أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - مؤيد الحسيني العابد - البرنامج النووي الايراني بين الصراعات السياسية والحقائق العلمية الحلقة الخامسة















المزيد.....


البرنامج النووي الايراني بين الصراعات السياسية والحقائق العلمية الحلقة الخامسة


مؤيد الحسيني العابد
أكاديمي وكاتب وباحث

(Moayad Alabed)


الحوار المتمدن-العدد: 2461 - 2008 / 11 / 10 - 02:09
المحور: الطب , والعلوم
    


لقد تطرّقنا الى العديد من المواقع النووية ومتعلقات البرنامج النووي الايراني في حلقاتنا الاربعة السابقة واليك أيّها الكريم المواقع الاخرى:
مركز بحوث وإنتاج أصفهان النووي(آي أن أف آر بي)
Isfahan Nuclear Fuel Research and Production Center (NFRPC)
ويطلق عليه أحياناً إسم مركز بحوث وإنتاج الوقود النووي في أصفهان. ويقع هذا المركز على بعد 15 كيلومتراً جنوب شرق أصفهان. ويتبع إدارياً منظمة الطاقة الذرية الايرانية. قياساته العلمية قياسات المنشأة التجريبية. وقد كانت وما زالت وظيفته الاساسية هي البحث والتطوير.
تأسس الموقع في عام 1974 للغاية العلمية البحثية ودعم البرنامج النووي الايراني الشامل. ويشترك في المواصفات المختلفة مع المنشآت الاخرى من حيث التحليل والبحوث المتعلقة بالوقود وما يرتبط به، كما يوجد فرع للهندسة المتعلقة بالانتاج والمعادن وهناك قسم للوقود في المركز وكلا القسمان يشغّلان مختبر تصنيع الوقود المسمّى(أف أف أل). ويشترك المركز في إنتاج تجريبي لوقود المفاعلات من نوع( دبليو دبليو أي آر) و (إن إف آر بي سي).
لقد تمّ بناء المركز والمواقع الملحقة به من قبل الصين ويعتقد بعض المراقبين الى أنّ المحطة التي يحتويها المركز تمّت ضمن صفقة نووية مع الصين كان من المفترض أن يتم من خلالها إنتاج سادس فلوريد اليورانيوم إلاّ أن الضغط الامريكي المستمر بهذا الاتجاه حال دون تحقيق ذلك.
Saghand ساغاند
ويطلق عليه أحياناً ساجيند أو ساخايد. ويقع في المنطقة الشمالية الشرقية لمحافظة يازد في صحراء وسط إيران. يتبع الموقع وزارة الصناعة والمعادن الايرانية ويبلغ حجم إحتياطيات اليورانيوم الذي يعمل الموقع على تعدينها 3294 طناً. ويضم هذا الموقع(أوالمنجم الذي يضمّه) قسمين هما ساغاند 1 ويقع تحت سطح الارض بعمق يقدّر ب 16 متراً. وتبلغ إحتياطيات هذا القسم من الكمية المشار لها 1927 طناً من اليورانيوم. أما القسم الثاني فيقع على عمق 70 متراً تحت سطح الارض ويبلغ إحتياطيه 1367 طنا من اليورانيومً. أما الاحتياطي غير المكتشف في عموم ساغاند فيبلغ 7500 طن من اليورانيوم. وقد إكتمل بناء متعلقات هذا المنجم في عام 2006 ويتبع إدارياً منظمة الطاقة الذرية الايرانية.
لقد حصلت إيران على مساعدة عدة دول لاستغلال إيداعاتها من اليورانيوم في أوقات مختلفة. حيث قدم اختصاصيو الارجنتين والمانيا وهنغاريا وروسيا المساعدة الكبرى في هذا النطاق كما قدّم الصينيون كذلك تلك المساعدة في نفس النطاق. حيث شكّل أكثر من 600 إختصاصيّ صيني وإيراني مجموعة عمل للتحقيق في إيداعات إيران من اليورانيوم الخام. علماً أنّ إيران بدأت بالتنقيب عن اليورانيوم في ساغاند عام 1985 حيث حدّدوا آنذاك وجود 5000 طن متري من الخام المذكور. كما وجدوا 4000 طن من الموليبدينيوم مختلط بالفولاذ والذي يشكّل سبائك يستفاد منها في النشاط النووي أيضاً. كذلك أثير الكثير من اللغط حول ساغاند بحجة وجود طاحونة لليورانيوم في مكان قريب غير معروف، عندها إتّجه المفتشون الدوليون الى المنطقة عام 1992 ولم يجدوا سوى منصّة حفر خام اليورانيوم صغيرة الحجم والتي كانت تعمل لخمس سنوات.

