أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - عبد اللطيف المغربي - دستور الاتقراطية القروسطوي : حول مذكرة الاصلاحات الجامدة و المحافظة التي سيتقدم بها حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية















المزيد.....

دستور الاتقراطية القروسطوي : حول مذكرة الاصلاحات الجامدة و المحافظة التي سيتقدم بها حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية


عبد اللطيف المغربي

الحوار المتمدن-العدد: 2554 - 2009 / 2 / 11 - 07:37
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


تبدو المطالب الاصلاحية الناعمة جدا جدا التي تسرب بعضها الى الصحافة و التي يتوقع ان يتقدم بها حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في مستوى منح ما يسمى حكومة صلاحية الاقتراح ! و الحقيقة انها مجرد اصلاحات تافهة يزايد بها الحزب اللاإشتراكي على بقية الاحزاب بعد ان استشرت بين "الحزيبات" حمى الانتخابات ، هده الاصلاحات المومئ بها و التي لم تخرج بعد الى النور لا في صيغة مدكرة مفتوحة و لا مغلقة موجهة الى القصر حسب تقاليد سياستهم العتيقة ( سياسة المدكرات ) ، اثارت كثرا من اللغط حول طبيعتها و اهدافها خلال هده الفترة ، اصلاحات لم تحمل جديدا سوى انها اكثر ليونة مما كان يتبناه الحزب قبل ان يتعهر داخل مراقص النظام (المؤسسات الصورية) قبل ان يحمل حراب الليبرالية و يصفي ارث الشهيدين عمر بن جلون و بنبركة منظر الخيار الثوري ، كل الجديد هنا دلك المفهوم "التضامنيا" و الدي يدكر بترسانة المفاهيم الديماغوجية من قبيل التنتاوب التوافقي ، العمل التشاركي ،... الخ ، فعلا هده الاحزاب الاصلاحية المنخورة بالفساد و التي صارت عشا لدبابير الوصولية و الاسترزاق من كل اشكال المنبطحين و السماسرة ، اقول صارت جديرة بالشفقة اكثر منه بالاحتقار .
بنظري ان النظام ايضا يعي ان تطور الصراع الاجتماعي و السياسي بالبلد لابد سيفرض تعديلات لدستوره اللاشعبي الممنوح ، لكنه ينتظر نضج شروط تنزيل دلك و هو يبقي تلك الورقة لليوم الدي يحتاجها لامتصاص غضب الشعب . لكن كلا الطرفان مخطئان جدا لان المغاربة صاروا لا يؤمنون لا بترقيع تلك الخرقة القروسطوية و لا بجمعية تاسيسية و لا بمجلس تاسيسي للدستور و لا باستفتاء تعديلي او تاسيسي حتى، و ان كان دلك قد يفرضه الواقع الموضوعي يوما ما ، المغاربة خلال هده المرحلة يعون كيف يقوم القصر بتوجيه مجمل اللعبة السياسية و التحكم فيها و تحريك بيادق لعبتها المفضوحة يمينا و شمالا ، يعون مدى حاجة النظام الى دلك الباراشوك الدي هو المؤسسات الشكلية :مجالس برلمان حكومة مجالس محلية ، هيئات و مجالس استشارية ، لجان ....