أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين صالح جبر - قصة قصيرة



قصة قصيرة


حسين صالح جبر

الحوار المتمدن-العدد: 2454 - 2008 / 11 / 3 - 06:46
المحور: الادب والفن
    


هل يدخل التالي....؟
جلست على السرير عارية ووحيدة بعد خروج احد الفحول من غرفتها حيث اعتادوا ان يلفظوا اوساخهم كما تلفظ امواج البحر مايطفو على السطح الى الشاطئ ,فأختزال الشهوة يدفع ثمنه منذ فجر التاريخ.
هل يدخل التالي....؟
بدت عازفة عن كل شيء ولديها رغبة قوية في الصراخ والبكاء. احساس بالتسوس يجتاح جسدها المهدم اصلا, ظل خوف دائم من التالي يتأصل في عروقها.خيبات متتالية وأمل في الخلاص يبتعد. الجوع والتشرد والخوف من المستقبل كان يتسرب الى الخلايا كلما فكرت بالهرب. وحتى لو هربت فالى اين؟ فالضباع في كل مكان.
هل يدخل التالي....؟
طلاق الاب والام كان البادرة الأولى للأنهيار العائلي واجهز على المتبقي موت الأخ الاكبر والمعيل الوحيد للعائلة ,هرسته احدى الحروب المسعورة والتي انشدوا لها مليون اغنية, وغنموا منها مليون لافتة سوداء مثقبة والاف السجناء وبضعة ملايين خارج الاسوار لاطعم لهم ولارائحة والباقين داخل الاسوار لهم اللهاث وراء لقمة العيش للبقاء على قيد الحياة.
هل يدخل التالي....؟
(الرجال في عمان تدفع اكثر وهناك فرق العملة وسأوصي صديقة لي هناك لتهتم بك وتجد لك عملا تعيشين منه) هكذا وعدتها القوادة بمشروع درسته بعناية, وهاهي الشهور تمر وهي تنتظر لحظة السفر.
امتدت اصابعها الى نهديها فتشابكت مع مئات الاصابع الذكرية ,فمسحت بعصبية نهديها كانها تطرد صرصرا باغتها كما باعتها اول ذكر ووعد بالزواج بقي وعدا الى ان جاء اليوم الذي سرحت فيه من العمل مع مبلغ من المال لان الذكر الذي اغواها هو ابن الذكر صاحب المعمل وراحت توسلاتها ادراج الرياح .
هل يدخل التالي....؟
وضعت شرشف السرير القذر على كتفيها ومشت بضعة خطوات باتجاه النافذة الوحيدةفي الغرفة والمطلة على الزقاق الضيق وازاحت الستارة وراحت تراقب المارة دون ان تكترث لالحاح القوادة ليدخل التالي...
.كان اليأس يغمرها ويغمر المدينة .صوت اذان المغرب يدعو الناس للصلاة وفي الختام الدعاء لولي النعمة....
فجأة تراجعت الى الخلف فزعة واسدلت الستارة . عادت الى النافذة لتتأكد من المشهد الذي رأته فكان حقيقيا .انقلب الفزع الى فرحة ارتسمت على وجهها المتعب.
كانوا خمسة مسرعين باتجاه النزل احدهم يضع نجمة على كل كتف والباقين افراد شرطة .
بامتعاض هذه المرة وبصوت عالي هل يدخل التالي...؟
حسابات ساذجة وبريئة,و بسرعة البرق الحياة عادت بكرا . زورق للنجاة يلوح من بعيد لا بل قريب عند الباب, ففي السجن يمكن الحصول على ثلاث وجبات طعام وسرير .حشرت جسدها في ثوب كان ملقى على حافة السرير.احست بالطعم اللذيذ لتلك اللحظة التي اختزلت اتعاب الاف السنين ورقصت اوزات وعادت اناشيد الاطفال ( يابط يابط اسبح بالشط ) لاخوف من الصياد ( لي قطع من خشب الهو بها في اللعب )....
سمعت صوت الباب يفتح ويغلق ,لاول مرة صارت تحب الشرطة ووقع احذيتهم الثقيلة .جمعت على عجل ثيابها في صرة وخرجت من باب الغرفة الى باحة النزل لتسلم نفسها للشرطة دون مقاومة! كان الوضع هادئا لا صراخ ولا توسلات والقوادة تجلس كما اعتادت خلف منضدة لتدخل الرجال على بناتها ( كما اعتادت ان تسميهن ).وامام دهشة الحاضرين من خروجها المفاجئ ودهشتها حين رأت افراد الشرطة الخمسة وهم يجلسون بشموخ بأنتظار دورهم, سألتها القوادة بغضب عن سبب خروجها المفاجئ هكذا . أجابت مع ضحكة مجلجلة لا شئ اردت فقط ان اشم القليل من الهواء وادخل .
هل يدخل التالي...؟
نعم فليدخل التالي...



#حسين_صالح_جبر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جدتي ثانية
- تتمة الحطاب والعربيد
- الحطاب والعربيد
- مرحى رياض قاسم مثنى
- الفتاوى في السويد
- يشكون بي


المزيد.....




- إسرائيل: الكنيست يناقش فرض ضريبة 80? على التبرعات الأجنبية ل ...
- أسلك شائكة .. فيلم في واسط يحكي عن بطولات المقاتلين
- هوليوود مصدومة بخطة ترامب للرسوم الجمركية على صناعة السينما ...
- مؤسسة الدوحة للأفلام تعزز حضورها العالمي بـ8 أعمال في مهرجان ...
- أدّى أدوارًا مسرحية لا تُنسى.. وفاة الفنان المصري نعيم عيسى ...
- في عام 1859 أعلن رجل من جنوب أفريقيا نفسه إمبراطورا للولايات ...
- من النجومية إلى المحاكمة... مغني الراب -ديدي- يحاكم أمام الق ...
- انطلاق محاكمة ديدي كومز في قضية الاتجار بالجنس
- ترامب يقول إن هوليوود -تحتضر- ويفرض رسوما بنسبة 100% على الأ ...
- حرب ترامب التجارية تطال السينما ويهدد بفرض الرسوم على الأفلا ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين صالح جبر - قصة قصيرة