أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ضياء حجاب ياسين الشرقاطي - الجحيم الذي يطاق















المزيد.....

الجحيم الذي يطاق


ضياء حجاب ياسين الشرقاطي

الحوار المتمدن-العدد: 2555 - 2009 / 2 / 12 - 04:12
المحور: الادب والفن
    


تعاندني التحــية دائما..وأهملها نهائيـا أحيانا..ونــادرا ما أقف عندهــا طويلا..وغالبا ما اتجاوزها متوغلا في السرائر..فمرة اعاني من جنون المزاح..ومرة اعاني من مزاح الجنون...
الكتابة..هى مغامرة اخيرة..وهى طريقة بديلة للحياة..وهى القشة التي تنجي مجانين العالم الاكثر تعقلا..وعقلاء العالم الاكثر جنونا..من الغرق في عالم الوحدة والسكوت والسكون...
والكتابة..هي محاولة إنقاذ ما يمكن انقاذه..وما لا يمكن انقاذه..وهذا هو الجحيم الذي يطاق..فالجحيم الذي لا يطاق ارحم بكثير من الجحيم الذي يطاق...
انها نهاية متوقعة..صدقني..كما انها غير متوقعة على الاطلاق!...
افهمنــي..صديقــي..أخــي..افهمني..واستغل فرصة وضوحي المفضوح هذا..فهذه السطور..ترجمة امينة للغات قلبي وعقلي وضميري...
أنها بداية غريبة..كما انها غير غريبة على الاطلاق!...
أفهمني اخي الطيب..ولا تسمح للكلمات أن تدخل من الاذن الأولى لتخرج من الثانية..أضحك علي..اتهمني بهرطقة الجنون..بجنون الهرطقة..بالاثنين معا..لكن لا تحاول أن تفهمني كمـا تفهم نفســك..لان هذا من مضاعفـــات الجنون المتقدمة...
أفهمني كما افهم نفسي...
وأقرأني..أقرأني..حاول..حاول..حاول..ولو لمئة مرة..حاول أن تخرج من رسائلي باكثر من خفي حنين...
هناك رب..آله عظيم..يدبر شؤون الكون..وهو الذي لا يحمل الانسان ما لا يطيــق..لقد منحنـــا من القوة ما نستطيـــع به أن نتجــاوز الصعوبـــات و الخسارات..أنه معنا دائما..حين نتكلم..وحين نصمت..وحين نفرح..وحين نتألم..يمدنا باسباب النور و السعادة..ويختبرنا بالخير و الشر..وهكذا هي الحياة..مرة دمعة..ومرة ابتسامة..يتشكل منهما الحب..وهو امل والم...
ولكن..ما الذي يستطيع أن يقوله قلم بائس كقلمي هذا؟..وأي شمس ستبدد هذا الليل..واحــزان هذا الليل؟..ياآآآآه..الاسطر التي تنزف شجنا؟..الحبيبة التي اشرق بشروقها على قلبي فجر ما؟..أم انني اواجه نفس الريح؟..واسير مرة اخرى في نفس الطريق الذي لم اعد منه يوما؟...
خسارة!..وما اقسى طعم الخسارة!..واعود لاكرر ما اقوله دائما..كنت متوقعا الخسارة..ولكنني لم اكن اتوقع أن تكون بهذا الحجم الهائل...
نفسي التائهة..نادمة علــى الكثير ممــا فعلته بقلبــي..وجههــا مستقر في ذاكرتي..كأي جزء منها..أحبها..ولكن الايام تدهسني كل يوم..فافقد نبضا من ذاكرتــي وعاطفتــي..أتلفــت في زحـــام الاشيـــاء فلا اجد حصـــة لنفسي..اتذكرها..انها موجودة في مكان ما..بل في كل مكان..بل أن وجودها في ذاكرتي هو الامل الوحيد..استجمعها في قلبي وعقلي وروحي..فلا اجد عاطفتي...
