إقليم البصرة وشيطان مفوضية الاحزاب الحاكمة

أمجد ياسين

الحوار المتمدن-العدد: 2501 - 2008 / 12 / 20 - 03:10
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

"ما غريب الا الشيطان" لكن الاغرب منه هو المفوضية العليا للانتخابات ولا اقول المستقلة لان عملها الاخير لا يعرف لون او طعم او رائحة الاستقلال،اما احزاب البرلمان العراقي ولا اقول الشارع العراقي فهي الاخرى لا تقل غرابة عن مفوضيتها العتيده.
الاحزاب هذه التي ترفض بصورة مطلقة قيام اقليم البصرة لاسباب سياسية وحزبية ضيقة مخافة ان تخسر نفوذها وموردها المالي الذي تجنيه من سرقة النفط العراقي وفرض الاتاوات على المقاولات والمشاريع الخدمية في مدينة البصرة ،تتابع وبشكل منظم تسريب حملة دعائية ضد اقليم البصرة لاسقاطه وابقاء الحال عما هو عليه، تحضيرا لولادة نظام فيدرالي مشوه يسميه المجلس الاعلى بفيدرالية الجنوب وهي تسع محافظات لتعمم بعدها اللغة الايرانية في مدارسنا بحجة حقوق الاقلية الايرانية فيه،اما حزب الدعوة فهو وعلى لسان الاديب يعتبر انشاء اقليم الجنوب غير صحيح،لان الصحيح لديه هو ابقاء الحال كما هو خوفا من خسارة مكاسب صولة الفرسان التي بدأ حزب الدعوة قطف ثمارها ،اما المواطن ومشكلاته فليذهب الى الجحيم،اما حزب الفضيلة وهو شأنه دائما ، ينتظر اقتناص الفرصة كأي تاجر يسعى للحصول على اكبر المكاسب على حساب الآخرين وان كانوا ابناء جلدته ،فهو لم يؤيد ولم يمانع ويلعب بالعصى كأي راقصة بانتظار من يغدق عليها بالهبات هذا اذا لم يبتلع العملية باكملها.
اما مفوضية الانتخابات غير المستقلة فتفتتح 34 مركزا لجمع تواقيع المؤيدين لاقليم البصرة بدون اي دعاية وبدون اي لوحات دلالة على اماكن مراكز التصويت وبدون توفير اية حماية لمراكز التصويت بل تمنع دخول الصحفين اليها...كل هذا غريب اليس كذلك؟ لكن الاغرب منه، هو افتتاح 42 مركزا من قبل نفس المفوضية ولكن في اربيل لاستقبال تصويت المهجرين الوافدين من وسط وجنوب العراق وعددهم هو 13 الف شخص فقط!!!!

هذه المفوضية غير المستقلة التي تعمل باجندة احزاب الحكومة الرافضة لاقليم البصرة ،تفتتح 34 مركزا لمدينة تعداد سكانها قرابة الثلاثة ملايين نسمة وعدد المصوتين فيها بحدود مليون واربعمائة الف شخص،بينما تفتتح 42 مركزا لثلاثة عشر الف شخص في اربيل!!!! فاين الاستقلالية والعدالة في عملكم هذا ؟ وهل لنا ان نستغرب من الشيطان وافعاله ولدينا مفوضية للانتخابات كهذه؟

#أمجد_ياسين (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات