أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله المدني - ماذا يحمل عام الثور للصينيين؟















المزيد.....

ماذا يحمل عام الثور للصينيين؟


عبدالله المدني

الحوار المتمدن-العدد: 2582 - 2009 / 3 / 11 - 10:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


احتفل الصينيون ومعهم شعوب أخرى في منطقتي جنوب شرق آسيا وآسيا الوسطى في السادس والعشرين من يناير/ كانون الثاني المنصرم بميلاد العام الصيني الجديد الذي هو مجرد توليفة من عناصر التقويم الشمسي والقمري. ويعتقد على نطاق واسع أن البابليون هم أول من وضع أسس هذا التقويم في عام 2500 قبل الميلاد ، لكن تصحيحه وضبطه يعزى إلى الصينيين في حدود عام 500 قبل الميلاد، ولهذا السبب نسب إليهم وحدهم. ومما يذكر في هذا السياق أيضا أن تاريخ استعمال التقويم الصيني في الأزمنة القديمة يعتريه بعض الغموض، ولهذا يقول البعض – بناء على الدراسات والأبحاث الاركيولوجية - انه في التداول منذ خمسة قرون، فيما يقول آخرون أنه في التداول منذ ثلاثة قرون ونصف القرن. وقد انعكس هذا الاختلاف على أرقام الأعوام الصينية ما بين 4705 و 4706 و4645 ، غير أن الاحتمال الأرجح هو أن عام 2009 الحالي يساوي عام 4706 في التقويم الصيني .

وطبقا لبعض المصادر التاريخية فان أول الدلائل حول التقويم الصيني وجدت على عظام من حقبة " شانغ " في أواخر الألفية الثانية قبل الميلاد. وقد أشارت تلك الدلائل إلى أن العام الصيني كان يتكون أحيانا من 13 أو 14 شهرا وذلك بسبب إضافة شهر بأكمله إلى التقويم في السنة الكبيسة وليس يوما واحدا كما هو الحال في التقويم الغريغوري. وفي حقبة " زهو " وجدت آثار تفيد بأن الأمر استقر على أن العام مكون من 12 شهرا و أن كل شهر إما انه يضم 30 يوما أو 29 يوما بالتناوب. وفي حقبة " قن " تم استخدام تقويم صيني جديد مستند إلى المباديء السابقة لكنه يبدأ مبكرا بشهر واحد. وحينما جاءت حقبة الإمبراطور " هان " تم إدخال إصلاحات فلكية مهمة على التقويم لا يستوعب المقال ذكرها واستعراضها جميعا.

ورغم أن الصينيين والشعوب الآسيوية الأخرى تعتمد في تعاملاتها اليومية على التقويم الغريغوري المسيحي أو ما يسمونه بتقويم "يانغ" أي التقويم الشمسي، فان هذه الشعوب فيما يتعلق بمناسباتها الخاصة تلجأ إلى التقويم الصيني الذي يعرف لديها أيضا باسم التقويم الزراعي لعلاقاته بمواسم الزراعة والحصاد وكذلك باسم " تقويم ين" في اشارة إلى الجانب القمري منه، ، علما بأن الصين بدأت باستخدام التقويم الغريغوري ابتداء من يناير 1912 بعدما كان التقويم قد عرف في أراضيها عن طريق الرهبان اليسوعيين. على انه لم يثبت بالدليل أن كل الصينيين حينئذ قد التزموا بذلك، خصوصا وان الأحوال السياسية ما بين عامي 1916 و 1921 كانت غير مستتبة وتلقي بظلالها على مدى استجابة المواطنين لقرارات الدولة. على أن الأمر المؤكد هو أن سيطرة القوات الوطنية بقيادة حزب الكومينتانغ على جنوب البلاد سمح للأخيرة بالإعلان رسميا عن اتخاذ التقويم الغريغوري تقويما للبلاد ابتداء من الأول من يناير 1929 . والتقويم الصيني كما هو معروف يتخذ من الحيوانات أسماء لأشهرها الاثنى عشر، فمثلا عام 2005 كان عام الديك، وعام 2006 كان عام الكلب، وعام 2007 كان عام الخنزير. و يسود الاعتقاد لدى الصينيين بأن عام الخنزير هو عام جيد للإنجاب، لذا كلما حل مثل هذا العام وجدت المستشفيات مكتضة بالنساء الحوامل وشهدت الأسواق المزيد من الإنفاق على شراء ملابس الأطفال الرضع وأثاثهم وأدواتهم وأطعمتهم.

ويحتفي الصينيون وشعوب آسيوية أخرى بقدوم العام الصيني الجديد عبر تزيين البيوت والمعابد والشوارع وإشعال أعواد البخور والمسك وإطلاق الألعاب النارية وتبادل الهدايا وإقامة الولائم والخروج في رحلات جماعية والإنفاق ببذخ

والذين ترددوا أو عاشوا في دول جنوب شرق آسيا حيث تتواجد جاليات صينية ضخمة أو يكون الصينيون جزءا رئيسا من تنوعها الاثني، لابد وأن استرعى انتباههم الأعداد الكبيرة من سلال البامبو مختلفة الأحجام والتي توضع فيها تشكيلة من السلع مثل علب الشاي والقهوة والحليب المجفف وأكياس الفواكه والحلويات والبسكويت وزجاجات النبيذ قبل تغليفها جيدا بالبلاستيك الشفاف المشدود وعرضها في فترينات البيع لأغراض الإهداء بمناسبة حلول العام الصيني الجديد. هذه السلال شكلت على الدوام معلما من معالم الاحتفاء بقدوم العام الجديد، بل ظلت – بمحتوياتها المتنوعة وأسعارها المعتدلة – أفضل ما يمكن للصينيين – من الطبقة الأقل دخلا - أن يقدمونه لبعضهم البعض في هذه المناسبة. غير أن الأحوال اليوم تغيرت مع ما طرأ على الدخول وفرص التوظيف من تراجع بسبب أزمة الكساد العالمي التي لم تنج حتى آسيا منها كنتيجة طبيعية لتشابك اقتصاديات العالم وتداخل مكوناتها واستشراء تداعياتها في كل اتجاه.

