أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - أبو مسلم الحيدر - إلى نضال حمد.... من هم بنات آوى؟















المزيد.....

إلى نضال حمد.... من هم بنات آوى؟


أبو مسلم الحيدر

الحوار المتمدن-العدد: 360 - 2003 / 1 / 6 - 03:53
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    



 
سيدي العزيز... إن الذي دفعني للكتابة هذه المرة هو لأشكرك على التغيير اللافت للنظر في موقفك من النظام الصدامي الجاثم على أرض العراق إذ تجرأت (في مقالتك التي أسميتها بنات آوى والتي نشرتها في كتابات) وقلت له إن عليه التغيير باتجاه الديمقراطية (ديمقراطية صدامية على ما أظن لأنك تريده هو أن يقود عملية التغيير)، وشكراً لك أيضاً لأنك طلبت – وبخجل شديد- من القيادة العراقية! إراحة العراقيين من الحروب التي أتعبتهم كثيراً (كالمستجير من الرمضاء بالنار). وأكتب أيضاًلأوضح لك بعض ما وقعت فيه من تجاوزات عليًّ وعلى الآخرين.
إبتادءاًً، أنا ما كتبت مقالتي الأولى للرد والتهجم عليك، ولكني كتبتها من باب تعريفكم – والسادة الأفاضل الآخرين- على واقع العراق في ضل نظام إرهابي، تعسفي ومن باب أبناء مكة أدرى بشعابها، وأنا عراقي أبن العراق وقد عانيت ما عانيت من سجن وتعذيب (لم يره أي فلسطيني على أيدي سجانيه). وفي الحقيقة فإن تعليقاتي على مقالتكم (الحروب النفسية على العراقيين) وعلى مقالات السادة الأفاضل – عبد العزيز الرنتيسي وسعد الدين الشاذلي وأد ورد سعيد- لم تكن من باب منعهم عن الكتابة عن العراق أو من باب تعنيفهم على ذلك، ولكن هي دعوة لك ولهم لفهم الواقع العراقي قبل الكتابة عنه. والحقيقة فإن الألم يعتصر قلبي حينما أقرأ مقالة لكاتب أو مفكر أو ثائر عربي، نحترمه ونقدره وننظر له نظرةً ملئها الإحساس بالأخوة والمصير المشترك لأنه نذر نفسه للدفاع عن شعبه ولأنه يسعى لبناء وطن آمن لأبناء بلده ولأنه يريد لهم أن يعيشوا بحرية وكرامة، ننظر له واحداً منا لأننا نسعى إلى ما يسعى له، لكنه عندما يكتب عن القضية العراقية يتنازل عن كل هذا ولا يريد للعراقيين إلاّ العيش تحت رحمة جلادهم وقاتلهم وهادر كرامتهم وإنسانيتهم وهاتك أعراضهم ومدمر بلادهم، والمؤلم إن هؤلاء المفكرين لا يريدون أن يسمعوا أبناء العراق حين يقولون لهم الحقائق بل يصدقون وينجرفون وراء الخطب الرنانة والشعارات الزائفة واللامنطقية التي يطلقها من سام أبناء شعبه سوء العذاب. لقد طلبت منك أيها السيد المهذب أن تصغي لما يقوله العراقيون ورجوتك والآخرين أن لا تكونوا (بقصد أو غير قصد) أبواقاً لتبرير فعل الجزار، طلبت منك ومن الآخرين أن لا تنكروا علينا عيشاً بكرامة وإنسانية، كما تريدونها لأنفسكم، طلبت منكم أنا ومن كتب لكم من إخوتي العراقيين وغير العراقيين (وأشكر شكراً جزيلاً الأستاذ مصطفى شلتوت عضو مجلس الشعب المصري –الذي أدرك الحقيقة وجاهر بها وطالب بإصدار فتوى شرعية بإهدار دم المجرم صدام ومحاكمته غيابياً كمجرم حرب) أن تنظروا للعراق كوطن للعراقيين وليس إمارةً لصدام وعصابته، طلبنا منكم - وبأدب وإحترام- أن تقولوا