أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد بقوح - الإشارة أبلغ من ضربة سيف من خطاب مخشب














المزيد.....

الإشارة أبلغ من ضربة سيف من خطاب مخشب


محمد بقوح

الحوار المتمدن-العدد: 2478 - 2008 / 11 / 27 - 03:36
المحور: الادب والفن
    



حرفكَ .. سيدي سلاسل عتيقة قي عنق أشجار عربية علاها الصدأُ . حرفك المفروش برائحة الثلج لصٌّ خبير يسرق أنفاسي .. يشد القارئ إلى شهوة غابات الفتك و متعة الهدم قبل الفهم .. و بأسلاك التقليد المحمول في الدم تزين المعاني داخل مغارة الحرف المقنع بربطة عنق طويل قابع على العرش منذ الأزل حاكماً ..غانماً و مشكوكاً في مصداقية الشكل . .
حرفكَ .. سيدي القمر الخائن مرآة كائن بلا وجه .. يتقن لعبة المد و الجزر في سوق يملكها مستبدّ عريق يحلم بتوسيع مملكة الوهم . حرفك حارس أعمى مهتم بعمليات المحو لصالح صناع رفع الجدار لخريطة الأنهار.. من علّمكَ حمل سيف يتيم مزروع في رمال عربية ترقص لوقتها المنهار .. و لم يعلمك سيدي المغسول لسانك بلهاث الأبكم أبجديةَ اللعب الطفولي ..
بأرجوحة لفظ حجري التشكيل تسافر في الليالي الباردة شروخي عبر قطارات مدينة يحاصرها المعنى .. و بلغات كل الشعوب تحلم حروفي المنسوجة من بلاغة الحجر الواقف على أرصفة حبلى بعلامات الوقف المرفوض ، و تحت جسور الفواصل الحادة و نقط الحذف المنفية و القادمة تنمو كلمات وهاجة بين أضلع أمواج مهملة صديقة ..
خانتكَ حروفك المبتورة العين و الذاكرة حين جعلتك ترى وجهكَ على صفحة الماء المعكر سابحا بين نجمات منفاك المختار ..في صيف لفظته أذناب الوقت .. تائهاً وحيداً حتى الثمالة .. ها قد صرتَ غريبا كعهدي بك تتحسس هدوء البحر بابتلاع المزيد من بهاء زبده الفواح ، وها هو صخب المدينة أرتديه معطفا لأتمكن من ركوب صهوة حروف / جروح ساطعة غير حروفك المكشوفة في العراء .. ( قل لي كيف ترى الأشياء أقول لك من تكون ..)..
حروفكَ الفارغة من رؤية شاعر .. بالإشارة المسكونة بوهج البحر الشقيق للشمس ، ترسم ملامح رجل يرفض اجترار أعمدة لغات سلف ولّى في زمن بئيس يبغي التفكيك و الحفر العمودي داخل تفاصيل كينونة نص مختلف يرجوه وجهة بستان أشجار تلهب هذي الآبار اللئيمة و لا يبغي الخضوع قسرا لتجويفات المزيد من سقوط حروف / أصفار سليبة تنسجها غربتك الفاتنة .. لعلك تعتقد سهوا و اختيارا أنها المالكة لمملكة الشعر الجميل .. فطوبى لصحراء أنبتت مدنا سلمتني للتيه اللعين ..
إن ساحة الكتابة هي ساعة الحسم و بعث التحرير في جوف العبارة . . و الإشارة أبلغ من ضربة سيف من خطاب مُخشّب .

محمد بقوح
المغرب



#محمد_بقوح (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سلاما يا سيدة الشموس
- توظيف الجنون في الكتابة الروائية
- لهذا المساء رائحة الأمس
- نظرية السلطة الرمزية عند بيير بورديو


المزيد.....




- بمشاركة 300 دار نشر.. انطلاق -معرض إسطنبول للكتاب العربي- في ...
- الصدق أحلى يا أصحاب. قصة للأطفال جديدة للأديبة سيما الصيرفي
- هل يمكن للذكاء الاصطناعي حماية ثقافة الشعوب الأصلية ولغاتها؟ ...
- مجتمع ما بعد القراءة والكتابة: هل يصبح التفكير رفاهية؟
- السعودية.. تركي آل الشيخ يكشف اسم فنان سوري سيشارك وسط ضجة - ...
- المحرر نائل البرغوثي: إسرائيل حاولت قهرنا وكان ردنا بالحضارة ...
- مجاهد أبو الهيل: «المدى رسخت المعنى الحقيقي لدور المثقف وجعل ...
- صدر حديثا ؛ حكايا المرايا للفنان محمود صبح.
- البيتلز على بوابة هوليود.. 4 أفلام تعيد إحياء أسطورة فرقة -ا ...
- جسّد شخصيته في فيلم -أبولو 13-.. توم هانكس يُحيي ذكرى رائد ا ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد بقوح - الإشارة أبلغ من ضربة سيف من خطاب مخشب