنا الخوف منها ،الخوف من الموت يعني الخوف من الحياة ، عندما شنقوا (سقراط) قال "لا اخشي الموت فهو مجرد هجرة ل (الروح) من عالم الى عالم اخر".
في بدايات الابوة وعندما كانت طفلتي في المهد تحبو خشيت الذهاب اما الان وهي وقد انطلقت اركان انوثتها فانني لا اخشى زيارة من (عزرائيل).
ان تخسر الايام الاجمل من حياتك بعيدا عن اهلك اصدقائك وطنك ثمنا لاخلاصك وحريتك وانتمائك لقيم يعتقد القابضين على الحياة انها محض غباء وهراء يجعلك لا تهتم لما بقي من ايام.





#خالد_الكساسبه (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاردن بين الملكية الدستورية والمطلقة
- محاكمة دولية ل(الديكتاتوريين)
- السلام يحتاج قادة حقيقيين راغبين ب (المصافحة)
- والجنس - حاجه انسانيه
- عيد الحب -- ليس مجرد ورده حمراء
- اكثر من طعام -اكثر من شراب
- بورصة (الحياة)
- انه ديننا مثلما هو دينكم فلا تسرقو الاسلام منا


المزيد.....




- باب كيسان.. البوابة التي حملت الأزمنة على أكتافها
- -بدونك أشعر أني أعمى حقا-.. كيف تناولت سرديات النثر العربي ا ...
- نذير علي عبد أحمد يناقش رسالته عن أزمة الفرد والمجتمع في روا ...
- المؤرخة جيل كاستنر: تاريخ التخريب ممتد وقد دمّر حضارات دون ش ...
- سعود القحطاني: الشاعر الذي فارق الحياة على قمة جبل
- رحلة سياحية في بنسلفانيا للتعرف على ثقافة مجتمع -الأميش- الف ...
- من الأرقام إلى الحكايات الإنسانية.. رواية -لا بريد إلى غزة- ...
- حين تتحول البراءة إلى كابوس.. الأطفال كمصدر للرعب النفسي في ...
- مصر.. الكشف عن آثار غارقة بأعماق البحر المتوسط
- كتاب -ما وراء الأغلفة- لإبراهيم زولي.. أطلس مصغر لروح القرن ...


المزيد.....

- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد الكساسبه - انشودة (الموت)