أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - بيان صالح - العنف ضد المرأة ، و مكافحته، مسؤولية من ؟















المزيد.....

العنف ضد المرأة ، و مكافحته، مسؤولية من ؟


بيان صالح
(Bayan Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 2477 - 2008 / 11 / 26 - 09:29
المحور: ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة
    


العنف ضد المرأة ظاهرة عالمية، تتجدد يوميا كل ساعة وكل دقيقة بل وكل ثانية على شكل إهانة واستهانة مباشرة, وعنف جسدي, كالضرب وتشويه الأعضاء, والحرق بالحوامض والاغتصاب والقتل أو التصفية الجسدية بصيغ مختلفة, إضافة إلى الاختطاف والحرمان ، أو التعرض للعنف النفسي مثل خلق ظروف لا تشعر المرأة فيها بالأمان والاستقرار، وكذلك الحط من كرامتها الإنسانية وإقصائها عن أداء دورها ووظائفها في البيت والمجتمع، وذلك باستخدام كافة الوسائل المهينة لها من الشتم والإهانة والتحقير والتهديد والتسلط والإساءة، أو ممارسة العنف الجنسي كالتحرش الجنسي والاغتصاب , وخاصة في فترات الحروب والنزاعات المحلية والكوارث الإنسانية, إضافة إلى استخدامها في العرف العشائري الرجعي كتعويض عن قتيل أو مبادلتها , وغالبا ما تكون المرأة الضحية الرئيسية لنزاع الأطراف المتناحرة.

ويُمارَس العنف ضد المرأة بأنماط مختلفة كالعنف الأسري والذي يمارس داخل الأسرة تجاه الكائن الأضعف وهو أكثر الأنماط انتشارا، وغالباً ما تكون ضحاياه من النساء والأطفال. ثم العنف الاجتماعي الناجم عن النظرة الدونية للمرأة ككائن ناقص العقل، مما يعرضها إلى الإساءة الشخصية كالقهر والاضطهاد والاهانة وفقدان الاستقلالية وحق التصرف الشخصي بحرية. ثم ممارسة العنف ضد المرأة في مواقع العمل من قبل رئيس الدائرة او المؤسسة او المعمل, أو من الزملاء. كما تتعرض شخصية المرأة للضغط الاجتماعي المرتبط بالعادات والتقاليد البالية الرجولية التي تحط من قيمة المرأة.
ومما يزيد في الطين بلة ممارسة العنف السياسي ضد المرأة عن طريق حرمانها من المشاركة السياسية وعدم السماح لها بالمشاركة في صنع القرار و منعها من الترشح و التصويت لمناصب قيادية. وهذه الظاهرة البشعة بحق إنسانية المرأة لا تتقيد بحدود دولة أو قارة معينة، بل هي ظاهرة عامة عابرة للقارات في ظل النظام الرأسمالي الطبقي والمجتمع الذكوري، وهي محسوسة وملموسة حتى في الدول الغربية المتحضرة والمدنية.

اليوم الدولي للقضاء على العنف

كان موقف الجمعية العامة للأمم المتحدة إيجابياً , رغم تأخره, حين أعلن عن اعتبار يوم 25 تشرين الثاني من كل عام ، يوماً دولياً للقضاء على العنف ضد المرأة، ودعت الحكومات والمنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية إلى تنظيم أنشطة في ذلك اليوم بهدف زيادة الوعي العام لتلك المشكلة (القرار 134/54 المؤرخ 17 كانون الأول/ديسمبر1999). وعلى جميع المنظمات النسوية ومنظمات حقوق الإنسان والجمعيات والمنظمات الإنسانية الأخرى, على جميع النساء والرجال في العالم ممن يؤمنون بالآثار السلبية الحادة الناجمة في المجتمع عن ممارسة العنف ضد المرأة, استثمار هذه المناسبة المهمة للنضال من أجل وضع حد لممارسة العنف ضد المرأة وإدانته أينما وقع.

ويتم الاحتفال بيوم 25 تشرين الثاني/نوفمبر بوصفه يوما ضد العنف منذ عام 1981, ويرجع ذلك التاريخ إلى الاغتيال الوحشي الذي مورس ضد الأخوات الثلاث ميرا بال في العام 1961 اللواتي كن من السياسيات النشيطات في جمهورية الدومينيك، وذلك بناء على أوامر الحاكم الدومينكي روفاييل تروخيليو (1936-1963).

