أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - تيسير عبدالجبار الآلوسي - الدستور الدائم بين ثباته ومحاولات العودة لآليات التغييرات الفوقية غير المشروعة















المزيد.....

الدستور الدائم بين ثباته ومحاولات العودة لآليات التغييرات الفوقية غير المشروعة


تيسير عبدالجبار الآلوسي
(Tayseer A. Al Alousi)


الحوار المتمدن-العدد: 2472 - 2008 / 11 / 21 - 09:36
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


ينبغي التوكيد على حقيقة كون الدستور الدائم يستمد ثباته واستقرار مواده من مرجعيته التي صوتت له بصيغته المعتمدة. وفي أي بلد وفي أية ظروف يبقى الدستور المقرّ بالتصويت الشعبي ثابتا لا يقر شرعية أي تغيير يخرج على الآليات المنصوص عليها في إطار نصوصه الثابتة.. وحكم ظهور قوانين وتغييرات في مواده غير مسموح به من دون التزام بجوهره وبنصه روحا ومضمونا أولا وآخرا...
لقد صيغ الدستور العراقي الدائم وجرى إقراره شعبيا بالتصويت بآليات ديموقراطية.. والأغلبية التي أقرته لم تكن صغيرة أو هامشية؛ وهي لم تكن مضطرة أو مكرهة كيما نعمد للمراجعة العشوائية.. فالاستفتاء على الدستور حسم أمر ثباته وشرعيته ومرجعيته النهائية ممثلة بالصوت الشعبي ديموقراطيا...
ومع ذلك ينبغي الالتفات إلى أن تطور الأوضاع وتقدمها إيجابا أم سلبا يفرض في كل مرحلة أن تجري مراجعة جزئية تتعلق بالاستجابة للمتغيرات التي يفرضها الواقع.. وبالمناسبة فقد وضع الشارع العراقي احتياطه بخصوص مثل هذه المتغيرات وسجل ضرورة العودة لاستكمال أمور كانت خلافية أو ثبتت صيغ متعددة لرؤى متعددة تتطلب الحسم في وقت لاحق...
على أن ذلك يبقى في إطار ثوابت الدستور من جهة الاحتفاظ للشعب وللصوت الانتخابي بحقه في إقرار أو عدم إقرار أي تغيير وعلى عدم التعارض مع مبادئ رئيسة من مثل الديموقراطية والفديرالية واحترام التعددية الأثنية القومية الدينية في العراق الجديد على اساس من المساواة والإخاء والعدل...

وفي ضوء مثل هذه الحقائق، ما عاد صحيحا لأي كان من الزعامات أو التيارات السياسية أن يتحدث عن تغييرات كيفية تتفق والتعبير عن توازنات القوة في المرحلة الراهنة أو في المستقبل.. إن إخضاع التعديلات الدستورية للمزاج السياسي أو لرغبات زعامات مع عميق الاحترام لهذه الزعامة أو تلك لا يمكن أن يكون مشروعا أو صحيحا، لا دستوريا ولا منطقيا...
إنَّ من يكتب الدستور هو رجل قانون متخصص بالاستناد إلى الاستشارات في مختلف التخصصات المعرفية المطلوبة وهو يكتبه استجابة لمصالح جميع بنات وأبناء الوطن وكافتهم بلا استثناء أو تهميش أو استلاب... على أن يقر الصيغة الرئيسة أو المعدلة صوت الناس أو ممثليهم بحسب المسألة التي يجري التعرض لها..
عليه، لا يمكن قبول تصريحات بعض الساسة بشأن التغييرات الدستورية على أساس ما يرونه من تفسيرات وصيغ تناول من زوايا لا قانونية ولا دستورية.. ولمن يريد التغيير يجب أن يلتزم العودة للمحكمة الدستورية وللبرلمان على وفق الآليات المقرة وفي الأمور الجوهرية المحورية الرئيسة لا يمكن الاكتفاء بقرار الأغلبية البرلمانية (الراهنة أو في أي مرحلة) وبأية نسبة كانت من دون العودة لاستفتاء شعبي واجب وملزم..
وفي القضايا التي تتعلق بحقوق المجموعات القومية والدينية الرئيسة وغيرها لا يجري اتخاذ قرار بأغلبية وطنية (على المستوى العراقي العام) لأنها تعني في الخلاصة أو النتيجة اعتماد رأي أغلبية عددية للمجموعة الكبيرة بمعنى ضمني لدكتاتورية الأكبر وقمع الأصغر بالحساب الرياضي لا الإنساني ولا ذلك الذي شرعته المواثيق الدولية والأممية والشعبية الصريحة..
إذ لم يعد بالإمكان حتى على وفق الدستور العراقي ذاته قبول تهميش مجموعة قومية أو دينية وإنكار حقوقها باستغلال غير مبرر بل غير مشرعن للفروق العددية في حجم المكون على المستوى الوطني أو استغلال توازنات القوى السياسية..
ولأن بعض القوى السياسية ترسم برامجها في ضوء منطق القوة وفي ضوء تراث أعرج من منطق الحكم والسلطة ولأنها تمتلك في اللحظة القائمة بعض الظروف الدافعة التي تحقق لها ما ترغب فيه من مستهدفات غير سوية فهي تطرح اليوم فكرة تغيير دستوري لشرعنة برامجها السياسية وجعلها مبادئ ثابتة دستوريا تحكم بها الآخر..

