أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جبار عودة الخطاط - رسالة مفتوحة الى الاستاذ نوري المالكي















المزيد.....


رسالة مفتوحة الى الاستاذ نوري المالكي


جبار عودة الخطاط

الحوار المتمدن-العدد: 2452 - 2008 / 11 / 1 - 07:20
المحور: حقوق الانسان
    


رسالة مفتوحة وملحة الى السيد نوري المالكي رئيس الوزراء

السبيل للنهوض بالواقع الانساني لمدينة الصدر
(محاولة لتحديد خارطة طريق اولية بهذا الاتجاه)
الاستاذ نوري المالكي رئيس وزراء جمهورية العراق
تحية عـراقيـــــة 00

لا اعتقد ان ثمة مدينة كابدت ما كابدته مدينة الصدر المظلومة من مصاعبٍ ومصائب جمة منذ نشوئها في ستينات القرن المنصرم على يد الزعيم الوطني الراحل طيب الذكر عبد الكريم قاسم (رحمه الله) وحتى يومنا هذا...فقد كانت هذه المدينة للاسف الشديد على موعد دائم مع البؤس والحرمان وشظف المعيشة باقسى صورها.. فمدينة الصدر التي تكتظ ازقتها الضيقة البائسة بحوالي ثلاثة ملايين نسمة ما أنفكت تعاني الامرين وقد اطبقت عليها زعانف الفاقة والامراض وانعدام الخدمات والبطالة التي يتجرع علقمها ابناء المدينة بشكل مؤسف.فالمدينة تعيش اليوم وضعاً انسانياً معقداً للغاية وهي بامس الحاجة الى وقفة جدية لمحاولة تضميد جراحها المزمنة التي ادمت قلوب ابناءها...ورغم كل ذلك فالمدينة قد رفدت العراق على مر الازمنة بالآف الطاقات والمواهب والكفاءات الثقافية والعلمية والرياضية ولو اردنا انجاز لائحة باسمائهم لطال بنا المقام...لا اريد الاسترسال اكثر وساحاول الدخول الى صلب ما اردت التطرق اليه في هذه الاوراق بعيدا عن المقدمات الطويلة الفضفاضة ولذا لم اشأ الاشارة الى ما عانته هذه المدينة إبان العهد الصدامي المقبور فهذه المظلومية ان اردت الحديث عنها فدوّن عنها باسهاب ولا حرج!
اريد اليوم الاشارة الى ما عانته وتعانيه المدينة من جراء ما شهدته من عمليات عسكرية وهي العمليات التي قادتها الحكومة بغية حفظ الامن واعادة النظام الى نصابه ولعل اللافت هو حسن اختيار الحكومة للتسمية(السلام)لهذه العملية وكأني بالحكومة ارادت بذلك ارسال رسائل إطمئنان الى اهالي هذه المدينة بان السلام هو رائدنا وهدفنا الذي ينبغي تعزيز دعائمه لكي ينعم ابناء هذه المدينة بالامان والوئام والطمأنينة فقد انطلقت هذه العملية بعد مذكرة تفاهم او اتفاق جرى بين الائتلاف العراقي والتيار الصدري ولا اريد هنا الخوض في اسباب هذا النزاع او تحليل دوافعه فهذا ربما يكون له مجال اخر غير ان ما يجدر التنويه اليه في هذا السياق ان اكثرمن مسؤول اعرب اشادته بتعاون الصدريين مع الاجهزة الامنية المختصة الامر الذي كانت ممثليها له نتائج ايجابية على مجمل سير العملية وباعتباري احد ابناء هذه المدينة اسمحوا لي ان اشير الى بعض النقاط المهمة التي اعتقد بانها سوف تساهم في انجاح وتطبيع الوضع الامني والاجتماعي للمدينة بما يجعل هذه المدينة تسير على ايقاع النظام الحق الذي يحفظ هيبة