أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سلمان شمسه - خروج المجرمين البعثيين من السجون يزيد من أخطاء الأمريكان















المزيد.....

خروج المجرمين البعثيين من السجون يزيد من أخطاء الأمريكان


سلمان شمسه

الحوار المتمدن-العدد: 765 - 2004 / 3 / 6 - 08:40
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


 لقد عانى الشعب العراقي على مدى 40 عاماً معاناة ً رهيبة على كل المستويات الإنسانية والثقافية وغيرهما. ولأن التاريخ له منطقه منذ خلق الإنسان في عدم وجود ديمومة وخلود بالذات للظلمة والمارقين عن القوانين الإنسانية والإجتماعية، لذلك جاء سقوط صدام ونظامه البعثي الظالم وتماثيله الكثيرة نتيجة ً طبيعية للظلم والإرهاب والتقتيل اللاإنساني التي مارسها النظام البائد فكان طبيعياً أن يذهب ذلك  النظام إلى مزبلة التاريخ التي احتوت الكثير من الأنظمة الظالمة والمارقة والمعتدية، ولكن جرائم وموبقات هذا النظام      ( الصدامي) كانت نوعية وإجرامية بشكل خاص، حيث تجاوزت على كل الأنظمة الديكتاتورية والظالمة السابقة. فهذا النظام المارق هو النظام الأول، الذي استعمل الأسلحة الكيمياوية القاتلة مرات عديدة ضد شعبه الكردي فقتل آلاف كثيرة من الأرواح الأمنة مختلفة الأعمار، التي لم تُفكر يوماً أنها سوف تموت بهذه الطريقة الوحشية واللاإنسانية. لا مجال ولا إمكانية  لتعداد الجرائم
التي قام بها هذا النظام ، ولكن بالتأكيد من واكب هذا النظام اللاإنساني في فترته التي جاوزت الأربعين عاماً وتسلم مهام كبيرة وخطيرة عديدة فإنه يتحمل بشكل مباشر مسؤولية الجرائم التي قام بها النظام سواء تجاه الشعب بكل فصائله وقومياته وكذلك ضد الجيران- إيران والكويت- الذين تكبدوا خسائر كبيرة جداً جراء عنجهية النظام وسياسته التي أدخلت المنطقة لأكثر من مرة حروبأ ومآسي لن تذهب آثارها بسهولة بسبب الألام والجروح التي تسببت للشعبين الجارين مع كل الروابط العميقة والتاريخية التي تربط الجيران مع بعضهم.
          من أهم الأشخاص البعثيين الذين زاولوا بصورة مباشرة أو غير مباشرة جرائم البعث على مدى 40 سنة من حكمهم، التي أصبحت لا يمكن عدها أو تصورها هو سعدون حمادي وهو أقدم بعثي في العراق والذي أدخل البعث إلى العراق ضمن خمسة أشخاص عند قدومهم من بلاد الشام التي سبقها وجود البعث فيها على العراق. أما المناصب التي تقلدها سعدون حمادي في حكومة البعث على طول الفترة التي حكمت فيها العراق بفترات مختلفة هي ما يلي:-
     1- عضو قيادة قطرية لحزب البعث منذ أول تسلطه على النظام وحتى سقوطه في 9/4/2003 .
     2- عضو القيادة القومية لحزب البعث لفترة طويلة جدأ من حكمه للبلد.
     3- عضو مجلس قيادة الثورة أعلى هيئة في البلد، والذي أصدر عشرات القوانين بالإعدام والمئات من القوانين الظالمة، التي هيئت النظام لأن يكون من أسوأ الأنظمة الديكتاتورية في المنطقة  .
    4- رئيس الوزراء في حكومة البعث لأكثر من مرة وبأوقات مختلفة.
    5- وزير الخارجية ووزير النفط في فترات متفاوتة مع أهمية هاتين الوزارتين إستثنائيأ في حكومة البعث .
    6- رئيس المجلس الوطني لأكثر من دورة ، لا سيما تلك الدورة التي فاز بها صدام حسين بنسبة 99,9 % في انتخابات شعبية كانت أسوأ من مهزلة.
         فهل يُعقل أن أقدم بعثياً في العراق ومن تقلد كل المهام والمسؤوليات الحزبية والدولية على مدى عشرات السنوات المشار إليها أعلاه أن يُعتقل لعشرة أشهر فقط  ثم يُطلق سراحه لأن المحتلين الأمريكان قد توصلوا لقناعة بأن حمادي بريئ من أية جريمة من بين الملايين التي ارتكبها نظام صدام ضد شعبه على مدى أربعين عاماً ... فهل يُعقل هذا المنطق أو التصرف من الأمريكان؟ وبغض النظر عن الأسباب التي دعت الأمريكان لإطلاق سراح أحد أهم كوادر البعثيين سواء كانت جدية مثل " حجم تعاونه الذي بذله خلال التحقيق" أو إهتمامه فيما يتعلق بموضوع الأموال العراقية في الخارج وخطط التهرب من العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على نظام صدام حسين ، والتي أسس إدارتها سعدون حمادي نفسه خلال عمله رئيساً للجنة الإقتصادية في رئاسة الجمهورية مطلع التسعينات، واستمرار إشرافه عليها خلال عمله رئيسأ للبرلمان. والمؤسف أن الأمريكان قد تغاضوا عن جريمة ضد الشعب العراقي بوضوح رغم أن جرائمه لا تقف عند هذا الحد أبداً، بالرغم من أن حمادي قد انكب خلال أيام سجنه على دراسات عن الأموال العراقية التي أرضت الأمريكان. بل إنه لم يكن بعثياً أساسياً فقط، بل أنه تنكر عن إنتمائه كونه شيعي فلم يفتح فمه أو يستنكر لا من قريب ولا من بعيد حول كل الجرائم الفظيعة التي ارتكبها صدام ونظامه ضد الشيعة، بل إن النظام المتعجرف شتمهم بشكل علني وفي الجرائد ولم يتأثر حمادي أو غيره من الشيعة في النظام البائد لأنهم كانوا يخافون صدام وغضبه وهم يعرفون جيدأ ماذا يعني غضب صدام في ذلك الوقت. الأدهى من حمادي هو أنه تنكر أيضأ عن مدينته  ( كربلاء) من قريب أو بعيد بحيث لم تثيره تلك المناظر الفظيعة التي تسببت في المدينة المقدسة بعد فشل إنتفاضة شعبان 1991 واستباحتها وقصف حتى المقابر المقدسة بالدبابات. كما أنه تنكر عن أقاربه إذا كانوا متعارضين مع النظام الصدامي ، لكي لا يؤثر ذلك على مناصبه أو مكانته وكذلك على اغتناء أبنائه ومكانتهم. إذن لقد ارتكب الأمريكان خطأ ً كبيرأ بحق العراقيين المتضررين من نظام صدام عندما يتصرفون بهذه الطريقة التي يفقدون فيها كثيراً من العراقيين الذين تضرروا من نظام صدام دماءا ً وعمرا ً ووطننا ً.
           الذاكرة العراقية لا تنسى أخطاء الأمريكان وهي ليست قليلة، ولكن ما يتعلق بإطلاق سراح المجرمين البعثيين ربما تؤثر أكثر من غيرها. فهل يُبرر بصورة أو أخرى إطلاق سراح أحد مجرمي البعث وهو محمد سعيد الصحاف ، الذي تقلد هو الآخر مهام ومسؤوليات متعددة في نظام صدام بدءاً بمدير الإذاعة العراقية أوائل الستينات من القرن الماضي ثم أصبح مديراً لمؤسسة المسرح و... ثم أصبح عضواً للقيادة القطرية ثم وزيراً للإعلام لأكثر من فترة وسفيراً في أكثر من دولة . بمعنى