أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - هشام أبو شهلا - لديك ما يكفيك من خبز ولكن!!














المزيد.....

لديك ما يكفيك من خبز ولكن!!


هشام أبو شهلا

الحوار المتمدن-العدد: 2505 - 2008 / 12 / 24 - 00:41
المحور: حقوق الانسان
    


بعد ثلاث ساعات في أحد الطوابير الممتدة أمام المخابز في قطاع غزة، يبدو أن الأمر أصبح أكثر تقبلاً، بالنسبة لي على الأقل، من المرة الأولى، التي لم أكن لأتردد يومها من فتح جبهة حرب شعواء عند أول فرصة تسنح لي، حتى ولو مع الذباب.

بات التأمل في وجوه المصطفين كراهيةًَ، هوايةً أرى فيها هموماً أليفة، أحاديث متناثرة عن الحنين إلى الكهرباء، أو اشتياق إلى استحمام يوميّ حالت ندرة المياه دونه فأصبح حلماً صعب المنال، سباب سياسي لهذا الطرف أو ذاك، أنباء غير مؤكدة عن قصفٍ وقتلى وجرحى..

في الجزء الملآن من الكأس، وهو حتماً أقل من النصف بكثير، عاملان يثيران ارتياحي؛ الأول، أن مجرد وجود طابور أمام المخبز، يعني فعلياً بأن الأمل موجود، عفواً أقصد أن الخبز موجود، وأن رحلة الانتظار، التي رافقني فيها أحد أصدقائي، ستنتهي أخيراً إلى خروجي من هذا المأزق الممتد حتى آخر الرصيف حاملاً ربطة الخبز المنشودة.

أما العامل الثاني، فهو أن وقوف الغزّيين بهذا الشكل "الحضاري" يعني أننا خيبنا أمل موشيه دايان وزير الدفاع الإسرائيلي في حقبة السبعينات الذي جزم بأن العرب لن ينتصروا لأنهم قوم لا يقرؤون ولا يعرفون كيف يقفون في طابور. بينما اليوم في غزة، فالحمد لله – الذي لا يحمد على مكروه سواه – أينما يممت وجهك فثمة طابور!!

هل يلام المواطن في غزة، لأنه يسأل؛ الخبز والطحين والكهرباء، والراتب والغاز والماء، والوقود ورفع الحصار وفتح المعابر وحرية السفر والتعبير و و .. إلخ من قائمة المفقودات في القطاع؟ أم أن وراء الأكمة ما وراءها، وهذه ليست إلا محاولة لإرهاق الغزّيين جرياً خلف هموم يومية، لكي لا يتسنى لهم الوقت ليرفعوا رأسهم، وصوتهم، إلى أعلى؟؟

ولأن الجيوش تزحف على بطونها، كما يقال، وكي لا نحمّل غزة ما لا طاقة لها به، فالحق يقال، أنه لا يمكن أن نخوض معركة تحرّر وصمود، أو حتى بقاء، دون توفير أدنى متطلبات الحياة الكريمة للمواطنين، فما لا يدرك كلّه، لا يترك جلّه.

لا يعقل أبداً أن يملي المصطافون على شاطيء السلطة توجيهاتهم على المصطفين في طابور الخبز ليعبدوا رب هذا البيت، حرروا العباد أولاً من همّ خبزهم اليومي كي تحرّروا بهم البلاد، هكذا يلتئم الحلم، وتكتمل الآية..



#هشام_أبو_شهلا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عرفات، لو ينهض..!!
- التقارب الفرنسي السوري.. والمدخل اللبناني
- إلى الحاضر ملء الغياب.. محمود درويش
- عن العدالة.. والتنمية
- دلال.. كأنها نائمة
- الإتحاد من أجل ساركوزي !! ..
- وحيداً في وطني ..


المزيد.....




- السعودية وقطر تُعلقان على تقرير اللجنة المستقلة بالأمم المتح ...
- إعلام عبري: مجلس الأمن الإسرائيلي بحث سرا سيناريوهات اعتقال ...
- ذياب: يطالب بالافراج عن المعتقلين والنشطاء فورًا، ويقول سياد ...
- الخارجية الإسرائيلية: قرار ألمانيا تجديد التعاون مع -الأونرو ...
- بعد أنباء عن خروج السنوار من الأنفاق.. عائلات الأسرى تتظاهر ...
- تغطية حرب غزة.. قيود غربية على حرية التعبير؟
- الرئيسان التركي والألماني يبحثان بأنقرة وقف الحرب على غزة وت ...
- الأمم المتحدة تطالب بتحقيق مستقل حول المقابر الجماعية في مس ...
- مخيمات واحتجاجات واعتقالات.. ماذا يحدث بالجامعات الأميركية؟ ...
- ألمانيا تعتزم استئناف التعاون مع الأونروا


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - هشام أبو شهلا - لديك ما يكفيك من خبز ولكن!!