|
أذكر ان امرأة تمردت على الوحش فتغمدها الاله بالرحمة
سلام صادق
الحوار المتمدن-العدد: 767 - 2004 / 3 / 8 - 05:52
المحور:
ملف - بمناسبة 8 مارس/ اذار 2004 يوم المرأة العالمي
اذكر ان امراة يتبعها قمر غامض تنفخ فيه رماد تجاربها حين يافل ضوء الحكايات وتدلهم غيوم المعنى تودعه كل مرة كانما لآخر مرة وكلما قالت وداعا تلقاه في آخر سماء فتمسح الفضة عن وجهه تبثه اشواقها تعيد له ملامحه الوديعة ومناديل حنينها الناصع تمسح عنه غبار التقاويم وتضع عليه اكليلا من الضوء فتتغمدها الكواكب بالرحمة اذكر ان امراة تكبر في مرآة الخوف فتفتح لعينيها كوة في نافذة كل صباح ترى اطفالا يلعبون ودمىً ملقية على الرمل او معلقة على اغصان ذات زهور زرقاء لا تندم على ارق الليلة الفائتة فماذا لو يدع الآباء اطفالهم يلعبون حتى آخر الليل ؟ ربما ستطول ساعات الأرق وتتضاءل ايام الحروب فيتغمدها السلام بالرحمة أذكر ان امرأة تبغض نازلة الحرب وحين تيأس من انقضاءها تزورها في الليل مرات فتقابلها بالاجحاد تتسلل الى مخدعها الذي من لهيب فلم تتعرف على ملامحها الباهته ( التي تشبه ملامح ابنها) تتأهب لموتها الثاني في احضانها فتنشغل عنها برفات غيرها عددت لها ضحاياها فانكرت المقابر والبيوت الموحشة اعماها وميض رصاصها ولم تأبه بها كانت تتراشق بالتوابيت كقطع الدومينو ترمي بها ذات اليمين وذات الشمال وقد تغمدتها الدموع بالرحمة اذكر ان امرأة تمردت لكي تحب فاستقلت حافلة العقل نحو الجنون وكانت الهياكل والمحاريب المتهاوية ارجأت وصولها المبكر حتى محطة تيه تقصدها عشرون مررن ومازالت تنهب الطريق تتقاذفها التضاريس وتعبث بشعرها العواصف وستستمر دوما في اول الطريق حتى تكف المتاهة عن الدوران فتذعن الريح وتتغمدها النسائم بالرحمة اذكر ان امرأة غرست كرمة في بلاط عرشّت فامتلأ الحوش حتى شارفت السرير روّتها من ثغرها ودموعها فضلتها على اصص تتطحلب في النوافذ تحنو عليها كلما مسها برد او اصابها قيظ حتى اغتصبت السقف واخترقت حشمة الابواب وراحت تعطي ثمرا مرا واشواكا ماكرة فتغمدتها الصحراء بالرحمة اذكر ان امراة يخجلها البحر فترفع قبعتها وتنحني للموج ودون ان يراها تغمس جلدها فيه تتعلق بجدائله ساعات طويلة وحين يدهمها الصداع النصفي تتنحى حيث الظلال البعيدة فتتعثر بامراة اشد شحوبا منها لكنها سمراء سمراء يصوم على جلدها الملح فقد تغمدها البحر بالرحمة اذكر ان امرأة تمردت على حلكة الليل ابادتها بومض الرعشة الاخيرة وبشعاع الكؤوس المنفلتتة قطعت اطرافه المسحورة واوقدت مصابيحه العمياء دلّت فراشاته التائهة الى النور زجّت بقلبها المشطور نصفين الى جنة فيها ابتهال الاشياء لايتطلب مغفرة فتغمدتها الخطيئة بالرحمة
#سلام_صادق (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ذوبانات بفعل شموس قديمة
-
في سلوكية اليمين الامريكي المتطرف - سلالة بوش .. وسياسة الحر
...
-
احتجاجا على مايجري أراك واضحة كامرأة ليست في مرآة
المزيد.....
-
سلمان رشدي مؤلف -آيات شيطانية- يحذر من -قيام دولة فلسطينية ت
...
-
إبراهيم رئيسي: مشاعر متباينة بين الإيرانيين، تعليقات تشيد با
...
-
شاهد: -تحلاية فرحاً بمقتل طاغية إيران-.. أهالي إدلب يوزعون ا
...
-
هكذا رد نتنياهو وحلفاؤه على تحرك مدعي الجنائية الدولية ضده
-
ألمانيا لا تتوقع تغيرا في السياسة الإيرانية بعد مصرع رئيسي
-
لبنان تنكس الأعلام وتعلن الحداد لمدة 3 أيام على مصرع الرئيس
...
-
الجيش الإسرائيلي: نواصل القتال في عدة مناطق بغزة ودمرنا بنى
...
-
الملك سلمان وولي عهده يعزيان إيران
-
نيبينزيا يؤكد إمكانية حل الأزمة الأوكرانية بالطرق الدبلوماسي
...
-
حزب الله يستهدف مقر قيادة -الفرقة 91- في ثكنة بيرانيت الإسرا
...
المزيد.....
-
الموقف الإسلامي من المرأة بين الاجتهادات المغلوطة والأنانية
...
/ جمعة الحلفي
-
بدون المرأة لن تكون الثورة وبدون الثورة لن تتحرر المرأة
/ جبهة التحرر الشعبي الثوري - تركيا
المزيد.....
|