أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رضا السمين - البراكين المهادنة - لماذا أنزفكَ والأرضُ؟














المزيد.....

البراكين المهادنة - لماذا أنزفكَ والأرضُ؟


رضا السمين

الحوار المتمدن-العدد: 2581 - 2009 / 3 / 10 - 03:01
المحور: الادب والفن
    



بين العتمة والضوء ينفلت ذاك المحايث للظلمة والجدار، يرتدي عريه لينكشف شفق أحمر في اختلاط الماء والظلمة، يسائل حواسّه والأشياء... يكتب جسده لوحة انخطاف، تبعثره الأسئلة. ولن أفارق أسئلتي... برغم تيه الأقبية! من أجل أن أمشي في شارع لم يتوحّد بعدُ بنفثة دخان.
مدّ يديه في ظلمة الوحل... فرأى وجوهه تناثرا لحكايا قديمة.
يخلع عينيه لينصت للضجيج، وأكون هدوءا خريفيا.
أجدني تبعثرا وانفلاتا لكيان يراوده الغياب والحضور.
هل أواصل الإبهام وقلق الافتقاد؟ أمْ ألمّ شتيت الكيان في لحظة...؟
تصدّع الشقوق الممكنة ليفاجأ عري الذات في عربدة "النحن".
الهامش تكسّر يمنع التعايش - نسج الصورة.
زئبقية النحن تعبث بوهم التوحّد. نقّعَ إصبعه في الحواجز المرهفة، ترنّح يريد ارتواء، يهفو لإعادة التسمية، ولإعادة بناء الأشياء أو تحطيمها.
فيكون الكلام بدءا لا يسبقه غير الرّغبة والبياض.
تذوّقْ متعة الفيض، وجع اللحظة.. لا تسكن الذاكرة فتمسّك الطمأنينة العازفة إحباطا متكئا.
اكشف المنسي دفعة واحدة لتجد نفسك في صقيع عري البدائي...
ثمّ يخلع نبضي لنمضي نحو معنى ما... نكتب أسماءنا الضائعة على صفحة ماء، نتبعثر رذاذا، نقذف الكلمات نحو الحيرة ورقصة اللاوضوح.
والحالة نزيف.
كلّ الأشياء غدت مرايا لأشياء أخرى ضائعة.
أذكره من بصقة في فمه دائمة، من نظرة تعكس فراغ الأمكنة، من ابتسامة تفضح تعايشنا، ومن نَبش يولد في تيه القلق. يستظلّ بدخان حارق، استبدلت ظلّه الأسئلة، والفوضى محرقة لبقايا المجزرة.
حين يكون الآن غموض، والهُنا مبهم، أكون تحليقا بلا فضاء، وحيدا مع حلمي، وتساؤلا بلا استفهام، ونكون رخوة الضغط.
شتات المكان يفضح لا"خطورة" القرار... سِر في هذا الشوك أو ذاك المسرب، ارحل أو ابقَ لا شيء يثير.
أيّها العابث بحروف المتحف، جفونك لم تفارق عظما تناسل برغم النمل ورائحة الكافور. خفقٌ وجعُ الشوارع. إذا لماذا - هل كفّت أشياء هذا المكان عن أن توجد؟ هل ابيضّت عيناي أم أنّ الألوان فقدت أصباغها؟
لماذا نداوم في الزفير والهمهمة؟ هل تعوّدنا القذف دون مضاجعة فانتظرنا الولادة دون حمل؟
مَن - ما يقف حاجزا بيننا وين فورة الوجود؟ ما حدود الذات والعالم؟ كيف أهرب منّي كي أتوحّد؟ لماذا تضيّقون أيّها الأشباه إمّا التلاشي أو الطريق المُعاد؟ ماضي الكلام وحاضر الكتابة، ما أسئلة الزمن القادم؟
جسدي يجعل مني ذاك المتسائل أبدا؟
تتفكّك أضلعي وأنام على الصّراخ، وأمشي. أتحيّر الآن وأتلفّت، هل الحلم يأتيني في النوم أم في الصّحو؟ من الخلف أم من الأمام؟
لماذا يكلّمني شبح غائر فيك؟
جميل أن تحدّثني وأجمل أن يُحاورني صمتك.
لماذا يرحل الجسدُ عن الجسد؟
مضى يحمل نفسه، وضعها في سلّة مُهملة وامتطى الطائرة... لا وجه يوحي بالارتباط، ولا عين تحمل ذاكرة... سحَب نفَسا ونفث حنينا قبل أن يغلق بابا حاجز بينه وبين نفثته.
نظرتُ في الأجساد المتضايفة حولي ولم أسمع إلاّ رخاوة الصراع. ومواضعات الصمت واليأس والانتظار. وجذوة هناك... لم تُسمّى بعد، تربك يأسي، وتراود فيّ رؤية وحساسية مغايرتين: خلخلة الذاكرة، فاعلية الهامش، نقد اللغة والذات والمجتمع، قراءة القرآن، هَبّة العشق.
لم أعد وحيدا بل وحدي...
زحزحني عصفور عن تأمّل الطيران ومات مخنوقا بغباري!
أيّتها الشمس التي أنتجعُ أنيري كلّ زواياي، لوّني بكيميائك مُبهما تصاعد نفساً. كياننا الغَوْر تشابك بدائيّ لم يلامسه نفَس الغائبين ولا فضول العابرين.
لا تُحدِّق في النكسة باهتا فيخطفك التكرار.
دون سبق لامِس السّديم، الخطاب الحريق.
أفق يفتح على جرحنا والمَجاهل الممكنة...
وحدهم الحزانى يختلفون، جرّحتنا الصّلات مع الذين هم أسماؤهم...
واخترقني الرّعب عند فراغ الاستعادة الفاترة، وبحر العدم الحاضر. وتركني حالما بفورة الحرب وحميميّة العمق. فبين المحو والهدم يمتدّ النفي مساحة للإنسان. رقصة الأزمة في الأماكن السّيئة. هل يدي فضاء الإمكان؟
حين تستديم الحالة، تتحوّل الأشعّة إلى نسيج غبار لاصق، تكتهل البدايات، فلننفض أشعّة الشمس عنّا كي نرى ظلمة وجودنا.
تتقدّم جدران الصّدأ، تحاصرنا الوصايا والإسرائيليات، تضيق المساحة وينزوي التوسّع، انهيار كلّ البنى واللغات، تتصدّع فيك شقوق ومهاوي، تفوح حشرات وقلح.
هل أصمتُ بعدما رابضت في موقف العدم؟
أمْ ألمّ أشلائي... إلى الدروب التي لا تتبع فيها آثارا، إلى الصوت المنسيّ في شرود الشهوة... إلى اللغة التي تفاجئك وتفاجئهم، انبثاق فوران واجتياح فوضى.
حفيفُ نظرة تبصم حيرتها، تكشف سرّها للعابرين...




#رضا_السمين (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زواج أزرق
- هُناك حَيث لا هِي ولا أحدْ
- ظهر الفساد في البرّ والبحر...
- مهندس القيروان
- ونَعَبَ الخبراء...
- عيون لا تنام
- الظلال أهمّ من كائناتها في الصحراء


المزيد.....




- رابط نتيجة الدبلومات الفنية 2025 لكل التخصصات “تجاري، زراعي، ...
- بسبب شعارات مؤيدة لفلسطين خلال مهرجان -غلاستونبري-.. الشرطة ...
- العمارة العسكرية المغربية جماليات ضاربة في التاريخ ومهدها مد ...
- الجيوبولتكس: من نظريات -قلب الأرض- إلى مبادرات -الحزام والطر ...
- فيديو.. الفنانة الشهيرة بيونسيه تتعرض لموقف مرعب في الهواء
- بالأسم ورقم الجلوس.. نتيجة الدبلومات الفنية 2025 الدور الأول ...
- “استعلم عبر بوابة التعليم الفني” نتيجة الدبلومات الفنية برقم ...
- “صناعي – تجاري – زراعي – فندقي” رابط نتيجة الدبلومات الفنية ...
- إبراهيم البيومي غانم: تجديد الفكر لتشريح أزمة التبعية الثقاف ...
- بوابة التعليم الفني.. موعد إعلان نتيجة الدبلومات الفنية 2025 ...


المزيد.....

- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رضا السمين - البراكين المهادنة - لماذا أنزفكَ والأرضُ؟