محمد سمير
الحوار المتمدن-العدد: 2488 - 2008 / 12 / 7 - 01:02
المحور:
الادب والفن
( رسالة من جندي فلسطيني إلى زوجته )
أحنُّ إليكِ يا مَنْ حبّها في البعدِ يكويني
ويجري في دمي شوقاً
يعشِّشُ في شراييني
وكلُّ خليَّةٍ في جسمِيَ المتهالكِ انتفضتْ
وقالت : لا تُجافيني
أجيبيني
ألستُ حبيبَكِ الغالي ؟
وهل في الأرضِ شخصٌ قد يساويني ؟
وكم سنة قضيناها كساعاتٍ ؟
ولم نشعرْ بأنَّ الوقتَ يسرقُنا
وفي بعض الأحايين ِ
أهيمُ بلذةِ الماضي الذي ما زال يعطيني
بذورَ الحبِّ والآمال ِ نحوَ غدٍ وأحلام ٍ تُناديني
هلُمّي يا رفيقة َ دربيَ المزروع ِ بالأشواك ِ والأحجار ِ والطين ِ
لنَحيا يومَنا الحالي
ونجري نحو َ يوم ٍ قادم ٍ أحلى
تُزيِّنُهُ أزاهيرٌ زرعناها
رعيناها
وهلْ طوقٌ من الشَّمعاتِ حولَكِ ليس يكفيني ؟
* * * *
وعندَ القَصفِ أذكُرُكُمْ
وقد ثارت براكيني
على جلاّدِنا المسكون ِ بالرَّهبهْ
وينقضُّ الرصاصُ على مواقِعِنا
وتنهمرُ القذائفُ حولَنا مطراً كأجراس ِ الشياطين ِ
وما ذنبي ؟
لأنّي مؤمنٌ باللهِ... معتصم ٌ بحبل ِ الله ِ والدين ِ
وأنّي أنتمي للشعب ِ والجيش ِ الفِلَسطيني
وأني أعشقُ الأرض َ وأزرعُها
بأزهار ٍ... وزيتون ِ
* * * *
إذا ما حان َ ميعادي
قتيلاً في سبيل ِ الله ِ أقضي رافعاً رأسي
فلا أنت ِ ... ولا الأولادُ ... تبكوني
وزوروا في الدُّجى رمسي
لتتلوا سورة َ الإسراءِ .. والمُلْكِ .. وياسين ِ
عظامي سوف تذكُرُكُمْ
ونفسي من سنا الجنات ِ ترفِدُكم ْ
بحبِّ الله
* * * *
وطيفك ِ حاضرٌ دوماً
وفي نومي يوافيني
أراكِ فراشة ً حطَّتْ
على أزهار ِ دُحنون ِ
أراك ِ أميرة َ الحور ِ التي راحت ْ
تُدلِّلُني... وتسقيني
خموراً لم يحرِّمْها إله ُ الكونْ
أجيبيني
#محمد_سمير (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