الدولة بحيث لايتم التدخل من قبل هذا الطرف او ذاك في مفاصلها الادارية والرسمية وبما يحفظ الحقوق العادلة التي يفتقر اليها ابناء المدينة ويرفع عن كاهلهم حجم المعاناة الكبيرة التي طالما ارهقت ظهورهم آملاً ان يتسع صدور الجميع لهذه النقاط التي ربما تكون خارطة طريق اولية لحل جزءً كبيراً من معضلات هذه المدينة وساحاول تثبيت هذه الملاحظات على شكل نقاط وساتحاشى الانشاء والشرح المطول والاسهاب في التناول وسأركز على ملاحظاتي طلباً للايجاز ومن الله نستمد العون والتوفيق:
1-لايخفى على دولتكم ان مدينة الصدر تعد القاعدة والمعقل الرئيسي للتيار الصدري الذي كانت له وقفة صلبة بوجه طاغية العصر المنهار وعلى هذا الاساس فأن بذل الوسع للتعاطي الايجابي مع هذا التيار بحيث يتم إشعاره بأنه غير مستهدف وانه يحظى برعاية الدولة العراقية ستخلق حالة رائعة من الاطمئنان والسكينة في نفوس أبناء المدينة مما سيفرز حالة كبيرة من الارتياح والهدوء في الاوساط الشعبية للمدينة وسيحجم بالتأكيد اخطاء هذا التيار وهو التيار الفتي وحديث العهد في معترك السياسة وان الانفتاح على هذا التيار وأحتضانه بأعتباره قاعدة جماهيرية عريضة ستكون خطوة كبيرة جدا وسيلمس الجميع نجاعتها وسلامتها الامر الذي سينعكس إيجابيا على عموم مدينة الصدر وسائر مناطق العراق الاخرى

2-لايختلف اثنان في كون البنية العمرانية المتهالكة لهذه المدينة هي بنية بائسة اكل عليها الدهر وشرب وان الازقة الكانتونية الضيقة لهذه المدينة تختزن في تلافيفها كماً بشرياً هائلاً يفتقر الى ابسط مقدمات العيش الكريم فالمدينة ينقصها الكثير...الكثير وهي باتت اليوم بمسيس الحاجة الى خطة انمائية حقيقية تنطوي على مشاريع استراتيجية ملموسة تنهض بالبنية التحتية لهذه المدينة وترفع عن اهلها غبار الاهمال والتهميش الكبيرين الذين طالما غطا وجوه ابناء هذه المدينة فصاروا للاسف الشديد صيدا دسما للامراض الصحية والافات الاجتماعية التي تحتدم داخل المدينة باستمرار من جراء هذا الواقع المأساوي وقد استبشر ابناء المدينة خيرا بعد سقوط النظام السابق واعتقدوا انهم سينالون استحقاقهم بحيث ترفع عن كواهلهم المظلومية والحرمان...غير ان شيئاً من ذلك لم بحدث وبقيت المدينة على حالها...بل اضيفت الى معاناتها معاناة كثيرة جديدة فكان لسان حالهم يردد كما قال الشاعر العباسي:
خليفة مات لم يحزن له احد
واخر قام لم يفرح به احد.
المطلوب اليوم ان تأخذ الحكومة على عاتقها اعداد خطة كبرى للنهوض بواقع هذه المدينة وان تكون المشاريع التي تنفذ في اطار هذه الخطة بعيدة عن حبائل الفساد الاداري والعمليات الخفية لسرقة المال العام على حساب جودة المنجز من هذه المشاريع فعلى سبيل المثال لا الحصر يمكن الاشارة الى ما ينفذ اليوم (بعد انتهاء العمليات العسكرية) من مشاريع مجاري للصرف الصحي داخل المدينة فهذه المجاري هزيلة وهي تفتقر الى الحد الادنى من المواصفات الفنية حتى صارت محلاً للتندر من قبل اهالي المدينة انفسهم.