أنه كان من القريبين جداً من نظام صدام رغم أنه بعيدأ عن مركز القرار لأنه كان أيضأ شيعياً ( من مدينة الحلة) وبالتالي لا يقترب من أقارب وقريبي صدام، الذين كانوا يدافعون عنه ويديرون الأمور الخطيرة والهامة في الدولة. المؤسف أننا شاهدنا بألم الطريقة التي سافر بها سعيد الصحاف بطائرة خاصة إلى الإمارات وكأنه منتصر وليس خائباً ومهزوزاً ومكشوفاً ككذاب ومخلص لآخر الساعات لصدام ونظامه... وهذه أيضاً لن ينساها الشعب العراقي لتصرفات الأمريكان غير المفهومة من دون مراعاة لمشاعر الشعب العراقي . فإذا كانت قوات الإحتلال تتصرف بهذه الطريقة  فيما يتعلق بمجرمي النظام السابق ورجاله ، فلا بد من الوقوف بوجهها( أمريكا) وتوضيح الأمر بقوة ووضوح وعلانية  بأن مهمة محاكمة المجرمين العراقيين  هي مهمة الشعب العراقي وهيئاته وأحزابه وليس مهمة الأمريكان الذين لا يعرفون دقة وأهمية هذا الأمر بالنسبة للعراقيين إلا بشكل  سطحي . وهذا يعني ضرورة وقوف مجلس الحكم موقفاً متلاحماً وحاسماً تجاه قوات الإحتلال لغرض احترام مشاعر وحقوق الشعب العراقي، لا سيما وأن الأمريكان قد تصرفوا ليس ما  ُذكر أعلاه ، بل أن منحهم صدام حسين لقب" أسير حرب" كان أيضأ تصرفأ ليس له ما يبرره أو لا يُعبر عن احترام مشاعر الشعب العراقي . ولا يكفي تصريح الرئيس الدوري السابق لمجلس الحكم محسن عبد الحميد للصحفيين مع أنه جاء معبرأ عن مشاعر الشعب العراقي ( لا نقبل  بإطلاق سراح كل من كان في القمة أبان الحكم السابق ووقف معه معنويأ أو ماديأ قبل مثولهم أمام محكمة مدنية عراقية). الأهم هو اتخاذ خطوات أكثر جدية وليس الإكتفاء بالتصريحات، لأن قوات الإحتلال بحاجة ماسة لمجلس الحكم  وبنفس الوقت من واجب الأخير إتخاذ خطوات أكثر جدية وحرصأ على مصالح الشعب لأنه هو الذي يمثل أبناء الشعب وهو الذي يعرف آلامه وأوجاعه وكرامته أكثر من القوات القادمة من وراء البحر، لذلك من حق مجلس الحكم التمتع بصلاحيات أكبر على شتى المستويات والإعتراض على الإجراءات التي  ُتحرجه من ناحية وتؤثر وتغضب قطاعات كبيرة وهامة وبمقدمتها متضرري النظام السابق بشكل مباشر.
د.سلمان شمسه
هولندا

     



#سلمان_شمسه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كتاب الدكتور علي كريم سعيد الجديد ينصف الضحية ويفضح القاتل
- ذكريات عن شيوعي مخضرم


المزيد.....




- تحليل لـCNN: إيران وإسرائيل اختارتا تجنب حربا شاملة.. في الو ...
- ماذا دار في أول اتصال بين وزيري دفاع أمريكا وإسرائيل بعد الض ...
- المقاتلة الأميركية الرائدة غير فعالة في السياسة الخارجية
- هل يوجد كوكب غير مكتشف في حافة نظامنا الشمسي؟
- ماذا يعني ظهور علامات بيضاء على الأظافر؟
- 5 أطعمة غنية بالكولاجين قد تجعلك تبدو أصغر سنا!
- واشنطن تدعو إسرائيل لمنع هجمات المستوطنين بالضفة
- الولايات المتحدة توافق على سحب قواتها من النيجر
- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سلمان شمسه - خروج المجرمين البعثيين من السجون يزيد من أخطاء الأمريكان