Benefication and Hydrometallurgical Center (BHRC) بنيفيكيشن ومركز هيدروميتالورجيكال (بي إتش آر سي)
ويسمى أيضاً مركز بحوث هيدروميتالورجيكال في جامعة ساغاند. ويقع في مدينة يازد ويتبع منظمة الطاقة الذرية الايرانية. وظيفة هذا المركز هي تصفية وتنقية ومعالجة اليورانيوم.
وتتم عمليات فحص المعادن ومعالجة وترشيح خامات اليورانيوم في هذا المركز. وتعتبر الطريقة المستخدمة في هذا المركز من العمليات الافضل لتحسين العمل باليورانيوم في مدينة يازد. وتعمل في هذا المجمّع مختبرات بحثية وهندسية للقيام بعدة عمليات منها أخذ العيّنات المناسبة لاغراض دراستها التفصيلية. كما تتمّ في المركز عدة عمليات على اليورانيوم منها عمليات سحق وطحن ومعالجة اليورانيوم كمعدن وكذلك الثوريوم والفوسفات. كما وتتمّ عملية تكوين الكعكة الصفراء في هذا المجمّع(لقد تطرقنا الى معنى الكعكة الصفراء في حلقات سابقة، لمن يرغب بالاطلاع الى المعنى المذكور).