، و بالمثل من دلك يعون حاجته الى معارضة مقلمة الاظافر معارضة هجينة نصفها مخزني و نصفها الاخر لديه قابلية للتمخزن ، كونها معارضة تربت في مستنقع المهادنة و الانبطاح و القت كل راياتها و التحقت مهرولة بلا ادنة ضمانات بالنظام لتغترف من فتات ما يسرق من الشعب و لتدير ازمة النظام بعدما خانت الشعب . اقول ان استراتيجية بديلة تنمو اليوم بعيدا عن الانظار هي بالضبط النقيض الحقيقي لكل تلك الجوقة من نظام و احزابه و نقاباته و جمعياته ايضا ، لكنها تحتاج الى بعض الوقت لتنضج و لتنمو و تتبلور و لاشك انها تسير نحو هدا الاتجاه لان دلك هو منطق التاريخ و قانون حركته .
لكل هدا فنحن نقول بملئ افواهنا اننا لم نفوض احدا ليشكل لجانا باسمنا كشعب ، و لا يمثلنا اليوم احد بما في دلك الاحزاب التحريفية التي اخدت مكانها كديكور يؤثث مافيوقراطية محمد و التي يطيب للنظام القائم ان ينعب بعضها باليسار المتطرف !. و لسنا معنيين ابدا بدلك و لو من باب البراغماتية البناءة ، لكننا لسنا ابدا ضد اي اصلاحات قد تحسن من اوضاع الشعب و تمنح ابناءه مجالا للحركة الى الامام لانجار المهام الوطنية و الديمقراطية ، لكننا لسنا نثق في جدية ما هو مطروح من قبل الاحزاب البوليسية العاملة وسط مؤسسات النظام القائم و التي هي ضرورية لشغل كل فراغ قد يخيف النظام و يفسح المجال امام نمو بدائل شعبية بدات معالم بعضها بالتشكل و ان كانت في مرحلة جنينية الى حد الان . و الى ان تتبلور الاداة المعبرة عن مصالحنا و طموحاتنا كشعب مغربي نقول : لابد يوما ستتحقق سيادة الشعب و لا مناص من دلك فلا يغتر النظام ببعض الهزائم التي الحقها بنا و لا بضعف الدفاع مقابل هجومه الشرس على قوت و قوة الشعب المغربي الكادح و ليستعد جيدا لبداية انسحاب قوى الشعب -التي يخاف حتى الحديث عنها - من الهامش نحو مراكز الصراع المتقدمة و ليعلم ان حيوية الجماهير دليل على ان الاداة ستنمو و ستتطور لا محالة و ان ليس من الصعب على المناضلين المبدئيين و ان كانوا الان جيشا صغيرا مشتتا و غير منظم بما فيه الكفاية بناء حزب .. لكنهم يدركون جيدا ان هدا الحزب الدي هو حزب الشعب الحقيقي و الوحيد لا يبنى بتلك الارادوية الحالمة بل سينشأ تدريجيا و بشكل عفوي في البداية من داخل الصراع الواسع للطبقة العاملة و الفلاحين الفقراء و كدح الاحياء الشعبية و معدميها ، سيبنى تحت لهيب الصراع الطبقي الاخد في الاحتداد بشكل تدريجي و نصف واعي اولا حينما تجعل الشروط الداتية و الموضوعية من دلك شيئا ممكنا ..
انداك و انداك فقط ستنبت مخالب الشعب كاملة من الصراع ضد نقيضه ، انداك سيفهم النظام و جوقته السياسية ما الفرق بين ما تنجه و تعد له الظروف الموضوعية و ما يمكن ان تزايد به احزاب البرجوازية الرثة المتهاوية و التي تسير نحو نهايتها بفعل فيروس المخزن الدي طال جسدها المتهرل بعد زواج مجوسي كانت كل نفقاته على حساب الشعب !

اصلاحات ما اصلاحات !

لا زلنا لم نرى هده المسودة كاملة ، و على كل حال يبدو من الفقرات التي تسربت و تضمنتها مقالات بعض الصحف ان اصحابنا"الاشتراكين" جدا لا يطالبون الا ببعض فتات الاصلاحات التي تخدم مصالح محترفي السياسة من حثالة البرجوازية للتحكم بتركيبة الحكومة بما يتناسب مع مبادئ الوصولية و الزبونية و الحزبية الضيقة التي صارت كلها اعرافا تحكم ممارستهم السياسية الانتهازية . فالاتحاد الاشتراكي الحزب الجماهيري سابقا صار اليوم يغالب الاحتضار بعد ان نجح النظام في تدجينه و احتوائه و تحويله الى داخل المؤسسات في اطار ما سمي انداك بالتناوب التوافقي خلال مرحلة التحضير للانتقال البيولوجي للحكم قبيل وفاة الحسن ، و من الواضح ان مثل هده الاصلاحات التي يلتمسها هدا الحزب اليوم لا تفزع النظام كما كانت تفعل المطالب الدستورية الشهيرة المتوافق حولها بين هدا الحزب و الاحزاب التي تشكل اليوم ما يسمى اختصارا ب : تيد ، نقول انها لا تزعجه بل تسره ايما سرور خصوصا و انها تعيد تأكيد احترام الحكم الفردي لا و بل تمثل تراجعا مهولا يسمح للنظام القائم بالالتفاف حول مطالب الاصلاح الواضحة و المتقدمة و التي ستحضى لو طرحت بسند شعبي . ايضا يلاحظ استمرار هده الاحزاب بما فيه حزب الاتحاد الاشتراكي طبعا و هو المعني بنقاشنا لا زالت تؤمن بسياسة استجداء الاصلاحات مستنكفة عن دعم هده المطالب باي تعبئة شعبية للضغط على النظام و ارغامه على الاستجابة لمطالبها . و يدل هدا الاسلوب على تخوفها من احتمال فقدان اي تفاعل شعبي او حتى ضعفه و بالتالي تجاهل مطالبها من قبل الجماهير التي تعتصرها الازمة الاقتصادية اليوم اكثر من اي وقت مضى هدا من جهة و من جهة ثانية يدل هدا على ضعف ايمانها بانبثاق الدستور من الارادة الشعبية مادامت قد تجاوزت و تخلت كليا عن مطلب انتخاب مجلس تاسيسي للدستور لادخال اي تعديلات كيفما كانت على دستور الخبراء الفرنسيين دستور الحكم الفردي المطلق المغلف بشرعية الحكم الالهي المعمول به لحد اليوم . و يبدو ان الحزب يفضل سياسة الانبطاح اكثر و التعاون مع النظام القائم حتى في معارضة هدا الاخير بدلا من مواجهته . و هدا مفهوم ادا ما نظرنا الى المصالح المشتركة بينه - و الامر نفسه بالنسبة للاحزاب التي تتواجد داخل برلمان النظام او حكومته - و بين النظام القائم .
و تدل كل هده الاشياء ان سياسة الحزب ستصاب مستقبلا بمزيد من التخبط فاصحابنا المسمون اشتراكيين زورا و بهتانا يراوحون بين رفض اي اصلاح و المطالبة ببعض الاصلاحات الصورية و هو ما يفقدهم بوصلة العمل السياسي و يفضح تدبدبهم و برغماتيهم الفجة . و لم يعودوا يجيدون سوى ادارة معارك المزايدات و البروباغوندا و هو ما يؤشر على انهم سيمنون بمزيد من الهزائم بعد ان استنزف النظام شعبيتهم و عرى انتهازيتهم و ابطاحهم المخجل و خرج بعد استعماله الدرائعي لهم اكثر تماسكا و اكثر تحكما بحلقات الفعل السياسي الملتفة حوله . فهؤلاء الانتهازيون يمسون على موقف و يصبحون على اخر لكنهم على كل حال مستعدون دوما لتنفيد اي اجندة يكلفهم بها النظام بعدما فقدوا بكارتهم السياسية و تكيفوا مع مستوى الاستبداد السياسي للحكم المطلق خلال اجيال بكاملها الى حدود الان ، و اهدروا فرصتهم التي لن تعوض للبقاء الى جانب جبهة الشعب . و مع دلك فان هدا الحزب الدي لم يعد ايديولوجيا بالمرة و الدي صار يمينيا بلا ريبة يبرع اليوم في خداع نفسه لان افلاسه و سخط الشعب لن يمكنه مرة اخرى من اصطياد اي تعاطف بل كثيرا من التوجس و مزيدا من النفور و هو هنا كمن ينصب الفخ فادا به يسقط فيه ! .



#عبد_اللطيف_المغربي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بداية تفسخ الصحافة البرجوازية : حول اللغط الدائر بخصوص جريدة ...
- إفني مجددا في طليعة كفاحات الجماهير ...صمود و مواجهات و صمود ...


المزيد.....




- هل باتت الأزمة بين إسرائيل وحماس من الماضي؟
- ترامب وزيلينسكي يبحثان الدفاعات الجوية لأوكرانيا وسط تصعيد ر ...
- هل انتهت حقبة العمل عن بعد؟
- موسم اصطياف جديد مهدد في اليونان بسبب حرائق الغابات
- فيديو.. سحابة سامة قرب مدريد وتحذير من مغادرة المنازل
- ليس إرهابيا.. الكشف عن دافع منفذ هجوم الطعن في فنلندا
- حماس تسلّم الوسطاء ردّها على مقترح وقف إطلاق النار
- حرائق ضخمة تدفع السلطات إلى إخلاء قرى في محافظة اللاذقية
- قرقاش: لا مخرج من أزمات المنطقة بالحلول العسكرية
- مصادر: رد حماس على مقترح غزة -مبهم-


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - عبد اللطيف المغربي - دستور الاتقراطية القروسطوي : حول مذكرة الاصلاحات الجامدة و المحافظة التي سيتقدم بها حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية