أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - هاني عواد - عندما لا يبقى في الوادي إلا حجارته ... قراءة في رواية -اللاز-














المزيد.....

عندما لا يبقى في الوادي إلا حجارته ... قراءة في رواية -اللاز-


هاني عواد

الحوار المتمدن-العدد: 2460 - 2008 / 11 / 9 - 07:16
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


سَلِسَةٌ وسهلة بعيدة عن التقعّر والانزياح؛ تلك هي اللغة التي تميز رواية اللاز للطاهر وطّار منذ بدايتها إلى نهايتها، أظهر فيها أنَّ الثورة ليست كوباً من الحليب الأبيض الناصع تلمح فيها براءة الأطفال؛ بل تنتمي إلى العالم الرمادي الواقعي جامعاً فيه كل القيم المتناقضة.
الرواية التي تُدَّرس في المدارس النقابية والحزبية تحكي عن تجربة "المجاهدين" الجزائريين بين قتالهم العدو الفرنسي الغاصب وحلفائه من المتفرنسين، وبين الحرب الشرسة الأهلية الأخرى بين الثوار الجزائريين أنفسهم عندما أصرت جبهة التحرير الوطني الجزائري حلَّ جميع الأحزاب المقاومة وضم أفرادها إلى الإئتلاف الجديد.
ما يشدُّ في اللاز أمران:
أولاً: الجوّ الثوري المليء بالتناقضات المتبعثرة؛ جامعاً الجنس والمال والشجاعة والقتل والشهادة وحبّ الذات التي تجتمع في الشخصية الثائرة ضد المحتلّ والتي يعبّر عنها "زيدان" الشيوعي القائد في الثورة الجزائرية.
الثورة الجزائرية - الوحيدة التي حُسمت بالسلاح ألهمت الكثير من حركات التحرر الوطني من بينها الحركة الوطنية الفلسطينية التي عبّر أكثر قيادييها التاريخيين بعد عام 1965 عن تسليمهم بها كنموذج يحتذى به لتحقيق قضية التحرر الوطني- اختفى كثير من صفحاتها السوداودية في نشوة الإنجاز.
الخائن المتعامل مع العدوّ يصبح في لحظة بطلاً ثائراً كما حدث في نموذجين: "اللاز" ذلك الشاب العاق والمرافق للضابط الكبير، والسارجان "جعبوط" المتآمر الذي اغتصب خالته ووشى بعشرات الثوار في قريته وقتل خالته بعد أن اغتصبها؛ تحوّل إلى رمزٍ بطولي في لحظةٍ هستيرية ونفسية مرَّ بها وقرر قتل الضابط الكبير.
ثانياً: العلاقة الجبرية بين الشعب والثورة، فالرواية تظهر تذمراً واضحاً من الأهالي اتجاه المجاهدين الذين يحصرون الناس بين ثنائية بسيطة صعبة: مساعدة الثوار بكل السبل المنطقية أو اللامنطقية، أو الذبح بلا رحمة؛ ويظهر ذلك من المحادثة بين "قدور" التاجر البسيط الحائر وبين صديقه الحميم "حمو" الملتحق بالثورة حديثاً.
العلاقة هذه تظهر جانباً هاماً تحكيه تاريخ الثورات؛ فالشعوب لا تلتف بالضرورة حول ثوراتها بل تتعكر علاقاتها مع العمق الشعبي باشتداد الأزمات وتوحش المغتصب في ملاحقته وحصاره للموارد اللوجستية لأبناء الثورة.
تحكي أحلام مستغاتمي في روايتها "عابر سرير" أن بين الثورة والثروة شعرة لا غير؛ وهذا ما يعكسه الطاهر وطّار في رائعته التي قذفته إلى ميدان الروايئيين العظام، وإذا كان الكاتب الجزائري يردد في روايته:"لا يبقى في الوادي غير الحجارة"، فإنَّ الرواية تجيب على سؤال نلمحه بين سطورها: ماذا يحدث عندما لا يبقى في الوادي إلا حجارته؟!






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما يتحدث ابن خلدون عن التجريد... فكر الحداثة العربية: من ...


المزيد.....




- تداول فيديو لـ-الشرع بين أنصاره على تخوم السويداء-.. ما صحة ...
- وزير الدفاع الإسرائيلي يشيد بعملية -مطرقة منتصف الليل-
- العشائر السورية تعلن إخراج كافة مقاتليها من السويداء
- صحوة تونس القادمة تبدأ من هنا
- داخلية سوريا تعلن توقف اشتباكات السويداء والعشائر تتوعد برد ...
- أوكرانيا تقترح إجراء محادثات سلام جديدة مع روسيا الأسبوع الم ...
- مظاهرة في تل أبيب تدعو ترامب للضغط على نتنياهو لإنهاء الحرب ...
- لهذه الأسباب تبدو الهدنة في غزة قريبة جدا
- فعاليات احتجاجية في الأردن رفضا لتجويع غزة?
- السفير الأمريكي يدعو إلى محاسبة مهاجمي كنيسة في الضفة الغربي ...


المزيد.....

- قراءة تفكيكية في رواية - ورقات من دفاتر ناظم العربي - لبشير ... / رياض الشرايطي
- نظرية التطور الاجتماعي نحو الفعل والحرية بين الوعي الحضاري و ... / زهير الخويلدي
- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - هاني عواد - عندما لا يبقى في الوادي إلا حجارته ... قراءة في رواية -اللاز-