أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف - اذار/ نيسان 2004 - مرور عام على الغزو/ الاحتلال الأمريكي للعراق وانهيار النظام البعثي الدكتاتوري - أبو مسلم الحيدر - لماذا غزو العراق؟















المزيد.....

لماذا غزو العراق؟


أبو مسلم الحيدر

الحوار المتمدن-العدد: 774 - 2004 / 3 / 15 - 03:27
المحور: ملف - اذار/ نيسان 2004 - مرور عام على الغزو/ الاحتلال الأمريكي للعراق وانهيار النظام البعثي الدكتاتوري
    


في مثل هذا الوقت من العام الماضي كان جميع من في العالم مقتنعاً تماماً إن فترة الحكم العفلقي- الصدامي قد وصلت إلى نهايتها المحتومة والتي لا رجعة فيها. كان العالم في حينها منقسماً وبشكل لم يسبق له مثيل(وحتى في فترة الحرب الباردة) بين مؤيد لأزالة النظام الأجرامي بالطرق العسكرية وبين من لا يؤيد ذلك ولكن لم يجرؤ أحداً على القول بإن النظام هو نظام حكم قابل للأصلاح. كانت حجج من أرادوا عدم إستخدام الوسيلة العسكرية لأزاحة ذلك العفن الذي عشعش في الأرض العراقية حجج واهية وضعيفة وكان حاديها في تلك الأقاويل هي مصالحها الضيقة بعيداً عن مصلحة أبناء العراق الذين رزحوا تحت سيف الجلاد منذ العام 1963. كانوا من أقوام وأفكار وبلدان وأجناس شتى. ولكنهم جميعاً كانوا موحدين في هدف واحد ألا وهو بذل قصارى الجهد لأبقاء هذا الحجر الكبير الجاثم على صدور أبناء الأمة العراقية. منهم من كان يريد لهذا النظام المسخ أن يبقى لفائدته الشخصية ( وكوبونات النفط خير شاهد على ذلك) ومنهم من كان يريد له البقاء لأنه كان يخشى أن يفقد المكاسب الأقتصادية التي جنتها بلاده وشركاتها من وجوده (كفرنسا وروسيا التي لا زالت تحلم بإعادة أمجاد روسيا القيصرية أو الأتحاد السوفياتي) أو خوفا من الهيمنة الأمريكية المطلقة على القرار الدولي (فرنسا وألمانيا وروسيا) ومنهم من كان قد وجد في العراق سوقاً رائجة لبضائعه (كأيران وتركيا ) ومنهم من كان ينظر الى العراق كإمتداد لعمقه الفكري (البعث السوري والقوميين العرب) ومنهم من كان ينظر لحكم القبيلة والطائفة العفلقي –الصدامي على إنه صمام الأمان وحامي البوابة الشرقية من الغزو الشيعي (السعودية ودول الخليج) ومنهم من كان ينظر الى هذه العصابة المجرمة على إنها الدجاجة التي تبيض لهم ذهبا (كالأردن وتركيا) ومنهم من له أكثر من سبب مما ذكرنا وغيرها. تعددت الأسباب ولكن الموقف واحد هو معارضة إسقاط عصابة الأرهاب هذه.
في الجانب الآخر، كانت هناك أحزاب وحركات ومجاميع وشخصيات أبناء العراق النجباء الذين كانوا على قناعة تامة بإنه ليس هناك من وسيلة أخرى لتحرير أبناء العراق من هذا الأجرام إلا الوسيلة العسكرية وذلك من معرفتهم للطبيعة الأجرامية والأرهابية والطرق الملتوية والغير شريفة التي كان يستعملها المجرم صدام وعصابته للبقاء في الحكم. وقد أكدوا ذلك في مؤتمر لندن. كان في هذا الجانب أيضا كل من الأدارة الأمريكية والحكومات البريطانية والأسبانية والأسترالية. وهؤلاء أيضاً كانوا يريدون التخلص من هذا النظام ولكن ليس حباً بالعراقيين والعراق وإنما لمصالح بلدانهم وشعوبهم. وكل الأطراف لها الحق في إختيار ما تراه مناسباً لها.
ما هي المصلحة الأمريكية في تجهيز هذا الكم الهائل من الجنود والمعدات وخسارة الترليونات من الدولارات وزيادة البطالة (التي يرافقها أرتفاع معدلات الجريمة واللاإستقرار الأجتماعي)؟؟
بعد أحداث 11 سبتمبر عام 2001 أصبح مؤكدا لدهاقنة السياسة الأمريكية إن المنظمات الأرهابية (التي لم تكن بعيدة في إنشائها عن اليد الأمريكية لمجابهة الأتحاد السوفيتي وكذلك لأشاعة عدم الأستقرار في منطقة الشرق الأوسط) إن هذه المنضمات قد تجاوزت الحدود المسموح بها وإنها أصبحت خطرا يهدد الأمن الأمريكي الداخلي. لذلك أصبح التفكير بإتجاه القضاء عليها نهائياً. ومن المعروف للمراقب (وبالأحرى أن يكون معروفا لمن صنّع هذه المجاميع) إن مركز التكوين والأنشاء والتجهيز البشري والتدريب والتمويل والتخطيط هي المنطقة العربية. ولأجتثاث هذه المنظمات الأرهابية يجب أن يتم السيطرة الكاملة ووضع اليد المطلق على مراكز التجهيز بالعدة والعدد خصوصاً وإن هؤلاء المخططين قد لاحظوا إن عملية ضرب رأس الهرم القيادي وتخريب مواقعه في أفغانستان ليست ذات فعالية كبيرة في القضاء على هذه التجمعات مازال مركز الأنتاج لم يتأثر. وقد عرفوا أيضاً إنه حتى لو تم القضاء على القيادات الحالية لهذه الفئات الأرهابية فإنه مؤكدا يظهر قادة جدد لهم القابيلية نفسها بل وربما أكثر قابلية على إعادة العمل وقد يكون بفعالية أكثر. وهذا ما عزز من ضرورة أن يتم العمل على الوصول الى مناطق الأنتاج والتجهيز هذه ووضعها تحت السيطرة التامة. ولكن الوقت ليس وقت الأستعمار العسكري والسيطرة المباشرة. إذن كيف السبيل الى ذلك؟
وجاء الجواب من كهنة السياسة الأمريكية ومفكريها. أن يتم تغيير الطبيعة السياسية للمنطقة وأن يكون العمل على إنشاء حكومات تتميز بالشفافية ليكون كل شيء واضحاً للعيان ولا يحتاج إلى عناء كبير لمعرفة الأمور. والشفافية في الحكم من غير الممكن أن تكون إلا في نظام يخضع للمراقبة والحساب الشعبي وهذا يعني الديمقراطية. ولأجل أن تكون الديمقراطية ومفاهيمها الجديدة مقبولة وجذابة لأبناء المنطقة الذين ما عرفوا ولا رئوا لها وجوداً في واقعهم السياسي والأجتماعي ولا في الأفكار أو الممارسات الحزبية في المنطقة، فإنه من الضروري أن يكون هناك نموذجاً لعرضه على أبناء المنطقة. وبدأ العمل بهذا الأتجاه فبدأت الخطط تُجهّز والعمليات تُعّد وبدأ ت التهيئة لمثل هذا العمل وبدأ الجيش يستعد لتنفيذ المهمة.
المعضلة الأخرى هي إختيار موقع العرض. وهذا لا يحتاج الى كثير جهد ووقت أو البحث عن حجج فكل شيء جاهز فيما لو تم أختيار العراق، فهو البقعة الأفضل خصوصاً وإن تجربة قريبة لما يُراد عرضه موجودة على جزءٍ منه (منطقة كردستان العراق) ولكنها لم تكن واضحة جداً لأبناء الشرق الأوسط لأنها لم تكن على أرض بلد كامل (متكامل) بل هي على جزء منه وهي أيضاً ليست بذلك المستوى المطلوب، فهذه المنطقة وبالرغم من كونها جزءاً من بلد فإنها أيضاً تعاني التجزئة الذاتية بين ما يشبه الحكومتين مما أدى ألى جعلها أصغر كثيراً من أن تتم ملاحضتها. إن جعل العراق نموذجاً لأبناء المنطقة ودرساً لحكامها المستبدين سوف لن يحتاج الى وقت كبير وذلك لكون العصابة المسيطرة على مقدرات الشعب العراقي وعلى رقاب أبائه قد أصبحت النظرة لها على إنها عصابة لا تحترم إلتزاما دوليا ولا أقليميا وهي تتلاعب وتراوغ في إستجابتها للقرارات الدولية وقد تم الأستفادة أيضا من معانات أبناء الأمة العراقية بسبب إرهاب عصابة السلطة وكذلك من وجود مجاميع وأحزاب عراقية مناهظة ومعارضة ومنظمة، تم الأستفادة من هذه العوامل الثلاثة في البدأ بعمليات التعبئة والأعلام لتنفيذ هذا الجزء من العملية. وبدأ التنفيذ، العراق يوافق .. ثم ..العراق يرفض، العراق يخفي.. العراق يُظهر ، العراق يُنتج العراق يدمر، العراق يخالف..العراق يماطل.. العراق لا يتجاوب.. العراق يتجسس.. العراق يرفض.. ويرفض ويرفض ويُزاح النظام. وهذا ما كان يتمناه العراقيات والعراقيون في كل الأرض العراقية الطاهرة. وأستبشر العراقيون خيراً بذلك.
ولكن.. ليس الأمريكان وحلفائهم وحدهم القادرون على التفكير ورسم الخطط وتنفيذها. الأطراف الأخرى أيضاً لها القدرة على ذلك. وتفتق تفكير هذه العصابات ومراكز إنتاجها ورعايتها وتجهيزها، وعرفوا بأنهم هم المقصودون وليس عضوا واحدا فقط من أعضاء النادي. فراحوا يجمعون قواهم ويعملون على إعاقة تنفيذ المخطط الأمريكي- البريطاني وذلك بإشاعة اللا إستقرار والخوف والقتل ومحاولة بث روح التناحر بين العراقيين. وهم أيضاً لهم وسائلهم الأعلامية (الجزيرة، العربية...) وكتابهم أمثال (عبد البعثي دولار- العروف بأسم عبد الباري عطوان) ومفكري السلفية وأتباع إبن تيمية ومجاهدي الأسلام الوهابي وعباقرة الوحدة العربية والصمود الثوري. وراح هؤلاء يحاولون جاهدين لعرقلة إنجاح هذا العرض. وراحوا يحاولون منازلة الأمريكان في العراق ولكن ليس بقتل الجنود الأمريكان بل بقتل العراقيين الأبرياء الذين أستبشروا خيرا بإزاحة كابوس الأرهاب والدمية عنهم.
ولكن العبقرية السياسية الأمريكية لم تقف منتظرة أن يتم إنجاح هذا النموذج الجديد (والذي حتما سينجح لأنه منطبق مع آمال أبناء العراق) في المنطقة والذي حتماً سيروق لجميع المظطهدين فيها والمبتلين بحكومات قبلية أو طائفية أو حكومات الحزب الواحد والتي تجمعها جميعا صفة الأستبداد والدكتاتورية وتوريث الحكم من الأباء الى الأبناء. لم تتوقف الخطة الأمريكية بإنتظار إستقرار الأمور في العراق وظهور النموذج الجديد من تحت الرماد بل ذهبت خطوة أبعد الى الأمام وأعلنت عما يسمى بـ" مشروع الشرق الأوسط الكبير " الذي جعل إستبداديي هذه المنطقة يتخبطون ولا يدرون ماذا يفعلون. فما حاولوا إجهاظه في العراق قد وصل الآن الى مخابئهم وبدأت الشعوب تطالب بالأصلاح وعلناً (سوريا، السعودية، مصر، ليبيا،.....) وأصبحت صورة إخراج أحد أعضاء ناديهم (نادي عمروا موسى) من جحر الفئران تقظ مضاجعهم وهم بإنتظار إن يأتي يوم عليهم ليكونوا كما أصبح ذلك العضو الفعال ...وليس من فرار ...



