أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ماجدة سلمان محمد - النزاعات المسلحة..تلقي بضلالها القاتمة على الأسرة العراقية














المزيد.....

النزاعات المسلحة..تلقي بضلالها القاتمة على الأسرة العراقية


ماجدة سلمان محمد

الحوار المتمدن-العدد: 2147 - 2008 / 1 / 1 - 09:45
المحور: المجتمع المدني
    


لم يعد المجتمع الدولي يجهل, وحتى على الإنسان البسيط ,المواطن العادي في الشارع أي كان ما تسببه ليس الحرب لوحدها بل ما تشهده الساحة العراقية من نزاعات مسلحة بين أطراف يصعب حصرها وتحديد ولاءاتها وخططها التدميرية على الساحة العراقية وما تخلفه هذه الحروب والنزاعات من دمار للموارد الاقتصادية والبنى التحتية والقدرات البشرية وهنا تشمل الطاقة البشرية شرائح المجتمع دون استثناء وبكافة الفئات العمرية فما هو اثر تلك النزاعات على الإنسان العراقي الذي أمضى عقودا في الخوض في حروب ألقت بضلالها على إنسانه الذي لا يزال يدفع ثمنها دون أن تكون له فيها ناقة ولا جمل؟ أسر تتشتت,وأطفال يتركون دون معيل أو أب يرعاهم او يخطط لمستقبلهم , واباء محتجزون او مجهولوا المصير او حتى الهوية وامهات ثكالى, وارتفاع في نسبة العنوسة والاناث وحصاد يطال كل من يسير في الشارع وأنت تسير في بغداد حتما ستطالعك تلك اللافتات التي تملأ ساحات وشوارع العاصمة بغداد، لافتات سوداء للتأبين، تدل بشكل واضح على حجم الموت الذي نزل على العراقيين وحولهم إلى أكبر بلد للموت وأبشع غابة للقتل المجاني، هؤلاء الضحايا غالبا ما يتركون خلفهم نساء وأطفال، يدفعون هم أيضا ضريبة الحرب ، ليعيشوا اليتم والفقر وامتهان لكل الأشكال الإنسانية ونساء أرامل ترتفع نسبتهن يوما بعد يوم ولا عجب أن تشكل نسبة الأرامل في العراق الأعلى في كل مناطق الصراع الدائر في مختلف أنحاء العالم ورغم انه لا توجد هناك إحصائية دقيقة بهذا الشأن ولكن وزارة شؤون المرأة سجلت أسماء 206 آلاف أرملة على الأقل في بغداد وحدها ويرجح أن الحروب التي خاضها العراق يضاف لها الانتفاضة التي حصلت خلفت ثلاثة ملايين أرملة عراقية وان صعوبة عمل الفرق التابعة للأمم المتحدة في العراق يزيد من تعسر الحصول على إحصاءات دقيقة بهذا الشأن ولكن في عرض بسيط لمجمل الخسائر اليومية للعراقيين فلو كان 50% ممن يقتل يوميا في العراق ممن كانوا في سن الزواج او هو رب لعائلة متوسط افرادها أربعة وبإجراء حسابي بسيط وحسب آخر إحصاء لعدد القتلى في العراق والذي شكل الأقل نسبة في شهر حزيران حسب تصريحات الحكومة العراقية والذي بلغ 1228ويشكل نصفهم 614 وهو عدد مهول إذا ما قيس بالرقم سنويا, تاركا العشرات من النساء الأرامل والتي تبقى بلا معيل وسط ظروف اقتصادية متردية وظروف ونفسية لم يكترث لها احد في خضم الصراع من اجل البقاء إن تزايد عدد الأرامل في العراق ينبأ بكارثة إنسانية واجتماعية كبيرة سوداء سوف تحيط بالمجتمع فما الذي يمنعه حينها من بالانهيار؟! بسبب الخلل الاجتماعي, فالعنف في العراق بات يمثل التهديد ليس لحاضر العراق وحسب، وإنما لمستقبله. إذ أصبح هناك جيلا كاملا أغلب أبنائه بدون آباء،الذي يولد لدينا حالة من الفراغ الأبوي لدى أغلب الأسر، فكيف نتوقع أن يعيش هؤلاء الأبناء في ظل غياب قانون الدولة وانتشار المليشيات التي تدفع بسخاء لمنتسبيها وفي الجانب الآخر العوز الاقتصادي الذي تعانيه الأسر الفاقدة لمن يعيلها فما الذي يمنع الأبناء من الانخراط في صفوفها وخصوصا مع انتشار ثقافة (كلمن يموت ابيومه بين العراقيين ) (ومنو أبو باجر ) وغياب قانون الأسرة متمثلا بالأب ,وغياب جزئي لدور المدرسة التي تشكل ثقلا تربويا مما سيولّد حالة كبرى من الفراغ التربوي في مجتمع منفتح على كل السلبيات التي تخلفها الحروب والرغبة في الانتقام، مع الانقلاب الحاصل في المفاهيم الاجتماعية وتعدد المرجعيات الاجتماعية والدينية وعدم نضجها إننا اليوم نعيش حالة عنف ربما ليس هناك من يريدها أو يرغب بها، وغالبا ما نقول إن أسبابها خارجية ولكننا لن نستطيع إيقاف تأثيراتها السلبية التي ستلقي بل ألقت بظلالها على المجتمع العراقي نساءا ورجالا وأطفالا وشبابا وسنكون مستقبلا أمام حالة أخرى، سيكون لدينا جيل يمارس العنف لأنه تعايش معه وكان أحد ضحاياه، فكيف نوقف هذا التدهور والتدحرج الذي يشهده مجتمع بأكمله؟!ما لم نمد أيدينا لبعضنا لمساعدة بعضنا الآخر على النهوض من هذه الكبوة ,ونبارك كل جهد ونحتضنه للخروج من دائرة الظلام هذه ,مهما كان صغيرا فركضة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة.



#ماجدة_سلمان_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البصرة وصمت الحملان
- هموم الاسرة العراقية والتحديات التي تعصف بها في الخارج


المزيد.....




- رئيس لجنة الميثاق العربي يشيد بمنظومة حقوق الإنسان في البحري ...
- بعد تقرير كولونا بشأن الحيادية في الأونروا.. برلين تعلن استئ ...
- ضرب واعتقالات في مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في جامعات أمريكية ...
- ألمانيا تعتزم استئناف تعاونها مع الأونروا في غزة
- تفاصيل قانون بريطاني جديد يمهّد لترحيل اللاجئين إلى رواندا
- بعد 200 يوم من بدء الحرب على غزة.. مخاوف النازحين في رفح تتص ...
- ألمانيا تعتزم استئناف تعاونها مع الأونروا في قطاع غزة
- العفو الدولية تحذر: النظام العالمي مهدد بالانهيار
- الخارجية الروسية: لا خطط لزيارة الأمين العام للأمم المتحدة إ ...
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي بتهمة تلقيه رشى


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ماجدة سلمان محمد - النزاعات المسلحة..تلقي بضلالها القاتمة على الأسرة العراقية