أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - شهاب المغربي - دماء غزة .... ما ثمنها ؟















المزيد.....

دماء غزة .... ما ثمنها ؟


شهاب المغربي

الحوار المتمدن-العدد: 2537 - 2009 / 1 / 25 - 01:54
المحور: كتابات ساخرة
    


تكلم مساء يوم 21/1/09 خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس ،و بدأ كلامه كالمعتاد كما لو كان خطيب جمعة فتتالت الآيات و الدعوات ، من شاكلة اصبروا و صابروا و اتقوا الله ،،و الوعد بجنات عرضها السماوات و الأرض ، و هذا ما درج عليه قادة حماس الذين يخلطون الدين بالسياسة ،و يخدعون الناس بالشعارات الدينية لإضفاء الشرعية المقدسة على كلامهم .

و مثلما كان متوقعا أعلن الانتصار في معركة غزة معتبرا إياها معركة فاصلة و فارقة ، و شبهها بمعارك ستالينغراد و لندن خلال الحرب العالمية الثانية ، و ذهبت به المبالغة بعيدا إلى حد اعتبار أنها مثلت أول نصر حقيقي للشعب العربي الفلسطيني فوق أرضه، و لم يتلفظ بكلمة واحدة تشتم منها رائحة نقد بسيط أو إشارة إلى تقصير أو خطا و لو جزئي .

و بدا متحيزا للفصيل الذي ينتمي إليه ،و نفخ في صورته ،معتبرا انه أصبح يختصر المقاومة بأكملها ، و بينما نطق اسم كتائب القسام بطلاقة ، تلعثم في نطق اسم كتائب شهداء الأقصى .

كان مشعل خلال كلمته محاكيا لنصر الله في إعلان انتصاره غداة معركة تموز 2006، ومثلما وعد نصر الله اللبنانيين من ضحايا تلك الحرب التدميرية التي شنها الكيان الصهيوني المجرم بالمال السخي القادم من إيران الملالي ، نسج مشعل على منواله و في ذهنه المال القادم خاصة من إمارة قطر فضلا عن إيران و غيرها و لكن إذا كان نصر الله في ذلك الوقت قد أعطى أرقاما تفصيلية ، فان مشعل اكتفى بإشارات عامة بسبب جهله لقيمة ما سيدفع لمنظمته ، بالنظر إلى اللغط الحاصل حول الجهة الفلسطينية التي ستوضع في يدها تلك الأموال .

ركز مشعل في كلمته على وجوب منح تلك الأموال إلى حماس حصرا ، و لما اسماه أخي رئيس الحكومة الشرعية إسماعيل هنية ، و أشهر نظافة يد فصيله و وصف جماعة عباس و السلطة في الضفة بالفاسدين و شبههم بسلطة فيشي في فرنسا أيام الحكم النازي ، بل طالب الضفة بالثورة على عباس ، أي انه لعب على الوتر الأخلاقي في الصراع بين سلطتي عباس و حماس بهدف الاستئثار بالأموال و الهبات .

لقد كانت هذه هي النقطة المحورية في كلمة مشعل ، فبعد أن سكتت المدافع و انقشع غبار المعركة ، بدأ موسم حصاد المال و المتاجرة بعذابات آلاف الشهداء و الجرحى و مئات الآلاف من المنكوبين ، إنها اللعبة القديمة التي اكتوى بنارها الشعب العربي الفلسطيني منذ زمن بعيد ، عندما تشكلت منظمة التحرير و تأسس ما سمي بالصندوق القومي بقرار من الأنظمة العربية التي دفعت المال لشراء الذمم ، و التأثير في مجرى المقاومة وصولا إلى تشكيل منظمات و فصائل حسب الطلب ، إنها مرة أخرى لعنة البتر ودولار، لعنة البيع و الشراء و من يدفع لا يدفع بطبيعة الحال لوجه الله ،و إنما لوجه المصلحة السياسية.


أثنى مشعل على قسم من الرجعية العربية و خاصة على هؤلاء الذين اجتمعوا في الدوحة و اعتبر أن تلك القمة قد انتصرت لغزة و لم يستثن قمة الكويت من ذلك ، قال هذا و عينه على المال الذي تضخه قطر و إيران بشكل خاص، و بطبيعة الحال فان لسانه خرس طويلا و لا يزال إزاء جرائم إيران في حق العرب و خاصة ما قامت به من أدوار مشبوهة في العراق إلى جانب الصهاينة و الامبرياليين الأمريكيين ، إضافة لاحتلالها للجزر العربية الثلاث و قمعها الدموي للانتفاضة العربية في الأحواز، و جبن حزبها الإلهي في لبنان الذي لم يطلق رصاصة واحدة خلال محرقة غزة بل كان الحارس الأمين لحدود لبنان مع فلسطين ، كما أن ذلك اللسان أصيب طويلا بالخرس و لا يزال تجاه جرائم إمارة قطر القروسطية التي تحتفظ بعلاقات مميزة مع الكيان الصهيوني ، و يقيم الأمريكيون فيها إحدى أكبر قواعدهم العسكرية .

يسيل الآن لعاب حماس و سلطة عباس لمليارات الدولارات التي وعدت بها الرجعيات العربية و الفارسية و الأوربية ، و المعركة حامية بين هذين الطرفين الرجعيين حول من سيفوز بالغنيمة، و تنقل الفضائيات و صفحات الانترنت صورا معبرة عنها ، إنها المتاجرة بدماء غزة ، دماء حوالي سبعة آلاف ضحية بين شهداء و جرحى عدا عن مئات آلاف المشردين المنكوبين .

سرحت الآلة العسكرية الصهيونية و مرحت لأيام في غزة ، استعملت شتى أنواع أسلحة التدمير بما فيها تلك المحرمة دوليا ، و استهدفت رئيسيا المدنيين ، بينما حافظت جوهريا على الجسم العسكري و السياسي لحماس سليما ، كان بإمكانها دخول غزة و بسط نفوذها على القطاع مجددا ، و اعتقال قادة حماس أو قتلهم و لكنها لم تفعل ، ترى ما السبب ؟

إن تحليلا بسيطا لمجرى الأحداث ، و النظر إليها ضمن مسار تطور المواجهة بين الأمة العربية من جهة و الامبريالية و الصهيونية و الرجعية من جهة ثانية ، يبين لنا أن الكيان الصهيوني المجرم الذي كان في الأصل وراء نشأة حماس والسلطة الفلسطينية على حد السواء، ما زال في حاجة ماسة إلى هذه الكيانات التي تشد نضال الشعب العربي الفلسطيني إلى الوراء ، و تمنعه من التطور على شاكلة حروب التحرير الشعبية الظافرة التي عرفتها بلدان مثل الصين و فيتنام و نيبال، هذا هو بيت القصيد و ما عداه تهريج لا طائل منه ، يمكن لمشعل أن يصيح مثلما صاح قبله الشيخ نصر الله و هو يجلس على عظام و أشلاء الشهداء ، و من حوله عويل اليتامى و الثكالى و الجرحى : لقد انتصرنا ، يا أهلنا لقد انتصرنا ،،،، انه مشهد سريالي ، يأتي احدهم إلى بيتك فيعبث بكل ما فيه و يهده على راسك و يقتل أبناءك و زوجتك ، و يأخذ بعض أقاربك رهائن لديه ثم يقفل راجعا من حيث أتي ، بل ربما خيم على بعد مئات الأمتار منك و راح يرقبك بخبث و أنت تصيح لقد انتصرت ، لقد انتصرت . هذا هو واقع الحال فعن أي نصر الهي يتحدثون ؟ انها هستيريا الانتصارات الكاذبة التي اكتوت بها الأمة العربية جراء الديماغوجيا التي يتفنن في إخراجها حاليا الظلاميون الدينيون، الذين يسوقون الجماهير إلى المحرقة و هو يهللون و يكبرون لانتصاراتهم الإلهية غير المسبوقة .

العرب الفلسطينيون تتنازع قيادتهم الآن قوتان رجعيتان واحدة إقطاعية تمثلها حماس، و الأخرى برجوازية كمبراودورية تمثلها سلطة عباس، و بين هذين القطبين تراوح منظمات البرجوازية الصغيرة الفلسطينية بين الولاء و التذيل و التبعية لهذا أو ذاك ،و الغائب الأكبر هو البديل البروليتاري الثوري ، الذي بإمكانه قيادة معركة التحرر الوطني الديمقراطي إلى النصر، وإذا كان هذا البديل مفقودا الآن فانه لن يظل غائبا ابد الآبدين ، سيطول الصراع العربي الصهيوني ، و سيتخذ أشكالا مختلفة من التنظيم و التفكير و المواجهة ، قبل أن يصل في نهاية المطاف إلى شق طريقه نحو الحل الفعلي ، ضمن نضال الأمة العربية العام ضد أعدائها ، و عندها فان الامبرياليين سيبدون كنمور من ورق أمام الانتصارات الحقيقية، و ستذكر الجماهير الظافرة الانتصارات الوهمية بقدر غير قليل من السخرية .



#شهاب_المغربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حيث هناك اضطهاد هناك مقاومة ! ردا على مقال : ما هي الصلة بين ...
- مملكة الظلام الوهابية السعودية
- الليبراليون الواقعيون و الماركسيون الطوباويون
- ليبراليون قولا و فاشيون فعلا
- سمير القنطار و دلال المغربي شابان عربيان يلعبان بالشهب


المزيد.....




- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - شهاب المغربي - دماء غزة .... ما ثمنها ؟