محطّة ناتانز النووية
وتعتبر محطة ناتانز النووية من المحطات المهمة والتي أثير حولها الكثير من اللغط على أساس أنها تحتوي من ضمن ما تحتوي على نشاط فعّال لتخصيب اليورانيوم. بل وصل التشكيك الى أنّ المحطة من المواقع المهمة التي تدخل في حقل التصنيع العسكري وإستخدام اليورانيوم لهذا الغرض!
تقع هذه المحطة على بعد 150 كيلومترا شمال أصفهان وهي المحطة التي تكون من مسؤولية وكالة الطاقة الذرية الايرانية.
تبلغ مساحة الموقع عموماً ووفقاً للتقارير التي وصلت من مصدر الاقمار الصناعية التجسسية الى ان المساحة تبلغ ما مقداره 1000 كيلومتر مربع(ربّما تكون الارقام مبالغاً فيها لانّ المحطّة بكلّ ما تحويه يستوعب مساحة أقلّ بكثير من الرقم المذكور وتجدر الاشارة الى أنّ رفع الرقم الى الحدود المبالغ فيها يراد منه أنّ هناك نشاطاً غير طبيعيّ للمحطّة، يكون جزء منها للتمويه عليه بالاضافة الى الظنّ بأنّ هناك عمليات أخرى تدخل في التصنيع العسكري الذي ينبغي لهكذا مصنع أن يحاط بحلقات أخرى غير المتّفق عليها للغرض السلمي!). والغرض الاساس من إنشائها كان لتخصيب اليورانيوم.
تحتوي محطة الإغناء في ناتانز منشأة كبيرة تتضمن مصنعا تجريبيا ومحطة تجارية لإغناء اليورانيوم. يعمل المصنع والمحطة المذكورة على عملية التخصيب باستخدام عملية الطرد المركزي للغاز حيث تستعمل طاردات من نوع الالمنيوم بقطر 100 ميلليمتر.
تشمل محطة الإغناء في ناتانز على الاقل ثلاث مناطق رئيسة على الأقل: منطقة فوق الارض، ثلاثة هياكل كبيرة تحت الأرض وبناية كبيرة واحدة تقف وحيدة. وتتضمّن المنطقة فوق الارض ستّ بنايات كبيرة. اثنان من هذه توأم مساحتاهما 32000 متر مربّع على شكل قاعات. تكون وظيفة البنايات ما فوق الارض تجمّع طاردات الغاز المركزية. بينما تشمل هياكل ما تحت الارض قاعات طرد مركزي أولية. البنايتان الأوليتان كل بقياس 190 متر و170 متر.إنّ التركيب الثالث أصغر، بمساحة ارضية 7,700 متر مربّع. تقوم هذه البناية بتزويد الدعم والخدمات الإدارية إلى الهيكلين الكبيرين.
من الأمور التي أثارت الشكوك هي الإدّعاءات بان المنشأة تخصّب اليورانيوم لإغراض عسكرية(كما أشرنا أعلاه) ممّا حدا بالمفتشين الدوليين التابعين للوكالة الدولية للطاقة الذرية الى زيارة هذه المنشأة ووجدوا الطاردات المركزية المستخدمة من نوع أوربي التصميم ويعتقد المحللون الدّوليون الى انّ هذه الطاردات هي نسخة محسّنة من نوع جي ـ 2 طارد دوّار مركزي ألمنيوم من نوع قد بني من قبل جيرنوت زيب في أواخر الستّينيات وأوائل السبعينيات. وهي الطاردات المشابهة لتلك الموجودة في باكستان والتي إستوردت من المانيا وبالتحديد من شركة أورينكو في منتصف السبعينيات. وإستنادا الى تقارير إعلامية(مجهول مستوى الوثوق بها) أشارت الى ان الباكستان ساعدت ايران على تصميم طاردات اليورانيوم المركزية. وأنّ العازل عبارة عن وحدتين من وحدات العزل. ويعتقد أن الصين هي التي أوصلت هذه المعلومات التقنية الروسية الى ايران وان التقنيين الالمان قد نقلوها الى روسيا في الخمسينيات. والسؤال الذي يثير الشجون الكثيرة هو كيف اختبر الايرانيون هذه الطاردات المركزية؟
يعتقد أنّه في عام 1997 وحسب تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية أجرت ايران عرضاً ومحاكاة شاملة في جامعة أمير خابير وفي منظمة الطاقة الذرية الايرانية في طهران وهنا أثيرت الشكوك الآنفة الذكر والتي حدا بالوكالة الدولية للطاقة الذرية أن تقوم بعملية التفتيش المذكورة والتي لم تكن تتمّ لولا الضغوط الكبيرة من قبل الولايات المتحدة الامريكية بالتعاون الإستخباري الكبير وكذلك بالتعاون المشبوه مع دويلة إسرائيل! وبعد إجراء التفتيش المشار اليه لم تجد لجان التفتيش أيّا من مادة اليورانيوم المثيرة للشكوك.