3-الان وقد وصلت العملية الى هذه المرحلة وبعد مرور فترة ليست بالقصيرة على انطلاقها نتمنى على الحكومة التي اطلقت مشروع المصالحة الوطنية في عموم العراق ان تعمد الى خطوة تصالحية تفسح فيها المجال امام بعض الشباب الذين ربما اندفعوا بحماسة في اتجاهات غير صحيحة فهولاء هم ابناءنا وستكون خطوة محمودة ان اعطتهم الحكومة الفرصة للعودة الى صفوف المواطنة الصالحة لبناء العراق ورسم معالم ازدهاره خصوصا وان العملية اتخذت من السلام عنواناً وهدفاً فما اجمل ان تطلق الحكومة مشروع عفو مناسب وتفتح من خلاله نافذة وصفحة جديدة لشباب المدينة ليمارسوا دوراً بناءً في معترك الحياة..والى هذا المعنى ذهب مولانا الامام علي بن ابي طالب(ع) في احدى رسائله الرائعة التي جسدت الانسانية والرحمة عبر سبيل الانفتاح على الرعية واحتضانهم حتى وان اخطأوا في هذا الجانب او ذاك فباب العفو مفتوح على مصراعيه لمن يروم العودة والعمل الصالح فالاسلام يحتاج جميع ابنائه كما علمنا الشهيد الخالد محمد باقر الصدر.. يقول امير المؤمنين((واشعر قلبك الرحمة للرعية والمحبة لهم واللطف بهم ولا تكون عليهم سبعا ضاريا تغتنم اكلهم،فانهم صنفان اما اخ لك في الدين او نضير لك في الخلق.يفرط منهم الزلل وتعرض لهم العلل ويؤتى على ايديهم في العمد الخطأ..فاعطهم من عفوك وصفحك مثل الذي تحب وترضى ان يعطيك الله من عفوه وصفحه))...لن اعلق على كلام ابن ابي طالب روحي فداه ولن اطيل في هذه النقطة وساكتفي بقرع اسماع وابصار الاخوة في الحكومة بما قاله المرتضى...واكبر به من مقال يكتنز كل معاني الرحمة والوشيجة الصادقة بين الراعي المسؤول والرعية ((فاعطهم من عفوك وصفحك مثل الذي تحب وترضى ان يعطيك الله من عفوه وصفحه)) وسيكون قرار العفو واطلاق سراح المعتقلين والكف عن مداهمة الشباب قرارا حكيما شجاعا وسيلمس الجميع حسن ثماره على ارض الواقع وهذا لا يعني الدعوة الى ترك الحبل على الغارب للمجرمين بل فتح صفحة جديدة لمن قادته نفسه من حيث لا يشعر الى مسارب الخطأ والغفلة.
4- ثم نسأل انفسنا لماذا يندفع ابناءنا بهذا الاتجاه او ذاك في مسالك العنف...اقول يمكن اجمال ذلك بعوامل اربعة:
اولاً-الوصول الى مرحلة اليأس والاحباط:-
يلجأ الكثيرون من الاشخاص والجماعات الى سبل العنف في محاولة منهم لتحقيق مكاسبهم بعد ان تستبد بهم القناعة بان لا فائدة ابدا من انتهاج الطرق السليمة لانهم يعتقدون بان الجهة الاخرى لا تعي سوى لغة القوة والعنف او تراهم لا يقرون باحقية سياسات الطرف الاخر سواء كانت اهدافهم مشروعة كما هو الحال في مقاومة المحتل او غير مشروعة كاستهداف المدنيين او اجهزة الدولة.
ثانياً-الدافع العقائدي:-
ان حالة التباين في الافكار والرؤى العقائدية بين الجماعات المتنازعة تصل باصحابها في كثيرمن الاحيان الى حالة الصراع العنفي اذ ان بعض الجماعات ربما تتبنى افكاراً هدامة تلغي مقبولية الرؤية الاخرى الامر الذي يتطور الى حالة اخطر هي محاولة الغاء الاخر المختلف بالقوة لانه يختلف مع الافكار التي يتبناها معتنقوها وهم يشعرون بان نشر افكارهم هو فرض وان اللجوء الى القوة والعنف لنشر هذه الافكار لامناص منه لديهم بل ان الانكى من ذلك كله اعتقادهم(الجازم)بان ما يقومون به هو الصواب وحده وغيرهم على خطأ.
ثالثاً-دوافع الجهل والفاقة:-
يعد الفقر والجهل من الاسباب المهمة لتفشي حالة العنف فمما لا شك فيه ان الاشخاص الذين حرموا لسبب او لاخر من نعمة التعليم هم بالتأكيد يشعرون بانهم يفتقرون الى الحد الادنى من الغد المريح الذي يضمن كفافهم من الحياة الكريمة لذا تراهم يلجأون في احيان كثيرة الى محاولة تأمين مستلزماتهم المفقودة بواسطة العنف تحفزهم الى ذلك دوافع غريزية ضد ما يشعرون بانه يشكل سياسة اقصاء يمارسها البعض بحقهم.
