أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادورد ميرزا - غياب المخلصين يبقي العراق تحت رحمة الأجانب















المزيد.....

غياب المخلصين يبقي العراق تحت رحمة الأجانب


ادورد ميرزا

الحوار المتمدن-العدد: 2475 - 2008 / 11 / 24 - 09:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



اولا ...السيد النائب عزت الشابندر عن القائمة العراقية وكما شاهده وسمعه الكثيرون من العراقيين والعرب ..كان من ابرز المنتقدين لسياسة الحكومة ومن الرافضين للاحتلال الأجنبي , هكذا كان وقد قرأت الكثير من المقالات التي كانت تكيل للشابندر المديح والثناء لمواقفه الوطنية سواء في مجلس النواب او على شاشات الفضائيات ...ولكن اصبت بالاندهاش حين شاهدت الشابندر وقد تغيرت مواقفه, ولا ادري ما هو السبب !
فمن على فضائية البغدادية شاهدته يكيل المديح والمنقطع النظير للتطور الديمقراطي الذي حصل في مجلس النواب , اثناء مناقشات القراءة الأولى لبنود الاتفاقية الأمنية مع اميركا , لقد انقلب خطاب الشابندر رأسا على عقب, ولا ادري مالذي اكتشفه في ديمقراطية هذه الجسلة , هل التراكض والضرب والمشادات الكلامية والتطاول والضرب بالاقدام على الارض وتدخل حمايات الوزراء والى آخره من الفوضى هل هذه هي الديمقراطية .

الشابندر سابقا كانت تصريحاته دائما تميل الى انتقاد البرلمان والحكومة لطائفيتها وسوء ادارتها مما كان يشعر العراقيين المساكين بان العراق ما زال فيه الخيرون امثال الشابندر والذي كان يبدو انه وطني ولايبحث عن مكاسب وغير طائفي وان همه الوحيد هو المصالحة الوطنية وارغام المحتل لمغادرة الوطن واعادة شعب العراق الى وضعه الطبيعي بعيدا عن التمييز الطائفي او الأثني او الحزبي .

فبعد ان اعلنت اميركا ان العراق سيلقى وضعا مأساويا وشاذا اذا لم توافق الحكومة وبرلمانها على الاتفاقية الأمنية معها , سارع العديد من اعضاء الحكومة والبرلمان الى تغيير خطابهم تغييرا جذريا , وكانهم قد حُقنوا بدواء مسحور غيّر كل ما موجود في ذاكرتهم !..., ولا حاجة ان اشير الى الامتيازات التي منحت لاعضاء مجلس النواب العراقي من زيادة في الرواتب والمخصصات ومنحهم المزيد من قطع الأراضي والسيارات وغيرها قبيل دعوتهم للاجتماع وعرض تمثيلية التصويت على قبولها ...واود ان اشير هنا ..ان الديمقراطية التي امتدحها الشابندر والتي تسود اجتماعات مجلس النواب هي ليست ديمقراطية ولا جدية , وان مجلس النواب وفي غالبية جلساته كما نتابعها تكاد لا تخلو من هرج ومرج وكأنهم في كهوة عزاوي كما يشير الى ذلك دائما السيد محمود المشهداني وآخرها انتقاده لطريقة جلوس السيد بهاء الأعرجي اثناء مناقشتهم بنود الاتفاقية.., ان الديمقراطية الحقيقية هي سلوكيات وتعاملات شفافة بين اعضاء المجلس والحكومة من جهة وبين مكونات الشعب كافة من جهة اخرى , فهل يعتقد الشابندر بان جماعته على علاقة طيبة وودية مع الشعب وهمهُم الوحيد ينصب على العمل لتوفير كافة الخدمات والأمان وضمان حقوق العراقيين القومية والدينية ...ام ان همهم الوحيد مصلحتهم !