لقد إعتقد العديد من الخبراء الى أنّ العمل بتلك المحطّة بدأ عام 1985 قبل الانتقال إلى المرحلة الثانية في جمعية شركة كالاي الكهربائية الموجودة في طهران الى العام 1997. وفي عام 2002 انتقلت الجمعية الى ناتانز.
ينبغي أن نشير الى أنّ منشأة ناتانز تعتبر من المنشآت المهمّة على نطاق البرنامج النووي الايراني عموماً. حيث تحتوي المنشأة وسائل متطورة قد أعلن عنها الرئيس الايراني السابق محمد خاتمي وعبر شاشات التلفزيون وقد قام بتقديم دعوة رسمية الى المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي لزيارة موقع ناتانز بعد أن أشير الى شكوك من قبل الولايات المتحدة الامريكية ومن صور قد صوّرتها أقمارها التجسسية. وبالفعل قام البرادعي بزيارات عديدة وعبر أوقات زمنية مختلفة الى الموقع المذكور. ردّاً على تقرير أولي نشر في تموز (يوليو) من عام 2003 من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية نفسها يطالب ايران بكشف كلّ نشاطاتها النووية خلال فترة لا تتجاوز الشهر. ولكنّ الزيارات المتعددة لناتانز أشارت الى أنّ ايران ليس لديها نشاط نووي فعلي يخرج عن نطاق السيطرة والعلم من قبل الوكالة الدولية.
إن الوسيلة التي أكتشفت في ناتانز قد كانت وفق الاسس الشرعية والاتفاقيات الدولية. بالاضافة الى أنّ معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية (إن بي تي) تسمح لإيران قانوناَ ببناء أيّ منشأة نووية، بضمن ذلك واحدة لتخصيب اليورانيوم، طالما كان القصد من ذلك هو الغرض السلمي. كما تنصّ هذه الاتفاقية على انّ للدول المنضوية والموقّعة على الاتفاقية الحقّ بالانسحاب متى شاءت.
والشي الذي يثير الامر بين الفينة والاخرى حتى عند بعض الدول(المحايدة نووياً!) على أساس أن ايران لديها الكميات الكافية من النفط والغاز الطبيعي فلا تحتاج الى هذا النشاط إلا في الحالات النادرة وغير الكبيرة على هذا النطاق كما يتصورون!. لذلك أثار الرئيس الامريكي جورج بوش الموضوع بإتجاه الرغبة الايرانية في إمتلاك السلاح النووي! وقد قامت الولايات المتحدة بالضغط على العديد من الدول التي لها علاقات إقتصادية مع ايران او في طريق إبرام الاتفاقيات معها بهذا الاتجاه على اساس تنبيهها الى جدّية رغبة ايران الى امتلاك النشاط النووي للاغراض العسكرية اذا ما علمنا ان تلك الدول مازالت تعيش فوبيا السلاح النووي واستخدامه منذ عام 1945.
والسؤال الذي يثار من قبل السياسيين ومن بعض علماء ايران هل كان لزاماَ على ايران الاعلان عن موضوع البناء في ناتانز؟ إذا ما علمنا أنّ هناك اتفاقية تشير الى أنّ الدول يشترط عليها الابلاغ قبل 180 يوماَ بالاعلان عن وجود المادة النووية الفعلية في المكان المكتشف او المبني.
لكنّ الشيء الذي ينبغي أن نشير اليه الآن وكلّ آن الى أنّ النشاط النووي من حقّ الدول جميعاً وضمن الاتفاقيات الدولية التي تسمح للدول جميعاً إمتلاكها بشروط تضمّنتها أوراق الوكالة الدولية للطاقة الذرية والتي لم تشر واحدة منها الى إستعداد ايران الى إمتلاك السلاح النووي بل الى السعي بهذا الاتّجاه. نعم إذا قلنا أنّ هذا النشاط موجود في ذهن السياسييين يلوكونه كما يشاؤون وكلّما دقّ جرس أمريكي أو لوّحت راية أمريكية أو صهيونية الى السعي بهذا الاتّجاه. ومن يريد أن يعلم المزيد فليذهب الى موقع الوكالة الذي يؤرشف كلّ الزيارات والتقارير حول ذلك.