هل تفهم يا صديقـــي ما معنــى الا يجد الانســـان عاطفته رغم انه يتنفس الحب..ويأكله ويشربه؟..هل تفهم ما معنى أن يحمل الانسان هموما بحجم الصحاري والبحار؟..وهل تفهم ما معنــى أن يكون الانسان قادما من بلاد الخراب؟..انا قــادم منها..فهل عندك الوقت لاستقبالي؟..وهل لديـك الصبر لتسمع كلماتي؟...
صديقي...
أنا نزق الوفــاء المقدس الممزوج بالدموع والآهــات..وامنيات خضراء..انا جزء يتجزء يوميا..موزعا شضايا فكره المطعون على الحقائق المدنسة..انا الصوت الذي ينزف تحديا..انا سرب من التناقضات الموغلة في الجنون..انا القالب الذي اختارته الطبيعة لتصنع به مأسـاة جديدة..انا القفزة النوعية التي حققها اليأس ذات مساء...
صديقي الرائع...
ما بين التقديــس و التدنيــس..هنـاك هـوة..هـوة عميقـة..هل جربت النظـر فيها؟..أو اليها؟..أنني ادعوك..بعد كل هذه السنوات..هل تتصور هذا؟..الى مباركة توقفي عن تقديس ما يستحق التدنيس..وتدنيس ما يستحق التقديس...
ثمة اشياء يجب أن نجربها في هذه الحياة...
مهلا!..هل فكرت جيـدا؟...
ربمـا...
أتقــول هـــذا؟...
لا!..لكــن..لكــن الأفكار تتفجر..كما تتفجر القنابل..هل نسيت؟...
ههههه...
آآآه...
كان جو الكتابة متسمما ساما..وكما هو الان..الهدف..الهدف هو ضمان بقاء الانسان..الارخص في قائمة الاشياء..وهذا يذكرني برجب..واشيلــوس..ومنيــف..رجب لم يتوقف عن التكرار..رجب لن يتوقف عن التكرار...
وسنبقى نتذكر تلك اللحظة المجنونة..كأنها تقع الان..تماما الان...
وسنضطر في النهاية..إلى إتباع طريقة رجب ذاتها..بدفع الامور إلى نهاياتها..لعل شيئا بعد ذلك يقع...
صديقي الرائع...
قليـــلا ما نلتقي..وكثـــيرا ما نلتقي..وانــت تعرف ذلك..أشياء كثيــرة تحدث..فتنفض الغبــار عن ذكريــات و عناويــن و افكـار و أحداث...
التقيت قبل فترة بمهندس ميكانيك..كان يعمل معنا في طاقة بيجي..طويل القامة..ضحل التجربة..بــارد..بكل ما يمكن أن تستوعبه كلمة بارد من معاني..المهم..تحاورنا..ثم..تجادلنا..عن حــوار الحضــارات..و تصادم الحضارات..وسحاق الحضارات..أنا من حضارة القرية..وهو من حضارة المدينة..أنا من حضارة الشجام و الشامس و الحاح..وهو من حضارة المصيص و البلي ستيشن و الصمون..وكنت استخدم الكلمات القروية الاصيلة..ورغم أنه لم يفهم أي شئ..ولكنني نصحته بضرورة أن يشعر انه رجل محظوظ لأنه على صلة مع أبناء حضارة تمتد جذورها في رحم التاريخ..وقلت له بالحرف الواحد..أن حضارة الشجام و الشامس و الحاح و خبز التنور..ما هي ألا أمتداد لحضارة آشور العظيمة..أما انتم يا أبناء المدينة..يا أصحاب الهوايات المقززة..والاهتمامات الضحلة..والافكار الشاذة..والطموحات التافهة..والاحلام المتعبة..فأنني اراكم صغارا حتى عندما اقارنكم مع أنصاف الاميين في قرانا العظيمة...
مشتاق لك أيها الطويل الفارع...وعلى ذكر الطول..وقبل يومين..حدثني شخص من بغداد..وهو مهندس ايضا..في الخمسين من العمر..يجيد النكتة..قال..أكو واحد قروي..جاي بشغلة لبغداد..فشايف شرطي المرور واقف في دورة بغداد..وبعد أن انهى عمله في بغداد..رجع الظهر..فوجد الشرطي واقفا في نفس المكان..فقال الرجل لشرطي المرور..هل أنت واقف من الصبح إلى الظهر وقفة واحدة؟..فقال الشرطي..نعم..فرفع الرجل يديه و رأسه إلى السماء داعيا..فقال الشرطي..ماذا دعوت؟..فقال الرجل..تمنيتك..(......)!
صديقي الرائع..وانا اكتب اليك..تتقافز الافكار في ذاكرتي..ليتساوى في النهاية امساكي بهذه او تلك..فكلها جميلة...
هل تتذكر ست رقية؟...
عزيزي..كنت قد كتبت عنها قصيدة..في ايام المراهقة الادبية تلك..ولكني اخفيتها عنك..اقول في احد مقاطعها...
مر عام يا رقية..
مر آبادا علي..
كنت فيها..لا اعيش..لا اموت..
بل امني القلب آمالا عجافا..
أن ستأتين الي..
واهز جذوع صبري..
علني احظى بتلك السومرية..
لك مني..
يا حبيبة كل حرف في القصيدة..
امنيات و سلام و تحية..
لغتي..انت..رقية..
وانا يوم ولدت..
ولدت في حضن قلبي العربية..
يا رقية..
انني اسكننك..والبكا يسكن في..
صديقي..بين يدي الان نص صغير..كنا قد كتبناه سوية قبل اكثر من سبعة اعوام..ايام كنا في الجامعة...
مايا تكرر دائما انني الرجل الاول الذي فجر المواهب في خلاياها..مايا تؤكد لي انني الاول..وليس ثمة آخر..مايا تثير شهية جوارحي و حواسي..مايا..بقميصها الأبيض الرقيق الذي لا يكشف الا عن كل شئ..تقتلني و تحييني في نفس الثانية..وأنا احاول أن استنسخ وجودها..واوزعه على خلايا دمي..مايا تشتعل كجهنم صغيرة..مايا تذوب كمعدن القي في بركان..مايا تصرخ..مايا تمارس حرقي الان..مايا وانا..قررنا أن نصل القمة في نفس الوقت..وبينما هي في أوج أنوثتها..كنت أنا اضيع..اضيع..واضيع كل شئ...
أتذكر عزيزي نصي المجنون..الحقد والقئ..وجسور من صرصر؟...
أتذكر قصيدة..ما بين بسطال وبيرية..التي كتبتها عنك يوم سبقتني إلى خدمة العلم عام 2003؟...
أتذكر كم كنا انقياء؟..اليوم تثقلنا اوزار الحياة..اذ جرح النهار عباءة الليل ورحلت التمنيات اليائسة من عقولنا..ورأينا الحقيقة تجسد دورها الذي خلقت له..وهكذا يوزع الله على بني البشر حظوظهم التي قد يستحقونها وقد لا يستحقونها...
أخيرا..اتركك مع ابيات جميلة..كنا نرددها في الايام الخوالي..وهى للشاعرة سعاد الشاهين...
مثل متريد رهمني..كذب وي غيرك اني ارهم
حلاوة ليل عيد الله..وطعم جمار برحيه وبعد اطعم
كفاني الشوف بعيوني..اريد بكل اديه الزم
ونيمتك على صدري..واريدك بيدي تتلملم
يمترهي وعليك ارهى..رهاوة معقد بمعصم
رسمت العالم بلوحة..ورسمتك وحدك بمرسم
ياآخر كل عناكيدي..انه بشفافك متيم
بعد يا ناس التهمك..وانه بيا ناس بعد اهتم
على يا حال تنشدني..وعلى يا مال نتألم
ابات بكربك الليلة..واموت وما عليها اندم
ترى كلبي طفل مفطوم..رجع تلميذ يتعلم
دغاوي الشاعرة التغويك..يالغاوي شوكت تفهم
اهي التفاحة لو حوا الغوت آدم؟
اخاف على السواجي اطيح..وبماي الجرف تنطم
حلال ورودي تكطعهه..وحرام بوردك آنه اشتم؟



#ضياء_حجاب_ياسين_الشرقاطي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (عليمن يا وطن تعتب عليمن ؟! )
- أصابعي..لغتي..حبيبتي


المزيد.....




- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ضياء حجاب ياسين الشرقاطي - الجحيم الذي يطاق