#أبو_مسلم_الحيدر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لضمان مستقبل الأمة العراقية(7)...رجل الدين...القداسة والسياس ...
- لضمان مستقبل الأمة العراقية (4) المرأة .... مشيدة الحياة وما ...
- لضمان مستقبل الأمة العراقية (1) الحد من سوريا - البعث - مركز ...
- إلى نضال حمد.... من هم بنات آوى؟


المزيد.....




- وزير خارجية الإمارات يعلق على فيديو سابق له حذر فيه من الإره ...
- سموتريتش لنتيناهو: إذا قررتم رفع الراية البيضاء والتراجع عن ...
- DW تتحقق - هل خفّف بايدن العقوبات المفروضة على إيران؟
- دعوة الجامعات الألمانية للتدقيق في المشاريع مع الصين بعد مز ...
- الدفاع الروسية تعلن ضرب 3 مطارات عسكرية أوكرانية والقضاء على ...
- -700 متر قماش-.. العراق يدخل موسوعة -غينيس- بأكبر دشداشة في ...
- رئيس الأركان الإسرائيلي يصادق على خطط المراحل القادمة من حرب ...
- زاخاروفا: روسيا لن تساوم على أراضيها الجديدة
- اكتشاف ظاهرة -ثورية- يمكن أن تحل لغزا عمره 80 عاما
- بري عقب لقائه سيجورنيه: متمسكون بتطبيق القرار 1701 وبانتظار ...


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف - اذار/ نيسان 2004 - مرور عام على الغزو/ الاحتلال الأمريكي للعراق وانهيار النظام البعثي الدكتاتوري - أبو مسلم الحيدر - لماذا غزو العراق؟