السبات القادم

أنس محمد أبو عرقوب

الحوار المتمدن-العدد: 2489 - 2008 / 12 / 8 - 08:19
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    

حزب الليكود بزعامة بنيامين ننتياهو قادم لا محالة إلى سدة الحكم في إسرائيل, بعد أكثر من شهرين بقليل ,هذا ليس كابوس ولاضطرباً بالرمل إنه أمر بات في حكم الواقع , ,بعد تواتر استطلاعات الرأي التي تنذر بفوز مؤزر لحزب الليكود ,وصعود غير مسبوق لكتل اليمين الإسرائيلي المتطرف,وتبخر تاريخي لحزب العمل, الحزب الذي أنشأ إسرائيل, على نحو يشي بمفارقة تاريخية مذهلة لم تخطر يوماً ببال منظري الحركة الصهيونية.
حزب الليكود بحسب معظم الاستطلاعات سيحصد خمسة وثلاثين مقعدًا في الكنيست المقبلة بينما يليه حزب كديما بزعامته تسيفيي ليفني الذي سيحصل على ستة وعشرين مقعدًا أما حزب العمل بزعامة إيهود براك فانه لم يتجاوز في أي استطلاع جرى ثماني مقاعد ويكفي لتدليل على وضع حزب العمل المزري ومستقبله الغامض لفت الانتباه إلى أن الأحزاب العربية التي تتنافس على أصوات الفلسطينيين من حملة الجنسية الإسرائيلية ستحصل على عشرة مقاعد في الانتخابات الإسرائيلية القادمة.
الاستطلاعات تتوقع أيضاً تفوق معسكر اليمين الإسرائيلي على بقية مكونات الكنيست بعشرة مقاعد في الكنيست المقبلة, الأمر الذي سيمكن اليمين الإسرائيلي في نهاية المطاف تشكيل حكومة إسرائيلية ضيقة ومستقرة تقتصر في تكوينيها على كتل اليمين المتطرف لا سبيل لاختراقها.
أمام كل هذا يبدو من نافلة القول التذكير أن إسرائيل مقبلة على تغيير لا يمكن وصفه إلا بالتغيير الجذري لموازين القوى في المسرح السياسي الإسرائيلي تغيير يفرض على الفلسطينيين التهيؤ له على جميع الأصعدة, بنيامين نتنياهو سيكون رئيسا لحكومة إسرائيل بعد أكثر من شهرين بقليل, وعندها, ستغط المفاوضات المتعثرة أصلا بين الفلسطينيين والإسرائيليين في سبات عميق ربما يطول أمده إلى أجل غير مسمى, نتنياهو , يرى في الفلسطينيين أحياء فقر متجاهلا المسببات والبعد السياسي للأوضاع الاقتصادية الفلسطينية, ووفق لنفس المنطق، يقول نتنياهو "نحن بحاجة إلى مسار تفاوضي جديد مع الفلسطينيين. القديم لم يأت بنتائج. يجب أن نبدأ البناء من الأسفل إلى الأعلى بحيث تتحول حياة جيراننا الفلسطينيين أفضل".
المسار السياسي الجديد الذي ينوي نتنياهو الالتزام به هو المدخل المقتصر على البعد الاقتصادي أي اعتبار الفلسطينيين وقضيتهم ومطالبهم قضية أيدي عاملة عاطلة عن العمل يمكن حل معضلاتها بفتح مناطق صناعية جديدة في المستوطنات الإسرائيلية.وهذا الطرح ليس سرا ً نبوح به بل هو برنامج الحكومة الإسرائيلية القادمة ما فتئ يعلنه نتنياهو على رؤوس الإشهاد صباح مساء.

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل