أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - اسماعيل داود - باص الأمانة ذي الطابقين














المزيد.....

باص الأمانة ذي الطابقين


اسماعيل داود

الحوار المتمدن-العدد: 2452 - 2008 / 11 / 1 - 07:33
المحور: كتابات ساخرة
    


الكثير من الذكريات والحكايات تتداعى إلى البال لسكان بغداد من الطبقة المتوسطة ومحدودي الدخل حالما يرد ذكر ((باص الأمانة )).
مثلت رؤيته وهو يطل من نهاية الأفق قادما باتجاه الجمع المنتظر في محطات الوقوف فرحة لا تدانيها فرحة ، ولن نكون مبالغين إن قارناها بفرحة الصائم بقرب موعد الإفطار
ومن مَعين هذه الذكريات روى لي احدهم إن باصاًً ممتلئا بالركاب كان قد توقف فجاءه على صوت صرخة لإحدى النسوة مما اضطر السائق إلى التوقف وغلق الأبواب لغرض التحري عن حقيقة الأمر، وتبين إن احد الركاب قد فارق الحياة وهو جالس على مقعده في الطابق الأول من الباص. فَضّل السائق التوقف قرب ((مركز شرطة باب المعظم )) لغرض عرض الحالة على الضابط المسؤول.
أَمَر الضابط ومن خلف مكتبه، بإدخال الركاب إليه واحد بعد الأخر لاستجلاء ما حصل ، فقال الراكب الأول انه حقيقةً لا يعرف لأنه كان في الطابق الثاني ،وكذا أفاد الراكب الثاني والثالث حتى وصل الدور إلى المُحَصِل والسائق لكنهما أفادا بأنهم حقيقة لا يعرفون كونهم كانوا في وقتها في الطابق الثاني!
هنا قال الضابط (( حسناً ، يمكنني أن اصدق بان أكثر من 80 راكبا كانوا جميعهم في الطابق الثاني وان الطابق الأول خلا من الركاب إلا من المرحوم ،ولكن أن يكون السائق أيضا في الطابق الثاني ، فهذا هو العجبُ العُجاب ))

والعَجب العُجاب في أيامنا هذه هو ما أعاد إلى ذهني هذه الحادثة ، فكلما سمعت ردود أفعال الفرقاء حول ما جرى في الموصل ،حيث تُدين كل التصريحات و تعلن بان الجميع بِراءٍ مما حدث من تهجير للعراقيين من الديانة المسيحية ،مضافاً إلى ما تعودنا أن نسمعه وفي مناسبات عديدة ، ممن لهم النفوذ اليوم في العراق ، عن اشمئزازهم من المحاصصة الطائفية ومن التحزب المقيت ومن الفساد الإداري ،ومن تسييس الدين، حتى إنني سمعت احدهم يقول في لقاء صحفي (( بأنه لا يتأمل استقرار الأوضاع في العراق على المدى القريب طالما إن الأحزاب الإسلامية هي التي تحكم العراق )) ،قال هذا وهو المعرف بتوجهه الإسلامي الحازم وخلفيته المعروفة للجميع ومنصبه الرفيع في عراق اليوم ، وهو بمكانة السائق في الحادثة الأنفة !
أقول كلما سمعت مثل هذه التصريحات ، ارُدد في داخلي (( يا جماعة من غير المعقول أن تكونوا جميعاً في الطابق الثاني ))



#اسماعيل_داود (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المعتقلون لدى الجانب الأمريكي: ردتك إلي يَسمر عون
- الإستثمار في اللاعنف ....
- في اللاعنف ....
- إستَعنتُ بأحد التَقَنييّن
- أسبانيا والمادة 41 من الدستور العراقي !!
- جَسْر الهُوّة بين المُجتَمَع المدني والحكومة
- من أجل عراقٍ خالٍ من ألتَعذيب


المزيد.....




- وفاة الممثل والمخرج الفلسطيني محمد بكري عن عمر يناهز 72 عاما ...
- رحيل محمد بكري.. سينمائي حمل فلسطين إلى الشاشة وواجه الملاحق ...
- اللغة البرتغالية.. أداة لتنظيم الأداء الكروي في كأس أمم أفري ...
- بعد توقف قلبه أكثر من مرة.. وفاة الفنان المصري طارق الأمير ع ...
- نجوم يدعمون الممثل الأميركي تايلور تشيس بعد انتشار مقاطع فيد ...
- إقبال متزايد على تعلم اللغة التركية بموريتانيا يعكس متانة ال ...
- غزة غراد للجزيرة الوثائقية يفوز بجائزة أفضل فيلم حقوقي
- ترميم أقدم مركب في تاريخ البشرية أمام جمهور المتحف المصري ال ...
- بمشاركة 57 دولة.. بغداد تحتضن مؤتمر وزراء الثقافة في العالم ...
- الموت يغيب الفنان المصري طارق الأمير


المزيد.....

- الضحك من لحى الزمان / د. خالد زغريت
- لو كانت الكرافات حمراء / د. خالد زغريت
- سهرة على كأس متة مع المهاتما غاندي وعنزته / د. خالد زغريت
- رسائل سياسية على قياس قبقاب ستي خدوج / د. خالد زغريت
- صديقي الذي صار عنزة / د. خالد زغريت
- حرف العين الذي فقأ عيني / د. خالد زغريت
- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - اسماعيل داود - باص الأمانة ذي الطابقين