في زمن صدام , ايضا كان هناك مجلس وطني وكانت هناك حكومة , ولكن لم يكن همهم الشعب ولم تكن هناك ديمقراطية بمعناها الحقيقي , انما كان همهم المزيد من الدكتاتورية والمزيد من امتيازات ومكافئات واراضي واوسمة وغيرها من المغريات لاسكات افواه البعض من الوطنيين ..ولكي انصف امرا واحدا واسجله لصالح برلمان صدام حسين فاقول , ان الفرق بين ذاك وهذا هو ارتباط غالبية هذا بايران وبمصالحها الستراتيجية اما ذاك فكان ارتباطه بصدام فقط ...واليوم وبعد صدام , وبخصوص علاقة مجلس النواب والحكومة الحالية بهموم الشعب فهي , نفس الطاسة ونفس الحمام ... ويعاد عرض نفس المشهد .
ثانيا ....ستة سنوات تقريبا فوضى ودمار وقتل يعصف بالعراق, فاميركا الغاضبة على كل شئ , انهالت على العراق تدميرا وتقسيما وتشريدا لكل جماد وحي , قسم من العراقيين مرعوب خائف يتنقل بين المدن العراقية , وقسم آخر هرب تائها في دول الغرب , آخر من يعيش هذه الفوضى هي حكومة السيد المالكي , فالوضع الأمني والإقتصادي والإجتماعي ما زال منحطا وبائسا , وان خطاب الحكومة السياسي والإعلامي لا زال يحمل في طياته العنف اتجاه من عارض التغيير الفاشل بكل مقاييس الحظارة, ان من اهم الأسباب التي ادت الى فشل الحكومة يتمثل في بعض العناصر المخولة وغير المخولة للظهور والتصريح والكذب عما يجري على ارض الواقع , كما انهم ولمصالحهم الشخصية انتهازيون , فهم يغيرون خطاباتهم فجأة كلما شعروا ان مناصبهم ومكاسبهم يهددها خطر الحقيقة !

فالمنتمين الفاعلين الى الكتل والأحزاب المتنفذة والحاكمة يتحدثون بطريقة لا تطمئن العراقيين على مستقبلهم ولا على سلامة حياتهم , كلامهم بعيد كل البعد عن الحقيقة, نراهم في كل حواراتهم متعبين متشنجين مع كل من يُظهر لهم حقيقة ما يحدث في العراق من فساد وفوضى كانوا هم سببا رئيسيا في خلقها, وحسب تصور الكثير من المطلعين على خلفيات هؤلاء فانهم يقولون بانهم لا يملكون مشروعا سياسيا ديمقراطيا نزيها لإنقاذ العراق من محنته وفوضويته , ولذلك يلجئون الى لغة الوعيد والعنف لضعفهم في مواجهة الظلم والفساد الذي يعصف بشعب العراق , كما يؤكدون بان غالبية هؤلاء في عقولهم تراث وقيم وصفات محورها العنف والثأر وعدم الصدق , هذا التراث والقيم والصفات تغذيها قوى لا تريد خيرا للعراق وشعب العراق , فما بالك وهم يقفون امام العراقيين وهم يكذبون !
فالمشروع الديمقراطي الذي بشرت به اميركا والتزمت به حكومة المالكي ابان انتخابها يتطلب توفر خطوات سياسية وخطاب يطمئن الشعب يكون بعيدا عن التأثيرات السلطوية او الدينية التي تخيفهم , فشعب العراق الذي كان قد ابتلي بخطاب صدام الدكتاتوري عاد من جديد بعد احتلاله ليبتلى هذه المرة بأكثر من فئة مسلحة تهدد حياته , ولذلك فلا يمكن في ظل هكذا اجواء قيام نظام ديمقراطي يمارس العراقيون حياتهم الطبيعية خاصة وان من اهم اركان الديمقراطية هي الأمن والصدق .

لقد ثبت بالملموس عدم كفاءة غالبية اعضاء الحكومات التي ادارة شؤون العراق منذ احتلاله وآخرها حكومة المالكي بسبب عدم مصداقية تصريحاتهم المتضاربة والمتباينة والتي تتغير كل ساعة وحسب المصالح ! , وبات الوضع بحاجة ملحة لحكومة صادقة تكنوقراط بعيدة عن التكتلات الطائفية والحزبية , وفي اعتقادي ان ذلك من الممكن تحقيقه خاصة واننا نرى هذه الأيام بان السيد المالكي قد دار دفة قاربه باتجاه آخر غير الذي رأيناه قبل سنتين , ولا ندري مالذي حدث ولماذا هذا التغيير ..اتمنى ان لا يكون هذا التغيير بدعوة ايرانية او امريكية !
ولكن وبالرغم من علمي ان العراق ليس بالسهولة ان يعود الى وضعه الطبيعي قبل غزوه , ولكني مؤمن بان التأريخ لن يرحم احدا خذل شعبه اوغيّب عنه الحقيقة او كذب عليه ....
اؤكد بانه اذا ارادت اميركا والمتعاونين معها من العراقيين ان يقدموا الى العالم عراقا بحكومة ديمقراطية تحترم مكونات شعبها وتعمل على حث جيرانها بعدم التدخل في شؤونها وتقوية علاقاتها الاقتصادية والثقافية والعلمية مع المجتمع الدولي , وتعمل على نشر ثقافة السلام وتوفير فرص للنهوض بالعراق نحو التقدم والازدهار والرفاهية ..واكرر ان ارادت اميركا ومن تعاون معها من العراقيين تحقيق ذلك فسيكون المطلوب ما يلي ..
دعوة مجموعة من الأكادميين الأساتذة والعلماء والقادة العسكريين ممن خدموا في العراق لأكثر من عشرين سنة قبل غزوه في 2003 , ممن لهم تأريخا مشرفا ونظيفا واعمالا جليلة خدمت العراق علميا وثقافيا واجتماعيا , وجوه معروفة في الأوساط الغربية والعربية, للاجتماع والتباحث عن حال العراق ومستقبله , ومن خلال هذا الاجتماع او المؤتمر يتم انتخاب حكومة ومجلس نواب عراقي بطريقة ديمقراطية وبالتصويت والعرض العلني , ولا ننسى وجوب دعوة الجامعة العربية وهيئة الأمم المتحدة وطبعا وبحظور الدولة المحتلة اميركا للاشراف !
ختاما ...يقولون ان كرة القدم الأمريكية البيسبول هي الوحيدة التي تحتاج اثناء ممارستها الى لاعبين خشنين يمتلكون مهارات في ضرب الكلاّت والدعك واللكم واللطم والمشي الطويل...اما الحالة العراقية فنقول انها تحتاج الى لاعبين ماهرين يتمتعون بالحيوية وبحب الحياة بعيدا عن الدعك واللكم واللطم !
استاذ جامعي



#ادورد_ميرزا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما يعلن الفاشل .. انه بطل
- السيد نوري المالكي , السيد مسعود البارزاني ....اين تقع مدينة ...
- المكونات القومية والدينية العراقية بين مطرقة النواب وسندان ا ...
- ابن العراق الأب الشاعر يوسف سعيد .. كنز وعطاء لا ينضب
- دعوة لتشكيل فصائل مسيحية في الموصل وسهل نينوى
- دولة السويد , ومدينة الموصل الحزينة , واللاجئين
- من المستفيد من قتل وتهجير المسيحيين في الموصل
- نحن كيانات قومية اصيلة
- المسيحيون العراقيون ... ليعلم برلماننا العتيد ... هذه ارضنا ...
- المسيحيون العراقيون يخيّرون بين الإبادة الجماعية وبين الصهر ...
- مجلس النواب العراقي لا يحترم الأقليات الدينية والقومية .. !
- متى و كيف يكون النقد بناءاً
- حول حقوق المسيحيين العراقيين
- تقسيم العراق بين الحيتان الكبار تهميش لحقوق الصغار
- السيد نوري المالكي رئيس الوزراء المحترم
- ARAPKHA{ كركوك } الى اين !
- هل سيبقى العراق ..موطن الشهداء والأحزان ؟
- محنة اللاجئين العراقيين في اوروبا
- لماذا بعض الشعوب لا تستقيم , إلاّ بالعصا ؟
- عندما نشبع شعبنا بثقافة التحظر ومحبة الوطن , تتحقق الفدراليا ...


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادورد ميرزا - غياب المخلصين يبقي العراق تحت رحمة الأجانب