قولة حق في ما عاناه العراقيون أو أن تصمتوا، فإن لم تعرفوا الحقائق أصمتوا، وأُعيذكم بالله أن تكونوا من صنف (لا يعلم ويعلم إنه لا يعلم )، فأن كنتم من هذا الصنف فاجْتِنابِِكُمُ أولى كما قال سيدي ومولاي أمير المؤمنين أبو الحسنين علي بن أبي طالب عليه وعلى آبائه وأبنائه سلام من الله ورحمة وبركات، لأن غايتنا ليس المهاترات والملاسنات، إن ما نسعى إليه هو الحفاظ على ما بيننا من أواصر الأخوة والمودة، فنحن ( والله على ما أقول شهيد) نريدكم أن تَضَلّوا اخوة لنا نشد أزركم وتشدون أزرنا وأن تكونوا معنا عوناً على من هتك حُرَمنا، ومزق بلدنا وأيتم أطفالنا ورمّلّ نسائنا وزرع الفتن بنا وأحرق أرضنا وأزهق أرواحنا وجلب لنا عدوكم وعدونا وشوه تفكيركم وأذلكم وأذلنا. فنحن لا نريدكم إلا كما تريدوننا، اخوة يتألم كل منا لألم الآخر ويفرح لفرحه وينظر بعين أخيه لا بعين عدوه.
العراق يا سيدي الجليل شعب وليس أرضاً شعب قاسى ما لم يقاسه شعب على مر التأريخ، شعب حكمه جلاد ليس له رادع يردعه ولا وازع يمنعه من فعل أي شيء، شعب الذي يعارض القائد فيه لا يُحكم بالإعدام بل يقطّع أشلاءاً وهو حي أو يرمى إلى الكلاب المسعورة لتنهش لحمه حياً. وأراك تتباهى حين تذكر إن الأستشهاديين الفلسطينيين يكتبون أسمائهم الصريحة وينفذون عملياتهم بأسمائهم ولم تدري ما السبب الذي يمنع العراقيين من فعل نفس الشيء ( فالفلسطينيون ليسوا أكثر شجاعة من العراقيين ) – لهذا دَعَوْتَكَ والآخرين إلى دراسة واقع الشعب العراقي بعين الباحث عن الحقيقة- إن ما يمنع العراقيين من فعل هذا هو الحفاظ على العِرض وأراح الآخرين من الصغار والكبار، يا سيدي العزيز، إن صدام وعصابته يعتدون على أعراض من يعاندهم أو يعارضهم أو من يشكّون بولائه لهم، فهل عمل بكم الإسرائيليون هذا، عندكم في فلسطين أكثر ما يفعلونه بعائلة الاستشهادي( الذي يفجّرّ نفسه ويقتل ما يقتل) هو تفجير بيته وتهجير أهله إلى غزه ( وهذا ما لا نرضاه) أما في العراق فإن من يتزاحم مع شرطي أمن على ركوب الباص ( ووالله من غير أن يعرف إنه شرطي أمن) سيتم أخذه إلى أماكن (ستكون متاحف في القريب العاجل لتكون شاهداً على عصر من أكثر عصور البشرية اسوداداً وسنطلب منك زيارتهاإنشاء الله) تفوح منها رائحة اللحوم البشرية المشوية ورائحة الدم ولا تسمع فيها إلى أصوات زئير وفحيح ( المحققين – الجلادين) وأصوات آلات التعذيب المختلفة وأنات الذين لم يموتوا بعد، هذه مجرد المقدمة، ثم يأتي الدور الآن إلى العائلة، يأتون بأفراد العائلة جميعاً، والأقارب حتى الدرجة الخامسة، يذبحون الطفل الرضيع أمام ناضري ذويه وأهله، ويذبحون الأكبر، ثم الأكبر، ثمـ...... يأتي دور النساء ( حتى الأطفال الإناث) ويأتي دور الأغـ....تـ.....صـ.....ا.....ب واحدة تلو الأخرى وأبناء القائد النجباء يتضاحكون ويتبارون للتباهي أمام القائد بالوصول إلى الأرقام القياسية التي لا سقف لها، والتعذيب مستمر وتقطيع اللحوم بالسكين والمقص وخلع الأظافر والكي بالمكواة والكهرباء مستمر والرجل لا يعرف السبب ويموت وهو لا يعرف السبب. أسألك بالله هل سمعت هذا في غير العراق بقيادة الحر الأبي حامي حمى الأمة وحامل مشعلها في محاربة الصليبية الجديدة. مثل هذا حدث للكثير الكثير من أبناء العراق وعلى مختلف مستوياتهم الاجتماعية والثقافية والعلمية والدينية والسياسية وبدون استثناء، حتى لرفاق القائد الذين كانوا معه ومهدوا له السبيل ليصل إلى ما وصل إليه. وبالرغم من هذا، فنحن قمنا بأكثر مما قام به الفلسطينيون، نحن فجرنا بيوتاً لقادة كبار في عصابة البعث، وهاجمنا مقرّاتهم وأبدلنا حياتهم المتغطرسة إلى خوف وقلق دائمَين، ولو كنتم متابعين للشأن العراقي لعرفتم إن القائد قد أصدر الكثير من القرارات التي تحكم الرفيق البعثي بالأعدام إن هو ترك العمل الحزبي، وما هذا إلا دليل على ما فعلنا ونفعل، وكم مرة هاجمت مجاميع ثوارنا البطلة مقر قيادة عصابة الأجرام ( القصر الجمهوري في بغداد)، ولكن الأعلام المضاد للثورة العراقية – نأمل أن لا تكونوا جزءاً منه- يحاول وبملايين الدولارات أن يخفي هذه الحقائق، ولكن إعلام الثورة العراقية، وبفضل الأنترنيت وأبناء العراق الشرفاء، موجود ويمكنك أن ترى فعل العراقيين لو كنت تريد الأنصاف ومعرفة الحقيقة ( راجع مواقع مجاميع العارضة العراقية على شبكة الأنترنيت)
إن أبناء العراق وبثروات بلدهم الكبيرة وخيراته الكثيرة ليسوا بحاجة لدولارات أمريكا أو اليهود-ألم أدعوك والآخرين لمعرفة العراق قبل الكتابة عنه- إنهم أبناء الرافدين ذوي الأنفس الأبية والعيون الممتلئة، لا يبهرهم الأزرق فيغمضوا أعينهم عن الحقيقة بحثاً عمن يملأ لهم جيوبهم جزاءاً لذلك ( وأمثالهم كثير)، إنهم العراقيون الذين آوو الفلسطينيين منذ (الذين تركوا ديارهم) منذ عام 1948 وأطعموهم من خير ما يأكلون وألبسوهم أفضل ما يلبسون وأسكنوهم معهم حيث يسكنون ولكن وفي إنتفاظة شعبان/ آذار 1991 هبوا لنصرة الظالم وحملوا معه السلاح للغدر بمن أسكنهم بيته ومن لم يفرق بينهم وبين أهل بيته.
يا سيدي الجليل ألا ترى إننا بأمس الحاجة إلى الموضوعية في الطرح والعقلانية في دراسة الأمور ألا ترى إن بنات آوى هم الغادرين وليس المغدورين والسلام على مظفر النواب وسعدي يوسف.


 
جامعي عراقي في المنفى



#أبو_مسلم_الحيدر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- أمريكا تزود أوكرانيا بسلاح قوي سرًا لمواجهة روسيا.. هل يغير ...
- مقتل أربعة عمال يمنيين في هجوم بطائرة مسيرة على حقل غاز في ك ...
- ما الأسلحة التي تُقدّم لأوكرانيا ولماذا هناك نقص بها؟
- شاهد: لحظة وقوع هجوم بطائرة مسيرة استهدف حقل خور مور للغاز ف ...
- ترامب يصف كينيدي جونيور بأنه -فخ- ديمقراطي
- عباس يصل الرياض.. الرئيس الفلسطيني وزعماء دوليون يعقدون محاد ...
- -حزب الله- يستهدف مقر قيادة تابعا للواء غولاني وموقعا عسكريا ...
- كييف والمساعدات.. آخر الحزم الأمريكية
- القاهرة.. تكثيف الجهود لوقف النار بغزة
- احتجاجات الطلاب ضد حرب غزة تتمدد لأوروبا


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - أبو مسلم الحيدر - إلى نضال حمد.... من هم بنات آوى؟