الى هنا يمكن القول أنّ المواقع المهمّة التي تتّصف بعلاقتها بالبرنامج النووي قد تمّت. وفي نهاية الحديث هذا نلخّص بعض الامور المهمّة:
لقد بدأ النشاط النووي الايراني كفكرة في منتصف الستينيات عند قيام الولايات المتحدة الامريكية بإنشاء أول منشأة نووية في ايران في عهد الشاه عام 1967 وسميت حينها بمركز بحوث طهران النووي وكان مكانه في جامعة طهران والذي يتبع منظمة الطاقة الذرية الايرانية بحيث قام هذا المركز بالعديد من البحوث المهمّة التي شكّلت نواة البرنامج النووي الايراني. وقد وقّعت إيران في يوليو/تموز عام 1968على معاهدة السماح لها بالبحث في هذا الاطار ودخل الاتفاق حيز التنفيذ شهر آذار من عام 1970 بشرط استخدام الطاقة النووية للاغراض السلمية. لقد شمل المركز مفاعلاً بقدرة 5 ميغاواط بحيث إستطاع المفاعل إنتاج 600 غرام من البلوتونيوم بالسنة من وقوده المستهلك.
علماً أنّ العديد من البحوث كانت تشير الى أنّ إيران تحتاج الى حوالي 20000 ميغاواط من القدرة الكهربائية لغاية عام 1990. وممّا ساعد ايران الشاه في أعوام الحرب التي حصلت بين العرب والكيان الصهيوني على أن تستفيد إيران من زيادة أسعار النفط لتغذية وتطوير البرنامج النووي الذي كان على وشك التعطيل لاسباب كثيرة. على إثر ذلك قامت الولايات المتحدة الامريكية بمساعدة الشاه على توسيع عدة برامج كان منها البرنامج النووي حيث توجّه شاه ايران آنذاك الى بناء مفاعلات نووية داخل ايران للحصول على الطاقة الكهرونووية لتلبية متطلباتها. لا بل وصل الامر الى أنّ الولايات المتحدة نفسها باتت تحثّ الشاه الى بناء مفاعلات أخرى حيث كان من المفترض ان يتم بناء 23 مفاعلا حسب ما خطط في هذا البرنامج. وقد منحت الحكومة الايرانية آنذاك عقدا إلى اتّحاد كرافتويرك (شركة تابعة لشركة سيمينز) التابعة لالمانيا الغربية( آنذاك) لبناء مفاعلات سيمينز بقدرة تصل الى 1200 ميغاواط في بوشهر. وقد بدأ العمل الفعلي بذلك عام 1974 .
لقد توجّهت أنظار الشاه آنذاك الى العديد من المصادر الدولية لتغذية برنامجه الطموح دون الاعتماد على مصدر واحد. حيث وقعت منظمة الطاقة النووية الايرانية عقدا مع معهد ماساشوسيتس التكنولوجي في عام 1975 لتزويد المهندسين الايرانيين الذين سيبدأون العمل في مفاعلات عدّة منها مفاعل بوشهر المذكور. ووقعت نفس المنظمة مع الهند ما سميت بمعاهدة التعاون النووية الإيرانية الهندية(حينها أجرت الهند أهم تجربة نووية هندية لحدّ الآن ونقول لحدّ الآن لاسباب تتعلّق بالقدرة التي حصلت عليها لاجراء التفجير المذكور بمساعدة الكيان الصهيوني). كذلك قامت فرنسا(الدولة التي إشتهرت بمساعدة الدول التي ترسم طريقاً نووياً مجهول الاهداف!! كما ساعدت الكيان الصهيوني في نهاية الاربعينيات من القرن الماضي في العديد من حلقات برنامجه النووي) بمساعدة الشاه لكي تقوم بتدريب الفنيين الايرانيين الذين سيعملون في مفاعلي بوشهر. وفعلاً وقعت إيران في عام 1974 عقداَ مع الشركة الفرنسية فراماتوم لبناء مفاعلين بقدرة 950 ميغاواط .وتقوم منظمة الطاقة النووية الايرانية بتشغيل اربعة مفاعلات صغيرة بمساعدة الصين كذلك في اصفهان.
لقد تضمّن البرنامج النووي الايراني في سبعينيات القرن الماضي شراء ثمانية مفاعلات نووية من الولايات المتحدة الامريكية لتوليد الكهرباء وقد وقعت الاتفاقية بالفعل بين ايران والولايات المتحدة الامريكية قبل انتصار الثورة الاسلامية في ايران بسبعة اشهر فقط. وضمن الاتفاقية ان تقوم الولايات المتحدة الامريكية بنقل الأجهزة والمادّة النوويةإلى برنامج إيران للطاقة النووية.
