أماني أبو رحمة
الحوار المتمدن-العدد: 2535 - 2009 / 1 / 23 - 03:49
المحور:
القضية الفلسطينية
تحاول المؤسسة الإسرائيلية العسكرية والأمنية الاستمرار في إقناع جمهورها الذي ما عاد مستعدا لدفع عملة الحياة الثمينة مقابل الأرض بأن "الفلسطينيين عدو جامح متجدد وقوي"، يتربص بهم! "إن لم ندمرهم فإنهم سوف يدمروننا", بحيث يتقبلون في السر والعلن منطق الترانسفير والتصفية، ويكونون جاهزين تماما للتخلي عن بقايا أعقابهم الأخلاقية .
في حربها الأخيرة على غزة عملت إسرائيل على الإرتفاع بمستوى العنف إلى درجات غير مسبوقة, وأخرجت الصهيونية الجديدة من داخل الإسرائيليين كل ما هو عدائي حين تمكنت من شرعنة مثل تلك الجرائم أمام شعبها وهو أمر عجزت عنه أقسى المجتمعات وأكثرها عنفا وهمجية .
ولكن ماذا جنت إسرائيل ؟
الصهيونية" القديمة" منحت التعبير التوراتي " تذكر ما فعله بك عماليك" بعداً تربويا وتحذيرياً، بحيث أصبح عنصراً مؤسساً للهوية الجماعية الإسرائيلية، صار فيها كل "اخر " ينظر إليه على انه "عماليك". وهاهو التعبير يسير عبر التاريخ, تمكنت بمساعدته من تسويغ جرائم الإبادة والاجتثاث والطرد لكل "آخر" يهدد حدودها أو استعلائها العرقي الذي التزمت به.
اليوم, تواصل الصهيونية" الجديدة" صناعة "عماليك الإسرائيلي" لنفس الأغراض.
وفي مقابله خلق جيل من الأطفال الفلسطينيين والعرب والمسلمين تربى على أن : "يتذكر.. ما فعله به "عماليك" الإسرائيلي!!"
#أماني_أبو_رحمة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