|
حلم جحا يكرر نفسه
حمادي بلخشين
الحوار المتمدن-العدد: 2458 - 2008 / 11 / 7 - 05:24
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
حدّث جحا قال " رأيت في منامي حلما نصفه الأول حقّ و نصفه الثاني باطل ، قيل له كيف ذلك؟ " قال: رايت في منامي وكأنني عثرت على بدرة ملئت ذهبا وفضة و دنانير ذهبية ،ولمّا حملتها سلحت على نفسي من شدة ثقـلها(اي فعلها على نفسه ، لامؤاخذة)، و حين أفقت، وجدت النتونة و الرطوبة ولم أجد البدرة بين يديّ !!! ما حدث لجحا قد حدث لأمتنا في صور متعددة!! :
أولها مع اسلامنا...حين انطلق المارد الإسلامي كاعصاركاترينا وهو يعصف بالدول ويطيح بالأمبراطوريات و يخلع الجبابرة و المستبدين، و يرسي الأمن بين الخائفين، كان حلم الإنسانية ان يتم ذلك الخير، ليشمل كل المعمورة ، فتجمع اسلحة المجرمين و تنتهي الحروب الطائفية و القومية و تضع الحروب اوزارها فتأمن البشرية من خوف، و تطعم من جوع، و تعيش آمنة مطمئنة تمارس عقائدها بكل حرية تحت جناج النظام العالمي الرباني، ولما افاقت الإنسانية من حلمها، وجدت انقلابا امويا جاهليا عنصريا يخدم مصالح اسرةوحيدةّ!! فقلبت كل الموازين، وضاعت آمال البشرية ، وطارت بدرتها الثمينة، كما تلاشت بدرة جحا و بقيت الإنسانية بما فيها الشعوب الإسلامية غارقة في النتونة والعفونة .خصوصا وقد أيّد الغباء السلفي أو برّر على الأقلّ ما احدثه معاوية ميدانيا من عبث و تغييرو مسخ لديننا العظيم . لما سقط كياننا السياسي سنة 1924 بتركيا ، اتجهت الإنظار الي الشاطر حسن البنا وهو شاب مصري طموح التفت حوله الملايين من الأتباع المستعدين لبذل النفس و النفيس في سبيل احياء الكيان الإسلامي المنهار على أسس قوية تضمن له اسباءالبقاء... حلم المصريون و العرب و المسلمون بان يقود حسن البنا شعبه المصري و من خلفه الشعوب الإسلامية الي ثورة حقيقية . بعد فترة قصيرة افاقت امتنا العربية من حلمها لتجد فراشها اكثر تلوثا و اشد نتونة من فراش جحا !! .... الذي حدث، ان ما حسبته الأمة لجينا تبين انه مجرد تراب، لقد أبدى الكير عن خبث الحديد ، و تبين ان حسن البنا كان مجرد نسخة سلفية بائسة عرفت امتنا عشرات الالوف من امثالها !! حسن البنا باختصار شديد ، وقف مع الملك الفاسد فاروق و سماه الفاروق العظيم ثم كفّر كل من امتدت يده الي النظام الملكي بسوء ثم ايد دستور1923 الدستور العلماني الذي وضعه البريطانيون في مصر عوض الشريعة الحكيمة ثم وافق على معاهدة 1936 التي تمنح بريطانيا وجودا شرعيا بمصر!!! و انتم ترون اليوم تلامذة البنا يقفون مع المحتل الأمريكي في العراق و افغانستان على عينك يا تاجر .
على مستوى العالم الإسلامي ... حين احتلت دول الغرب بلاد المسلمين ،كان على السلفية ان تنادي بقتال الكفارو إجلائهم فهب المسلمون لدحرهم فتحقق لهم ذلك . حلمت الشعوب العربية بدول ذات دساتير تعبر عن ثقافتها ورؤيتها للحياة، كما حلمت بنظام عادل يحسن توزيع الثروات و يرحم شعبه . بعد حين افاقت شعوبنا الإسلامية على نتونة تسد عليها انفاسها، حين التفتت حولها وجدت مراحيض بشرية متنقلة تعتلى كراسي الحكم ...بيادق ذليلة لا تليق بها غير الكراسي الكهربائية ، فقد تبين انهم العن الف مرة من المستعمر نفسه و لا يختلفون عنه الا بلون البشرة. كما فوجئت شعوبنا بدساتير اروبية تحكمها بقانون هنري وميشال المخنثين و كاترين و جوزيفين العاهرتين، فالمسلم الذي يجد زوجته تضاجع في فراشه شخصا غريبا كان عليه قانونيا ان يفر كالغزال، اوأن يقدم للزاني كاس شربات، لأنه لو دافع عن شرفه فقتله الزاني فلا شيء على الزاني لأن الزنا تم برضا الزوجة (كل جرمها هو سوء اختيار المكان)و قد سقطت دعوى الزنا بموت الزوج صاحب الدعوي، ثم ان قتل الزاني للزوج كان دفاعا شرعيا عن النفس!!!!
ذات 1979 افاقت امتنا الإسلامية على انتصار الثورة الإيرانية ، حسنا ، هذا شاه ايران سقط ستتبعه شياهنا بكل تاكيد، ازاء تهديدات الخميني بزوال دولة اليهود ، اعتقد الكثيرون أن وجود دولة اسرائيل اصبح مسالة وقت لا اكثر ولا اقل!!! ، حين افاق المسلمون وجدوا في كل بيت خرية ايرانية اعرض من مؤخرة جلال الطالباني، هذا ابن يلعن الصحابة وهذه ابنه تتهم الشريفة عائشة بالفاحشة، وهذه ايران تتعامل سريا واقتصاديا مع اليهود و توالي امريكا في العراق و افغانستان، وهذا ذيلهم حسن نصر الله يثني على تاييد مراجع العراق للإحتلال الأمريكي هناك !!!.
#حمادي_بلخشين (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لا لدين الملوك ( السنة) ولا لدين الكاهن (الشيعة)
-
حدث ذات سكر ملكي
المزيد.....
-
أي دور للبنوك الإسلامية بالمغرب في تمويل مشاريع مونديال 2030
...
-
قطر تدين بشدة اقتحام مستوطنين باحات المسجد الأقصى
-
-العدل والإحسان- المغربية: لا يُردع العدو إلا بالقوة.. وغزة
...
-
وفاة معتقل فلسطيني من الضفة الغربية داخل سجن إسرائيلي
-
الخارجية الإيرانية تدين تدنيس المسجد الأقصى
-
شاهد/حاخام صهيوني يصدر فتوى بقتل أطفال غزة جوعًا: -لا رحمة ع
...
-
كاتبة إسرائيلية: من يتجاهل مجاعة غزة ينتهك التعاليم اليهودية
...
-
عاجل | بوليتيكو عن رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولم
...
-
منظمة التعاون الإسلامي تدين اقتحام المتطرف بن غفير باحات الم
...
-
البرلمان العربي يدين اقتحام المستعمرين بقيادة بن غفير المسجد
...
المزيد.....
-
علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب
/ حسين العراقي
-
المثقف العربي بين النظام و بنية النظام
/ أحمد التاوتي
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
المزيد.....
|