أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ياسر خليل - لا تكن -شعبولا- في تقديرك لاوباما!














المزيد.....

لا تكن -شعبولا- في تقديرك لاوباما!


ياسر خليل

الحوار المتمدن-العدد: 2469 - 2008 / 11 / 18 - 08:24
المحور: كتابات ساخرة
    


قبل ايام ذيع خبر عن ان المطرب الشعبي المصري شعبان عبد الرحيم (الشهير ب"شعبولا")، بدأ في الاعداد لاغنية جديدة تبدي تشككه في الرئيس الاميركي المنتخب باراك اوباما، وتربط بينه وبين الرئيس الاميركي الحالي جورج بوش.
وتقول مقدمة الاغنية "يا سكة الندامة يا دنية الوحوش.. إياك باراك أوباما مايكنش زى بوش"، وطبعا لاننا "ناس حدقين وبنفهمها وهي طايرة"، وسابقين عصرنا، سارع اغلبنا - وقبل ان يتولي اوباما مهام منصبه بنحو شهرين - بالقول: "زي بوش زي بوش زي بوش".
اعداد متزايدة منا واكبت "شعبولا" او سبقته، سارعت بالهجوم فور ظهور نتائج الانتخابات، وتوسمت العداء مسبقا، رددت نغمة القنوت من امكانية اي تغيير، ونظرت قبل الاوان الي سياسته كانها قد قدر لها ان تحاكي أسوأ السياسات الاميركية السابقة علي مر التاريخ.
هناك حكمة تقول "لا تسعي لاكتساب عداء الآخرين". قرأت ايضا في كتاب "الدفاع الوقائي" لوزير الدفاع الاميركي وليام بيري ومساعده اشتون كارتر، حكمة اخري مفادها ان "النظرة القدرية قد تساعد على تحقيق تنبؤاتها".
أي اننا حين ننظر الي امر ما علي انه قدري فقد يتحقق، فمثلا لو تعاملت مع زميلك الجديد في العمل علي انه خطر علي مكانتك الوظيفية، وبادرت بمهاجمته حتي تحجم من صعوده وظيفيا، وواصلت الهجوم دون هوادة، حتما سيتحول هذا الزميل الي عدو حتي ولو لم يكن ينوي ذلك.
في واقع الامر ان تجربة اوباما من المفضل ان ينظر لها في سياق مختلف عن التجارب الاميركية الاخري. ولنراجع انفسنا، وهذا ليس عيبا، بل ميزة حميدة.
فقد شكك قطاع منا في امكانية وصول رجل اسود الي الحكم "لان اميركا دولة عنصرية"، وازداد التشكيك في نجاحه حين توجه الحديث الي جذوره الاسلامية، وقال البعض انه لن يتخطي حتي منافسته هيلاري كلينتون، وان وجوده مجرد مسرحية لتجميل صورة اميركا، لكن هيلاري ستكون هي الفائز بترشيح حزبها "وفقا لما خطط له" علي حد قول تلك الاراء.
وحين حسم ترشيح الحزب الديمقراطي لاوباما، واصل المشككون ممارسة منهجهم المفضل، وقالوا انه لن يفوز علي جون ماكين، ولن يقبل الاميركيون بتغلب رجل اسود علي رجل ابيض، وان هذا تراث اميركي لا يمكن لاحد ان يكسره، فمنذ نشأة الولايات المتحدة لم يحكمها غير الرجال البيض. وعندما بدأت المؤشرات تتجه نحو فوز اوباما، برز الحديث عن احتمال اغتيال الرجل.
لماذا؟
تخطي الرجل كل هذه التوقعات، الا يبعث علي ان هناك امل في التغيير؟ في رأيي الشخصي ان التغيير قادم، ليس فقط لان اوباما حقق تحولا تاريخيا (بمساعدة الاميركيين الراغبين في تغيير بلدهم بكل تاكيد)، ولكن ايضا للاسباب التالية:
لقد اكد اوباما مصداقيته امام شعبه، وثباته علي مبادئه التي اتخذها منذ كان عضوا بمجلس الشيوخ الامريكي، وفي مقدمتها موقفه الرافض للحرب علي العراق، وفتح الحوار حتي مع "اعداء امريكا".
فور اعلان انتخابه رئيسا، انشأ اوباما موقعا جديدا يحمل اسم شعار حملته "التغيير" (www.change.gov) يدعو الاميركيين الي المشاركة بقصصهم واحلامهم لتغيير وطنهم. وقيل ايضا انه سيطرح أي قرار قبل اتخاذه بنحو 4 او 5 ايام لمواطنيه ليبدوا آرائهم فيه قبل اتخاذه.
ووضع في ثاني اهدافه علي الموقع، (بعد معالجة اثار الازمة المالية التي اثرت علي كل العالم) انهاء الحرب في العراق، وهذا امر يهمنا جميعا كعرب ومسلمين. وفي شان اخر يخصنا، فقد اكد علي توجه جديد في السياسة الامريكية تجاه سوريا وايران.
واخضع اوباما كل قرارات بوش السابقة الي مراجعة شاملة، وسوف يلغي مايراه منها غير مناسب او متعارض مع سياسته الجديدة حسبما اعلنت تقارير صحافية مؤخرا.
كما بدأ في مواجهة جماعات الضغط التي طالما اثرت علي توجهات السياسة الاميركية خاصة الخارجية. ووفقا لما قاله جون بوديستا المسئول المعين من قبل اوباما لادارة شئون انتقال السلطة ان الرئيس المنتحب اعرب عن "نيته وتعهده تغيير الاساليب في واشنطن وكبح تأثير جماعات الضغط على القرارات السياسية". وكانت جماعات الضغط قد حاولت التدخل في اختيار اعضاء الحكومة الجديدة من خلال تقديم اقتراحاتها التي ووجهت بالرفض وفق تقارير اخبارية.
وقبل ان ينتخب اوباما رئيسا للولايات المتحدة، قام بتغييرات جذرية في اساليب الحملات الانتخابية، وكان متفردا بين منافسيه، مما جذب نسبة ضخمة من الشباب الامريكي تجاوزت 80% منهم للتصويت له، بعد ان كانت اصواتهم مفتتة تماما في انتخابات عام 2004 بنسب: ثلث للمرشح الجمهوري، وثلث للمرشح الديمقراطي، وثلث لم يقرر بعد.
وفي عملية جمع التبرعات - علي عكس مزوري الانتخابات في عالمنا العربي، فهنا المنتخب يدفع للناخبين، لانه سياخذ منهم، وهناك ياخذ منهم لانه سوف يعطيهم – قام اوباما بتبني منهج غير مسبوق حيث اعتمد علي صغار المتبرعين، بدلا من اباطرة الاعمال كما كان في السابق، وبدأت التبرعات علي موقعه من مبلغ 25 دولارا، وذكر ان نحو 50% من المتبرعين قدم اقل من 200 دولار، وهو ما يعني انه تاييد شعبي جارف، ظهر عمليا خلال التصويت، والنجاح الكاسح له.
غير اوباما ايضا في اساليب الدعاية في حملته الانتخابية، واستخدم الانترنت بصورة ملفتة، وركز علي موقع يوتيوب الذي قال تقارير صحافية انه اثبت كفاءة تجاوزت التلفزيون.
اذن نحن امام رئيس امريكي مختلف، وغير تقليدي بكل المقاييس، ابتداء من لون بشرته، وحتي خططه المستقبليه لادارة دولة لازالت تحتل المقدمة بين دول العالم. الاميركيون اختاروا رجل غير تقليدي في وقت غير تقليدي ليتعامل مع مشكلات غير تقليدية. ويبقي ان نتعامل نحن العرب بصورة غير تقليدية حتي نخرج من مآزقنا غير التقليدية ونستفيد بالمتغير الجديد بدلا من ان نناصبه العداء باسلوبنا التقليدي.



#ياسر_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تطور واشنطن مع إسرائيل نموذجا جديدا من -الديمقراطية- للعا ...
- النسبة الغالبة من المصريين لن تشارك في انتخابات الرئاسة
- ماذا لو سقطت أميركا؟!!
- -الإرهاب- الفردي .. الانفجار الكبير


المزيد.....




- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ياسر خليل - لا تكن -شعبولا- في تقديرك لاوباما!