بالاضافة الى ذلك فقد استلمت ايران عدة حلقات من التقنية الأمريكية ومساعدتها في البحث عن ايداعات اليورانيوم. وقد قامت حكومة الشاه كذلك بوضع برنامج لبناء مفاعلين نووين ومحطة كهرباء في دارخوفين، على نهر الكارون جنوب مدينة الأهواز.
كما تضمّن البرنامج النووي الايراني آنذاك شراء اليورانيوم من جنوب أفريقيا . كما قامت في ذلك الوقت منظمة الطاقة النووية الايرانية بعدة عمليات على انتزاع البلوتونيوم من الوقود المستهلك لاستعماله كعامل مساعد في التصنيع لبعض المواد الكيميائية. ممّا أثار الشكوك حينذاك حول سعي الشاه الى امتلاك السلاح النووي لاهمية البلوتونيوم في صناعة القنبلة النووية!. ولذلك اتهم الشاه آنذاك بانه يسعى الى هذا المشروع بجدّية اي كان لديه الطموح لذلك كما صرح به مستشاره القريب منه لفترة طويلة.وفي فبراير/شباط 1979 عندما أسقطت الثورة الإسلامية حكومة الشاه، كان قد تم من مفاعل بوشهر ـ 1 ما نسبته 90% وقد تمّ تركيب 60% من اجهزة المفاعل الاول و 50% من اجهزة المفاعل الثاني.
خلال حربه مع إيران قصف العراق موقع مفاعل بوشهر ست مرات(في مارس/آذار 1984، فبراير/شباط 1985، مارس/آذار 1985، يوليو/تموز 1986، ومرّتين في نوفمبر/تشرين الثاني 1987)، حيث دمّرت الطائرات العراقية كلّ المنطقة الرئيسة لكلا المفاعلين. علماً أنّ الشركة الالمانية اشارت الى ان بوشهر ـ 1 كان قد تقرر الانتهاء من انجازه خلال ثلاث سنوات قبل ان يضرب من قبل العراق. علما ان الاجهزة الرئيسة لم تكن قد ركبت بعد حين حصول الضربات. وقد خزنت العديد من الاجهزة(اثناء الحرب) في ايطاليا مثل مولد البخار الذي ياخذ الحرارة من المفاعل لانتاج البخار الذي يستعمل في المولدات الكهربائية. بينما خزن جهاز الضغط في المانيا.
إن الاندفاع الايراني لاكتساب الطاقة الكهربائية من الطاقة النووية قد ضعف بعد ان ضربت الطائرات العراقية مفاعلي بوشهر بسبب الضرر الهائل الذي لحق بهما. وتورد العديد من التقارير الى ان امريكا قد شجعت صدام على تدمير اكبر قدر من هذه المفاعلات لكي لا تستطيع ايران الاستفادة منها. ولو ان هناك العديد من العلماء الايرانيين قد بدأوا بحملة من التحدي لما لحق بصناعتهم، الى التفكير في تطوير هذه الصناعة.وكان ذلك التحدي على اشده في عامي 1986 و1987 وقد حفز حكومة الرئيس رفسنجاني آنذاك النقص الذي حدث في الكهرباء والتحدي المذكور اللذين شجعا على تجديد العمل بهذه التقنية. بالرغم من انّ الشركة الالمانية قد رفضت العقد المبرم مع الطاقة النووية الايرانية بسبب الضغوط الامريكية المستمرة بهذا الاتجاه
هناك عدة محاولات من قبل الحكومة الايرانية على الانفتاح بصورة او باخرى الى تنضيج عقد من العقود وتزويده بما يكمل مشروعها في بوشهر لكن كل المحاولات في عملية التغيير والتوجه الجديد باءت بالفشل. في أواخر الثمانينيات قدم ائتلاف الشركات من الأرجنتين وألمانيا وإسبانيااقتراحا إلى إيران لإكمال مفاعل بوشهر –1، لكن الضغط المستمر على الشركات ادى الى ايقاف الصفقة المذكورة. وقد قام معهد اسبانيا الوطني للصناعة والاجهزة النووية لاكمال المشروع الا ان الضغط الامريكي تم بنجاح وانتهت الصفقة كذلك الى الفشل عام 1990. لكنّ العمل إستمرّ بهذا الاتّجاه فتمّت الصفقة بين إيران وروسيا في فبراير عام 2005 بحيث تقوم روسيا بتزويد إيران بالوقود النووي لمفاعل بوشهر مقابل أن تقوم إيران بإرجاع قضبان الوقود المستهلكة الى روسيا من المفاعل المذكور. وقد تعهّدت روسيا بالفعل بتشغيل المفاعل نهاية عام 2008(أشرنا الى ذلك في الحلقة الرابعة من هذا الموضوع فلتراجع!).

