بائع الغاز العجيب

عمر الكبيسي

الحوار المتمدن-العدد: 2456 - 2008 / 11 / 5 - 04:41
المحور: الادب والفن
    

ام قيس وضعت خطتها الستراتيجية بدقة : اجلست كنتها بباب الدار ونشرت سعد وابراهيم وخضير في الزقاق ، اما قيس ، مطيرجي العائلة ؛ فهو في اعلى السطح ،عيونه على الافق البعيد ورايته البيضاء خاملة في انتظار ظهور التراكتور .
ايام زمان كانت رنة الخلخال هي الرنة الاثيرة للعراقيين وبعدها بزمن صارت صافرات الانذار الشغل الشاغل للاسماع المرهفة وبعدها فرح العراقيون برنات الموبايل واكثروا من سماعها اما اليوم فرنة بائع الغاز هي الرنة المطلوبة في الشارع العراقي وغياب هذه الرنة يتسبب في اشكالية كبيرة للعائلة العراقية .

تقول ام حسين : لم نسمع رنة بائع الغاز منذ زمن بعيد ونحن والله عازمون على شراء الغاز باي سعر يطلبه البائع .
قضية الغاز تصاعدت في العراق بشكل غير مسبوق وهي ازمة شديدة وصعبة حسب وصف طارق الذي اضاف : الغاز له علاقة وثيقة بحياة الانسان ونقصه يؤدي الى ارباك كبير فمن الممكن معالجة نقص النفط ولكن يصعب التنازل عن غاز الطبخ لاكثر من يومين .
هناك من يربط قضية الغاز بالسياسة ومنهم سلمى التي تقول : الازمة مرتبطة بالفراغ الحكومي فالكل ارجأ البت في قضايا الازمات الى حين تشكيل الحكومة الرباعية التي ستشمر عن سواعدها وتتصدى للازمة .
هذا الرأي قاله ايضا الدكتور عصام ولكنه اضاف : تكرار الازمات هو جزء من خلل كبير تعاني منه منظومة الدولة وهذا الخلل بات يصيب منظومة الانسان العراقي في عمله وبيته ويفجر ازمات اجتماعية واقتصادية كبيرة .
المشكلة تتعلق بالاسعار فهامش سعر اسطوانة الغاز في تصاعد ووصل في بعض المحافظات الى 25 الف دينار وهو مرجح للصعود اكثر اذا استمر الوضع الى الاسبوع القادم .
رنة بائع الغاز اختفت واليوم العراقي بات اكثر صعوبة من السابق والازمات اخذت بالاتصال والتمدد والاستمرار .

#عمر_الكبيسي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل