أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وجيهة الحويدر - دعاة حقوق الإنسان الحكومية وعاظ السلاطين الجدد!














المزيد.....

دعاة حقوق الإنسان الحكومية وعاظ السلاطين الجدد!


وجيهة الحويدر

الحوار المتمدن-العدد: 2558 - 2009 / 2 / 15 - 08:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لو أن الباحث الاجتماعي العراقي الدكتور "علي الوردي" مازال على قيد الحياة، لأتحف المكتبة العربية بكتاب قيم آخر كجزء ثاني "لوعاظ السلاطين"، لكن هذه المرة عن دعاة حقوق الإنسان العاملين في المؤسسات الحكومية الذين يستحقون بجدارة لقب "وعاظ السلاطين الجدد."

على حسب ما ذكر في كتاب الدكتور الوردي أن وعاظ السلاطين القدامى هم رجال الدين الذين يجيدون الحفظ والسرد، وفن الخطابة، والقدرة على تبرير أفعال الحاكم وتحركاته وقراراته بحجج واهية.

هم مازالوا حتى اليوم يعملون بجدية تامة لصالح السلاطين في بعض البلدان، أنوفهم تشتم الأخبار المحلية والعالمية، ومن ثم يصدرون فتاواهم وآرائهم كلما تلقوا أمرا من الحاكم أو من أفراد حزبه أو حاشيته المستنفذين.
لكن الوعاظ القدامى لا يصلحون للمهمات التي يقوم بها الوعاظ الجدد، دعاة حقوق الإنسان الحكومية، لأنهم لا يمتلكون المهارات نفسها، لذلك القدامى عملهم صار مقتصرا على الاستهلاك الداخلي أكثر من الخارجي، إلا في حالة الحروب والنزاعات العسكرية، حينها فتاواهم تصبح عابرة للقارات والمحيطات.

دعاة حقوق الإنسان الحكومية، أو بالأصح وعاظ السلاطين الجدد ظهروا على السطح مؤخرا للاستهلاك الخارجي، بسبب العولمة أصبح معظم مجتمعات دول العالم الثالث مع بداية القرن الحالي مجبرين على ركوب موجة ثقافة حقوق الإنسان، لكي يواكبوا أجواء فرضتها عليهم أملاءات العصر.



أيضا ارتفاع أصوات مؤسسات المجتمع المدني في دول العالم الحر مثل "هيومان رايتس واش" "وآمنستي" ، وإصرارهم على مكافحة الانتهاكات في تلك الدول النامية التي ترضخ شعوبها تحت أنظمة مجحفة وقاهرة، جعلت تلك الأنظمة تؤسس جمعيات حقوقية حكومية لمواجهة الهجوم الحقوقي الشديد اللهجة القادم من الخارج، الدول العربية من ضمن تلك الدول والسعودية على رأس القائمة.



في يوم الجمعة الماضي الموافق في 6 فبراير 2009م، فريق من الحقوقيين الحكوميين السعوديين أو وعاظ السلاطين الجدد قاموا بعرض ملف حقوق الإنسان في السعودية، والدفاع عنه في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف. ترأس الفريق الدكتور زيد آل حسين الذي اشتهر بعبارة مثيرة للتعجب بأن تصدر من رجل مثقف مثله، حمل على عاتقيه الدفاع عن أصحاب الحقوق المنتهكة حيث قال "الذين يقولون أنه ثمة تمييز ضد المرأة السعودية فهم جهلة!"



الدكتور آل حسين هو الذي اختير ليمتثل أمام اللجان في مؤتمر جنيف، من اجل أن يفتح ملفات حقوقية تشمل المرأة والرجل والطفل والأقليات والعمالة الأجنبية ، فعلى القراء الآن أن يتخيلوا مدى مهارات التبرير والنفي التي يمتلكها هذا الدكتور.



كان أيضا من ضمن الفريق الحقوقي مجموعة من النسوة السعوديات اللواتي ذهبن لتبديد ونفي كل الحقائق التي تثبت مدى التهميش والقهر الواقع عليهن وعلى بنات جنسهن. بعضهن اتشحن بالسواد من الرأس إلى أخمص القدمين، وبالكاد كن قادرات على أن ينظرن من حولهن، أو أن يتعرفن على من يخاطبهن، لباسهن بالتأكيد شأنهن الخاص. لكن يا ترى هل ذكرن لدى لجان المؤتمر أن حضورهن في جنيف لم يتم سوى بإذن من المحرم؟؟ وأنهن لا يمتلكن أي قرار يمس حياتهن أو يتعلق بأمورهن الشخصية!



بالطبع لم تكن السعودية هي الدولة الوحيدة التي تبوأت بريبة كرسي المساءلة في ذلك المجلس، فجميع الدول الأعضاء بعضها دول عربية فُتحت ملفاتهم، وتم التحقيق معهم عن الانتهاكات التي تجري على أراضيهم.



الدول التي وقّعت على مواثيق حقوقية عالمية لحماية الإنسان وتعهدت بحفظ كرامته، ولم تطبق أهم البنود، ولم تفي بوعودها مثل السعودية، هي التي نالت نصيب الأسد من الانتقادات والمساءلات الحادة اللهجة حول ملفاتها الملفقة المليئة بالمغالطات.



دعاة حقوق الإنسان السعوديين أو وعاظ السلاطين الجدد، دافعوا ببسالة عن موقفهم ونفوا معظم الحقائق المريرة التي يعيشها ببؤس فئات مختلفة من المجتمع. الفريق رفض 17 توصية تقدمت بها لجان مجلس الحقوق بحجة أنها لا تتماشى مع أوضاع السعودية الخاصة.معنى ذلك إن وضع الإنسان في السعودية لن يتغير فيه الكثير، ودوامة القهر خاصة التي تحاصر النساء ستدور رحاها لأعوام قادمة.



ربما فريق السعودية واجه أصعب المناورات واشد النقاشات في المجلس، بسبب بشاعة ملف حقوق الإنسان السعودي، والذي أتوا لتجميله بشتى الحجج والتبريرات، لذلك إنهم حقوقيون جديرون أن يتقلدوا وسام امهر وعاظ سلاطين جدد لهذا العام.



بالطبع وعاظ السلاطين الجدد موجودون في جميع الدول العربية. هم عادة من فئة حملة الشهادات العليا، بعضهم يحسن التحدث بأكثر من لغة، وكثير منهم تلقوا تعليمهم في دول العالم الحر. لديهم مهارات عجيبة تتطور مع الزمن من شدة التصاقهم بالمسئولين في بداية مشوارهم العملي. هؤلاء الوعاظ يمتلكون ثلاثة سمات أساسية هي: التبرير والنفي والتلفيق. بالطبع مع التدريب المستمر من خلال صعود السلم الوظيفي تصقل هذه السمات وتتحول إلى مهارات ذات جودة عالية.



الآن لكل شخص ينتمي لفرق وعاظ السلاطين الجدد من العرب وغير العرب، وشاركوا في مؤتمر جنيف السنوي لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة لعام 2009، سؤال ينطلق من حناجر المقهورين ويوجه لكل واحد منهم بصوت خافت يهمس كل ليلة لضميرهم ويقول "بررت ولفقت ونفيت ولكن هل وفيت؟؟"




#وجيهة_الحويدر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أقسى وأطول حصار عرفه التاريخ ولم يغطه الإعلام العربي أو الغر ...
- سلام... شالوم...
- هل هو حملُ كاذب آخر أم ان السعوديين موعودون بعهد حقوقي جديد ...
- هل هو حملُ كاذب آخر أم ان السعوديين موعودون بعهد حقوقي جديد ...
- -ما أوسخنا ونُكابر-
- في 6 نوفمبر ... هذه المرة تحية لهؤلاء الرجال السعوديين الرائ ...
- هو وسفرائها!
- اذا الغربيات قادرات على رفع اصواتهن لكن لبعضهن البعض!
- لو كان التعدد شريعة إلهية لأعطي للنساء!
- انهم يعدمون الاطفال!
- النور محبة!
- اين لي بوطن في هذا الشرق؟؟
- فكأنما احيا الناس جميعاً!
- الوصايا العربية العشر
- وماذا عن الظلم الواقع على الرجل السعودي؟؟
- استغفلونا ونحن صغارُ..(2)
- المرأة السعودية و-مأساة ابليس-!
- استغفلونا ونحن صغارٌ...(1)
- رثاء لضحايا الصين وبورما
- -رجولة- مأزومة في عالم يتجه لفضاء -انثوي- رحب!


المزيد.....




- غانتس يعلن أن إسرائيل لم تتلق ردا عن موافقة حماس على الصفقة ...
- باكستان تتعرض في أبريل لأعلى منسوب أمطار موسمية منذ عام 1961 ...
- شاهد: دمار مروع يلحق بقرية أوكرانية بعد أسابيع من الغارات ال ...
- خطة ألمانية مبتكرة لتمويل مشاريع الهيدروجين الأخضر!
- بوندسليغا: بايرن يتعثر أمام شتوتغارت ودورتموند يضرب بقوة
- الداخلية الألمانية تحذر من هجوم خطير
- روسيا.. 100 متطوع يشاركون في اختبارات دواء العلاج الجيني للس ...
- ملك المغرب يدعو إلى اليقظة والحزم في مواجهة إحراق نسخ من الق ...
- تأهب مصري.. الدفع بهدنة في غزة رغم تمسك إسرائيل باجتياح رفح ...
- تونس.. وزارة الداخلية تخلي مقر المركب الشبابي بالمرسى بعد ال ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وجيهة الحويدر - دعاة حقوق الإنسان الحكومية وعاظ السلاطين الجدد!