رابعاً-الوسط الاجتماعي الدافع للعنف:-
بالتأكيد إن كل اعمال العنف التي تتسم بضراوتها لا يمكن ان تنطلق من فراغ فلا يمكن بأي حال من الاحوال تجاهل البيئة الاجتماعية التي تكون حاضنة للفرد والجماعة المتطرفة والتي تدفع بهولاء الاشخاص نحو مسارات العنف بسبب تركيبتها المعقدة فهولاء الاشخاص يتملكهم شعور قاتل بالمظلومية لانهم يشعرون بانهم مواطنيين من الدرجة العاشرة!وانهم عندما يسلكون طرق العنف والقوة فانهم في وارد استرداد حقوقهم المسلوبة ومحاولة قطع الطريق على الجهات التي تريد تهميشهم كما يعتقدون.
ولذا فانا اعتقد ان اي مشروع تقوم به الحكومة لمحاولة تحجيم ظاهرة العنف لابد ان يأخذ بنظر الاعتبار العوامل الاربعة سالفة الذكر وان تعمل الحكومة جاهدة على توفير المناخات الصحية لهذه المعالجة وان تكون المقاربة لعسكرية في التصدي لهذه الظاهرة حالة يتم اللجوء اليها بعد استنفاد كل الوسائل السلمية الاخرى للعلاج وان نحرص اشد الحرص على عدم التفريط باي شخص او شاب فهو طاقة يحتاجها العراق في هذه المرحلة.
6- مما لا شك فيه ان الجيش او الاجهزة الامنية في الانظمة الديمقراطية تمثل الحارس الامين للدفاع عن القانون والنظام العام وتاسيسا على هذه البديهية انقل هنا ما اشتكى منه الكثير من ابناء هذه المدينة مما لاقوة من تصرفات مستهجنة من قبل بعض افراد الجيش العراقي او الحرس الوطني وهي على الاغلب تصرفات شخصية ولا تمثل توجيهاً من قبل المراجع الرسمية لهولاء الافراد فاتمنى على الحكومة توجيه افراد الاخوة الجيش المتواجدين في المدينة بضرورة التعامل الحسن مع ابناء المدينة بغية تجسير الثقة بين ابن المدينة وبين الاجهزة الامنية وان يتم محاسبة من يثبت صدور الاساءة منه من افراد الاجهزة الامنية بحيث يعلن عن خطوات هذه المحاسبة ليكون ابناء المدينة على يقين بأن هذه القوات جاءت لحفظ النظام وليس لخرقه وأن لا تدخر الحكومة جهداً بضرورة خلق حالة طمأنينة لدى ابن المدينة ان لا حسابات سياسية البته موجودة في ثنايا هذه العملية الامنية وفي هذا الصدد انقل لكم مانشرته جريدة البينة التابعة لحركة حزب الله (المجلس الاسلامي الاعلى)في عددها المرقم(698)الصادر يوم الاحد 27 تموز من خبر تحت عنوان(امام انظار وزيري الدفاع والداخلية وقائد عمليات بغداد/سيطرات الجيش والشرطة تجاوزات بالجملة) جاء في الخبر ((فقط بـ12 ساعة لا اكثر سجلت اربع حالات تجاوز على المواطنين من قبل افراد سيطرات الجبش والشرطة واستخدمت في هذه التجاوزات حالات التهجم والسب والشتم ورفس السيارات وكسر زجاجات(البك لايت)والضرب بالاخمس على السيارات اضافة الى سحب امان الاسلحة سواء المسدس او البندقية على الناس العزل ولكي نكون منصفين نحدد بعض هذه الحالات ففي الساعة 8,45 مساء يوم الجمعة وفي تقاطع البلديات (احدى مداخل مدينة الصدر)قام احد عناصر الجيش في السيطرة القريبة بالاعتداء على احد سائقي المركبات بالسب والشتم والركل وسحب اطلاقه بندقية ولو لا تدخل شخص آخر لحدث ما لا يحمد عقباه اما الحالة الثانية فقد حدث صباح اليوم التالي عند الساعة 9,45 دقيقة في تقاطع القناة من جهة المعارض (احدى مداخل مدينة الصدر)حيث قام احد السواق بدخول الشارع المخصص لدخول الشاحنات فقط فقام احد افراد السيطرة باطلاق النار وليس هذا المهم وانما ما حدث بعد ذلك شيء يندى له الجبين حيث قام عنصر الجيش بضرب السيارة والتجاوز على السائق بصورة غير لائقة اما الحالة الثالثة فحدثت بعد نصف ساعة من قبل منتسبي احدى دوائر وزارة الداخلية المتواجدة في شارع النضال الشارع الفرعي المؤدي الى داخل مقر حماية المنشأت(منطقة التجانيد القديمة)حيث وقفت سيارة كيا لانزال احد الركاب وهو من منتسبي هذه المديرية فاتجه احد الحماية وقام بالسب والغلط والشتم على ركاب وسائق الكيا وسحب مسدسه الشخصي وايضاً ربما كان يحدث وضع معين لو لا تدخل الراكب المنتسب ومنع هذه الحماية من التمادي في تجاوزهم!! يا اخوة ياكرام يا منتسبي قواتنا المسلحة لقد وجدتُم لخدمة الناس وليس لاهانتهم وكفانا استهتاراً وتجاوزاً(طبعا هذا الكلام للجريدة)وتضيف الجريدة((أم إنكم تريدون أن تكونوا صورة مكررة لنماذج مسيئة في زمن النظام المقبور وانتم يا معالي الوزراء ويا سيادة قائد عمليات بغداد تدخلوا رجاءً لايقاف هذه المهازل))انتهى كلام جريدة البينة وهي جريدة ذات خطاب متوازن وعرفت بدعمها للعملية السياسية ودعمها للحكومة فلا يمكن بعدئذ التشكيك في صدقيتها...واختم كلامي في هذه النقطة بنقل الحادثة المؤلمة والمخجلة التي قام بها افراد احدى دوريات الاجهزة الامنية حيث قاموا بالتجاوز على مراسل قناة العراقية في منزله الكائن في الكاظمية قرب دائرة التجنيد اثناء دخولهم للتفتيش وقد اخبر المراسل اللواء قاسم عطا بهذه الحادثة والح عليه بان يشكل مجلس تحقيقي بها اثناء المؤتمر الصحفي للواء قاسم يوم 28 تموز 2008 ولو اردنا تعداد حالات التجاوز وهي كثيرة وكبيرة لملأنا صفحات وصفحات.فلا حول ولا قوة الا بالله!!
7- حبذا لو اطلقت الحكومة صرف قروض المشاريع الصغيرة الميسرة على ابناء المدينة على ان يستثنون من شرط الحصول على الشهادة الاعدادية فما فوق كون هذه القروض تصرف كما تنص التعليمات للخريجين من اصحاب المشاريع الصغيرة وسبب اقتراح هذا الاستثناء بسبب كون معظم ابناء هذه المدينة قد حرموا من التعليم واغلبهم لم يحصلوا على الشهادة الاعدادية لظروف عديدة لا يسع المجال لذكرها غير ان هولاء الشباب هم من الحرفيين المهرة ويمكن تسخير مهاراتهم بواسطة منحهم لهذه القروض من خلال استثنائهم من شرط الشهادة الاعدادية ومن خلال الانسيابية في صرف هذه القروض بعيداً عن الاجراءات البيروقراطية المعقدة ليتسنى لهم تشغيل مشاريعهم الصغيرة وخدمة المجتمع و بذلك نكون قد قطعنا الطريق على هولاء الشباب لكي لا ينخرطوا في الاعمال غير المشروعة ووفرنا بدلا من ذلك طاقات حرفية وانتاجية مشهود بكفاءتها ومهارتها.
