|
نبكي
محمد سمير
الحوار المتمدن-العدد: 2507 - 2008 / 12 / 26 - 08:44
المحور:
الادب والفن
نبكي على التّاريخِ و الأمجادِ و الحُقَبِ الَّتي قُدْنا بموجِبِها الأُمَمْ وَعَلى التَّرَبُّعِ فوقِ عرشِ المجدِ في رأسِ الهرمْ نبكي ضياعَ الأَندلسْ و المسجدِ الأَقصى و أَكنافِ الحَرمْ مَعْ أنَّنا عُدْنا نُصَلِّي للصَّنَمْْ ليقودَنا نحوَ القِمَمْ لكنَّهُ ما قادَنا يوماً سِوى نحوَ الحضيضِ أَو العَدَمْ ما نالَنا إلاّ التَّمزُّقُ و التَّفرُّقُ و النَّدَمْ * * * و بكاؤنا استَشْرى كَما السَّرَطانُ يخترِقُ الخَلايا في الجَسدْ نبكي و نتلوا آيةَ الكُرسيِّ حتّى نتَّقي شرَّ الغَوائِلِ و الحَسَدْ لُفَّتْ على أَعناقِنا أَحبالُ ذُلٍّ مِنْ مَسَدْ خلفاؤنا عَشِقوا الزَّيادَةَ في العَدَدْ عشقوا التَّناسُلَ و الدَّراهِمَ و الوَلَدْ مِنْ بعدِما اتَّبَعَ العبادُ خليفةً وَجدوا خَليفَتَهُمْ فَسَدْ صرنا نمرُّ على الحياةِ غُثاءَ سيلٍ أَوْ زَبَدْ * * * نبكي على حِطّينَ أَنهاراً مِنَ الدَّمعِ المطعَّمِ بالشَّجَنْ و عساكرُ الإفرنْجِ تجثُمُ فَوْقَ أَشلاءِ الوَطَنْ تقضي على أحلامِنا من مالِنا تسطو على ثَرَواتِنا بِمِزاجِنا هَلْ مرَّ في التاريخِ منهزمونَ مِنْ أَمثالِنا ؟ * * * فينا الثَّراءُ و نشحذُ القمحَ الرَّخيصَ لِسَدِّ جوعِ عِيالِنا يا ويلَ مَنْ أَكَلَ الرَّغيفَ وَلَمْ يَكُنْ مِنْ زرعِهِ يا عارَ من لَبِسَ الحريرَ و لم يكن من صنعِهِ يا بؤسَ من قُطِعَتْ وشائجُ أَصلِهِ من فرعِهِ * * * نبكي على أرضِ العُروبةِ و الرِّباطْ و جميعنا ضلَّ الطريقَ َ وقَدْ رأَى أَيْنَ الصِّراطْ كيف السبيلُ إلى الكرامةِ و المواطنُ شُلَّ من ضربِ السِّياطْ و الإنبِطاحُ طَغى على قصرِ الخليفةِ و البلاطْ كيف السبيلُ و قد وَصَلنا أسفلَ الدَّرجاتِ تحتَ الإنحِطاطْ و مصيرُ أمَّتِنا يَئِنُّ من الرُّعونَةِ و الرَّواغِ و الاعْتباطْ * * * نبكي و قد سار الخليفةُ و المواطنُ في محاذاةِ الجِدارْ وَ رُؤوسُهُمْ محنِيَّةٌ للأرضِ خَوفَ الإنْحِدارْ نحوَ التَّورُّطِ مع فُتُوَّةِ عصرنا بمهاتراتٍ قد تؤدّي للحِصارْ أو منعِ أَصنافِ الخمورِ من الوصولِ الى الموانئ و المطارْ و ملَّخصُ القولِ السَّديدِ فأِنَّ أَخلاقَ العروبةِ تقتضي مَنْعَ الشِّجارْ و سلوكَ دَربِ الإختصارْ * * * نبكي الحضارةَ ، و الحضارةُ من تأخُّرِنا براءْ كيفَ التَّحَضُّرُ ؟ و انتِهاكُ النّاسِ للقانونِ يجري في الدِّماءِْ حتّى تجرَّأَ بعضُنا للنَّيلِ مِنْ أَهلِ القَضاءْ و الفاسدونَ عَلَوا و صاروا في الدَّوائِرِ كالوَباءْ جعلوا أُمورَ الناسِ تجري للوَراءْ كيف الولوجُ إلى الحضارةِ يا أخي ؟ و الحالُ يدعو للرِّثاءْ * * * لن ينتهي هذا البكاءْ لن يُشْفِيَ الجرحَ العميقَ جميعُ أنواعِ الدواء حتّى تسيرَ سفينةُ الإيمانِ والقرآنِ في بحرِ الوفاءْ و نغذِّيَ الأطفالَ دوماً من حليبِ الإنتماءْ و نعيشَ في حِضْنِ الحياةِ بدونِ لَفٍّ و التِواءْ و ندوسَ أَنْصارَ المذاهب والرواية والتَّمزُّقِِ و التَّفَرُّقِِ بالحِذاءْ .
#محمد_سمير (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المهد الحزين
-
أجيبيني
-
تأملات على الهامش
-
من سافو إلى إبتهال بليبل...أوجه الشبه وأوجه الإختلاف
المزيد.....
-
اعلان 2 الأحد ح164.. المؤسس عثمان الحلقة 164 مترجمة على قصة
...
-
المجزرة المروّعة في النصيرات.. هل هي ترجمة لوعيد غالانت بالت
...
-
-قد تنقذ مسيرته بعد صفعة الأوسكار-.. -مفاجأة- في فيلم ويل سم
...
-
-فورين بوليسي-: الناتو يدرس إمكانية استحداث منصب -الممثل الخ
...
-
والد الشاب صاحب واقعة الصفع من عمرو دياب: إحنا ناس صعايده وه
...
-
النتيجة هُنا.. رابط الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية 2024
...
-
عمرو مصطفى يثير تفاعلا بعبارة على صورته..هل قصد عمرو دياب بع
...
-
مصر.. نجيب ساويرس يعلق على فيديو عمرو دياب المثير للجدل (فيد
...
-
صدور ديوان كمن يتمرّن على الموت لعفراء بيزوك دار جدار
-
ممثل حماس في لبنان: لا نتعامل مع الرواية الإسرائيلية بشأن اس
...
المزيد.....
-
أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة
/ ريتا عودة
-
صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس
...
/ شاهر أحمد نصر
-
حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا
/ السيد حافظ
-
غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا
...
/ مروة محمد أبواليزيد
-
أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية
/ رضا الظاهر
-
السلام على محمود درويش " شعر"
/ محمود شاهين
-
صغار لكن..
/ سليمان جبران
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
المزيد.....
|