إنتهت الحلقة الخامسة وتليها الحلقة السادسة بإذنه تعالى.



#مؤيد_الحسيني_العابد (هاشتاغ)       Moayad_Alabed#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من مشكلات النفايات النووية في منطقتنا! الحلقة الثانية
- هل نهاية الكون في معجّل الهادرونات الكبير؟!!
- من مشكلات النفايات النووية في منطقتنا!
- مفاعلات كوريا الشمالية وتجاربها النووية
- بين العرفان والصوفية والسياسة!
- التلوث بالاشعة النووية في العراق
- البرنامج النووي الايراني بين الحقائق العلمية والصراعات السيا ...
- البرنامج النووي الايراني بين الحقائق العلمية والصراعات السيا ...
- البرنامج النووي الايراني بين الحقائق العلمية والصراعات السيا ...
- البرنامج النووي الايراني بين الحقائق العلمية والصراعات السيا ...


المزيد.....




- انتشال نحو 392 جثمانا من مجمع ناصر الطبي بخان يونس خلال 5 أي ...
- طبيبة: الكركم يبطئ الشيخوخة ويحمي من السرطان
- الناقة تحلّ محل البقرة بسبب التغيُّر المناخي
- باحثون يكشفون سر التوهجات الغامضة حول الثقب الأسود
- انقطاع خدمة الإنترنت عن مناطق واسعة في مدينة رفح الفلسطينية ...
- شركة الاتصالات الفلسطينية تعلن انقطاع خدمات الإنترنت الثابت ...
- “لولو الشطورة رجعت من تاني يولاد”.. تردد قناة وناسة للأطفال ...
- مراسلنا: انقطاع خدمة الإنترنت عن مناطق واسعة جدا في مدينة رف ...
- ما هي العلامات التجارية الكبرى المسؤولة عن غالبية التلوث الب ...
- إيران تقترح تشكيل ائتلاف دولي ضد التمييز في مجال العلوم


المزيد.....

- المركبة الفضائية العسكرية الأمريكية السرية X-37B / أحزاب اليسار و الشيوعية في الهند
- ‫-;-السيطرة على مرض السكري: يمكنك أن تعيش حياة نشطة وط ... / هيثم الفقى
- بعض الحقائق العلمية الحديثة / جواد بشارة
- هل يمكننا إعادة هيكلة أدمغتنا بشكل أفضل؟ / مصعب قاسم عزاوي
- المادة البيضاء والمرض / عاهد جمعة الخطيب
- بروتينات الصدمة الحرارية: التاريخ والاكتشافات والآثار المترت ... / عاهد جمعة الخطيب
- المادة البيضاء والمرض: هل للدماغ دور في بدء المرض / عاهد جمعة الخطيب
- الادوار الفزيولوجية والجزيئية لمستقبلات الاستروجين / عاهد جمعة الخطيب
- دور المايكروبات في المناعة الذاتية / عاهد جمعة الخطيب
- الماركسية وأزمة البيولوجيا المُعاصرة / مالك ابوعليا


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - مؤيد الحسيني العابد - البرنامج النووي الايراني بين الصراعات السياسية والحقائق العلمية الحلقة الخامسة