8- كما قلنا في المقدمة بان المدينة تزدحم بسكانها على نحو يدعو للالم فبيوت هذه المدينة كما هو معروف هي بيوت بائسة يضم البيت الواحد اكثر من عائلتين او اكثر قد يصل افرادها الى اكثر من عشرين فرداً بل ان الكثير من هذه البيوت قد تم شطرها وتقسيمها الى قطعتين او ثلاث!!ولكم ان تتصوروا حجم معانات هذه العوائل المعدمة... لذا فقد سبق لي ان إقترحت قبل عدة اشهر ومن خلال احد الاخوة البرلمانيين الكرام ان تبادر الحكومة الى انشاء مشاريع اسكان نموذجية في مناطق اخرى ليتم نقل نصف او ثلث سكان المدينة بطريقة كريمة على ان يكون التوزيع مثلاً بيت لكل عائلة مكونة من اكثر من خمسة افراد ولا تملك داراً واعتقد اننا بهذا المشروع نكون قد حققنا عدة انجازات ومكاسب كحل معضلة السكن الخانقة في هذه المدينة وتوفير فرص عمل من خلال هذه المشاريع كما ان المدينة تحيا بحجم ديموغرافي معقول يتناسب ومساحتها فضلا عن ذلك سيكون هناك مردودات امنية واجتماعية ايجابية كما لا يخفى.
9- كنا قد تطرقنا الى مسألة القروض الميسرة في نقاط سابقة لتمكين الشباب من انجاز مشاريعهم الصغيرة وهذه النقطة تقودنا الى مسألة غاية في الاهمية وهي موضوعة البطالة هذه الآفة المقيتة التي لا يمكن الاّ ان تكون مرتعاً لكل ما من شأنه مغادرة الطريق القويم الى حيث الانحرافات والامراض الاجتماعية التي يمكن استثمارها من قبل اصحاب السوء للتغرير باصحابها والايقاع بهم في مهاوٍ لا يحمد عقباها لذا فان السعي الجاد للقضاء على آفة البطالة هو في صلب معالجة الظاهرة الامنية فضلا عن معطياتها الاجتماعية والاقتصادية على حياة الافراد والجماعات في هذه المدينة او غيرها.
10- من الضروري جداً ان تنشيء الحكومة داخل المدينة الكثير من منتديات وأماكن اللهو البريء كالاندية الرياضية والمنتديات الثقافية وان تسعى لاستقطاب الشباب الموهوب من ابناء المدينة وان توفر له فرص تنمية وتطوير قابلياته ومواهبه.
11- واخيراً فمن الاهمية بمكان سعي الحكومة بشكل تدريجي الى رفع الجدران الكونكريتية العازلة التي شطرت المدينة الى عدة اقسام بحيث أصابت معظم شوارع المدينة بالارباك والفوضى والاختناقات القاتله التي شلت حركة الكثيرين من ابناء المدينة حيث غابت الانسيابية والنظام عن حركة غالبية شوارع المدينة وصار امر الخروج والدخول الى وسط المدينة حالة شاقة مرهقة إستنزفت أعصاب ابناء المدينة وتسببت في خلق مناخات صادمة ومحبطة الامر الذي بث شعورا كبيرا بعدم الرضا والامتعاض الشديد في الاوساط الشعبية للمدينة كماان المبادرة من لدن الحكومة بتقليص مظاهر العسكرة التي ربما تخلق جواً غير طبيعياً في المدينة هو امر في غاية الاهمية بحيث يتم ذلك بالتزامن مع التحسن الامني وهذا ما نشهده اليوم بشكل ملحوظ في المدينة.
وانا اعتقد ان الوضع الامني الذي تعيشه المدينة حالياً يسير بشكل متوازن مقبول الامر الذي يجعل من الضروري ان نجتهد فنبذل قصارى الجهد لتفعيل الحياة الطبيعية لكي تسير بشكل سلس وطبيعي مع الاخذ بنظر الاعتبار بعض الهواجس الامنية وان نسعى من خلال قواتنا المسلحة الى اشاعة ثقافة التسامح وتظافر الجهود من اجل ان تغدو مدينتنا...مدينة الصدر،مدينة عامرة بالسلام والوئام والاخوة والله من وراء القصد.



#جبار_عودة_الخطاط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- -نقاش سري في تل أبيب-.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال ب ...
- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريكية ...
- إسرائيل: قرار إلمانيا باستئناف تمويل أونروا مؤسف ومخيب للآما ...
- انتشال 14 جثة لمهاجرين غرقى جنوب تونس
- خفر السواحل التونسي ينتشل 19 جثة تعود لمهاجرين حاولوا العبور ...
- العراق.. إعدام 11 مدانا بالإرهاب في -سجن الحوت-
- السعودية ترحب بالتقرير الأممي حول الاتهامات الإسرائيلية بحق ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جبار عودة الخطاط - رسالة مفتوحة الى الاستاذ نوري المالكي