بعض الارقام المخيفة للعنف ضد المرأة :

- تتعرض 700 ألف امرأة سنويا في الولايات المتحدة الأمريكية إلى عمليات الاغتصاب، وتشكل النساء 85% من ضحايا العنف المنزلي في الولايات المتحدة الأمريكية.
- أكثر من نصف مليون امرأة يمتن سنويا نتيجة مضاعفات وصعوبات متعلقة بالحمل أو الولادة.
- تدفع النساء الثمن الأكبر في إفريقيا الصحراوية في الإصابة بوباء السيدا (الأيدز, مرض نقص المناعة) فمثلاً تم إحصاء 8 إصابات لدى النسوة من كل 10 أصابات, أي 74%.
- تتعرض في جنوب إفريقيا 1411 امرأة يوميا للاغتصاب وهو من أعلى المعدلات في العالم.
- تموت في فرنسا شهريا 6 نساء ضحية العنف المنزلي، و95% من ضحايا العنف في فرنسا هن من النساء
- حصة النساء من امتلاك الثروة هو 10 % خلافا للرجال الذين يمتلكون 80%.
-47% من النساء يتعرضن للضرب في الأردن بصورة دائمة.
- في مصر تتعرض كل امرأة من ثلاث نشاء للضرب من قبل الزوج مرة واحدة على الأقل خلال فترة الزواج.
- تتعرض 120 مليون فتاة سنويا لعملية الختان.
- نسبة عمليات قتل النساء على أيدي أزواجهن 50% من إجمالي عمليات القتل في بنغلادش.
- في بريطانيا يتلقى رجال الشرطة كل دقيقة مكالمة من النساء اللاتي يتعرضن للعنف داخل المنزل لطلب المساعدة.

التصدي للعنف مسؤولية من ؟

تتحمل الدولة المسؤولية الكبيرة إزاء هذه الظاهرة البشعة والخطرة, حيث أن سياسات الحكومة هي التي تخلق مناخا ملائما لتعزيز العنف ضد المرأة وذلك عن طريق تعزيز التقاليد الذكورية البالية وتصعيد دور الدين في تشريع القوانين وخاصة في الدول العربية والإسلامية. وكما تابعنا أخيرا حصول موافقة برلمان إقليم كردستان العراق على تعدد الزوجات , والذي يعتبر أحد أنواع العنف الذي يمارس ضد المرأة, وقد تم ذلك بموافقة الحزبين القوميين الحاكمين اللذين يتحدثان كثيراً عن الديمقراطية والتمدن, في حين أن الواقع يبرهن خلاف ذلك .
كما تتحمل الدولة مسؤولية العنف بحق المرأة بقيامها بوسائل مختلفة بمنع نشاط المنظمات النسوية والمناهضة للعنف ضد المرأة, وكذلك عبر إبعاد المرأة عن مواقع صنع القرار والمشاركة السياسية، وبتحريم المرأة من العمل خارج البيت وحبسها عملياً في البيت مما يحرمها من المشاركة في تقدم مسيرة المجتمع. وتساهم الدولة بممارسة العنف ضد المرأة من خلال سياسات التمييز التي تجد تعبيرها بمنحها أجورا أقل مما للرجال إزاء نفس العمل والجهد المبذول، وكذلك في ارتفاع نسبة البطالة داخل المجتمع لفئة كبيرة من النساء.
كما إن الدولة تقوم بالتساهل والتسامح مع مرتكبي جرائم الشرف بامتناعها عن سن عقوبات صارمة بحق مرتكبي جرائم الشرف والعنف ضد المرأة. وتقع المسؤولية أيضا على عاتق الأحزاب السياسية والمنظمات النسوية والمناهضة للعنف ضد المرأة.
ويفترض أن تلعب أجهزة الإعلام دورا أكبر مما تمارسه الآن في رفع وعي المجتمع تجاه هذه الظاهرة البشعة بحق إنسانية المرأة وبحق المجتمع.

وبما أن ظاهر العنف ضد المرأة عالمية, فلا بد من مكافحتها عالميا أيضاً وعن طريق الالتزام بالمواثيق الدولية و كذلك عن طريق:
- دعم الحملة العالمية لوقف الظاهرة وفضح مرتكبيها ومعاقبة الدول التي يمارس فيها العنف ضد المرأة.
- دعم الحركات النسوية و المناهضة لعنف المرأة في تصعيد وعي المجتمع ووعي المرأة بحقوقها الكاملة.
- سن قوانين صارمة ضد مرتكبي جرائم الشرف.
- فصل الدين عن الدولة الذي سيسهم كثيراً في الحد من العنف ضد المرأة.
- سن قوانين عمل تضمن المساواة في أماكن العمل من حيث الأجر وساعات العمل , إضافة على الأخذ بالاعتبار عطل فترات الحمل والولادة وتوفير ظروف عمل أفضل لها.
- التوعية المستمرة عبر وسائل الإعلام ضد ظاهرة العنف ضد المرأة ومن أجل استكمال ممارسة حقوقها كاملة غير منقوصة.
- مكافحة عملية المتاجرة بجسد المرأة وعمليات الاختطاف والتهريب للمرأة, ومكافحة ظاهرة البغاء القسري عن طريق توفير الوسائل المعيشة والاقتصادية لبائعي الجسد ومعاقبة السماسرة.





#بيان_صالح (هاشتاغ)       Bayan_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدكتورة وفاء سلطان و الانحياز إلى اليمين الأمريكي- الإسرائي ...
- نضال المرأة من اجل المساواة وضرورة العمل المشترك بين القوى ا ...
- تظاهرات و احتجاجات واسعة ضد اعادة الحجاب في تركيا! تحت شعار- ...
- تضامن عالمي انساني مع المرأة السعودية وادانة انتهاك حقوقها - ...
- نستنكر بشدة احكام المحكمة السعودية بحق فتاة القطيف
- ما زال الطريق طويلا أمام المرأة للمساواة حتى في البلدان الغر ...
- هل الضجة المثارة حول حجاب المرأة المسلمة في الدنمرك دفاع عن ...
- إدانة رجم وقتل دعاء ومواجهة جرائم – الشرف ! - مسؤولية الجميع
- إدانة قرار عدم منح جواز السفر للمراة العراقية بدون موافقة ول ...
- لنقبر فتاوى فقهاء الظلام في انتهاك و تحقير المرأة
- تعقيبات على أراء الدكتورة وفاء سلطان
- أوضاع المرأة اللاجئة و المهاجرة في ظل سياسات الدولة الدانمار ...
- لنجعل الحوار المتمدن منبرا اعلاميا لكل التيارات اليسارية و ا ...
- مأساة البشرية و أحداث 11 سبتمبر
- ريبورتاج عن كونفراس صورة جديدة عن الشرق الأوسط - الجندروالتغ ...
- هل ان العلم أصبح المشكلة الأساسية لمواطني كردستان العراق؟
- المرأة الكويتية ونتائج الانتخابات الأخيرة
- أول محاكمة جماعية من نوعها بقضية القتل بذريعة الشرف في الدان ...
- هنيئا لنصركم يا احفاد كومونة باريس
- المشاركة السياسية للمراة والوصول الى موقع صنع القرار


المزيد.....




- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...
- البرلمان الأوروبي يتبنى أول قانون لمكافحة العنف ضد المرأة
- مصر: الإفراج عن 18 شخصا معظمهم من النساء بعد مشاركتهم بوقفة ...
- “سجلي بسرعة”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف ...
- إيران - حظر دخول النساء الملاعب بعد احتضان مشجعة لحارس مرمى ...
- هل تؤثر صحة قلب المرأة على الإدراك في منتصف العمر؟
- اغتصاب وتحويل وجهة وسطو وغيرها.. الأمن التونسي يوقف شخصا صدر ...
- “الحكومة الجزائرية توضح”.. شروط منحة المرأة الماكثة في البيت ...
- جزر قرقنة.. النساء بين شح البحر وكلل الأرض وعنف الرجال
- لن نترك أخواتنا في السجون لوحدهن.. لن نتوقف عن التضامن النسو ...


المزيد.....

- جدلية الحياة والشهادة في شعر سعيدة المنبهي / الصديق كبوري
- إشكاليّة -الضّرب- بين العقل والنّقل / إيمان كاسي موسى
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- الناجيات باجنحة منكسرة / خالد تعلو القائدي
- بارين أيقونة الزيتونBarîn gerdena zeytûnê / ريبر هبون، ومجموعة شاعرات وشعراء
- كلام الناس، وكلام الواقع... أية علاقة؟.. بقلم محمد الحنفي / محمد الحنفي
- ظاهرة التحرش..انتكاك لجسد مصر / فتحى سيد فرج
- المرأة والمتغيرات العصرية الجديدة في منطقتنا العربية ؟ / مريم نجمه
- مناظرة أبي سعد السيرافي النحوي ومتّى بن يونس المنطقي ببغداد ... / محمد الإحسايني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - بيان صالح - العنف ضد المرأة ، و مكافحته، مسؤولية من ؟