أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجدة سلمان محمد - يوم شاق..قصة قصيرة














المزيد.....

يوم شاق..قصة قصيرة


ماجدة سلمان محمد

الحوار المتمدن-العدد: 2553 - 2009 / 2 / 10 - 08:55
المحور: الادب والفن
    


صباح ملبد بالغيوم والسماء تنثُّ بعض شجنها على رؤوسنا التي تضج بها الأفكار والأحلام والأخيلة بصمت, نمتهن الرحيل في الحواري التي تغترب بين أحجارها خطانا, زوادة من الصبر وجعبة فارغة, تنتظر الامتلاء تحت أي مسمى شرعي للكسب, وخرجنا نسعى في مناكب لا تعرفنا الوجوه فيها وندعي أننا تآلفنا معها لنخفي خيبتنا, حزين صباحنا بعيدا عن وجوه تكاد تختفي من ذواكرانا لولا الصور التي نجرها جرا إلى محيط الذاكرة, نهمس لأنفسنا (عيب واحد ينسى أهله) حين يكون كل ما يربطنا بالحاضر ألياف زجاجية لا نكاد نشعر بملمسها, انتزعت من نفسي قدرة, لأتطلع في وجهه الذي صارت عيني تهرب بعيدا عنه, تدعي الانشغال بالنملة التي تتسلق جذع حذائي الذي كان بلونها, وتتساءل كيف سيمضي بنا العمر معا؟!
تسحب الساعات الثقيلة الخطى نفسها فوق يدي التي ما فتئت تنقر كالغربان فوق لوحة بيضاء حيث تتشابك الأشكال والرموز وتدعي أنها أرقام وأبجدية وتنتهي الظهيرة, خاوية على عروش قلبي في شتاء أسقط كل ما تبقى من الأوراق التي تتشبث بأغصان آخذة بالتجرد بزخة من مطر, أحمل حقيبة اليد الكبيرة وهي تستغيث من الخواء, وأمضي استقبل الأصوات, أعلن عن تأخر موعد وصولي بسبب الطقس وسوء الأحوال الجوية وأهبط في مدرج آخر وأتسلم لوحة أخرى وانقر كالغربان فوق لوح أسود آخر, وتمضي ساعات العصر ويحل المساء وأنا هناك في الزاوية الفارغة, أصطك من البرد, تتجمد يداي ويتوقف نقر الغربان على اللوحة السوداء، أغادر تحت المطر.. يتسلل إلى عظامي ويئن معها بين لحمي ونخاعي, والحقيبة خاوية.. دينار واحد يرجع صوت الأنين, أقرع باب فارقته منذ ساعات عشر مضين, تتلقفني عيون باسمات وقبلات وأمل بالغد تحييني, أقف تحت الماء الساخن تنساب قطرات أشد سخونة من قطراته بصمت في نهاية يوم شاق آخر.



#ماجدة_سلمان_محمد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصيدة احياء بتجرد
- عيد الكل
- في الطريق الى بغداد
- قتل النساء في البصرة حتى في رأس السنة؟؟؟
- تزايد حوادث القتل بذريعة الشرف... يعد انتهاكا لحقوق الإنسان
- النزاعات المسلحة..تلقي بضلالها القاتمة على الأسرة العراقية
- البصرة وصمت الحملان
- هموم الاسرة العراقية والتحديات التي تعصف بها في الخارج


المزيد.....




- ماريانا ماسا: كيف حررت الترجمة اللغة العربية من كهوف الماضي ...
- حاتم البطيوي: سنواصل فعاليات أصيلة على نهج محمد بن عيسى
- رسومات وقراءات أدبية في -أصيلة 46- الصيفي استحضارا لإرث محمد ...
- أنجيليك كيدجو أول فنانة أفريقية تكرم في ممشى المشاهير بهوليو ...
- -حين قررت النجاة-.. زلزال روائي يضرب الذاكرة والروح
- لا خسائر رغم القصف.. حماية التراث الثقافي وسط الحرب في طهران ...
- “فعال” رابط الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية 2025 دور اول ...
- مهرجان أفينيون المسرحي الفرنسي يحتفي بالعربية ويتضامن مع فلس ...
- “برقم الجلوس والاسم فقط” الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية ...
- بعد أغنيته عن أطفال غزة.. الممثل البريطاني المصري خالد عبدال ...


المزيد.....

- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجدة سلمان محمد - يوم شاق..قصة قصيرة