وكثيرا ما سمعنا عن مماطلات تخص المادة 140 كيما يجري إسقاطها (بلعبة سياسية) وشرعنة تغيير بالضد من مضمون هذه المادة وطبعا بالضد من الرؤية الحقة لها من جهة رفع الحيف الذي وقع وتعديل الأمور بطريقة إحقاق الحق والعدل لجميع الأطراف.. وعليه فإن التأخر بسبب من مماطلة وتسويف أو بسبب من حكم الظروف الطارئة لا يسقط الحقوق التي تضمنها المادة 140 والمنطق والدستور وحقيقة تآخي أبناء الوطن الواحد تؤكد وجوب تطبيق المادة ومنع إخضاعها للعبة السياسية...

ومثل هذا يتعلق الأمر بتوزيع المسؤوليات والصلاحيات بين الحكومة الاتحادية في بغداد وحكومات الإقليم في كوردستان والحكومات المحلية في المحافظات.. وهذه المسألة محسومة دستوريا ومحسومة ضمن منطق المواثيق الدولية والشرعية التي تم التصويت عليها ديموقراطيا..
إذ لا مراجعة لفديرالية كوردستان ووجودها ولا لسلطات ديموقراطية موجودة في المحافظات.. والحل في مثل حال الاختلاف والتعدد لا يكمن في إلغاء الديموقراطية ومفرداتها وآلياتها والنزوع لمنطق القوة والعنف والمركزة التي مضى زمنها.. بل يكمن في تعزيز سلطة الديموقراطية وقوتها الحقة وبالتأكيد في تعزيز منطق قوة سلطة القانون والدستور واحترامهما..

إن احترام الدستور والقانون وتنفيذ مبادئه وتفاصيله هو المنطق الأفضل لعبورنا إلى مرحلة انطلاق البناء وإعادة الإعمار بينما التفكير بعنف الدولة ومركزيتها سيكون أبعد من تراجع عن هدفنا الشعبي الديموقراطي وعودة لفلك الطاغية وأخطائه الفادحة...

ومن يدافع عن منطق الدستور وثبات المكتسبات مع الدفع باتجاه تطويرها وتعزيزها هو الشعب العراقي بأطيافه وسيكون تضامن الأغلبية العربية والكوردية أمرا مطلوبا لدعم المجموعات العراقية القومية والدينية الأخرى وأي تساهل في الأمر كونه لا يعني هذه الأغلبية سيعود بالظلم ذاته على الأغلبية الكبرى ذاتها بتمكينها الطاغية أن يفرض دكتاتورية جديدة بتعديلات دستورية غير مسوغة وغير صحيحة إنسانيا وقانونيا..

وبانتظار أية تعديلات على أساس من الحوار الوطني النزيه الذي يُعلي من شأن الشرعية وثبات الدستور جوهرا والتقدم بمكتسبات الجميع وطنيا وقوميا وإنسانيا، سيكون علينا التصدي المشترك لدعاة التغييرات المزاجية التي لا تخدم إلا فلسفة العداء للشعب وللديموقراطية بمسميات وشعارات قد تكون جذابة بأغلفتها ولكنها مقيتة خطيرة بجوهرها..

لنتمسك بالدستور بمبادئه الديموقراطية ولنتقدم به في أي تغيير في ضوء احترام مصالح العراقيين ومكونات الشعب كافة بلا استثناء أو إقصاء...





#تيسير_عبدالجبار_الآلوسي (هاشتاغ)       Tayseer_A._Al_Alousi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بشأن تطورات العملية السياسية في العراق وقضية التعددية والتنو ...
- جامعة ابن رشد في هولندا: انطلاقة أكاديمية رصينة واعدة
- التعليم الألكتروني وعقد الصلات مع طلبة العلم بمختلف قومياتهم ...
- تضاغطات بين أطراف التعليم العالي وضغوط سلبية مباشرة وغير مبا ...
- التعليم عن بُعد في ضوء الواقع التعليمي عراقيا وعالميا
- العراق والمقدسات الدينية المسيحية واليهودية مطلوب رؤية استرا ...
- العراق مجتمع تعددي متنوع مطلوب تأمين أوضاع المجموعات المهمَّ ...
- الفساد ظاهرة الانتحار الإنساني المؤجل؟!
- التعليم عن بُعد نظام تعليمي رصين ومطلوب
- التأسيس لمرحلة نهضوية جديدة تفرض ألا نهمل تاريخنا الثقافي وا ...
- اللغة والقيم الاجتماعية نموذج حوار الطرشان وحوار العرسان وحك ...
- سومريات: المسرحية العراقية: شؤون وشجون[6]
- الموسوعية والتخصص بين نور المعرفة وظلام الجهل في حالتي التخل ...
- المؤسسة العسكرية العراقية بين الأمس واليوم والغد
- بشأن ضرورة التأسيس لوزارة المجوعات القومية والدينية والمجلس ...
- من أجل حملة دفاع دولية لحماية المجموعات القومية والدينية الق ...
- المسرحية الكوردية في المهجر: -الخراب- لكاميران رؤوف نموذجا
- المثقف العراقي بين مطرقة (الخارج) وسندان (الداخل)؟ حول انعقا ...
- المشكل ليس في قانون انتخابات مجالس المحافظات؟
- الجمعية العربية لأساتذة الأدب الحديث


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - تيسير عبدالجبار الآلوسي - الدستور الدائم بين ثباته ومحاولات العودة لآليات التغييرات الفوقية غير المشروعة