وقد فطنت بكين مبكرا إلى تأثيرات هكذا أوضاع اقتصادية صعبة على إنتاجية وأوضاع ومشاعر موظفيها، ولا سيما إنتاجية عمالها الأقل دخلا أي أبناء الأرياف العاملين في مؤسسات عامة في جنوب وشرق البلاد والمقدر عددهم بنحو 130 مليون عامل ممن قد يسرحون قريبا، فقررت أن تصرف لهم علاوات استثنائية – الأمر الذي لم يحدث قبلا على الإطلاق - بمقدار 150 يوان (22 دولارا) وهو ما يوازي دخل أسبوع كامل للبعض منهم. ورغم أن الحكومة أنفقت بسبب هذا القرار مبلغا ضخما هو 1.28 بليون دولار أمريكي على سكانها الأقل دخلا من اجل أن توفر لهم طقوس الاستمتاع والفرح التقليدية بالعام الجديد، فإنها كانت تعلم مسبقا انه - وان لجأ البعض من مواطنيها إلى ادخار ما أعطي له من علاوة توقعا لما هو أسوأ في القادم من الأيام- فان آخرين كثر سوف ينفقون وان بدرجة اقل بذخا، وبالتالي سيعود إنفاقهم بالخير على الحراك الاقتصادي الداخلي ونشاط الأسواق التجارية. والحقيقة إن كل ما توقعته الحكومة الصينية قد حدث فعلا. فالكثيرون ممن حصلوا على العلاوات فضلوا الادخار والتوفير بدليل ما طرأ على المبيعات في سوق المواد الاستهلاكية من تباطؤ. غير أنه من ناحية أخرى شهدت عروض العشاء والسهر في الفنادق المعروفة داخل المدن الكبيرة إقبالا جيدا خصوصا بعدما قدمت تلك الفنادق تخفيضات مناسبة في أسعارها، دعما منها لجهود الدولة في إدخال الفرح والسرور في قلوب المواطنين.

وجملة القول انه إذا كان العام الماضي (عام الفأر) قد تميز بحدوث الكثير من المشاكل للصين ابتداء من تعرض البلاد لعواصف ثلجية مدمرة للزراعة وتعرضها لزلزال عنيف وانتهاء بأعمال العنف في التيبت، مع استثناء النجاح الكبير الذي خرج به الصينيون من تنظيمهم لاولمبياد 2008 ، فان العام الجديد (عام الثور) هو عام يأتي تحت شعار ضرورة التقشف بسبب الأزمة المالية العالمية.




#عبدالله_المدني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - سياستهاي حسن همجواري -
- كيف بنت اليابان نفسها بعد الحرب
- انطباعات عن شخصية آسيوية استثنائية
- طالبان وانتهاك حقوق المرأة مجددا
- قراصنة الصومال يوحدون آسيا
- بنغلاديش: عودة حليمة إلى عادتها القديمة
- تايلاند في عهدة زعيم شاب، لكنه حكيم ومثقف وموهوب
- الجهاد البحري بدلا من الجهاد البري
- من يريد جر الهند إلى العنف والدماء؟
- فيما يأملون بوصول رئيس أصفر إلى البيت الأبيض يوما ما الصينيو ...
- ما أفسدته السياسة، قد يصلحه الاقتصاد
- درس جديد من تايوان: التعليم مدى الحياة
- آخر ما تحتاجه الهندالصينية العودة إلى زمن الحروب
- دور تايوان في رفد حركة الترجمة في الصين
- مسعى بحريني للتعلم من دروس التنمية اليابانية والسنغافورية
- باكستان: التحكم في جهاز طالت أظافره
- فضيحة الحليب الملوث تضع -صنع في الصين- أمام تحديات جديدة
- موسكو تضع عينا على القوقاز ، وأخرى على أفغانستان
- امرأة تغني وامرأة تفقر
- بانكوك الجميلة تحت الحصار: فتش عن العسكر


المزيد.....




- الجيش الإسرائيلي يرصد دفعة صواريخ إيرانية جديدة.. وموسوى يدع ...
- -لا تحاولون العودة-.. الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا عاجلا إلى ...
- هل ينجر ترامب لحرب إسرائيل ضد إيران؟
- مصدر أمني إيراني: طهران على تواصل مع موسكو وتعول على دور روس ...
- الخارجية الروسية: حياة مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية ف ...
- الرئيس الإسرائيلي يزور معهد -وايزمان- المتضرر جراء القصف الإ ...
- -سي إن إن- ترجح ميل ترامب لاستخدام القوات الأمريكية لضرب الم ...
- باكستان تجلي عائلات الدبلوماسيين من إيران والبعثات لا تزال م ...
- الجيش الإيراني يعلن تدمير 28 هدفا إسرائيليا معاديا خلال الـ ...
- مباحثات مصرية أمريكية إيرانية لوقف التصعيد بين طهران وتل أبي ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله المدني - ماذا يحمل عام الثور للصينيين؟